الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على وشك أن نعبد الأسد!

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


نحب تمجيد الطّغاة، يصل الأمر بنا إلى تقديسهم.
في عام 2005 ، أجرى ديفيد هوك ، محقق في حقوق الإنسان ، مقابلة مع 40 شخص من كوريا الشمالية عن الدين . فيما يلي بعض ردودهم حول دين كوريا الشمالية:

."-"زوتشيه هو الدين الوحيد الذي يمكن أن يمتلكه الشعب الكوري الشمالي

-علمنا أن هناك حياة لشخصين: إحداهما مادية والأخرى هي الحياة السياسية. علمنا أن الحياة السياسية كانت إلى الأبد مع القادة والحزب. لذلك ، اعتقدت أن حياتي السياسية كانت أكثر أهمية من حياتي الجسدية".
وفقا لعهد الحزب ، المادة 1 ، القسم 1 ، يُطلب منا نحن جميع الكوريين الشماليين أن نعبد كيم إل سونغ بكل قلوبنا وقوتنا ، حتى بعد وفاته. علينا أن نبجل صور ووضع كيم إيل سونغ"

"-يجب أن نعلق صور كيم إيل سونغ] الصور تشير إلى أن كيم إيل سونغ هو إله ، حيث نعلق الصور لغرض تذكير أنفسنا بأننا نعتمد عليه".
"-تعليق صور عائلة كيم أمر إلزامي لكل أسرة. يجب تعليق الصور على أفضل جدار في كل منزل ، ولا يمكن تعليق أي شيء آخر تحت الصور. العائلات ذات الولاء العالي للحزب تنحني تحت الصور حتى عندما لا يكون هناك أحد هو يراقب".
الحرية الدينية غير مسموح بها في كوريا الشمالية لأنها ستدمر تأليه كيم إيل سونغ.

"إن الإيمان بالله هو عمل تجسس. فقط كيم ايل سونغ هو إله في كوريا الشمالية"


كيف يتم التعبير عن القلق ضد المسيحيين السريين عندما يتم اكتشافهم؟

فيما يلي تلخيص هوكي لردود اثنين من الذين تمت مقابلتهم:

كانت شابة ، في العشرينات من عمرها ، تغسل ملابسها في رافد لنهر تومين (الحدود بين الصين وكوريا الشمالية). عند حزم الملابس ، أسقطت ما يُعتقد أنه كتاب صغير ، أبلغت امرأة أخرى عن الحادث، لم تكن تعرف أن ما سقط هو الإنجيل .
احتجزت المرأة ووالدها البالغ من العمر ستين عاماً لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا. وخلال تلك الفترة ، يُفترض أنه تم التحقيق مع المرأة ووالدها واستجوابهما. على ما يبدو اعتبروا مذنبين بارتكاب جريمة كبرى ، في صباح صيف عام 1997 ، اقتيد الاثنان إلى منطقة سوق بالقرب من نهر سيونغ تشون في نهر تومين ، وقد اتهم الاثنان بالاتجار وحُكم عليهما بأنهما خونة. الأمة وكيم جونغ ايل.
لم يكن الشخص الذي أجريت معه المقابلة على علم بأي إجراءات قضائية أخرى قبل الإعلان عن الجريمة والحكم والعقوبة في "محاكمة عرضية" عامة مقتضبة للغاية ، والتي تتكون من ما لا يزيد عن إعلانات التهم والحكم قبل التنفيذ مباشرة. تم تجميع المعلمين والطلاب من المرحلة الابتدائية (الصف الرابع وما فوق) والمتوسط والثانوي ، إلى جانب الأشخاص الذين تم إرسالهم من السوق المجاورة. أطلقت سبع من الشرطة ثلاث طلقات على كل من الضحيتين اللتين تم ربطهما على بعد أمتار قليلة من منطقة "المحاكمة". تسببت قوة طلقات البندقية ، التي أطلقت من مسافة 15 مترًا ، في تفجير دماغهما ، كان من شهد على الحادث في الصف الخامس. لقد رسم من الذاكرة رسمًا تخطيطيًا لمشهد الإعدام.
أسأل اليوم عن الدين الجديد في سورية. دين الأسد ، و أنا أعرف أن هناك نسبة لا بأس بها من الذين قام الأسد بتجهيلهم من طائفته يؤمنون أنه روح الله، أو الحسين، و لا أتحدّث جزافاً، و أنا القريبة منهم، ولي صداقات معهم. قالت لي صديقتي :" إنّه يحمل سرّ عليّ، هو مكلّف برسالة سماوية " ثم أقسمت أن أحد العميان أتى إليه فمسح بيده على عينه ، وشفي على الفور.
ليس فقط هناك من يعبد بشار كشخص في سورية، فهناك من يعبد بشراً فاسدين، ويسميهم بالأئمة، و نحن هنا لسنا في صدد" البحبشة" فقط نقول أن الطرفين : من كان إلهه بشار، أو ما شابه، أو من كان إلهه لا يرى بالعين، واستلم وكالة غير قابلة للعزل منه أن يتولى أمر المسلمين ، وغير المسلمين، وفق ذهنه العفن المتخلف الذي رباه عليه الأسد، استغل ثورة الشعب ليصرخ:" فداك قلبي يا رسول الله"! فلتفدهِ أنت بقلبك! أنت حرّ، لكن ما دخلنا نحن، وما ذنبنا إن لم نكن مسلمين، أو حتى مسيحيين؟
عندما أكتب عن الدولة المدنية تأتيني الردود بأن دولة الإسلام مدنية!
لكنّني لا أريد دولة مدنية إسلامية ؟
لا مشكلة لديّ مع الدين. بل إنني أحترم إيمان الناس عندما يحتفظون به لأنفسهم، ولا يقحمونا في تفاصيله، ومن هنا لا مشكلة لدي بعد أن يقتل الأسد، -وهذا أمر طبيعي، فالمسيح صلب، و الحسين قتل. بل إن ذلك يليق به كبشر يحمل سرّ الإله -أن ينشئ أتباعه ديانة في سورية المدنية مرخّصة بشكل قانوني، ويعبدونه. أنا لا أسخر، بل أتحدث بكل جدية .
لا تصدقوا أحد. لا أمريكا، ولا المدافعين عن حقوق الإنسان سوف يكون لهم دور. هؤلاء لا يبحثون عن مصالح بل عن أثمان مباشرة وضخمة. في كورية الشمالية استبداد ، وتأليه الدكتاتور سوف يبقى على الأقل سوف يؤمن به قسم من الكوريين الشماليين إلى ما بعد أجيال، وكذلك في سورية.
ما هو الحلّ؟
أمامنا خياران: الإيمان بالأسد كرب لا نستطيع مقاومة نفوذه برب آخر موجود أو خارج الوجود، أو نتبنى حركات المجتمع المدني التي تعمل على تغيير الأفكار. لكن بعد أن يصبح شخصاً إلهاً كيف يمكن أن تقنع الآخر أنه ليس كذلك؟
سوف ننتظر إن كانت الدّول المعنية بحقوق الإنسان سوف تؤمن به كإله عادل أم لا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على