الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا وسوريا والعراق – معضلة المياه المشتركة العابرة للحدود الدولية

رمضان حمزة محمد
باحث

2020 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يعتمد العراق بشكل كبير على كل من دجلة والفرات في إمدادات المياه العذبة ، في المقام الأول ، تتمتع الفرات بأهمية استراتيجية لسوريا بسبب استخدامها في الزراعة وتوليد الطاقة الكهرومائية. تتميز تدفقات النهرين بموجات جفاف شديدة في الصيف وتتسبب في فيضانات عرضية في فصل الشتاء ، وتكون عواقب الجفاف شديدة في العراق بسبب اعتمادها الكبير على الزراعة ، بينما تكون الفيضان مدمرة لسوريا. في ستينيات القرن الماضي، عندما بدأت سوريا في بناء سد الثورة وبدأت تركيا في العمل على سد كيبان هذان المشروعان أكملا العمل فيها في أوائل السبعينيات من القرن المنصرم، وأدى ذلك إلى أول نزاع في المنطقة عام 1975 عندما بدأ كلا البلدين في حجزالمياه لملء الخزانات لهذين السدين، مما تسبب في نقص كبير في تدفقات نهر الفرات الذي هدد في المقام الأول المزارعين العراقيين في وسط وجنوب العراق. بدأ العراق يلوم سوريا على انخفاض تدفقات المياه في نهر الفرات ، واتهمت تركيا بدورها بالتسبب في النقص الحاد في المياه. وارتفع مستوى التوترات عندما أغلقت سوريا مجالها الجوي أمام الطائرات العراقية ونقلت القوات العسكرية إلى الحدود العراقية. بناء على وساطة المملكة العربية السعودية والاتحاد السوفيتي ، تم تجنب النزاع ، وظهرت أولى علامات التعاون في أواخر الثمانينيات في عام 1987 وعام 1989 على التوالي ، توصلت تركيا وسوريا إلى اتفاق ثنائي تعهدت فيه تركيا بزيادة تدفق المياه إلى سوريا وحددت التصريف ب(500) متر مكعب في الثانية، ووافقت سوريا والعراق على الاستفادة من تدفقات المياه في الفرات بنسبة 42% لسوريا و58% للعراق. ومع ذلك ، لم يمنع هذا نزاعًا جديدًا نشأ في عام 1990 ، نشأ نزاع جديد في كانون الثاني 1990 ، عندما أوقفت تركيا جميع تدفقات مجرى نهر الفرات لتملأ البحيرة خلف سد أتاتورك. ونتيجة لذلك ، شرعت سوريا والعراق في مقاطعة الشركات التي شاركت في مشروع جنوب شرق الأناضول الكبير (GAP) ، وهو مشروع تطوير رئيسي يتكون من إنشاء 22 سدا و 19 محطة للطاقة الكهرومائية ، تهدف إلى تطوير المنطقة ، علاوة على ذلك ، بدأت جيوش الدولتين في الاستعداد للعمل العسكري لإجبار تركيا على عكس هذا التحرك. نجحت هذه الإجراءات المشتركة من قبل سوريا والعراق وبعد بضعة أسابيع ((أطلقت تركيا تدفق المياه)). وشهد الموقف إستمراراً ، فتم عقد اتفاقية مشتركة بين سوريا وتركيا في عام 2001 بشأن مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالمياه. بالإضافة إلى ذلك ، عقدت قمة أنقرة في عام 2009 بين الدول الثلاث للتعامل مع حالات الجفاف الرئيسية التي ضربت المنطقة آنذاك. ومع ذلك ، كانت جولات المفاوضات تتميز بموقف "رامبو" أي الدفاع القوي عن المصالح الذاتية الوطنية لتركيا وعدم الرغبة في التعاون، وحتى يومنا هذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل توقعه الدول الثلاث. في غضون ذلك ، تزداد التوترات مرة أخرى ، خاصة بين العراق وتركيا ، لأن العراق يعاني من نقص حاد في المياه وتركيا تخطط لبناء سدود جديدة وآخرها منظومة " سد إليسو- الجزرة "من شأنها أن تحد من تدفق المياه بشكل أكبر وتهدد العراق بالعطش في قادم الايام..؟؟
رمضان حمزة
كبير خبراء الإستراتيجيات والسياسات المائية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة