الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عين الصيرة، بحيرة يحيط بها الأولياء.

أمل سالم

2020 / 6 / 16
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


عين الصيرة
بحيرة يحيط بها الأولياء.
إذا قلنا بمقولة الجغرافية والجيولوجية أن البحيرة : هي مسطح مائي أصغر كثيرًا من البحار، وإن من أنواعها ما قد تكون مغلقة؛ يحيطها اليابس من جميع الجهات، ولا تتصل بمصدر مائي على سطح الأرض، مثل بحيرة قارون. أو ما قد تكون مفتوحة؛ مثل البحيرات المصرية المطلة على البحر المتوسط والمتصلة به، وهي خمس بحيرات شمالية، وترتيبها من الغرب إلى الشرق (مريوط - إدكو - البرلس -المنزلة - البردويل( حيث تتصل بمياه البحر الأبيض المتوسط، كما يمكن اعتبار البحيرات مفتوحة إن تلقت مياهها من الأنهار.
وما سبق يعني أن عين الماء التي تقع جنوب القاهرة، وتسمى "عين الصيرة "، هي بحيرة عذبة مغلقة، وإن كانت تعتبر أيضًا عين مياه جوفية كبريتية، لاحتواء مياهها على املاح عنصر الكبريت الذائبة في الماء.
وترجع أسباب نشأت هذه العين لحدوث زلزال بالقاهرة عام 1926، حيث تفجر من باطن الأرض، نتيجة الزلزال، ثلاثة عيون مائية بجوار بعضها البعض، تبقي منها الآن اثنان فقط.
وتقع بحيرة "عين الصيرة" جنوب القاهرة، وبالتحديد بالقرب من منطقة الإمامين؛ الليثي والشافعي. احداهما العين المواجهة لمنطقة الإمام الشافعي، وتسمى "عين الصيرة"، والعين المواجهة لمنطقة المقابر التي تقع بجانب ضريح الإمام الليثي، ويطلق عليها العامة من الناس، أحيانًا: "عين الخيالة"؛ لوقوعها إلى جانب معسكر لخيالة الشرطة مازال متواجدًا إلى الآن في مكانه رغم الامتداد العمراني بالمنطقة، والذي تسارع بعد فترة الثمانينات حتى وصل إلى المقابر.
ويعتبر أهم معلم اسلامي بالقرب من عين الصيرة هو مسجد وضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه، والذي يمكن رؤية قبته من عين الصيرة، حيث يعتبر الإمام الشافعي من أهم العلماء المسلمين الذين لهم مذهبهم الفقهي الهام، وقد عاش في مصر لسنوات طوال، وتتلمذ على يده مئات العلماء، وبعد وفاته أصبح ضريحه مقاما، بنيت حوله الكثير من المقابر، وأصبحت من أشهر المقابر في مصر، وأعظمها شأنًا؛ حيث يفضل المصريين دفن موتاهم إلى جوار إمامهم.
وداخل مسجد الإمام الشافعي يوجد قطعة من الحجر عليها آثار لقدمين، وقيل أنهما للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان الناس يتباركون بها عند زيارتهم للضريح، وبعد ثورة يناير بقليل خربت، ولكن آثار الأقدام مازالت ظاهرة، وقد قامت إدارة المسجد بتغطيتها بلوح من الزجاج غير القابل للكسر.
ومن عادة الناس زيارة مسجد الإمام الشافعي وخاصة أيام الجمع، وعادة ما يقدمون شكواهم للإمام، إما مباشرة أمام الضريح، وإما مكتوبة على شكل خطابات، وقد يصاحب وضعها في مقصورة الضريح مبالغ نقدية، معدنية أو ورقية، وقد تجد قطعًا من القماش معلقة وهي ما يطلق عليه العامة بالأثر.
وإلى جانب مسجد الإمام الشافعي تظهر عدة قباب متراصة إلى جوار بعضها البعض، يمكن رؤيتها أيضًا من عين الصيرة، تلك هي مقابر العائلة المالكة، حيث اسرة "محمد على باشا"، والتي اتخذت من منطقة الإمام الشافعي مقبرة لها. ويطلق عليها العامة "حوش الباشا"، وتتميز بالزخارف الداخلية شديدة الدقة والروعة، وكذلك زخارف شواهد القبور، والتي يمكن تميز مقابر الذكور بوجود الطربوش على شواهدها، ومقابر النساء بوجود الضفائر على شواهدها.
أما العين الثانية والتي يطلق عليها "عين الخيالة" فتقع بالقرب من مسجد وضريح الإمام الليث بن سعد، حيث يرقد هو وابنه. ويتميز المسجد من الداخل بوجود أثر للزخارف الشعبية تبقي منها جزءًا حتى الآن، وتفضلت الجهة التي قامت على ترميم المسجد بالحفاظ عليه رغم ضغر مساحته.
ويعتاد الناس أيضًا زيارة ضريح الإمام الليث بن سعد عقب انتهائهم من زيارة الإمام الشافعي لقربهما من بعضهما البعض.
أما عن الشارع المقابل فيطلق عليه شارع عقبة بن نافع، وهو يحتوي على مقام السيدة "فاطمة العيناء"، أو "العويناء" حسب تسمية العامة من سكان المنطقة، وهي السيدة فاطمة بنت القاسم بن الطيب، والتي يصل نسبها إلى سيدنا "الحسين بن علي" رضي الله عنهم جميعًا. وقيل أنها سميت بالعيناء لتشابه عينيها بعينا جدتها السيدة " فاطمة الزهراء" بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعادة ما يقرأ زوار الإمامين الفاتحة لروح" ستنا العين" أثناء سيرهم من الإمام الشافعي إلى الإمام الليثي؛ لأنهم يمرون على ضريحها. وهناك قصة مشهورة يتداولها أهل المنطقة وسكانها؛ وهي أن خادم الضريح كان يقرأ في سورة الكهف، فأخطأ، فصححت له الخطأ من قبرها، ذلك دليلًا على كرامتها.
وتسمي المنطقة هناك "مقابر قريش الصغرى"؛ حيث يوجد أيضًا ضريح الصحابي الجليل "أبي ذر الغفاري"، وهو على جانب من الشارع دون قبو أو جدران. وكذلك ضريح المحدث، والعالم المسلم، شافعي المذهب "ابن حجر العسقلاني". وبالقرب منه ضريح كتب عليه أنه لنبي الله هود. ويؤكد البعض أنه سيدنا هود مدفون فيه، ودليلهم على ذلك أنه أرسل لقوم عاد، ومن اسمهم اشتق اسم منطقة المعادي القريبة من منطقة المقابر، فلا يفصل بينهم سوي بضع كيلومترات، ويقولون أنها منطقة إقامة قوم عاد، وإليهم تنسب.
وخلفهم بقليل يوجد مقام سيدي عقبة، وهو "عقبة بن عامر الجهنى" الصحابى، وهو من أعلام الصحابة، وهو آخر من جمع القرآن، وروى عن الرسول صل الله عليه وسلم. جاء إلى مصر مع "عمرو بن العاص"، عين والياً على مصر، ومات ودفن بها.
ويوجد عند الباب لحد قيل أنه لعمرو بن العاص، ويروي السكان أن ابنه دفنه سرًا في لحد، ويعللون ذلك بأن الصراع كان على أشده بين الأقباط والرومان، وكان الأقباط يريدون الجثة لتكريمها، والرومان يريدونها للتمثيل بها، ممادفع ابنه لدفنها سرًا في هذا المكان.
ويوجد بالضريح قطعة من حجر أسود، تعددت الأقاويل فيه، البعض الأخر يقول أنه ليس من أحجار الأرض. والآخرون يقولون أنه قطعة من الحجر الأسعد الموجود في الكعبة، وحسب رواية خدام الضريح أنه قطعة من حجر أسود وضع الرسول صلى الله عليه وسلم قدمه الشريفة عليها.
وهناك قصة يحكيها محبو آل البيت وبعض المتصوفة، ومفادها : إن سيدى عقبة لم يحضر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب إلى "السيدة عائشة" رضى الله عنها وأرضاها وهو حزين ويبكى؛ لعدم رؤيته لرسول الله قبل وفاته، فأعطته "السيدة عائشة" هذا الحجر اللميع وقالت له: "متى تنظر فيها سترى رسول الله ". وأيضًا فإن زوار الضريح يتباركون بالضريح، ويتمسحون بالحجر الأسود هناك.
وفي مقابر قريش أيضًا يوجد "مشهد كلثوم"، والذي يعتبر مزارًا دينيًا خاصة للشيعة، ويعتقد الناس عامة في استجابة الدعاء في مقامه السيدة كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق، ويطلق عليها العامة سيدة العابدات، وهي أخت سيدي "يحيى الشبيهي"، والذي يعود نسبهما إلى سيدنا "الحسين بن علي".
وبجوار سيدي عقبة يوجد ضريح السيدة رابعة العدوية وذا النون المصري وسيدي محمد الحافظ والشيخ عثمان الزيلعي.
وبنهاية مقابر الخيالة نصل إلى سور "بئر أم سلطان" ويقال أن المماليك هم من حفروه للوصول إلى المياه وتخزينها، والذي تحول إلى موقف للعربات الأخري، وأيضًا إلى مقلب للزبالة. ويقول البعض أنه كان يستخدم لأعمال السحر والشعوذة قبل العمران ، حيث كانت تلقى فيه الأعمال السحرية، أو تتم على حافته.
على الجانب الآخر من البحيرة، وبالتحديد من جهة منطقة "عزبة خير الله"، يوجد أضرحة "السبع بنات"، بمنطقة "كوم غراب"، وهى عباره عن اربع اضرحه صغيره، تهدمت قبابها، و اجزاء من حيطانها. وترجع الاضرحة للعصر الفاطمى ، وقيل أنها في الاصل كان هناك سبعة قباب و ليس اربعه. الاضرحة الاربعة، حسب أقاويل العامة من الناس، مدفون فيهم سبع بنات، يقولون أنهن من اسره مغربيه واحده، كان الحاكم بامر الله قد أعدم أباهم سنة 1010هـ.
وترجع أهمية هذه القباب المعماريه والفنيه كون هذه الأضرحة تمثل أنموذجًا قديمًا للأضرحة الإسلامية فى مصر. القباب الأربعة تعطي تصورًا عن تطور القبه فى مصر، من المحاريب الركنيه للمقرنصات، حيث تحول الشكل الهندسى الرباعى داخل الضريح لشكل ثماني عن طريق محاريب ركنيه يعلوها رقبه تمانيه وتلك الرقبة هي التي تحمل القبة والتي تعد غطاءًا للضريح، والشكل في مجمله يقترب من بنية الأهرامات الصغيرة في مصر القديمة.(1)
ويقال أن أعمالاً من السحر والشعوذة تمارس عند هذه القباب إلى اليوم،وبالتحديدفيما يطلق عليه بالسحر الأسود، وأعمال الربط، وجلب الحبيب، وما شابه ذلك من مسميات.
خلفها مباشرة يقع تل من تلال جبل المقطم (جبل زهراء مصر القديمة) وكان يعرف باسم "تل الطواحين"؛ حيث كان به خمسين طاحونة أقيمت أيام الحملة الفرنسية على مصر، وعلى هذا التل توجد طاحونة البابا كيرلس، ويطلق عليها أيضًا طاحونة البابا كيرلس والسبع رهبان، وتبدأ حكايتها في عام 1936م، حين غضب رئيس دير البراموس، غرب ملاحات وادي النطرون، على سبعة من الرهبان، وأمر بطردهم. فلما بلغ الراهب المتوحد "مينا البراموسي"، "البابا كيرلس" فيما بعد، هذا الأمر أسرع إلى رئيس الدير مستنكرًا ما حدث منه، ثم خرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم. وبعد ذلك استطاع التوسط لدى البابا "يؤانس التاسع عشر"، وهو آنذاك بطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسيه الثالث عشر بعد المائة، والذي تدخل لدي رئيس الدير وحل المشكلة، وأمر بعودة الرهبان للدير. أما عن الراهب "مينا البراموسي" فقد استأذن في تأجير إحدى الطواحين من الحكومة والعيش بها، فوافق له البابا. ولسابق معرفة الراهب "مينا البراموسي" بالدكتور "حسن فؤاد" سنة 1933م، والذي كان يشغل مدير دار الآثار العربية، وذلك عندما ذهب إلى الراهب مصطحبًا مدير كلية اللاهوت بنيويورك، والذي كان في زيارة لمصر، لكي يحدثه الراهب عن طبيعة الرهبة القبطية. ولذا لجأ الراهب إلى الدكتور "حسن فؤاد" لاستئجار الطاحونة من الحكومة، فوافق على الفور مقابل 6 قروش، بل وقام بدفع إيجارها للدولة من جيبه الخاص لمدة طويلة، ونبه على مفتش آثار المنطقة أن يزوره فى الجبل، و يعطى أمرًا لغفير الآثار أن يرعاه، و يقضى له احتياجاته. وقد تهدمت جميع الطواحين في هذه المنطقة وبقيت إلى اليوم طاحونة البابا كيرلس مزارًا للناس؛ للصلاة وللتبارك بها، وطلب قضاء الحاجة، والدعاء للشفاء من الأمراض والسحر والحسد.
ونلاحظ تكرار الرقم سبعة بما له من دلالة قدسية، فالأراضي سبع، والسموات سبع، وأيام الأسبوع سبع...إلخ، حتى أن الكثير ممن حصل على شهادات جامعية يشير بمعجزة الرقم سبعة إلى ظاهر علمية؛ فمدارات الإلكترونات حول الذرة سبع، وجدول ترتيب العنصر الكيميائية سبع دورات، وهكذا فنجد أيضًا على بحيرة عين الصيرة مباشرة يوجد مقام يطلق عليه العامة السبع أطباء، أو "السبع أطبه"، ويقولون أن المدفونين في المشهد هم سبع أشقاء كانوا يعملون أطباء، ولكن في الواقع وطبقًا لقائمة مساجد مصر فهو مشهد "طباطبا" يوجد مشهد طباطبا على بعد أقل من نصف كيلومتر إلى الغرب من مسجد الإمام الشافعي، وكان يقع على بعد عشرات الأمتار من شمال بحيرة عين الصيرة. ينسب هذا المشهد إلى ابراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبي طالب رضى الله عنه.
وتحيطه من جوانبه ورش الفخار والمساكن التى تطل على بحيرة عين الصيرة.
يعد مشهد طباطبا هو الأثر الوحيد المتبقى للدولة الإخشدية فى مصر، ويروي السكان أن قباب الضريح كانوا تسع ولم يتبق منها إلا قبة ونصف قبة أخرى.
وكان الضريح يحتوي على بئر للمياه الجوفية، ويقول السكان بقدرتها على شفاء الناس من الامراض؛ لذا كان الناس، وبخاصة المرضي، يأتون إلى المشهد، وخاصة أيام الجمع؛ ليشربوا من البئر، ويستحموا بمياهها، ويأخذون عبوات منها معهم لمرضاهم الذين لا يستطيعون المجئ إلى مشهد الاطباء السبع.
ومن المعروف أنه تنتشرالعيون الكبريتية والمعدنية فى مصر، والتى تمتاز بتركيبها الكيميائى الفريد، والذى يفوق فى نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية فى العالم ، علاوة على توافر الطمى فى برك هذه العيون الكبريتية، بما له من خواص علاجية تشفى العديد من أمراض العظام والروماتيزم، وتسكن آلام الروماتويد، وتعالج الأمراض الجلدية .
ومنذ أن نشأت عين الصيرة وهي تعتبر واحدة من أفضل مناطق العيون الكبريتية فى العالم؛ فمياه هذه العين بها نسبة ملوحة عالية، وترتفع وينخفض منسوبها في أوقات مختلفة في العام. لذا كانت تستخدم كمشفى لفترة طويلة، وحتى الثمانينيات من القرن الماضي كان الناس يرتادون على مدار أيام الأسبوع "كبريتاج عين الصيرة"، وحتى الاسر المصرية التي لم تكن تستطيع الذهاب إلى المصايف كانت تذهب إليه في الصيف؛ فالاستحمام في مياهه ليوم واحد كفيل بتقشير الجلد كالمصيف في أسبوع، حسب رواية السكان على جانب البحيرة. لكن أهمل وتم اغلاقه في تسعينات القرن السابق على وعد من محافظة القاهرة بتطويره، ولكن يبقى حاله على الإهمال كحال نظيره في منطقة عين حلوان.
ومن المعروف أن ثلاث أحياء في القاهرة تتنصل من تبعية عين الصيرة لها، وهي حي مصر القديمة ، وحي الخليفة وحي السيدة زينب؛ حيث أن كل حي يؤكد تبعية العين للحي الآخر! ويذهب المسئولون بتبعية المقابر المجاورة للعين لجبانات محافظة القاهرة، رغم وجود بعض المنازل بها.
لكن لا يمكن اعتباره" عين الصيرة" بركة؛ إذ أنها تمتد على مساحة ثلاثين فدانًا من الأرض، والبرك في تعريفها الجغرافي أقل من ذلك كثيرًا في المساحة.
ويقول السكان أن البحيرة تم تكريكها( إزالة رمال وطمي من القاع ) أكثر من مرة، حيث كان ينخفض منسوب المياه بها، وكان هذا التكريك يتم بمعرفة حي مصر القديمة. وذلك قبل أن يرتفع منسوب المياه بها إلى أن وصل إلى ست أمتار؛ مما اضطر السكان في المنطقة العشوائية المجاورة لها إلى تعلية أرضيات المنازل أكثر من مرة.
ما السبب إذن الذي جعل مياه هذه البحيرة يرتفع؟
السبب أنه بعد أن كانت البحيرة محمية طبيعية في قلب القاهرة أصبحت، ومنذ التسعينات، تستخدم مقلبًا للمخلفات، وأيضًا في استيعاب الصرف الصحي، خاصة من عزبة "خير الله"، وهي المنطقة العشوائية المطلة عليها، وكذلك من المنطقة العشوائية الأخرى المطلة على البحيرة من جهة منطقة "أبو السعود". هذا بالإضافة إلى استخدامها لتنظيف الحيوانات كالخيول والحمير، وتستخدم أيضًا كمدفن للجيف، وقد يصل الأمر إلى استخدامها للتخلص من مخلفات دكاكين تجارة الدواجن وذبحها. وعادة ما تجد الدخان يتصاعد من حوافها نتيجة حرق المخلفات على جوانبها، ولذا تعد اليوم بؤرة للتلوث أو قنبلة موقوتة تنذر بكارثة خاصة مع تدني مستوى المعيشة على جوانبها.
السبب الثاني هو أن جميع مخلفات المباني تلقى فيها لردمها، وخاصة بعد انتشار البناء في منطقة الفسطاط. لذا قلت مساحة البحيرة، فارتفع منسوب المياه، وجارت على الطريق الموازي للبحيرة، ثم تخطته ووصلت إلى المقابر المقابلة، حيث طفت الجثث والهياكل العظمية في مياهها.
وفي عين الصيرة، وبالتحديد في الشارع الموازي للبحيرة الأولي، تجري في الأحد من كل أسبوع مسابقات، الرهوان، والكارو، والكارتة. ويقوم به هواة سباق الرهاوين، وسماسرة السباقات، ويحضره عدد من المضاربين على الخيول. وفيه ايضًا تتم عمليات بيع وشراء للخيول، والخيول التي تجر عربات الكارو، والكارتة. ومن المفترض عدم دخول عربات الكارو في هذه السباقات، إلا أن العربجية يحضرون بعرباتها، ويفرضون أنفسهم على السباقات؛ إلى أن أصبح وجودهم أمرًا حتميًا.
ويقول البعض أن تسمية "الرهوان" أصلها "رهوال" وهي كلمة كردية وتعني الفرس إذا كان لين الظهر في السير.
وقد تكون هذه الظاهرة قد خفتت الآن، لكنها كانت متواجدة بصفة دورية في السنوات القليلة الماضية. وكان على جانب السباقات يتواجد بائعي العلف للخيول، والحدادين الذين يتولون صناعة الحداوي ويصلحون العربات، والسروجية والمنجدين الذين يتولون صناعة السروج والبرادع للأحصنةوتنجيد الكارتات. وعادة ما تستخدم مياه عين الصيرة لتنظيف الخيل والحمير، وخاصة بعد انتهاء السباقات، أو بعض انتهاء العمل اليومي الشاق.
المؤسف أن المتحف القومي للحضارة المصرية والذي تم افتتاحه جزئيًا في فبراير 2017م يطل على بحيرة عين الصيرة والتي يمكن اعتبارها امتدادًا له، وتعد خلفية أكثر من رائعة لو تم الاهتمام بها وتطهيرها، وهي عملية القليل لو تم التوقف عن استخدامها استخدامًا سيئًا.
(1) د/سعاد ماهر مساجد مصر واولياؤها الصالحون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سلمان رشدي لشبكتنا: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وما هو


.. جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي




.. بين الحية وأبو عبيدة.. تناقض في خطابي حماس السياسي والعسكري


.. عودة هجمات الحوثيين بعد هدوء نسبي.. الأسباب والأهداف | #الظه




.. مصر تعمل باتجاه دفع المفاوضات مع حماس قدما لمنع العملية العس