الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين نارين

باسم محمد حسين

2020 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كنت أقول ولازلت, أن العنصري ترامب لم يعمل أو يدير دولة أميركا كسياسي بل كمقاول، إذ جُلَّ ما يفكر به ويتحدث به أيضاً هو المال ودفع المال للولايات المتحدة بصيغة أو بأخرى حيث يردد دائماً عبارة (They must pay)، وهناك ولشديد الأسف من يشجعه على ذلك ويدفع له المليارات لسبب وبدون سبب, وما انهيار أسعار النفط الاخير سوى مثال واحد وواقع حي على ما تقدم.
جميع ممارسات هذا الرجل منذ توليه المسؤولية ولغاية اليوم غريبة عن تصرفات جميع الرؤساء الأمريكان أو غيرهم حتّى وعن جميع سياسيي العالم. ولنبدأ بفكرة مشروع السياج الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، ومن ثم التوقف عن تسديد المستحقات المادية لمنظمة الأونروا، مروراً بنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس وصولاً الى تصريحاته التي لم تخلو من العنصرية بعد مقتل جورج فلويد المواطن الامريكي الأسود البريء من تهمة التزوير التي قتل على إثر تداعياتها، تلك التصريحات التي كانت ذات توجه عنصري واضح، ولحقها موقف الادعاء العام الأميركي حيث وجه تهمة (القتل غير العمد) للشرطي الأبيض القاتل ثم اصبحت التهمة (القتل من الدرجة الثانية)، كل هذه التفاصيل وغيرها أظهرت النوايا العنصرية عند ترامب والمواطنين البيض ضد الاميركان من الأصول الأفريقية من قبل البعض وليس الكل، بينما تعاطف الكثير ذوات الأصول الأوربية والآسيوية مع الضحية، وقامت التظاهرات ولم تقعد لغاية اليوم ومع الأسف الشديد شابها العنف والتجاوز في ايامها الاولى، ثم انتقلت الى العديد من عواصم ومدن العالم تعاطفاً مع المواطنين السود بشكل عام والذين يعانون كثيراً من التهميش والعنصرية و هذه الحادثة هي الدليل الواضح حيث كانت السبب في ذلك الاحتجاج العالمي، وكما يقول مثلنا العربي (القشة التي قصمت ظهر البعير) ولو أن حياة البشر ليست قشة. والأمثلة الأخرى كثيرة جداً.
بالرغم من تعاطفي الكبير مع الضحية جورج فلويد ولكني أفكر بموضوع آخر يخص مستقبل وطني العراق، لأن الانتخابات الأميركية قادمة في تشرين الثاني 2020 و المرشحان الرئيسيان هما المعتوه دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري والآخر هو عراب تقسيم العراق جو بايدن عن الحزب الديمقراطي، وبكل صراحة لا يمكن لأي متتبع للشأن العراقي تناسي تأثير الدور الأميركي في بلدنا وبلدان المنطقة، ناهيك عن التوتر بين جارتنا إيران والغرب، وبين قطر ودول الخليج الأخرى. فسنكون بين نارين ففي حال "تجديد البيعة" لترامب لفترة رئاسية اخرى سيبقى عائقاً أمام تقدم الوطن حيث سيضع العراقيل أمام الاستثمار الصيني الهادف الى تبادل المنفعة وبناء العراق مجدداً بآخر التقنيات حيث ميناء الفاو الكبير والقناة الجافة ومحطات توليد الكهرباء و و و ، و سيستخدم العراق كأداة لمحاربة الصين. أما في حال فوز المرشح الآخر فسيحاول فرض التقسيم الى ثلاث دول باعتبار هذا الأمر حلاً جذرياً لمشاكل العراق تطبيقاً لمقترحه قبل سنوات .
فأي طريق سيسلك العراقيون، والقائمون على أمورهم لا شأن لهم بالوطن وجُلَّ اهتمامهم البقاء في السلطة لملئ بنوكهم (لم تعد الجيوب كافية) والتربح على معاناة أبناء جلدتهم؟
ومع هذا وذاك سننتظر ما سيتوصل اليه الفريقان العراقي والأمريكي في مفاوضاتهما الستراتيجية يوم غد.
البصرة 10/6/2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تمد أوكرانيا بصواريخ متطورة بعيدة المدى | ا


.. من دبي.. إطلاق مكتبة للتأثيرات الصوتية تساعد المصابين باضطرا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. عبدالملك الحوثي يشعل البحر الأحمر والمحيط الهندي وواشنطن تقد




.. أعضاء الحملة الانتخابية لبايدن يؤكدون تمسكهم باستخدام تطبيق