الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فايروس الكورونا.. والعوامل الوراثية

عامر هشام الصفّار

2020 / 6 / 16
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


من المعروف أن فايروس الكورونا أنما يعتاش وينمو داخل الخلية الأنسانية ويبدأ بالتكاثر داخلها فيشوّه النسيج ويبدّل في تركيبه مما يسبب خللا وظيفيا في أعضاء الجسم المقصودة.. والكوفيد 19 وهو الفايروس من نوع الكورونا المسؤول عن الجائحة التي يمر بها العالم حاليا أنما يصيب أكثر ما يصيب الرئتين في جسم الأنسان دون غيرها من أعضاء، فيؤدي الى الفشل في التنفس وبالتالي معاناة الأنسان المصاب من نقص حاد في نسبة غاز الحياة في الدم .. غاز الأوكسجين، مما يؤدي الى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الأنسان.. وقد أثيرت تساؤلات عديدة حول هذا الفايروس الجديد المستجد فيما يخص الوقاية من الأصابة به، وأهم العلاجات المتوفرة، وفيما أذا كان من الممكن تحضير لقاح ضده يزيد في مناعة الأنسان، ويقيه من فايروس الكورونا ولو الى فترة زمنية محددة. ولكن من الأسئلة المهمة والتي بدأ العلماء يسألونها حاليا هو السؤال الخاص بتباين معاناة شخص عن آخر بعد تمكن الفايروس من الدخول الى الجسم.. فاذا بك تجد شخصا حاملا للفايروس حيث لا تعرض عليه أية أعراض مرضية، وهم من النسبة الغالبة في المجتمع. بينما تجد أشخاصا آخرين وقد تمكن الفايروس منهم وأخذ بالأنتشار المكثف وبسرعة غريبة، مما يؤدي الى حدوث المضاعفات يحتاجون بسببها الى الأوكسجين. كما قد يشعر الطبيب المعالج أن هؤلاء الأشخاص بحاجة الى جهاز التنفس الأصطناعي كحل أخير لأنقاذ المريض.. فلماذا هذا الأختلاف في الأستجابة لفايروس الكورونا؟... ومؤخرا تناولت الأوساط العلمية المختصة بعلم الوراثة ورقة بحث ستنشر قريبا في واحدة من المجلات العلمية المتخصصة يشير فيها فريق العمل الى أن الحالة الجينية الوراثية للمريض قد تكون لها علاقتها بالأمر... فلقد لوحظ ان المريض الذي يحمل جينا وراثيا يحدد له صنف دمه (أي موجب)، فأن مثل هذا الشخص أنما يكون عرضة اكثر من غيره لمشاكل فايروس الكوفيد 19. كما أن هناك الجين الآخر في الخلايا البشرية (والواقع على الكروموسوم 3) والذي قد تكون له علاقته بأستجابة الأنسان للفايروس وهو جين اي سي اي 2 الذي له علاقته بنمو الفايروس داخل الخلية..
وتنبع أهمية النظرية الوراثية من أنها اذا كانت صحيحة وثبت ذلك من خلال البحث، فأن الأمر قد يكون مدعاة للأهتمام طبيا بمرضى مجموعة الدم اي موجب مثلا أكثر من غيرهم في حالة ثبوت أصابتهم بالكورونا.. ويمكن في مرحلة معينة من العلاج التركيز على أستخدام طرق علاجية أكثر فعالية عند هذه المجموعة ذات الجين الذي يكون صاحبه أكثر عرضة للمضاعفات مما هو الأمر عند الآخرين.. كما أن العلاجات الوراثية قد يكون لها دورها في المستقبل ايضا بخصوص فايروس الكورونا وتحديد افضل وسيلة للعلاج.. وكما يبدو فأن جائحة الكورونا اليوم قد شكلّت طبيا فرصة مهمة للباحثين والمهتمين بعلم الفايروسات لأن تكون لهم خططهم البحثية المركزة والتي قد تحقق نتائج لم تخطر على بال أحد قبل 6 اشهر عندما بدأ العالم يسمع بأخبار الأصابات بفايروس الكوفيد 19..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران