الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليرتان شتشهدان مزيد من الإنهيار / ترقبوا ...

مروان صباح

2020 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مروان صباح / يثبت التحالف القائم بين تيار الحر وحزب الله يوماً بعد الآخر ، بأنه ينمو بطريقة مدهشة من المكابدة والبلادة وإنعدام القدرة على الإستفادة من تجارب الماضي ، ولهذا اليوم الشعب اللبناني يثور على الإرث القهري بوصفه ضحية للنظام الأسد اولاً وضحية لأدواته لاحقاً ، ولا بد للجنرال عون أن يعي جيداً ، الضغوط التى تمارس من أجل دفع حاكم مصرف لبنان بالإستقالة تحديداً بهذا التوقيت ، يعني شيء واحد هو قطع أخر قناة صرف بين لبنان والخارج وبالتالي سيترتب على ذلك المزيد من عزلة البلد عن العالم والذي ايضاً سيؤدي بمزيد من إنهيار الليرة اللبنانية إلى أن يمكن لها أن تصل إلى حدود ال 14 ألف مقابل الدولار الواحد ، إذن الحسنة الوحيدة من تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ، أنها ساهمت في تدهور سعر العملة المحلية ورفع الأسعار إلى الحد الذي جعل من ميسور الحال أن يشتكي قبل الفقير ، ليصبح في عهد ( العهد القوي ) ، إيقاع الحياة متسارع حتى الجنون ، فلم يعد من هو داخل لبنان قادر على التحمل ، في المقابل ، مطلوب من الناس ان تتحمل دون أي مؤشرات لأي إجراءات إصلاحية صريحة أو واضحة المسار ، وبالتالي الحل الوحيد هو الإصلاح الحقيقي ، والإصلاح يبدأ من الأدوات المقربين من الرئيس وفي مقدمتها مسألة الكهرباء ، لأن باختصار ، لا تتوقع الحكومة الحالية من الدول الكبرى والغنية تحديداً بمد يد العون قبل أن تباشر في الإصلاحات التى يتكلم الناس عنها في التظاهرات الميدانية وعبر الشاشات الإعلامية ، إذن خذوا مني هذه النصيحة ، جميع الدولارات التى سيتم ضخها في السوق لن تحد من إنهيار الليرة .

وبالتالي ، لكي يكون مفهوم للجميع ، لا أحد يدافع عن شخص حاكم مصرف لبنان ، بل ما هو حاصل ، هناك تخوف يتنامى عند الجميع من جرّ البلد إلى إنزلاق أوسع في مربع حزب الله وإيران والأسد ، لأن التغير والتعيينات الحاصلة تُرجمة ببساطة على أنها تصب في هذا المربع الذي يضيق الخناق على المواطنين ، إذن وبصراحة ، تيار الحر يفتقد إلى الحد الأدنى لخصوصية التركيبة اللبنانية ، وعلى الاخص المسيحية ، فمسيحيو لبنان لا يمكن لهم أن يقبلوا أن يتحول وطنهم إلى وطن يشبه العراق أو ايران أو حتى سوريا ، لأن في النهاية هذه الدول عما قريب ستكون أمام مواجهة جديدة وقد تكون الضربة القاضية ، فمواجهة قانون قيصر الذي سيتم البدء في تطبيقه بعد أيام قليلة ليست بهذه السهولة بل مواجهته تحتاج معجزة ، وبالتالي ، إذا كانت الليرتين اللبنانية والسورية وصلتا قبل الشروع بتطبيق قانون قيصر إلى هذا الحد ، إذن ماذا سيكون لحالهما بعد تطبيقه .

لا يمكن لحلفاء حزب الله أن تقتصر مسؤوليتهم الوطنية فقط على حماية خط الممانعة وعلى حساب شعب كامل ، بل ، إنتقال التجربة الإيرانية من سوريا والعراق إلى لبنان ، غير مقبولة أبداً ، وبالتالي اليوم الرئاسة اللبنانية أمام حقيقة دامغة ، الشعب بأكثريته بات مع رحيل الحكومة وايضاً رافض رفضاً كاملاً ، أن يُحسب على المربع الايراني الأسدي لكي لا يشمله قانون قيصر وهذا ما أدركه العراقي ويحاول الكاظمي الرئيس الجديد أن يصنع ما بوسعه لكي يجنب العراق العقوبات ، واخيراً تشير الخلاصة بأن الحكومة الحالية فشلت في إقناع الدول المانحة بمساعدتها لأنها أخفقت في إقناع الطبقة السياسة من إجراء إصلاحات حقيقية أو بالحد الأدنى ، بل في لفته أخيرة ، هو أمر جدير بالإشارة ومن باب التذكير ، قانون قيصر سيفقد العملة المحلية ( الليرة ) أبسط قواها الشرائية ، أي ستصبح الورقة النقدية عاجزة تماماً على تلبية شراء الخبز ، وهذا يترتب عليه الكثير من الخباية التى ستنفجر تباعاً وعلى رأسها ، تفريخات إجتماعية ستفقد الأجهزة الأمنية والجيش قدرتهما على ضبط الإيقاع بصفة عامة وبالتالي ، اذا كان الجنرال يحتمي من السقوط بحزب الله ، فإن نتيجة الاحتماء وإدارة الظهر لمطالب المتظاهرين الإصلاحية ، سيكلف ذلك البلد السقوط في الهاوية ، ولكم يا أيها الناس في العراق وسوريا واليمن وليبيا أمثلة شاخصة . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف