الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاحهما سيرسم لنجاحات مستقبلية والعكس صحيح ...

مروان صباح

2020 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


/ على نحو مبسط أو مركب احياناً أو معقد مرات ، مررها هذه المرة كما يمرر عادةً تمريراته التى لا تخلو عن غمز هنا أو لمز هناك ، ضمن إحياءات لا تخص حسب خبرتي ، بالخبث المفضوح بقدر أنها المكاشفة الصحية ، كونه وزيراً للصحة ، كان حديث وزير الصحة الأردني سعد جابر قد كشف عن ذاك التباين بين الأردنيين حول الواسطة التى تعتبر علامة مسجلة بالأردني والبطالة التى شملت ومازالت تشمل أبنه الطبيب ، وبالتالي في إعتقادي ، الذي يثير الاهتمام في الموضوع ، هو أسلوب جابر الخاص الذي أعتاد الأردني عليه في أزمة فيروس كوفيد 19 ، وهذا النمط يعتبر من الأنماط التى يختص بها من لديهم القدرة على مخاطبة القواعد الشعبية ، وبعيداً عن الآراء المختلفة حول النهج التى انتهجته حكومة الرزاز ، على الأقل ، لقد قام الفريق المكلف بالأزمة ، بأقصى ما يمكن فعله مع فيروس مجهول الهوية والانتقال والدواء ومازال حتى الأن يشكل تهديداً لسكان المعمورة جمعاء ، لكن الذي لفت إنتباهي شخصياً ، خريجو كلية الطب والصيادلة والتمريض ، هذه الشريحة التى أمضت وقت طويلاً وجهداً لكي تستطيع أن تقف في غرفة العمليات أو متابعة المرضى في المستشفيات أو تزويدهم بالأدوية في الصيدليات ، كيف كانت الحكومات الأردنية السابقة تتعامل معها ، بل الحكومات وضعتها في مرتبة أقل من أي خريجين آخرين ، وهذه المقارنة تشير عن حجم الخلل الفظيع في نهج المتبع بالتعيينات ، بل كانت الحكومات ومازالت غير قادرة على ترتيب احتياجاتها ضمن سلم الأولويات .

ذات مرة ، كانت قناة العربية تبث بين فترة وأخرى برنامج لشخصيات اعتبارية من الدول العربية ، وفي يوما ما ، كانت الحلقة مع إحدى وزيرات الثقافة الأردنية ، وبالفعل الحلقة أثارت حفيظتي من باب التعرف على ثقافة المثقفين الأردنيين ، وللأسف ، كانت المفاجئة صادمة أو أطلقت وقتئذ عليها ، بكقنبلة الموسم الثقافي ، وبالمختصر المفيد ، عندما سألت مقدمة البرنامج ضيفتها عن إنجازها الوزاري أو إضافاتها في وزارة الثقافة ، أكدت على إحراز شيء مهم ، عجزَّ عن صنعه أسلافها ، فقد قامت بزرع شجرة لكل مبدع أردني ، عندها استوقفني جوابها استوقافًَ طويلاً ، وبدأ تفكيري يذهب ويجيئ وخلصت إلى معادلة بسيطة مبسطة ، ماذا سيحصل لو على سبيل المثال ، أغلقت الحكومة وزارة الثقافة ووجهت وزارة المالية بتحويل موازنتها السنوية لوزارة الصحة وعكفت على دراسة الأشخاص العاملين فيها بتوزيعهم في مؤسسات ووزارات خدماتية تخدم المواطنين ، وايضاً لكي لا تكون العملية تعسفية ، من له باع طويل في الثقافة أو لديه ما يقول في هذا المجال ، يتم باختصار تعينه في المحافظات وفي قسم الثقافي الذي مهمته الاعتناء بمثقفو المحافظة وثقافتها ، وبالتالي ، أتعهد أمام الله اولاً وأمام الحكومة ثانياً ، بأنني سأقوم بزرع شجرة لكل مبدع نيابةً عن الوزارة .

الأردن بإتفاق جميع عقلاء هذا الوطن يحتاج إلى حلول داخلية قبل اللجوء إلى المؤسسات الخارج ، أعتقد بل ربما المرء يجزم ، معالجات الداخلية هي الفانوس السحري لكل اقتصاد وطني ، فإعادة ترتيب البيت الحكومي حسب المصلحة العامة وليست حسب مصلحة الفرد ، وتوظيف القدرات العاملين في القطاعات العامة في خدمة المؤسسات الحيوية والاقتصادية شيء أساسي ، غير ذلك ، من الصعب أن نشاهد تغيرات جذرية أو معالجات تستطيع معالجة الدين العام ، لأن من هنا تبدأ أول عمليات النهوض ومن ثم تأتي مسألة وقف الاستنزافات الحاصلة ، مثل رواتب كبار موظفو الحكومة ، الفاعلين والمتقاعدين ، مع دمج المؤسسات أو إلغاء بعضها ، وايضاً إعلان حالة التقشف القصوى والعمل بشكل جدي بملف الفساد ، وهذا يتطلب في المقام الأول ، إصدار قرار بتعين كل من هو خريج من كليات الطب على الفور ، لأن التطبيب يعتبر مسألة مرتبطة بارتفاع نسبة الرضى الشعبي ، على أن تكون لهم الأولوية في التعيينات بل إلزامية ومع دفع رواتب تليق بمكانتهم الوظيفية ، يعني مراعاة الحد الأدنى لكرامة الطبيب ، ومن ثم تأتي تدريجياً المؤسسات التالية الأكثر حيوية بالاقتصاد والخدمات وهكذا ، لأن ليس مفهوماً ولا صحيحاً ولا مقبولاً ، أن ينال خريج من الاختصاصات الأخرى ، أولوية التوظيف وبصراحة يمضي عمراً على حواسيب الوزارة في مشاهدة الأفلام ولعُب بالألعاب المختلفة وآخر أمضى عمره في الدراسة لكي يصبح طبيباً أو صيدلياً أو ممرضاً ، ثم يوضع على لائحة الانتظار في حين المواطن بآمس الحاجة لهذه الفئة .

وهذا بصراحة ينطبق ايضاً على الوزارات الحيوية التى تشرف بشكل مباشر أو غير مباشر على الطاقة والاتصالات والمنظومة البنكية والضريبية والضمان ، لأن لو كان هناك منذ البداية أشخاص لديهم القدرة على التميز الذي يؤمن لهم الاختيار الأفضل ، ما وصل الأردن إلى هذه الأعباء والاستنزافات التى وصل إليها ، بل هناك مدرسة باتت أشبه بالمترسخة والتقليدية بين المستوزين ، تشير على هذا النحو ، أصنع ما يحلو لك ، في نهاية المطاف ، أكثر شيء يمكن أن يحصل ، تغير وزاري وراتب تقاعدي ، وهذا كله يفرض علينا تقديم خلاصة ، هي خلاصة الخلاصات ، اليوم هناك شخصيتان تولتا بقرار ملكي مهمة تعديل المسار الأردني بشكل جذري ، الأولى ( الرزاز ) والثانية ( الكبريتي ) ، إذن ، على الجميع أن يعوا مسألة هي عندي على الأقل محسومة ، فالدكتور الرزاز رجل على الصعيد الشخصي لا أعرفه ابداً ولا تربطني معه أي علاقة ، قد يكون يعرفني هو من خلال مقالاتي ، لكن في النهاية ، إفشال الرزاز كرجل قادم من الصندوق الدولي ويُعرف عنه حتى الآن ثلاثة مسائل ، النزاهة والتعفف وبالأكاديمي ، وايضاً إفشال رجل مثل الكبريتي ، شخصية معروفة بنجاحاتها البنكية والمشاريع الرديفة ، إذن افشالهما في إدارة إخراج الأردن من أزمته الاقتصادية ومعالجة نظامه الإداري ، ستكون ضربة قاضية لأي إصلاحات حقيقية في المستقبل ، بالطبع ليس لأن لا يوجد مثلهما في البلد ابداً ، الحكاية ليست هكذا ، بل البلد يعج بأشخاص كثر وربما أفضل ، لكن السؤال المركزي ، ما فائدة التغير طالما النوايا غير متوفرة للإصلاح ، وبالتالي ، إذا لم يتكاتف الجميع لإنجاحهما ، لن يكون هناك إصلاح في المستقبل ، لأن باختصار نجاح الأردن اليوم ، يعني ناجحه في المستقبل وفشله اليوم يعني عودة الأردن إلى المربع السابق ، من حكومة إلى آخرى ومن دين عام إلى آخر . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE