الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الهند في بناء مئة مدينة ذكية

فراس حاتم

2020 / 6 / 13
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بلاد السحر و الجمال حيث الطبيعة الخلابة بكل تنوعاتها الجغرافية و البيئية ام التنوع التاريخي و السكاني الهائل فيها ام التنوع الحضاري الذي يعكس مختلف الاديان هنا نصف الهند التي لا وصف لها على الاطلاق . حيث ما نعرف هذا البلد يتبادر الى ذهننا التاريخ الهندي و الثقافة الشعبية الهندية في الفنون , الموسيقى و السينما التي لنا من امتداد لها لما كان الهنود قدموا مع القوات البريطانية من جهة حيث كانت الخدمة العسكرية ايام الحكم البريطاني و التجارة و الابحار في العراق و الخليج و بقية العالم العربي من جهة اخرى حيث الهند هي جوهرة التاج البريطاني كما كانت تسمى للاهمية التي تتمتع بها من كل الجوانب حيث اكسبت الهند سمة الانفتاح و السلام مع جميع الشعوب التي رسخ عقائدها ابو الهند الحديثة المهاتما غاندي بحركة الساتياكراها اي حركة قوة حق بالسلام لتكون نموذج تعايش عالمي بكل الاطياف و القوميات و الحضارات و الاديان لذلك اصبحت الهند اكبر خزان بشري عالمي من علماء , اطباء , مهندسين , خبراء تكنولوجيا المعلومات و الخ من الاختصاصات الكبيرة التي تعد عصب بناء مجتمع متقدم لكن الهند بقيت لسنوات طويلة بعيدة كل البعد عن اللحاق بركب الامم المتقدمة نظرا للمشاكل السياسية التي اعقبت فيها الاستقلال و الحرب مع باكستان و المشاكل الداخلية السياسية منها اغتيال رئيسة الوزراء الهندية انديرا غاندي 31 اكتوبر 1984 ابنة اول رئيس الوزراء في الهند جواهر لال نهرو الذي وضع الحجر الاساس للحياة السياسية في الهند الحديثة بعد الاستقلال عام 1947 بالرغم من كل التقلبات السياسية و الانقلابات العسكرية التي حصلت الى ان كانت المصيبة الكبرى باغتيال ابن رئيسة الوزراء الهندية انديرا غاندي راجيف غاندي في 21 مايو 1991 ايضا بطلق ناري من قبل نمور التاميل خصومه و خصوم والدته و جده لتتولى بعده زوجته الهندية الايطالية سونيا غاندي و بعدها اتال فاجباي الذي شهد فترة ولايته تقلبات سياسية داخلية و خارجية الذي كادت ان تحدث في عهده حربا نووية مع الجارة باكستان حول كشمير المتنازع عليها حتى ياتي بعده مانموهان سينغ الذي كان عهده نوعا ما مختلف للتركيز على تعزيز مكانة الهند السياسية , الاقتصادية و الاجتماعية من خلال جعل الهند قوة صاعدة من خلال اصلاحات عندما كان وزير المالية الذي عمل على انقاذ الاحتياطي المال الهندي و جعله قويا ليكون اول رئيس وزراء من السيخ عام 2001 حتى العام 2014 . لكن ناريندرا مودي كان مختلفا في عام 2014 من خلال خبرته السابقة كرئيس حكومة ولاية كوجرات و ادخال فيها نظم حديثة اقتصادية و اجتماعية من خلال تبنيه نظرية المدن الذكية و المساواة بين الجنسين و الانتقال نحو مجتمع متحضر اكثر من خلال استقطاب استثمارات ضخمة و الاستفادة من العمالة المحلية و جسر الهوة بين الغني و الفقير و هذا ما وعد به بوصوله الى الحكم عام 2014 بفوزه عن ولاية كوجرات هنا بدات الاستثمارات تدب في انحاء كبيرة من الهند للتحضير للانتقال الى مجتمع متحضر من خلال بناء مدن ذكية تتضمن استثمارات من شركات اجنبية و هندية بالاعتماد على الطاقة البشرية الهندية .من خلال انشاء مئة مدينة ذكية في عموم البلاد و تتضمن اخطة بناء لمدن صديقة للبيئة , امينة و امنة على كل المستويات و الاهم من هذا الاعتماد على الطاقة النظيقة نعم كان هذا له دور في اضعاف القطاع الزراعي الهند من خلال عدة حلول منها شراء الاراضي من المواطنين , ادخالهم كشركاء في الاستثمارات او تعوضيهم بمبالغ هائلة هذا ما دفع العديد من الهنود الى الرفض في البداية لكن مع بدا عمليات البناء وراى الناس باغينهم المشاريع الكبيرة اصبح من الممكن ذلك ان يكونوا جزءا من المدن الذكية التي فيها تدار من خلال شاشات و كاميرات تؤمن حياة الانسان و تجعله ينام قرير العين هذا المشروع الطموح سيكون نقلة كبيرة في النمو الكبير للهند و من اول ثمارها كانت مدينة بنغالور التي اصبحت اليوم تقارن بمدن العالم المتقدم لما فيها من استثمارات و فرص عمل كبيرة لكل الهنود تكون سببا في رفع المستوى المعاشي للمواطن الهندي و تحقيق نمو افضل لها . و مع هذا التجربة التي في الايام المقبلة سنناقش جوانب مختلفة عن الهند هل ممكن في بلادنا العربية و لا سيما العراق القدرة على تحقيق هكذا تجارب بتطوير الحياة الريقية و المدنية بادخال حياة افضل و بناء مدن ذكية امنة لكل المواطنين ؟ و اين هي الشخصية القادرة على اعداد برامج تنمية كبيرة قادرة على احداث نقلة نوعية في العراق على غرار الهند من خلال صياغة سياسة متوازنة تنموية للعراق و بناء شراكات مع دول متقدمة ؟ و ما المدة التي نحتاجها لبناء مشاريع عملاقة في العراق على غرار الهند ؟الجواب كله يتوقف على تغيير سياسي جذري في العراق و بناء حياة سياسية جديدة للعراق و تبني سياسات اقتصادية قادرة على لجم الفساد المستشري و رؤوسه من جهة ورفع مستوى المواطن المعيشي من جهة الاخرى حتى يكون جاهزا لحياة جديدة و مثمرة من خلال التعلم من تجارب دول العالم في التنمية و جعلها حقيقة على ارض الواقع .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح