الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار يهودي إسلامي – حان الوقت

سمادار غالي العاني

2020 / 6 / 4
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مقالة بقلمي عن امكانية فتح حوار يهودي إسلامي يقوده علماء الدين المعتدلين من الطرفين وحاخامات من يهود الدول العربية:


حوار يهودي إسلامي – حان الوقت / سمادار العاني
***********************************************
حان الوقت أن نبادر بحوار يهودي-إسلامي مشترك.
حوار بناء بين الجيران وأبناء العمومة في جو من الاحترام المتبادل، يناقش كل الأمور العالقة بشكل شفاف وموضوعي، بعيدًا عن الدونية والأفكار النمطية والشعارات الجوفاء التي لم تجلب في السابق إلّا الويلات.
لقد أثبتت جائحة الكورونا أنّ هذا الوباء لا يميّز بين يهودي ومسلم، وأنّه يمس جميع أبناء المنطقة على حد سواء. وحتى قبل انتشار هذا الوباء، ساد الإدراك لدى الكثيرين من أبناء الشرق الأوسط، بأنّ المنطقة تواجه الكثير من التحديات، وبأنّه يجب تظافر جميع الجهود للتعامل معها بشكل عقلاني.
ولهذا نلاحظ في السنوات الأخيرة بروز نوعًا من التقارب والحوار من قبل الكثيرين من الشباب والمثقفين العرب والاسرائيليين في داخل إسرائيل وخارجها، من اجل تقارب الرؤى.
لا شك أنّ إسرائيل تشكل اليوم أكثر من أيّ وقت مضى عامل استقرار في المنطقة، وهناك إدراك أنّ اليهود بشكل عام هم من أبناء الشرق الأوسط الشرعيين، وديانتهم نشأت منه وفيه.


ولا شك أيضاً، أنّ التقارب الفكري الحاصل بين أبناء المنطقة تطوّر بشكل ملفت بفضل ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي قربت المسافات وكشفت معلومات كانت غائبة عن بال الكثيرين بسبب الدعاية المضللة التي سادت المنطقة على مدى عقود طويلة.


حان الوقت لأن نتماشى جميعاً مع متطلبات الواقع:
- في الداخل الإسرائيلي:
إنّ المواطنين اليهود والمسلمين هم بمثابة نسيج اجتماعي واحد، تربطهم أواصر الدولة.
- على مستوى المنطقة:
لقد انتهى الماضي بأحداثه، والآن جميعنا في خندق واحد، وكل دولة تحتاج للدول المجاورة لها لتأمين مصالحها.

ومن هنا أقول بأنّه بات علينا اليوم أن نفكر جديًا بطيّ صفحة الماضي بأحداثها المؤسفة والقاسية للطرفين، وبنبذ عقلية "يا أسود يا أبيض" التي ترى الواقع بشكل أحادي الجانب، وكأنّنا نعيش في فيلم فيه خير مطلق وشرّ مطلق.
لقد حان الوقت أن يتعامل الجميع مع حقائق التأريخ بموضوعية، وبأن نستأصل الكراهية من القلوب، لأنّ الكراهية لن تكون عاملاً بناءً، بل العكس هو الصحيح.
علينا أن نتوجه جميعا برؤية جديدة مشتركة لبناء دولنا ولتعزيز العلاقات لتأمين مصالح شعوبنا وأجيالنا.
لذا فقد حان الوقت... نعم حان الوقت أن ننظر للقواسم المشتركة وهي بدون شك كثيرة ومتنوعة، وأصبح من الملح أن نترك جانب الخصوصيات الدينية والعقائدية الفرعية، ونتمسك بالأطر الأخلاقية والحضارية التي تربط بيننا لأنها بدون شك تقودنا إلى بر الأمان والاستقرار.

أعتقد أن تحقيق هذه المهمة يقع على عاتق علماء الدين والمثقفين من الذين يتبنون الخط المعتدل والوسطي من أبناء الديانتين، ولا سيما من الذين تعايشوا مع بعض سابقا في مختلف الدول العربية. يجب على هؤلاء التحرك بشكل منسق وعقلاني من أجل إيجاد حلول واقعية وعملية.
وكما يقال بأن الاعتدال خير دواء فإنّ التسامح هو جزء من العدالة الإنسانية ومن الشجاعة أن نتقدم جميعًا خطوات الى الأمام خطوات واثقة من أجل بناء حياة أفضل لمجتمعاتنا جميعًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح