الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات وتجارب جامعية ٤

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2020 / 6 / 14
سيرة ذاتية




يحكى أن مسؤولا فى إحدى المؤسسات الجامعية فى النصف الأخير من العقد الأول للقرن الحالى ذهب لمغازلة فتاة تعمل موظفة وفقا لنظام العمالة المؤقتة لكنها لم تستجب لمحاولاته الدنيئة ليخرج هذا "المسؤول" وهو يجر أذيال الخيبة فماذا فعل؟ جلس الى مكتبه وسطر خطابا الى رئيسه يطالبه بضرورة إنهاء عمل كل الموظفين والعمال المؤقتين. الغريب أن هذا "المسؤول" الذى انعدمت الرحمة من قلبه وحلت القسوة مكانها نسى أن العامل المؤقت لا يتقاضى سوى بضعة جنيهات قليلة يسد بها رمق أبنائه أو ربما يحرص على توفير الدواء لوالده المريض. قال تعالى عن بني إسرائيل: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (البقرة من الآية: 74). ما يدعو إلى الأسف أن رئيس المؤسسة كان حريصا على إرضاء هذا المرؤوس بكل السبل إتقاء لشره ولذلك لم يتردد فى تلبية طلبه بإنهاء عمل جميع عناصر العمالة المؤقتة.

المهم ان أمين إحدى الكليات علم أن هنالك عاملة مؤقتة باتت فى ذمرة المغضوب عليهم وأصبحت بين طرفة عين وانتباهتها بلا مصدر رزق وبالتالى غير قادرة على توفير الطعام لأبنائها. توجه الأمين إلى عميد كليته وشرح له حالة هذه العاملة الغلبانة التى شعرت بصدمة عنيفة حين علمت أن المبلغ البسيط (٣٤٠ جنيها) الذى اعتادت أن تحصل عليه فى نهاية الشهر لم يعد متاحا. لقد فوجئ العميد بحكاية السيدة واغرورقت عيناه بالدموع بعد أن استمع الى حكاية هذه السيدة والتفت إلى أمين كليته قائلا: يا ريت تطمنها إننى سوف اتحدث إلى رئيس المؤسسة وليس "المسؤول" إياه لعله يستثنيها من الفصل. أعرب الأمين عن دهشته قائلا: بجد حتكلم الريس؟ أجاب العميد: لا مش حكلمه بس خليها تيجى الشغل عادى. لم يكد يمر يومان حتى استدعى العميد أمين الكلية وطلب منه أن يخبر السيدة أن الرئيس وافق على استمرارها فى العمل وأردف قائلا: كل أول شهر سوف أعطيك مرتب هذه السيدة من مرتبى. وبالفعل ظل العميد يدفع للسيدة من راتبه لمدة ستة شهور كاملة. من الواضح ان العميد كان حريصا على مشاعر السيدة التى لم تشعر للحظة واحدة أنها تتلقى مرتبها من جيب العميد ولم يعلم أحد سوى الأمين أن العميد يقدم جزءا من راتبه لهذه السيدة التى تحرص على العمل لإطعام صغارها والتى لم تسع إلى التسول كوسيلة لكسب لقمة العيش. المثير للدهشة أن رئيس المؤسسة علم بما قام به العميد فماذا قال له؟ قال: والله كويس يا دكتور...

ومما سبق يتبين لنا أن "المسؤول" يرمز إلى الأنانية وحب الانتقام وعدم الحرص على مصالح الآخرين وأشياء أخرى قد يستنتجها القارئ. والعميد يرمز إلى النبل والتراحم والعطاء. أما العاملة فهى ترمز إلى الاجتهاد والصمود والكفاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية