الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


#لون بشرتك ليس مهما ..أرني لون قلبك أقل لك من أنت !

احمد الحاج

2020 / 6 / 15
كتابات ساخرة


برغم أنني محسوب على -البيض- نوعا ما ،أو "خلينه نكول أبيض نص ردن - يزداد جلاحة وسمارا - كلما تقدم به العمر" الا أنني أحب السمر والصفر والحمر جدا واتعاطف مع قضاياهم ، ولطالما سألت نفسي عن الذي أعطى للبيض كل هذه المكانة ونصبهم سادة على البشرية وفي بقية الاجناس الاخرى من الحمر والسمر والصفر والسود من يفوقهم دهاءا وذكاءا وعطاءا وصلاحا ..سؤالي المستمر هذا عاد الى الواجهة وبإلحاح مع مقتل زنجيي اميركا ظلما وعدوانا " جورج فلويد +رايزهارد بروكس " الجريمتان اللتان أججتا الاحتجاجات في اميركا وفرنسا وبريطانيا (اسفرت بمجملها عن اصابة واعتقال العشرات ) مع ما رافقها من تحطيم او تشويه الكثير من نصب وتماثيل تجار العبيد الاوربيين ومستعبديهم وابرزهم كريستوفر كولومبوس في مدينة ريتشموند وبوسطن وميامي ، اضافة الى العبث بتمثال تشرشل في لندن ، وخروج تظاهرات مضادة لحمايتها من عبث المناهضين للعنصرية ، مع المطالبة بإعادة كتابة التأريخ الامبريالي للغرب كذلك ، مادفع محطة البي بي سي البريطانية للتساؤل وبعنوان مثير جدا " هل بدأ عصر الربيع الأمريكي؟" الامر الذي دفع بدوره الرئيس الفرنسي - معكرونة - الى القول وبصريح العبارة " لن تتساهل مع العنصرية، لكن الجمهورية لن تمحو أي أثر أو اسم من تاريخها"، طبعا لأن الامبريالية الفرنسية هي التي نهضت بكم على جثث وجماجم الشعوب المغلوبة ، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني " لزكة جونسون " ،" لا يمكننا الآن تعديل ماضينا أو فرض رقابة عليه، لا يمكننا أن نتظاهر بأن لدينا تاريخا مختلفا..ان التماثيل في مدننا وبلداتنا وضعتها أجيال سابقة" ، مؤكد - جنسوني انت وشعرك المخربط على طول ..دمشطه فد يوم بحياتك ..ادزلك مشط على حسابي من بغداد ، مشط نايلوني اعادة تدويرمن بلاستك المزابل Made in Iraq- لأن لولا التأريخ الاستدماري والاستحماري في الامبراطورية التي "لم تشرق على عقول قادتها الشمس يوما " تعتاش على عذابات الشعوب المنهوبة من بغداد الى نيو دلهي لما - صار براسكم خير - !
وفي تصوري القاصر بأن " ما يجري اليوم سيتمخض في نهاية المطاف عن احياء العنصرية البيضاء مجددا لا طمسها او الحد منها واظن بان النازيين الجدد سيزداد اتباعهم ويكثر سوادهم ..وان الهجمات على أحياء السود ستزداد عنفا وشراسة على يد احفاد كو كلوكس كلان وامثالهم ، وان اليهود سيركبون الموجة بتأجيج الصراع وصياغة قوانين جديدة تخدمهم تحت اليافطة - اليخني - " معاداة السامية " .
ومن يقرأ كتاب الجاحظ – وهو أسود اللون – ” فضل السودان على البيضان ” ، وكتاب ” ابن الجوزي ” تنوير الغبش في فضل السودان والحبش ” ، وكتاب الامام السيوطي ” رفع شان الحبشان “، وكتاب البخاري المدني – وهو غير الامام البخاري – ” الطراز المنفوش في محاسن الحبوش ” وتلك الكتب بمجملها تفصل لنا كل شيء عن أشهر وأشعر وأنبل وأتقى وأزهد – السود – في التأريخ وفي مقدمتهم ، لقمان الحكيم ، ومؤذن الاسلام بلال الحبشي ، فضلا عن ملك الحبشة “النجاشي” وهؤلاء الثلاثة أشهر من نار على علم ، يجد ان السود قد ظلموا فعلا عبر التأريخ ظلما عظيما ولا بد من انصافهم .
منذ نعومة أظافري وأنا أحب الهنود الحمر وذوي البشرة السوداء وأتعاطف مع قضاياهم المصيرية حول العالم ، وكنت ومازلت أقف بالضد من كل ما طالهم من حملات الرق والاستعباد الاستعمارية ونقلهم الى اوربا والاميركيتين قسرا ليخدموا هناك ضمن حملات متتابعة أعقبت ارتكاب مجازر وحشية وعمليات إبادة جماعية بحقهم في مجاهل القارة السوداء ، أما عن مجاعات أفريقيا فإنها تشكل عندي هاجسا لطالما أرقني وشغل ذهني وحز في قلبي حزنا عليهم ، ذاك أنهم يموتون بصمت وسط الفيافي والقفار من دون أن يرثيهم أحد ليظهر العنصر الابيض من بين أكوام الجثث بصفة – المخلص – وما هو كذلك طمعا بتنصيرهم وإستعبادهم وسرقة ثرواتهم التي لاتنضب مقابل الغذاء والدواء ، أعز الاصدقاء أيام الحرب العراقية – الايرانية كان واحدا منهم وكان يقرأ علينا خواطره التي يدونها يوميا فيبكينا هنيهة ، ثم لايفتأ يضحكنا بنكاته التي يرتجلها ارتجالا بحسب المواقف ، وأحب نجوم هوليوود الى قلبي هم ” مورغان فريمان، دنزل واشنطن، فورست ويتكر” وكلهم من الزنوج ، ولطالما تأثرت وأستشهدت باﻷمثال اﻷفريقية المستلهمة من وحي الغابة ، ومن رحم اﻷدغال في مقالاتي ، ومن أشهرها ” حينما يسخر الفأر من القط, فتأكد بأن هناك جحرا قريبا منه ” و ” لاتخبر الرجل الذي يحملك على ظهره بأن رائحته مُنتنة ” ولسنين طويلة كانت صور ومقولات ونضالات مالكوم أكس ( مالك شهباز ) الذي اعتنق الاسلام واغتيل في نيويورك بـ 16 رصاصة أثناء كلمة له عام 1965 حاضرة في ذهني ، وكذلك مارتن لوثر كينغ ، وهو من أشد المكافحين ضد التمييز العنصري في اميركا والذي اغتيل بدوره عام 1968، نيلسون مانديلا الذي ناضل طويلا ضد سياسة الفصل العنصري في جنوب افريقيا ومكث 27 عاماً من حياته في السجون بسبب ذلكم النضال المرير ، بطل العالم في الملاكمة محمد علي كلاي ، الذي سجن وحورب من جراء رفضه لسياسة بلاده الامبريالية وحرب فيتنام ، فضلا عن مئات الرياضيين والمفكرين والفنانين والمشاهير من ذوي البشرة السوداء ، ولم أكن يوما عنصريا وﻻ – لونيا – اذا صح التعبير ،ﻷن النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم نهانا كليا عن التمييز العنصري وحسم ذلك بقوله الشريف : (( لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى)) وهذا ما تربيت عليه في عائلتي ومجتمعي وبلدي منذ الصغر .
ايها العنصري الابيض "الاميركي - الاوربي" مهلا ورفقا بنفسك وعقلك أولا وببقية شعوب الارض من بقية الالوان والاعراق الاخرى من نظرائك في الخلق او اخوانك في الدين او شركائك في الوطن ....
#لون بشرتك ليس مهما ..أرني لون قلبك ، أقل لك من أنت !اودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .