الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطرة الفيروس وكوزموبوليتانية ما قبل الاحتلال

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2020 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ما زلت مقتنعا، بعدم وجود ما يسمى بفيروس كرونا، وقد كتبت من قبل طبقا لمعطيات وإحصاءات وفيات العالم فى السنوات السابقة، فإذا ما وضعنا " فيكس كادر" على مرض الضغط ستكتشف حجم الكارثة، ربما يكون الموتى ملايين خلال ستة أشهر، ومثلهم بمرض السكري، وما وفيات الكرونا المزعومة سوى أرقام، لم أعرف منها قريبا أو صديقا أو جارا، بقدر ما أقرأ أعدادا وتقاريرا متضاربة ، حول العقارات الصينية الجديدة التي ستغزوا العالم والعلاج الروسي أفافيرا وغير ذلك من التقارير المتضاربة حتى من منظمة الصحة العالمية. من قبل كانت التصريحات بأن الحرارة قاتلة للفيروس، بيد أن ذلك التصريح لم يرق للبعض، فتراجعوا عنه. ثم أتى تصريح جديد بعدم احتمالية موجة ثانية، واليوم يتبعه تقرير باحتمال موجة عنيفة، مع إعلان عدة دول عن الفتح الكامل لكل منشآتها والسماح للسياح بالسفر. بالطبع مع ذكر الكلمتين الغبيتين " مع التدابير اللازمة" كل أخبار العالم تتابع عن كثب موضوع الأسطورة المخلقة " كرونا" التي لم توقف الحرب فى ليبيا ولم توقف أثيوبيا عن إهانة مصر التي تبدو عاجزة عن الرد حتى تاريخ كتابة هذه الصفحات، اللهم كلمة " مياه النيل خط أحمر " وهي كلمة يقولها ضاربوا سرنجات البوردة تحت الكباري ومدمنوا شم الكلة. لا مواقف واضحة فى هذا العالم. يحاول الصهاينة تمرير قانون قيصر لحصار سوريا وضم أجزاء من الأردن وإكمال صفعة القرن على وجه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو. العالم يتناحر من حولنا ورئيس وزراء البلاد يهتم جدا بأسعار الكمامات إنتاج غزل المحلة ومصانع الجيش والغرامات والفتح والإغلاق وأسعار البيرة والسجائر، ومن المضحكات المبكيات ، أن تقرأ اليوم حكما تاريخيا لمحكمة النقض، يقضي بأن التجمهر " أي حقك فى التعبير السلمي " يعتبر من القضايا المخلة بالشرف، وقد كتبت عدة مرات أن جميع الأنظمة الخادمة للرأسمالية المتوحشة تحاول استغلال الجائحة المصطنعة لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة وتغيير ملامح هذا العالم، تمهيدا لإعادة الاحتلال من منظور مغاير، وأيضا كتبت عن رغبة هؤلاء فى عمل تغيير ديموغرافي لدول العالم، بعدما أصبحت العولمة فكرة بالية واستكفت البلدان العربية من الحروب ووصلت لقمة منحناها المعياري، وقد أدرك محمد بن سلمان ما يدور قبل سنوات، لأنه بالفعل غير مستبعد أن أسرة آل سعود من يهود الدونمة " الأونسيم " أحفاد شبتاي تسيفي، فقام بتغيير وجهة بلاده من الشكلانية الدينية التي كانت تحاول ببؤس إظهار أنها خادمة الإسلام وقضايا العروبة، رغم تاريخهم الأسود فى مواجهة عبد الناصر ودعم إسرائيل فى حرب 67، وما هي عليه الآن من الإعلان الكامل بالتطبيع مع العدو المحتل، وتغيير أيدولوجيتها الدينية، تجاه العلمانية الشاملة، بالإعلان عن مشروع نيوم والذي سيحول شبه الجزيرة العربية المحتلة من يهود الدونمة" آل سعود" إلى أهم واجهة لسياحة الدعارة والترفيه عالميا. فمن مكة المقدسة إلى نيوم العري والدعارة والتفكيك، يظهر وجه بن سلمان القبيح، الذي كرس كل أمواله الحرام لشراء جزيرتي تيران وصنافير، العائدتين إلى مصر رغما عنه وعن نظام السيسي، طال الزمن أو قصر. البعض يتهمني بالجنون حينما كتبت عن رغبة القوى الجديدة فى عمل تغيير ديموغرافي للدول، بحيث يعيش فى كل دولة سكانها الأصليين فقط، واليوم تصرح حكومة الكويت بأنها ستعمل على تغيير ديموغرافي فى القريب العاجل بحيث تصبح النسبة من 70 إلى 30 فى المائة ما بين المواطن والوافد، وهذا بداية الغيث وربما مؤشرا على صحة توقعاتي. اليوم أيضا مجلس الأمن يقر مشروع التصالح الليبي، وأردوغان يبول على وجه الزعماء العرب ، بقوله أي مفاوضات تستبعد أنقرة مرفوضة تماما، ولنا الحق الكامل فى غاز شرق المتوسط، بالطبع ربما يخرج " هبؤات " النظام المصري مع حفظ مصطلح " الهبؤ " حصريا للكاتب، ويقول : غاز شرق المتوسط خط أحمر. لذا كرهت اللون الأحمر حتى فى تلك القطعة الأنثوية التي تغني بجمال حمرتها الشعراء. فلا أحمر ممن لا يستعين بشعبه ويشركه فى أزماته بشكل حقيقي، بعيدا عن سياسة الأوحد والأعظم والأقدر. الرؤيا القادمة للعالم ولا سيما أن الوقود الأحفوري بعد سنوات سينتهي العمل به، فسيصبح الاحتلال الكولونيلي غير مستبعد. لكن أحدا لا يستفد من التاريخ. حينما راهن عبد الناصر على الشعب فى 56 حقق الشعب المصري انتصارا تاريخيا على انجلترا وفرنسا وإسرائيل العدو، حينما كان لا يملك ناصر جيشا يستطيع مواجهة فئران الصحراء، وحينما امتلك ذلك الجيش وراهن على الأوحد والأعظم والأقدر وهم أصحاب الثقة والأصدقاء الذين هم وحدهم، القادرون على التفكير والتحليل وسبر أغوار رحم النساء، تحققت هزيمتنا المدوية فى 67 ومازلنا لا نتعلم. الإخوان يراهنون على وساختهم المعهودة وفكرة الجماعة لا الوطن، والسيسي يراهن على فكرة الوطن المبني على السيد بيه وابن أخت السيد بيه وزوج أخت السيد بيه. نموذج مكرر من الغباء السياسي.
الكرونا فى تلك العقول التي تفكر بعنجهية وتكبر وتعالي وكأنهم ورثوا عزبة عن أبيهم، غير عابئين بالديموقراطية التي قال عنها عمنا نجيب محفوظ ، كانت كفيلة بعدم إلقاء جنودنا فى اليمن، والتي قال عنها الصاغ الأحمر خالد محي الدين، أنها ضمانة نهضة تلك البلاد. بيد أن القادم أسود، والممارسات الديكتاتورية أسوء، والشعب الذي يختار نوابه من المتردية والنطيحة هو الأسوء. الكل ينظر تحت قدميه. الغرب سيعمل جاهدا على التغيير الديموغرافي، لأن البلدان الكوزموبلوتانية يصعب السيطرة عليها، فى مقابل السكان المحليين، ومازال مصطفى مدبولي يبحث قانون المعاشات وتطعيم الحوامل ومنع ختان العقول
مصر المحتلة من شعبها وقادتها فى حاجة ماسة إلى تغيير ثقافي شامل وإعادة هيكلة مكتملة فى العقل الجمعي بداية بالرئيس وحتى أصغر طفل فى حضن أمه
لا أمل فى ديكتاتور ولو ملأ رحاب الأرض ذهبا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا