الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر يحاور بالفكر و سعتي الإطلاع و الأفق..

حمزة بلحاج صالح

2020 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كفى تدويرا للغة من نوع و جنس كافر و خبيث و يحارب الإسلام و ضال و فاسق...
مفردات لا علاقة لها بنقاش المثقفين و أهل الفكر و العلم و بالإنسان كإنسان و حتى مع الملحدين و اللادينيين و المخالفين..
على من يريد أن يخطو خطوة في طريق العلم و المعرفة و التحضر و التمدن و تأسيس خطاب إنساني و كوني إسلامي رفيع ...
أن يراجع مفردات حديثه و تخاطبه و كلامه و الأوصاف و النعوت التي يضفيها و يصف بها المفكرين الغربيين أو العرب الذين نهجوا فكرا صادما أو منفلتا من قيم الدين ...
اللغة إبنة حقلها التداولي فكثير من مفردات القران أولا تتعلق بسياق عقائدي معين..
و ثانيا هي حتى إن اطلقت في القران فهي مقيدة بالسياق و المراد من الخطاب الذي هو معيار التمييز عند الأفراد بل تعني الإطلاق لا التعيين..
فان الله رمى بها في قلب المؤمن لا لتتحول إلى لسانه حكما على الخلائق تشخيصا و تعيينا...
بل لتنتقل إلى تمثلات العقل معيارا يحتفظ بها كل فرد مؤمن يقيس بها سلوكه و تصوراته هو في علاقته مع الله ...
لا لتتحول إلى نعت للخلائق و الناس خاصة إن كانوا من النخب و العلماء باحثين عن الحقيقة ...
فلا يخاطب العالم الكبير " ستيفن هوكنز" على أساس إلحاده بأنه كافر و خبيث ...
و كذلك رائد الداروينية الجديدة ريشارد داوكينز أو إدغار موران الملحد و ميشال أونفري و كارل ماركس أو ألان باديو ....
و من مثل هذه الأوصاف و النعوت القرءانية "كافر" " منافق" " فاسق" " ضال" " ذمي" و " كالكلب إن تحمل عليه يلهث .."و "فاجر".. الخ ...
و مصطلحات أخرى من الفقه التقليدي و الخطاب العام السائد نذكر منها " نجس" " خبيث " "عدو الله" " كلب " " ينشر شبهات " " يحارب الدين" " يعلن حربا على الله " " إحذر من شبهاته" " نحصن شبابنا من هذا الفكر" " نرد عليه لفضحه و بيان نواياه الخبيثة " ..الخ
ناهيك عن الذين يتلاعبون بالأحاديث النبوية كلعب للتسلي ينزلونها على الافراد دون الرجوع إلى مسألة الاطلاق و التعيين التي سأعود إليها و دون الرجوع إلى المقاصد التشريعية و القرانية و نواظم القران الكريم ...
و سيل من المفردات التي طرق عليها اللسان من خلال قراءات معينة أو مجالس و لقاءات بين متدينين في المساجد و البيوت يلتقون على هذا النمط من التفكير و اللغة و الخطاب ...
الغاية من مناقشة أفكار مفكر ليس فضحه بمعنى كشف مخططاته ..
فالفكر يحاور بالفكر و عبارة فضح و تعرية و كشف من مفردات لغة التفكيك و النقد الفلسفي و الأدبي ...
لا تحمل شحنة من الأحقاد و التحذيرات و الشخصنة و الطائفية و الدين و الأيديولوجيا ...
لقد تطور الفكر و تطورت الحريات الفكرية و غيرها بما جعل تحمل هذه المفردات غير ممكن...
فليتراجع عنها و ليستبطنها كل مسلم بالثقافة و الإختلاف و مناقشة الفكر بالفكر...
وعلى المناقش أن يتزود بأدوات النقاش العلمي عن مقدرة و كفاءة أو يبتعد عن هذا المجال و يتركه لأهله يتعلم منهم كيف يعيد طرق لسانه على مستوى من النقد الرفيع و لو صارما و لاذعا ..
الكبار كبار.. مؤمنون مسلمون أو ملاحدة لادينيون أو بوذيون ..
فلا يقترب من مناقشة الكبار و منجزهم إلا الكبار ...
و لنراجع أدبيات الفقه التقليدي القديمة دار الكفر و الحرب و دار الاسلام و الايمان و دار السلم و مقولات الولاء و الموادة ..
فلا نكون شهودا على الإسلام سيئة بل نكون له شهداء على الناس...
نحسب أنفسنا أرقى أمة و نحن في هاوية التخلف ...
لسنا شهداء على الناس و قد يبعث الله من المفكرين الملحدين و الفلاسفة من يؤمنون به و يوقرونه ...
أو أمة اخرى و يستبدلنا لأننا بالغنا في زهونا بذاتنا استعلاء و قد تخاذلنا و خنا الأمانة و نشرنا الطائفية و التعصب المذهبي و الذعر و التهديد و التخويف...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س