الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة

محمد أبو قمر

2020 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تعرف كيف تنشأ المستشفي الخاص في مصر ستعرف علي الفور لماذا رفضت هذه المستشفيات تسعيرة وزارة الصحة لعلاج مصابي كورونا.
في كل بلاد الدنيا تنشأ المستشفي الخاص علي قاعدة أن منشئيها لديهم أفكار علاجية أرقي أو أكثر حداقة وتقدما من الأفكار العلاجية المعمول بها في المستشفيات العامة ، أي أن من يفكر في إنشاء مستشفاه الخاص لا يستطيع أن يعمل بموجب القواعد والأفكار الطبية العلاجية السائدة ، فهو ينشيء مستشفاه لكي يستطيع أن يقدم خدمة علاجية للمرضي أكثر نجاحا وأكثر فاعلية ، إذن الهدف الأساسي ليس الربح ، وإنما الهدف الأول هو تنفبذ أفكاره الطبية الأكثر حداثة والأكثر تقدما ، ثم يأتي الربح في المرتبة الثانية لا لكي يكون ويراكم الثروات علي حساب المرضي وإنما لكي يتمكن من استحضار الأجهزة الطبية التي تمكنه من تنفيذ أفكاره.
أما في مصر ف‘ن من يفكرون في إنشاء المستشفي الخاص هم صنفان من الناس وعلي النحو التالي :
الصنف الأول :
--------------
طبيب أو مجموعة من الأطباء العاديين جدا الذين يعملون في المستشفيات العامة وفق التقاليد والأفكار الطبية السائدة ، يعني ليس لديهم فكر طبي مختلف ، وإنما نشأت لديهم فكرة إنشاء مستشفاهم علي قاعدة تحسين الدخل ، وزيادة مواردهم المالية وتحقيق الثراء السريع.
الصنف الثاني :
---------------
شخص لا هو طبيب ولا صلة له بالطب ، وإنما هو مجرد رجل يملك المال الذي جمعه إما من التجارة في الخردة ، أو من التهريب ، أو من تسقيع الأراضي المنهوبة ، أو أحيانا من المخدرات ويبحث عن طريقة لغسل هذا المال باستثماره في مشروع قانوني يدر ربحا عاليا ، فيجد ضالته في طبيب أو مجموعة من أطباء الصنف الأول الباحثين عن الثراء السريع ، فينشيء المستشفي من ماله علي أن تكون التراخيص القانونية بإسمهم بعد أن يأخذ عليهم التعهدات المكتوبة التي تجعلهم مضطرين من جهة لتنفيذ تعليماته ومن جهة أخري تحول بينهم وبين خيانته والاستيلاء علي المستشفي أو الاستقلال بها.

وهكذا فإن معظم المستشفيات الخاصة في مصر إن لم تكن كلها قائمة علي قاعدة الربح والثراء السريع وجمع المال دون أن يكون هناك أي ميزة طبية أو علاجية تتميز بها عن المستشفيات العامة.

المستشفيات المنشأة علي قاعدة تقديم خدمة طبية وعلاجية أكثر تقدما وأكثر حداثة لا يضير أصحابها أبدا أن تقوم وزارة الصحة بتسعير الخدمة الطبية ، فهذا النوع من المستشفيات يضع الربح في مرتبة أدني من مرتبة الارتقاء بالقواعد العلمية للطب ، والربح بالنسبة لهذا النوع المجاهد من أجل العلم ومن أجل الإنسانية هو فقط عامل مساعد يعينهم علي القيام بأبحاثهم وبتجاربهم وتحليلاتهم وليس من أجل مراكمة الثروة أبدا ، لذلك يقبل أطباء هذه المستشفيات العظيمة خصوصا في وقت الأزمات أن يتقاضوا أموالا أقل نظير خدماتهم التي يقدمونها لمجتمعهم ، بل تراهم يسابقون الزمن للمساهمة في حل معضلة الوباء بكل تفان وإخلاص.، وهذا النوع من المستشفيات لا أعتقد أنه موجود في مصر ، وهذه النوعية من أطباء هذه المستشفيات نادرون للغاية ويمكنك أن تذكر فقط في هذا الخصوص الدكتور مجدي يعقوب .

أما المستشفيات الخاصة في مصر والتي ذكرت أعلاه أصناف من ينشئوها أو يعملون بها فهي مجرد مشاريع تجارية استغلالية لا يشغل أصحابها سوي جمع المال ولا شيء غير ذلك ،وإمعانا في الانتهازية وخداع المرضي يطلقون علي مستشفياتهم أسماء أو عناوين ذات طابع إسلامي ، كمستشفي التوحيد ، أو القدس ، مستشفي رب الحرمين ، أو المستشفي المحمدية ، ومن الطبيعي أن يرفض أصحابها تسعير الخدمة لأنهم مجرد تجار انتهازيين لا علاقة لهم بتطوير سبل العلاج ، ولا شأن لهم بالعلم ، والمريض بالنسبة لهم مجرد زبون عليه أن يدفع الثمن الذي يحددونه هم لبضاعتهم التي أحيانا يمكن أن تجدها عند حلاق الصحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية