الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:111242 أمريكا القوانين والحرية والفوضى ومقتل جورج فلويد

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2020 / 6 / 3
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أمريكا …. أقسم ُ أَني أُحبكِ لكن قانونكِ سيقتلكِ.
إذا كان كلّ نظام سياسي أو اقتصادي يحمل في جوهره بذرة فنائه فإن اليسار الغربي أخطر من أساطيل العالم وصواريخه العابرة للقارات وجيوش العالم الثالث والعاشر.
أيّها الإخوة أصحاب البشرة السوداء في أمريكا.أيّها اليسار الأمريكي .
لو سرتم بمظاهرات صامة لمقتل جورج فلويد لكانت النتائج أقوى مما تتوقعون ولتعاطف العالم معكم.
إنما تصرفكم العنصري والوحشي والراديكالي ومعكم اليسار الأمريكي الذي يريد هدم أركان الدولة . أخرج المأساة عن مسارها.فهذه ليست تصرفات جماعات بشرية تعيش منذ أمد بعيد في كنف الحضارة الأمريكية الرحبة .
وعلم الاجتماع والنفس يؤكدان على أن الوحشية لا تزول من الجينات الوراثية مهما حاولنا خداع الواقع ومهما تطورنا فكريا وجسديا وتقنيا.
فلنا أن نقرأ قراءات منفردة على اثر خنق الرياضي سابقا جورج فلويد على يد شرطي أمريكي أبيض . والقصة تبدأ من مشاغبات جورج فلويد ذاته عندما طاردته الشرطة لكونه دفع لأحد البقالة الفلسطينيين الأمريكيين عشرين دولارا أمريكيا مزورا.وحصل ما حصل فمات جورج ابن ال46 عاماً خنقا تحت ضغط الشرطي الأمريكي .
الحقيقية دوما هناك تعتيم إعلامي على الأسباب الحقيقية لكل حادث ويتم فوراً أخذ النتائج بعين الاعتبار دونما الرجوع إلى المسبب الحقيقي .
فهل المسبب هو القانون الأمريكي أم العنصرية ، أم جوهر التكوّين لكلّ دولة أو منظمة أو حزبٍ؟!!
لن نُجيب على هذه الأسئلة لكن ليس هناك من عاقل ويقبل أيّ منا أن يُقتل جورج أو غيره في أيّ دولة من دول العالم.وماذا عن مقتل الإنسان في الشرق ـ (مسألة فيها نظر)لكن جورج ليس أول رجل يُخنق ويموت ولن يكون الأخير .
وهنا نُقدم رؤية شخصية للأحداث التي أخذت طابعين الأول عنصري وغير مقدر لقيمة الأمن والسلام والحرية وما تقدمه الدولة الأمريكية والثاني ممزوج بنكهة اليسار الأمريكي الذي ليس بأقل خطورة من الراديكالية القومية أو اللونية أو اللغوية أو الدينية .
أمريكا بلد مؤسسات . لقد نضجت فيها كل ّالتجارب وليس هناك من عاقل ويستطيع أن يقول عكس هذا.
و لكوني عشت في أمريكا ثلاث سنوات وأعتقد قرأتُ آنذاك أمورا قد لا يقرأها من عاش على أرض أمريكا مدة خمسين عاما.فقد رأيتُ وتحقق لي بأن أمريكا :
أولاً: أمريكا ليست رئيساً أو حاكما وليست بائع مخدرات ٍ أو تاجر دين أو قومية واحدة أو جماعة بعينها. فأمريكا قارة تجتمع فيها كل ثقافات العالم بأسره وقومياته ودياناته ومذاهبه .وبنفس الوقت قارة فيها من الأمراض القومية والدينية والعنصرية والشوفينية ما يعجز علماء النفس أن يحصون ويتدارسون خطورته ونتائجه المدمرة.
ثانياً: أمريكا ليست جمهورية أفلاطون .ولكنها أفضل تجربة سياسية حصلت في تاريخ البشرية .فيها من العدل مالا يمكن وصفه بكلمات . وفيها من الحرية المنضبطة مالا تعرفه دول العالم .وفيها حرية تحقيق الشخصانية ذاتها .فالحرية في أمريكا أنت حر تصنع بنفسك ما تريده إن تتعاطى المخدرات فأنت حر. أو تُصبح تاجرا ، أنت حر أو تسعى لتصل إلى أن تكون رئيسا للولايات المتحدة فأنت حر.ومن يُفسر الحرية الأمريكية بأنها فوضى فهو حر.لكن الحرية الأمريكية لا يوجد مثلها في العالم لا في الدول الاسكندنافية ولا في بريطانيا ولا في أوروبا ولا في أفريقيا أو أسيا .
ثالثا: العدالة نراها تتجلى بأرفع صورها في أننا نرى أنّ إنسان يقف أمام المحاكم الفدرالية ويتم مقاضاته بدون النظر إلى ماله أو مكانته السياسية أو الاجتماعية والقانون الأمريكي لا يقبل الاختراق.(ربما بطريقة المساعدات المال السياسي الذي يتجاوز المليارات فيتم تغيير مسار القضية لصالح جماعة بعينها وهنا استثناء...مع تحفظي ).
رابعاً: الثغرة الوحيدة التي أراها في القوانين الأمريكية هي القوانين ذاتها التي تمت صياغتها منذ زمن وما تفسره لواقع لم يعد فقد تطورت كل عناصره ومتطلباته واليوم الأجيال الحالية في أمريكا تستخدمه مستغلة ثغراته . والحقيقة أنّ في كلّ القوانين تكمن نقاط مقتلها.
والسؤال الذي نوجهه للشعب الأمريكي المنحدر من أفريقيا.(البشرة السوداء)
ألا ترون بأنكم تريدون زعزعة واقع عشتم عليه معززين مكرمين؟!!
ماذا لو لم تكونوا في أمريكاـ أمريكيين ـ؟!!
هل نسيتم فضل أمريكا عليكم ؟!!! وأنتم كما من يريد لأمريكا الدمار والتدمير ويفرح للأحداث التي تقع فيها لا بل يدعو عليها ليل نهار كي تُدمر ؟
أنتم ومعكم اليسار الأمريكي والراديكالية المشرقية ذات النكهة الدينية التي تعيش على أرض أمريكا.
أنتم المحطة الأهم في دراسة علماء الاجتماع والاقتصاد والسياسة وأطباء علم النفس والتاريخ.
لهذا إن ما تقومون به ليس هو ردة فعل تجاه مقتل جورج فلويد . وليس حبا بجورج فلويد. وإنما هناك في أعماقكم انتقاما للحرية التي تعيشونها وللنعم التي تتمتعون بها وللقوانين العادلة التي تحكمكم فيا ليتكم تحتكمون للحق والعدل والحكمة والهدوء. إن من يقوم بكسر وتحطيم وسرقة المتاجر وتعطيل الحياة في ولاية لابل في مدن عدة لا ينتقم لجورج فلويد. كان بالأحرى أن تكونا حضاريين كحضارة بلدكم تسيرون مسيرات صامة فكانت ستكون أكثر قوة مما تتصرفون . إنكم اليوم تثبتون أنتم واليسار الأمريكي أنكم أعداء أمريكا.
وكلّ من يؤيدكم ويُناصركم أنه مصاب في عقله لأنّ حق دم جورج فلويد كان سيأتي بالحكم على الشرطي ويجب أن يتم فوراً لأن دم جورج وغيره ليس أيضاً مباحاً لتصرفات بعض من هذه الجماعة أو تلك.
إن العدالة لا تتحقق بتصرفات وحشية بل بمطالبات حديثة . إن توقفكم واعتذاركم لأمريكا مؤسسات وقانون هو الشكل الحضاري للتكفير عن ذنوبكم
أما أنتَ أيّها اليسار الأمريكي والعالمي سيأتي اليوم وتتم محاسبتك بالشكل المطلوب.
لأنّ هدف اليسار في العالم هو تدمير الدولة وإنشاء نظام دولي جديد فمتى نشاهد الإنسان الذي يدعي بالحضارة والعدالة ؟!!
المدّرس : اسحق قومي.
ألمانيا في 3/6/2020م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح