الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النموذج الاجتماعي والاقتصادي للرعاية الصحية في دولة فلسطين

رائد مهنا
دكتور مهندس / معدات طبيه وحيويه

(Raed Mhanna)

2020 / 6 / 9
الادارة و الاقتصاد


يعد إنشاء نظام فعال للرعاية الصحية أحد الاتجاهات الرئيسية للسياسة الاجتماعية لأي دولة وهو أمر حاسم لضمان رفاهية السكان وحماية صحتهم.

وهنا اشير الى أحد التصنيفات الأولى لنماذج الرعاية الصحية في أعمال ليونيد شولبو( باحث روسي) ويحوي النماذج التالية:

نموذج قاري (وهو النموذج المعتمد في ألمانيا وفرنسا)و نموذج جنوبي (وهو النموذج المعتمد في إسبانيا والبرتغال) والنموذج الاسكندنافي (وهو النموذج المعتمد في السويد وفنلندا والدنمارك)و النموذج الخاص (نموذجي للولايات المتحدة الأمريكية) و النموذج المستخدم في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية (روسيا، وبعض بلدان رابطة الدول المستقلة، وبلدان أوروبا الشرقية).

وفي الوقت الحالي، لايتفق العلماء والممارسين على وجهة نظر واحدة فيما يتعلق بتصنيف النماذج الاجتماعية والاقتصادية للرعاية الصحية، ولكن معظم المختصين يقسمونه الى خمسة نماذج أساسية:

نموذج الرعاية الصحية دون تنظيم حكومي ونموذج الرعاية الصحية مع تنظيم الدولة لبرامج CHI لفئات معينة من المواطنين و نموذج للرعاية الصحية مع تنظيم الدولة لبرامج CHI لغالبية المواطنين ونموذج احتكار الصحة العامة و نموذج الرعاية
الصحية على أساس التأمين الصحي العام العالمي.


وتختلف هذه النماذج عن بعضها البعض في طبيعة مشاركة الدولة في تمويل الرعاية الصحية، وفي أشكال ملكية المؤسسات الطبية، والتغطية الكاملة للسكان عن طريق برامج الدعم الحكومية ومصادر التمويل.

تقليديا، يمكن أن يعزى النموذجان الأولان إلى القطاع الخاص والنماذج الثلاثة الأخيرة إلى نماذج الصحة العامة.

في البلدان ذات الأنظمة السياسيةغير المستقرة، قد تحدث أشكال وسيطة تتضمن عناصر من نماذج مختلفة.

هذا النموذج المختلط الوسيط، في رأينا ، يجري تنفيذه حالياً في فلسطين.

وتجدر الإشارة إلى أن مشاكل تطوير الرعاية الصحية في فلسطين في الأدبيات الاقتصادية لم يحظ بعد بالاهتمام اللائق، لأسباب سياسية تتعلق بعدم تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

بشكل عام، يتم تمثيل الرعاية الصحية لفلسطين من قبل القطاعين العام والخاص، والذي اسس ويعمل على حساب أموال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمؤسسات الخيرية والمؤسسات الطبية.

وما تزال السلطة الفلسطينية تحتفظ بالدور الرائد لخدمات الصحة العامة. 43.1 ٪ من إجمالي عدد الأسرة في ملكية الدولة، و 16.3 ٪ في الملكية الخاصة.

وفي هذا الصدد هناك جهود واعدة، باعتماد نموذج للشراكة بين القطاعين العام والخاص، يتمثل جوهره في تجميع موارد وقدرات ومؤهلات الشركاء في مواجهة أعباء إحتياجات المواطنين من القطاع الصحي لضمان تحقيق أفضل النتائج وبتكاليف أقل،
حسب النموذج الروسي.

حيث أظهر تحليل توزيع القوى العاملة في المجال الصحي أن فلسطين تتميز بعدم التناسب في توفير الكوادر الطبية من مختلف الفئات للضفة الغربية وقطاع غزة وايضا ظهور مشاكل إضافية في تطور الرعاية الصحية في فلسطين فيما يتعلق بالأزمة
الاقتصادية، وتم التعبير عنها فيما يلي:

نقص الأدوية والمعدات في المستشفيات بسبب فشل شركات التصنيع في توفير هذه المواد نتيجة للديون المستحقة عليها عند التسليم السابق و التأخير في دفع الرواتب للعاملين في المجال الصحي و انخفاض حاد في عدد المرضى بسبب انخفاض
الدخل والأوضاع الإقتصادية مما أدى إلى انخفاض دخل المستشفيات.


وبالتالي، يمكن أن نخلص إلى أن النموذج الصحي الحديث للسلطة الفلسطينية له طابع انتقالي مختلط، مع غلبة كبيرة لمكون الدولة في هذا القطاع المحدد للحياة الاجتماعية في البلاد، والذي يسمح في الوضع الحالي بتنفيذ استراتيجية تنمية دفاعية تتمثل فيها المهام الرئيسية في توفير الحد الأدنى الضروري من الخدمات الطبية للسكان والحفاظ على صحة االمواطنين . وعند حل النزاع سيكون من المناسب تنفيذ استراتيجية نمو مع الاستخدام المكثف لآليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأساليب العلاج والوقاية المبتكرة للسكان، والقضاء على التباينات
الإقليمية في توفير أفراد الخدمات الطبية من جميع الفئات ، وزيادة كبيرة في مهاراتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعمير- خالد محمود: العاصمة الإدارية أنشأت شراكات كثيرة في جم


.. تعمير - م/خالد محمود يوضح تفاصيل معرض العاصمة الإدارية وهو م




.. بعد تبادل الهجمات.. خسائر فادحة للاقتصادين الإيراني والإسرائ


.. من غير صناعة اقتصادنا مش هيتحرك??.. خالد أبوبكر: الحلول المؤ




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 بالصاغة