الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إجهاض ثورات .. الربيع العربي ..
عصام محمد جميل مروة
2020 / 6 / 10الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لقد اثبتت الاوضاع الحالية التي نتجت عن ربيع التظاهرات العالمية غداة إغتيال او تعمد سحق عنق جورج فلويد الاسود البشرة ما هي الا إنطلاق ليس عفوي للربيع العالمي الشهير نحو التغيير وترسيم المسارات للشعوب من منطلق محقاً لإرادات الطبقات المسحوقة في العالم . لكن الربيع العربي المأزوم بقيّ يتراوح ولم يزال منذ الإندلاع يوم البوعزيزي في تونس على عربة عصير البرتقال . الثورات قد تحقق نصراً لكنها تبقي رهناً لما يُحددهُ قادة تلك الحركات الثورية المهم ان تعلن عن مشاريع فعلاً لا عودة عنها .
الإجهاض العربي ليس للثورات بل لكل مقدرات الشعوب عليها تحمل الاعباء وتكفل تتابع المسار الثوري وان لا تتوقف عن خبث هذا النظام او مروعة ذاك حسب الأجندات.
لبنان في الامس كاد ان يعود الى حرب اهلية في الاساس هددت مشاريع التعامل مع النظام الإقتصادي اللئيم الذي يسحق اصحاب الثورات الحضارية .
في الأشهر الاخيرة من العام 2010اي في بداية التحضير للإحتفالات التي كانت تنظمها على سنوات متتالية الحكومة التونسية.في مطلع شهر تشرين الاول والثاني من كل عام .إيذاناً وإذعاناً من النظام الحاكم المتمثل بالرئيس زين العابدين بن علي.الذي كان يعتبر موقعهِ واحداً من الإنقلابيين الجدد في تحديث السياسة التونسية التي كانت وكادت تمثل وترسخ الحكم الإستبدادي في إطالة عمر الحكم،هذا ما وقع وما رأيناه عندما نقل السلطة في عملية احتيال اخطر وأقوي من الأنقلاب .لدي مما رسته من موقع وزير الداخلية في عهد المؤسس الاول لتونس الحبيب بورقيبة .الذي يُعتبر الأب الروحي للشعب التونسي .وواضع الاطر الديموقراطية على ارض المغرب العربي وتبوئهِ وحصولهِ على دعم كبير من الجمهورية الفرنسية منذ بداية عقد الستينيات من القرن الماضي ،التي نالت معظم دول افريقيا الشمالية والمغرب العربي إستقلالها عن المستعمر الفرنسي الذي دام اكثر من قرون متتالية،لكن بورقيبة حكم تونس الى غاية سنة 1987 بعدما أُطيح به ووضع تحت الإقامة الجبرية .إن الموضوع الرئيسي الذي يستدعي النقاش والحديث عن ثورة الربيع العربي التي كانت أولى الإنذارات للأنظمة في كل من تونس.ومصر.وليبيا،واليمن.والبحرين.وسوريا.وبلاد اخري قد تكون على إستعداد دائم للربيع وهيجان الشعوب في مسعاها دون تأفف!؟والتطلع والسير بجانب العالم المتمدن والمتحضر في أشكال متعددة من جوانب الترابط و الفصل بين الحاكم والمحكوم!؟لكن الحقيقة ان الشعوب كافة تتلاقي وتتشابه في طرحها للوصول الى حقوقها،لكن الغلبة دائماً تحالف الأنظمة والمستفيدين في إطالة آمد حكمها .ومنحها واعطائها صفات في دول متخلفة دارت وتدور على أراضيها ثورات الربيع لانها تعمل من اجل مصلحة الشعوب .هذا اول واخر باب من أبواب النفاق والتخلف الذي يسود مع مراحل. فترات ومجارات الحكم الإستبدادي ،قد نصل الى نتائج مهمة وخطيرة هي الهيمنة على مكتسبات ما بعد فرط عقد الأنظمة تلك و وصول بعض العسكريين في مستويات رفيعة الى تبني وركوب امواج ما انتجهُ الربيع العربي في مصر، حيث المؤسسة العسكرية حصدت وصادرت المواقع المدنية ونصبت نفسها بقوة السلاح كبديل سلمي عن النظام السابق.وتعدد السنوات السريعة لم تؤدي الى إيصال الأساليب والطرق الديموقراطية التي نادت بها شابات وشباب ثورات الربيع العربي.كذلك وقعت ليبيا في مطبات الفراغ للسلطة مع وعند ذهاب الحكم القديم اثناء فترة العقيد القذافي .الذي آخر تنامي وتطور حياة ومستقبل الشعب الليبي.وها هي القبائل والعشائر المهيمنة والمسيطرة على آبار النفط تحاول ان تتحكم وترسم لها ادوار ضاربة بعرض الحائط ما طمح اليه شعب ليبيا عندما تبنوا الربيع العربي.كذلك الأزمة اليمنية التي إتخذت من مكتسبات الثورة الربيعية ما يتناسب مع إنقسام واضح على ارض اليمن الذي في احسن ظروفهِ كان يعتمد على المساعدات لكي يتجاوز ازماته المعيشية والاقتصادية الصعبة.وقعت القوات المتصارعة على اليمن بين جهات ""حوثية ""تعتمد كلياً على توسع ايران وساستها من جهة،والقاعدة واعتبارها ارض اليمن طريقاً خصباً لمواجهة امريكا وحلفاؤها في المنطقة.
حتى الربيع العربي الذي وصل الى سوريا قد تجزء وإنقسم ووقع في مواجهة حرب طويلة بدايتها ايام الربيع العربي إياه. ولكن نهايتهُ تبدو للمراقبين من اخطر النتائج التي تنتظرها الشعوب وهي هيمنة الصهيونية وإستغلال الحروب الدائرة بلا إيعاز لإيقافها الى الأن،.
وما يدور وما يُحاك من تسويات داخلية بين رموز المعارضة على ارض البحرين .وحياكة وأنتاج قوانين تعسفية تقضي بإبعاد او زُج بالسجن والحكم المؤبد على رموز المعارضة الذين يُعتبرون خارجون عن القانون،ويعملون ويُتهمون بالتعاون مع جهات خارجية إيرانية تشكل خطراً على النظام الملكي الحاكم ،إذاً الربيع العربي في مهب الرياح،،
إننا كشعوب من حقنا ان نتسائل عن ماهية ومقدرة الشعوب العربية التي إحتضنت وتبنت ثورة الربيع العربي تلك .تحت مسميات مختلفة منها ""السلمية والتغييرية""،وتتراوح المسائلة مكانها عن إجهاض الثورات .هل كان من أخطاؤنا .ام من تداخل داخلي مرتبط بالخارج!؟ويبقي أتهام الأحزاب اليسارية في حجز امكنةً لأدوارها في تلك الحركات كان ضعيفاً وربما مغيباً ،والأسباب تحتاج الى قرائة ومراجعة سريعة ترتبط بالإيديولوجيا الى فكرة الحركات الماركسية من ناحية ،والإسلامية من نواحي أوسع ،ام بالتجارب التي حققت تقدماً ملحوظاً اثناء تطور وعمل وبروز حركات التحرر العربية منذ مطلع وأواسط الستينيات من القرن الماضي. في العراق والسودان وحتى اليمن نَفْسَهُ كانت التجربة الديموقراطية في احكام بعيدة المنال عن التطبيق،،
ام الغياب والإفتقار الى قيادة واحدة للثورة التي كادت ان تغيير مجريات التاريخ في العالم العربي الذي ما ان ينتهي من أزمة. حتى يدخل في معضلة اكبر واخطر وهي غياب وتغييب الديموقراطية والحريات للإفراد وللجماعات على حد سواء..
عصام محمد جميل مروة..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني