الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الامارات وتل ابيب دولة فلسطينية تاريخية

سمير دويكات

2020 / 6 / 15
الادب والفن


المحامي سمير دويكات
لم افهم شخصيا ما معنى الذي كان يردده الشهيد ياسر عرفات قبل ممتاته وما يردده ابو ما زن الرئيس الفلسطيني وبعض المسؤولين عن اهمية القرار الفلسطيني المستقل سوى قبل بضع سنوات عندما شاهدنا وبوضوح تدخل بعض الدول والانظمة في مسار القضية الفلسطينية وكيف انهم تامروا علينا في بعض العواصم؟ حتى انهم ربوا بعض الخونة من اجل العمل على تنصيبهم على الشعب الفلسطيني.
والان ايضا وصلتنا الرسالة بوضوح، لماذا قبل عرفات اوسلو وهو لم يؤمن به يوما؟ ولماذا رقصنا عشية توقيع الاتفاق حتى الصباح؟ نعم وصلتنا الرسالة وقت ذاك ان طلائع القوات والثوار الفلسطينيين سيدخلون فلسطين رغبة في استمرار الكفاح ضد الاحتلال، ولكن اسرائيل تعاملت بدهاء في كيفية ادارة ادوات السلطة ومنها اموال المقاصة وغيرها من الايرادات وسيطرت على الامن تماما وضربت اجهزة الامن بقوة في الانتفاضة الثانية، لكن كل ذلك لن يحول بين الفلسطينيين وحلمهم التاريخي في فلسطين وتحريرها.
بالمقابل ايضا لم تقدم اسرائيل اي شىء لما سمي بعملية السلام وبقيت تقتل وتعتقل وتخرب كل ادوات الصمود الفلسطينية والتي تحولت الى مؤسسات قادرة بمختلف المجالات، فضاق الوضع على اسرائيل فدفعت بعدد من الجواسيس لسرقة اموال الشعب حتى تخلق فجوة كبيرة بين السلطة والشعب وهو ما اضاع جهود كثيرة فلسطينية كان يكن استغلالها في بناء الحلم الفلسطيني، فاسرائيل بنت استراتيجيتها وتاريخها على الدم والضم والاستيطان والتوسع والاحتلال والاستعمار والعنصرية، وهي تحلم دائما بضم كل الاراضي الفلسطينية والتعامل مع الفلسطينيين كسكان جيوب ليس اكثر من ذلك.
وبقيت منظمة التحرير من خلال مؤسساتها وبرعاية امريكية واوروبية تعمل على استمالت الاسرائيليين وخاصة اليسار من اجل فرض دولتين فوق فلسطين التاريخية وهو ما باء بالفشل، وبقيت الامور كذلك، وانشئت في المنظمة مؤسسات مثل لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي لهذا الغرض وصرف عليها ملايين الدولارات دون فائدة والنتيجة بقيت صفرية.
فعقلية المجتمع الصهيوني تقوم على عنصرية كاملة وهي مبنية على حب القتل والاستعمار والاهم انكار الذات للغير، فافشلوا باراك اوباما وكان اخر الرؤساء لعمل شىء من هذا القبيل في القضية الفلسطينية ولكنه فشل بشكل كبير، وعند مجيء ترامب فتح الابواب على مصراعيها لليهود فاعطاهم القدس عاصمة لهم ومنحهم كل ما يطلبون فيما سمي بصفقة القرن، واتجهت البوصلة الفلسطينية الى مقاطعة امريكا وبقي الاوروبيون صامتين دون حراك، حتى جاء الضم كجزء من الخطة النارية، وهو يقوم على ضم كل ما هو فارغ من السكان من الاراضي الفلسطينية الى السيادة الصهيونية وهي تماما قد قضت على كل الفرص في العلاقة السابقة التي امتدت في حدود ثلاثين عاما مضت.
وقبل ايام فقط، كتب السفير الاماراتي في واشنطون وهو من حضر توقيع صفقة القرن في واشنطون قبل اشهر، يخاطب الصهاية باقل القليل من الحقوق الفلسطينيينة ويعرض عليه التطبيع مقابل ضم مرضي عنه وكانه يمتلك القرار الفلسطيني، كما غيره فعل من قبل وشتم القادة الفلسطينيين لرفضهم التوقيع، وهو ليس من اخرج المقال على هذا الشكل وانما بعض الصهاينة وافرغوه من محتواه، فرد صحفي صهيوني عليه بفكر وتحليل استخباراتي مقيت حيث نال المقال الصهيوني رضا رقابة المخابرات وطلب منه صراحة ان الامر لا يحتاج الى ذلك لان المشكلة ليست لدينا وانما لدى الطرف الفلسطيني الذي تدعموه، وطلب منه باختصار الكتابة للشعب الفلسطيني لاقناعه بالهزيمة والتسليم باجراءات الاحتلال.
فكلاهما في دبي وتل ابيب يكتبون وكأن فلسطين لهم كما مزارعهم وكأنهم يتقاسمون قطعة من الحلوى على مائدة حمراء طلاؤها من دماء اطفال فلسطين وهم مجردون من كل المشاعر والاحاسيس فمن منهم له الحق في الحديث في هذه الامور وخاصة اذا ما تعلق بحق من حقوق الشعب الفلسطيني.
فاجراءات الاحتلال لن تتوقف ليس لان الامور هكذا لدى دولة الاحتلال فقط بل لان الله يسير الامور على هذا النحو ويريد ان يخلصنا من قذارة اوسلو وما رتبته من اثار جهنمية علينا شعب فلسطين، ويريد ان يسير بالامر بما ترغبه الشعبوب العربية ومنها الفلسطيني في حلمها بدول فلسطينية تاريخية وبازالة احتلال الذي تربع فوق الارض لعقود كثيرة.
هي امور لا يفهمها هذا ولن يفهمها ذاك، وهي حقوق تاريخية مضى عليها الاف السنين بوجود الشعب الفلسطيني وقد تحلل الفلسطيني منها اي مقامراتهم وكل ما له صلة بها وعاد يحلم بحلمه القديم في فلسطين الكبرى والتاريخ والحضارة، فلو قبل الحكام العرب ومسؤوليهم وجاؤوا يرقصون في احضان اسرائيل لن تقبلهم الشعوب العربية وان حمايتهم من امريكا واسرائيل ستبقى مؤقته ويوما ما ستدوسهم شعوبهم بنعالها، فسبعون عاما واسرائيل تحاول التطبيع مع العرب ولكنها لم تستطع تجنيد سوى بعض الخونة الذين بافضل حالاتهم لم يصلوا للرقم عشرة. ولو بقيت الف عام اخرى لن تصل الشعوب العربية الا بحماية خاصة لانها منبوذة ووجودها مجرد سرطان في جسد الامة العربية الاسلامية ويوما ما، مصيرها سيكون الزوال والنهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه