الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية في أيدولوجيا تيار المستقبل السوداني

عبد الرافع كمال

2020 / 6 / 10
الصناعة والزراعة


نقد تيار المستقبل
في الاونة الاخيرة برز علي السطح ما يعرف بتيار المستقبل و هو حركة تكونت من اندماج بين تيار الليبراليين الخضر الذي يرأسه الطيب عبد السلام و تنظيم اخر يرأسه معمر موسي محمد و كلتا التنظيمين من خلفيات يسارية و سرعان ما برز علي السطح المشروع الفكري الذي يتبناه التنظيم و هو مركب معقد يصعب تحليله معمليا . و عند تفحصه تبين لنا انه خليط غير متجانس من منظورات و رؤي فلسفية متداخلة و متشابكة الابعاد . يسارية و يمينية و وسطية . تقف ما بين العلمي و الايدلوجي .
الا ان نقطة الارتكاز الفكري و المؤثر الاول حسبما اتضح لنا يتمثل في نظرية و جدلية الهامش و المركز و منهج التحليل الثقافي للدكتور ابكر ادم اسماعيل و محمد جلال هاشم و لعل اس الخلل الكامن في البناء المنهجي للتنظيم يكمن في تحري فهم خاطئ للنظرية و التي هي بحق ترتقي لتلامس كبد الحقيقة العلمية و تصير منهجا علميا .
أس الخلل كما لمسناه هو فهم خاطئ لدي كبار منظري التنظيم "معمر موسي محمد و الطيب عبد السلام " لجدلية الهامش و المركز اما الخلل الثاني في البناء المنهجي للتنظيم فيكمن في سوء تمثيل الهوية و ادارة الازمة .
فأذا تناولنا الشق في البناء المنهجي . يتضح لنا و بجلا مدي سوء فهم التنظيم لمفهوم الهوية الذي ورد في النظرية و منهج التحليل الثقافي فمفهوم الهوية كما ورد لا يدخل فيه الدين و التدين قط .ان المرتكز المحوري الذي يقوم عليه مفهوم الهوية حسب منهج التحليل الثقافي او وفقما يحلو لنا تسميتهم بمنهج المحافظين انما هو العرق لا الدين .
و قد حاول دكتور أبكر توضيح ذلك في عدة مواضع فمثلا نجده يشير في احد المواضع الي ان الزمن المستعاد للثقافة الاسلاموعروبية هو بدايات الاسلام و العصر الجاهلي . فبالرغم من ذلك الا أنه يشير بين الحين و الاخر بأن الاسلام لا يعدو سوي كونه يعد قشرة خارجية اعترت الثقافة العربية و ان هذه القشره قد اعترت الثقافة العربية و تشربت بمعالمها و اصبحت طبقة محيطة عازلة و غشاء سليلوزي يحمي معايير الثقافة العربية و تتحرك ازاءها بصورة فيروسية لاعداء الخلايا الثقافية الاخري بعد امتصاص حينومها و تركيب حينوم عروبي يقضي علي معالم الكيانة و معاييره و يستنسخ معايير توجيهيه عروبية بديل للمعايير الاصلية .و هكذا اذن تتمثل رؤية الدكتور ابكر ادم اسماعيل و التي تمثل صرخة استغاثة تطالب بتشخيص الخلية الفيروسية المعدية و ضرورة فصل الاسلام عن الثقافة العربية و فك الارتباط بينهما و فصل جينومه عن جينوم الثقافة العربية حتي لا يتم ابادة الهويات الثقافية القائمة علي اساس العرق طبعا علي ايدي الخلية الاسلاموعروبية .
و مفهوم الهوية هنا يعني ان يتمثل الانسان في ذاته الموروث الثقافي من فلكور و ذهنيات كانت نتاج حضاري للمجموعة العرقية التي ينتمي اليها .
اما فهم التنظيم للنظرية فهو فهم قشري سطحي متمثل في جعل الدين هو اساس مفهوم الهوية و العمل علي تمثل تعاليمه في الذات و الدولة كخطوة هامة لتحقيق و تجسيد المفهوم .
اما الخلل الثاني في البناء المنهجي للتيار فهو يكمن في سوء تفهم تطبيق مفهوم الهوية و التعامل مع طبيعة الازمة السودانية بل و سوء فهمها في ذاتها من خلال نظرية الهامش و المركز .
فالازمة كما يبديها الكاتب في جدلية الهامش و المركز يتمثل في صعود الثقافة العربية و شعب العرب علي ظهر الاسلام الي قمة الهرمين السلطوي و الثروي و بقاء بقية الثقافات و في اسفلهما اما فهم التنظيم و كبار فلاقنته و
طريقة التعامل معها تكمن في استنسخ تجربة اليمين الاصولي و منهج حسن الترابي في عملية الاسلمة علي مستوي الدولة كحل و جرعة وقائية و هنا نقف متسائلين
أليست الاسلمة التي يتبناها التنظيم كعلاج هي نفسها المرض الذي اشتكت من النظرية و دعت لمعالجته .
و هو امر يدعنا امام علامة استفهام مذهلة ؟؟؟ ما هو تصور التنظيم للمشكل السوداني و البشري .
ثم يستمرون في تخبطهم بالدعوة لاستنساخ تجربة الدولة المهدية و هي فترة ظلامية في تاريخ السودان افضت الي عملية اقتتال دامي و مذابح و مجازر مؤسفة نظمت علي اساس عرقي طائفي و عنصري .
ثم يشرعون في مهاجمة الماركسية تارة و الليبرالية تارة اخري و يتشدقون بمصطلحات مبهمة و ذئبقية كالقوة الارثية و الدي بي بي و غيرها .
يقومون بحملات نقدية حولاء عوراء عقيمة علي التنظيمات و السياسات الاخري .
ان منظومة ما يعرف بتيار المستقبل هو حراك عقيم . و مبلد علي مستوي النظرة و الممارسة كما انه محدود الانتشار الا ان له بعض التاثيرات الجانبية لذا استوجب منا التحذير من مغبة الخوض مع من يتسلقون سلالم الافكار لابراز ذواتهم المريضة علي حساب اغواء الاخرين و تضليلهم ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة