الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلق الإنسان المختبري

خالد كروم

2020 / 6 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ملحوظـــة :- هل خلق الإنسان فى رحم الأم .. يشبه خلق الحيوان ... بمعني ..( حبل سري - كيس يشبه غشاء البيضة - ماء الانزلاق - دماء واوساخ - )..إذا عليك أن تنظر جيدا" لولادة الحيوان .. وتقرر .. نقطة حمراء..!

ثنوية ...(( الروح والجسد)).... وتفسير ذكورة الروح أو ذكورة غير الملموس ...الثنوية القاطعة .... (( dichotomy )) ...المفترضة من قبل مخيّلة البشر عبر التاريخ :-

الروح والجسد ...!! أو المعنى والمادة أو غير الملموس والملموس لها جذر في سلوك البشر في حالة الإنسان الصيا.....

الجامع لوجدنا أن مجاميع النساء تتصف بالامتلاك والاحتفاظ والجمع للثمار والجاذبية ومجموعة الرجال تتصف بالحركة والمعنى لنيل رضا النساء حتى قبل الخروج للصيد.....

وهذا المخيال أو الكشتالت ... انتشر وتسرب في كل حيثيات فكر ومعتقدات وتراث البشر ابتداءً من الدين ...وعليه يكون:-

الإله أو الإلهة كوجود هو- هي وجود غير مادي والوجود المادي هو ...(( "تابع" أو "خادم" - أو "منفذ" - أو "رمز مادي" للإله)) ...

بالنتيجة حتى الوثنيين كانوا يفترضون ذلك ... فالوثن رمز للإله ...والصنميون كذلك ... فالصنم هو رمز للإله ...رموز للفت انتباه الإله ... لنيل رضاه أو رضاها ...

صحيح أن الروح والنفس مؤنثة عند العربلكن الروح كإله ... كوجود إلهي هي ذكر ... كذلك السماء ...السماء ذكر عندما تعني إله و الروح تكون ذكر عندما تعني إله....؟!

لكن النفس مؤنثة دائما لأنها تقود الجسد ... الجسد مادة مصدر التأنيث ...وهذا تفسيري لصفة الإله اللاهوتية التي تسمى...((Incorporeality )) ...في المسيحية خاصة .. لكنها منتشرة فكريا حتى في الإسلام ...

فلماذا ....(( "الروح من أمر ربي" ))... أي لماذا هي شأن إلهي فحسب .....؟! هذا سؤال سياسي وليس سؤال كيفي هنا ...السبب لأنها ...(( لاهوتيا")).. بالأصل صفة إلهية ذكورية .....

ولنفس السبب نجد النفس عند البشر مذكورة دون تبجيل .... وإنما كحالة خذلان أو فشل كوصف ...(( "النفس اللوامة" ))...فهي تلوم لكنها لم تدبر حل ... تائهة ...
واقعياً"....

الروح هي العقل - والذاكرة والحكمة .....وقدرات دماغية كثيرة كلها تم جمعها بهذه المفردة القديمة قدم ...(( الديانة الكيمتية الفرعونية ))...حيث الوصف الدقيق لهوية الإنسان .....والتي تتضمن كيانات متعددة منها إسمه وظله ....((هالته أو الكارزما الخاصة به)).... وروحه ونفسه ...

مفاجأة أن يصف ....(( الكمتيون الفراعنة ))....ذلك بشكل أدق من أوصاف الأديان والديانات الحالية.....

عمر الانسان الحالي ....(( الهوموسابينس))....تقريبا ١٥٠ ألف سنة .. منذ متى والأنسان يعبد الالهة هل هناك تاريخ معين تقريبي .....لأن حسب علمي الاديان لايتجاوز عمرها ١٢ ألف سنة ....

الهياكل العظمية ...((للنياندرتال))... ترجع لما قبل ...((الهوموسيبين))).....وفيها تجد خرز لقلائد وأصداف وأحجار خاصة .....وقبور خاصة ...((للنياندرتال)) .... بخلاف ...((الهومو اركتس )))...الذي لا يكتشف بشكل مقابر...

هناك حالة ...(( للهومو ناليدس))... حيث لهم قبر جماعي أي كانوا يرمون الجثث في مغارة خاصة ...هنا ماذا ...

عملية الدفن تشير معتقد ديني ... واعتقاد بحياة أخرى بعد الموت.....هناك بديهة عقلية موجودة في الثديات وهي......افتراض أن الموت نوم وهذا موجود في القردة مثلا"...!!

كذلك ...نجد عند النياندرتال ...أدوات محمولة ....وهذا يشير لوجود الإدراك الراقي...(( Metacognition )) ...لديه ... ووجود هذه المقدرة العقلية يؤدي لحتمية التفكير في .....أنا في الماضي أو نحن في الماضي...!!

أنا في المستقبل أو نحن في المستقبل .....أين سنذهب في المستقبل ....؟ من يؤثر على حياتنا.... ؟

قلت من ... ليس كيف لأن عقلية الإنسان البسيطة هي وجود إنسان آخر يسيطر أو يؤثر ... لذلك سيفترض وجود عاقل ما يؤثر ..وليس تفاعل كوني غير عاقل .....لذلك الفكر الديني يعود لما قبل الإنسان العاقل ...

في جانب من الموضوع ...هذا السلوك في الانجذاب لاشياء غير عاقلة بسبب افتراض علاقتها بعاقل يكون بشكل ممارسات غريزية ...(( تذوق - شم - وجنس ))...وذلك يذكرني بحالة الطفل وفقا لفرويد ...(( الدور الفموي ))...

اي تعرف الطفل على الاشياء بعضها أو لعقها ....اي تبدو كأنها حالة متشابهة والاحتساس او الفتشية موجودة بشكل شائع ببعض المعاشر ...(( communities )) ...بممارسات او تقاليد أحيانا تبدو عادية أو طبيعية .....وأحيانا تظهر بشكل انجذاب جنسي أو فموي غير معتاد لأشياء ....أو اعضاء جسدية لا تبدو جنسية أبدا....

فــــ كلام ...(( أرسطو )).... عن عدم وجود تشابه بين الآلهة وما خلقت الآلهة.... أي تنزيه ذات أو جوهر الآلهة عمّا خلقت أو فعلت....((نقض السنخية))..... مؤشر لتغير عقلي ربما أثر على لاهوت الدين اليهودي وغيره....

كذلك ... المثالية العالية لأفلاطون في تعريف الكفر بحكمة الآلهة حيث الدعاء كفر والنذر كفر بالآلهة ...فالدعاء يشير لاستخفاف بحكمة ورأي وتصميم الآلهة ....!! واعتبارها عاطفية يتم يسترضاؤها بالكلام المتملق ...والنذر هو رشوة إلهية برأيه أي استرضاء للآلهة بعطايا أو أفعال لتغيير مشيئتها ...

وعليه مقياس فهم و احترام حكمة الآلهة فيه من المثالية عند أفلاطون مما يتفوق على الأديان الإبراهيمية ...لكن كيف حصل ذلك .... ؟ لماذا لم يستطعم ...(( الإبراهيميون))... فكرة...(( أفلاطون))... بينما تلقفوا فكرة أرسطوا في:_ ليس كمثله شيء = نقض السنخية ...المخلوق لا يتشابه مع الخالق ...؟؟

ما اجده أن الرعوية هي حجر أساس عند الابراهيميين ....والرعوية فيها التضحية والموت حجر اساس لذلك ....يجب ان يكون هناك ذبائح ونذور ودعاء لإله الراعي ... إله السماء والماء والمطر والمرض والخليقة ....بعل شامين = ذو السماوي = العليون = إيلوه عولام = أيل....

أي أن نوعية التراث وطبيعة الحياة محدد لنوعية ما يتم ابتلاعه من افكار جديدة ...ازدياد في إبعاد الإله للسماء بالتنزيه ...الأقدمون لم يعرفوا التنزيه....بشدة إيمانهم الماء يشير لطبيعة إله الماء ...إنكي = آيا = بعل حداد = ذو الشرى (كأنما هي ذو الثرى)...

مرور الزمن أدى لاتجاه الانسان لفهم واستخدام غير الملموس ...الانتقال من عقلية اليونان للرومان مثلا" او من السومريين لكل ما تلاهم فأدى ذلك لهدم فهم الكون فيزيائيا ...الفيزياء الكمومية تتصارع مع نقض السنخية....((المؤثر يتأثر))....ما يؤثر بهيكل الكون سيتأثر بالكون لا يمكن التأثير دون التأثر...((صدمة ... للاهوت ... مختبريا ... فيزيائيا .. )) ...

أما السؤال هنا ...كيف توصل البشر لفكرة المسانخة ....أو عدم المسانخة... ؟ لنفترض ان ارسطو ليس المصدر لها...ولنفترض ان البشر عاجلا أم آجلا يتوصلون لها...لكن كيف تتكون أو تتوالد أو تتولد في الذهن ...؟

القضية أجدها بسيطة ...الأمر مرتبط بجانبين....جانب واقعي .... وجانب فكري - مخيالي - كشتالتي...الواقعي هو ان الملك لا يشبه اتباعه حتى لو كان بشري مثلهم الاتباع والعبيد لا يشابهون الملك او القائد في شيء...فما بالك إن تخيل الإنسان إله هو ملك للكون ....؟!

المصدر الآخر هو فكرة الاتحاد ... وحدانية الخلق ...لوغوس في المسيحية أي الكون متصل او متشابه...لذا يجب ان يكون إلهه متواصل او متحد اي واحد في الكيان... لذلك يكون الإله هنا غير متشابه مع تفاصيل الكون بنفس الشاكلة فكرة الأوحدية في...(( الدين اليهودي - والإسلام)) ...

الإله أوحد ... واحد عددا ... غير متعدد ...لذلك يجب أن يكون في أوحديته فريدا لا يتطابق مع التفاصيل وإلا كان لكل نوع من التفاصيل إله...أي أن أي نوع من التوحيد كان ...(( أوحدية أو وحدانبة خلق )) ...سيؤدي مباشرة لقاعدة عدم السنخية ...أي هي نتيجة فكرية ...والسؤال بعدها ....:- كيف تكون التوحيد بكل أنواعه ...؟

صحيح ان...(( الراعي - والبدوي ))... يفضل التوحيد في الآلهة بحكم نوعية حياته المعتمدة على بيئة غير متنوعة ونمط ثابت للحياة مرتبط مباشرة بالسماء بخلاف...المزارع - والمدني...!؟ المزارع عنده أرض وسماء ... تفاعل ... والمدني عنده سلطة وشعب وسلوك وتشريع وشخوص وأدوار ...

لكن ...تحول البشر لحكم الامبراطوريات منذ..(( سرجون الاكدي - وأخناتون)) ...وضرورة إقناع البشر دينيا لطاعة الامبراطور.... بديهة الاستبداد الامبراطوري الشامل الشمولي تؤدي للجزم بالتوحيد الإلهي...

منذ تأسس المنظومة البشرية الأخلاقية والتشريعية والتراثية كان على علاقة شخصنية إضافة لبديهة الإنسان الخيالية التي تفترض المثالية للقياس أدى لاعتماد إله مثالي ..... ذو علاقة شخصنية مع البشر والكون وهذا أدى لغض البصر باستمرار عن اكتشافات وإشارات وجود الفوضى وعدم وجود تصميم قبلي وغرضي للكون...(( a priori
purpose ... Purpose as explanation´-or-reasoning -(Teleology) )) ...

خاصة بذريعة المادية والروحانية وأن العلم المادي لا يمتلك ...(( "روح"))...خاصة بعد الديكارتية ... فلسفة ديكارت التي لعبت دور محوري في أورپا وفي إزعاج الفكر الإيماني في الشرق الأوسط ....لكن تم اعتماد هذه الثنوية للتصدي لتمحيص فكرة الروح مختبريا خاصة بعد إمكانية تعليلها بواسطة فيزياء المنظومة كإنبثاق تفاعلي...

وعليه أصبح من أهداف المختبر والنظريات بحث ماهية فكرة...(( الروح - والنفس ))...التي افترضها البشر منذ قدم التاريخ بشكل جزم حتمي لا نقاش فيه مصاحب لفكرة الإله ...فالخطأ الشائع أن الإنسان البدائي متخلف يعبد صنم أو وثن ولا يعرف الإله ولا يؤمن بإله غير مرئي ... والعكس هو الصحيح فكل ما رجعنا بالتاريخ للماضي السحيق كان إيمان الإنسان أقوى لدرجة طقوس الاحتساس...(( Fetishism )) ...

ترجمتي للكلمة اذا كان عندكم أجود منها آتوني بها....وطقوس قتل البشر لإرضاء الإله والتقرب له بشكل مقدس أو مدنس ....وطقوس الرقص لإفراح الإله ....وطقوس الجوع والعطش وعدم الكلام وعدم ممارسة الجنس ...(( وطقوس الجنس المقدس))....وطقوس الابتهال لأي سبب .... وطقوس النذور من أي نوع...وطقوس الولادة والدفن حيث ترتبط بآلهة.....

ولنسلط الضوء على الاحتساس....فالاحتساس هنا يؤدي للتقرب للآلهة بالطعام والجنس...أي تقرب بواسطة الغريزة بعكس ما ذهبت له الديانة المانوية وهلم جرى...؟! بعدها وصولا" للإسلام حيث التقرب يكون بالامتناع عن الغريزة كلبس الملابس الرثة في طقوس اليهودية مثلا"....

فالاحتساس يؤدي مثلا" لتوزيع الطعام وأكل الطعام لأجل الإله وتقديم الطعام لأشخاص لأجل الإله وماذا....؟ وأكل الطعام الرمزي الذي يشير لجزء من الإله كأنما جسده .....فكرة الخبز المقدس ... الخمر المقدس ... الماء المقدس ... والصنم المأكول لـــ إله الخصوبة....

تسبيح الإله ... أي غسل صنم الإله بماء الورد ...تسبيح صنم بوذا عند البوذيين هو ماذا... ؟ هل تشعر بالفرح بعد الاستحمام... ؟هذا استحمام مقدس للإله ... الاغتسال تبجيل عند الأقدمين ...المحتقر من الناس لا يستطيع الاغتسال والأثرياء لهم حمامات خاصة فيها خرير ماء من عين مثلا أو مياه مغلية ...

الملك والملكة في قصر ...(( شلمنصر الآشوري ))... كان لكل منهم بئر وحوض استحمام خاص... ((يشبه حوض الاستحمام الذي نسميه بانيو ومن صخر أسود))....بالنتيجة طقوس الأقدمين الوثنية والصنمية هي ليست سوى ناتج مباشر لارتباط عقلي شديد بالآلهة ...

وتعدد الآلهة أو وجود إله واحد والحالة الثالثة وهي .....هرم الآلهة أي إله مسيطر وآلهة صغيرة أو ....إله رئيس وله ملائكة كان حاضرا عند الأقدمين ...والتفسير السلوكي...((Behaviorism )) ...هو أن كيفية الحياة تؤدي لنوع الدين أو الديانة...الدين = تشريع ومنظومة إيمانية وطقوسية....الديانة = منظومة إيمانية وطقوسية فقط ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة