الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين

علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)

2020 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين

انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضيةفيديو لشخص يعلن أنه سيكون الرئيس القادم لسوريا، مع أن هذا الفيديو هو آخر صرعات الترشح لرئاسة سوريا، ولا شك من الناحية القانونية يحقّ لكل مواطن سوري وفق شروط معينة أن يرشح نفسه، لكن من خلال هذا الفيديو ورغم كونه فقرة فنية ساخرة تنتمي للكوميديا السوداء ، يبدو نموذجا لتفكير المعتل سياسيًا . سنحاول في السطور القادمة قراءة هذا الفيديو القصير حول مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم كما يراها المضطربون سياسيًا.

يقول الرجل في الفيديو الذي بثه على صفحته الفيسبوكية : "اللي ما بدو يعمل مشاركة يطلع برة. عندي خمسة آلاف صديق وحاليا خمسطعش شخص يتابعني . بدي أعمل غربلة واطردهم بالناقص . أعلموا أنني رئيس سوريا القادم، غصبًا عنكم شئتم أو أبيتم، شاء من شاء وأبى من أبى. وأنا مفروض من المجتمع الدولي غصبًا عنكم. غصبًا عن عقولكم العفنة. وغصبًا عن شواربكم، وغصبًا عمن كل ما لا يعجبه هذا الشكل، وأنا الحجّاج بن يوسف الثقافي، القادم لتحرير سوريا الحرة الديمقراطية، وليس سوريا العربية ."


المبدأ الذي ينطلق منه المواطن السوري المضطرب هو عقلية بوش الابن الذي بدأها بعد حادثة الحادي عشر من أيلول " من ليس معي فهو ضدي." و المقياس يكون بعدد المتابعين الافتراضي، حيث باتت المتابعة مقياسًا وتقييمًا للجودة . والتهديد بالتصفية لمن لا يتابعه.

آلية اختيار الرئيس في سوريا هو: الفرض من قبل المجتمع الدولي وليس انتخابًا من الشعب أو مجلس الشعب. ولا قيمة للشعب، سواء صاحب عقل أو قوة ولا إرادة له في الاختيار. فكل عقل يخالفه هو عقل عفن وهو كناية عن مسميات سابقة مثل العميل و الخائن و الرجعي كما كان يستخدم عند الطغاة السابقون. والشوارب كناية عن القادة والجنرالات ورجال الأمن والشرطة و أسياد الأعمال وكل من يملك قوة. وكان للنساء نصيب، فهو الزوج المقدر مهما كانت درجات رفضهن.

أما طريقة الحكم هي: الاستبداد على طريقة الحجاج، والشعار كالعادة، العدالة والمساواة والمواطن التي اختزلتها كلمة سوريا الديمقراطية. و رفضه لسوريا العربية، إشارة إلى الخطاب الديني السلفي المتشدد، فهو الحجاج القادم لدك حصون الخوارج، وإزالة دولتهم.

انتشر الفيديو بين السوريين كالهشيم ، فأقل صفة وصف بأنه ليس في رشده، وتحضرني هنا تعريفا عن المريض النفسي وضحه الطبيب النفسي غنوم غنوم يوم كان طبيبا في مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية في تسعينات القرن الماضي وقبل أن يصبح مديرا له حين تحول المشفى لهيئة مستقلة مرتبط مباشر بوزارة الصحة لا مديرية حلب. بأن الفرق بين المريض النفسي والإنسان الطبيعي هو الإدراك بالواقع. من الطبيعي هناك أشخاص يحلمون أن يكونوا رؤساء ولكنهم يدركون ذلك فيتصرفون تصرف طبيعي واقعي، أما المريض العقلي فهو يظن أنه بات رئيسا ويتصرف وفق ذلك. كان الله في عون الشعب السوري المسكين بالع الموس على الحدين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء