الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في التاسعةِ صباحاً .. بتوقيتِ اليرموك
عماد عبد اللطيف سالم
2020 / 6 / 16الادب والفن
في الخامسةِ فجراً
بتوقيتِ بغداد
أستَيْقِظُ مُتعباً من حصادِ الكوابيسِ
وأقرأُ لكم
فتدهَسُني شاحناتُ الهموم.
أسواُ بديلٍ عن الديكتاتوريّة
هو الديموقراطيّة
والفيسبوك.
أفتَحُ بابَ المطبخِ بإتّجاهِ الحديقة
وأقفُ في منتصفِ "الكراج".
في الساعةِ التاسعةِ صباحاً
بتوقيتِ "اليرموك"
تخرجُ زوجةَ جاري البيضاء الجميلة
منَ المطبَخ المُجاوِرِ
لتغسِلَ "الطَرْمة".
أنا ، وهيَ ، مُلتَزِمونَ بالتباعُدْ
لا خَوفاً من "الكوفيد"
بلْ خوفاً من الحُبِّ الذي يؤذي
في "تالي" العُمْرِ هذا.
أسمَعُ طرْطَشةَ الماءِ
وأتْبَعُ حَدَسي.
هيَ تمشي .. وأنا أمشي ..
إلى أنْ نَصِلَ معاً
إلى مدخلِ البيت.
تفتَحُ بابها ..
وأفتَحُ بابي.
أرى قدميها الحافيتينِ المُبلّلتين
وأقولُ .. صباحُ الخير.
تضحَكُ ..
و تَرُشُّ الماءَ على الشارع.
ولا مَرّةً رَدّتْ
على صباحِ خيرٍ واحد.
تضحكُ فقط
وتَرُشُّ الماءَ على قلبي.
تَسُدُّ البابَ .. أسُدُّ البابَ
وأسمعُ قدميها المُبلّلتين
تعودُ إلى المطبخِ ..
وأنا أيضاً .. أعود.
أسمعُ صوتَ زوجها
الذي يشبهُ الديكَ "الهَراتيَّ"
يقولُ لها شيئاً
ولا أسمَعُها تبتَسِمْ.
أنا ،عادةً، أخافُ على النساءِ الجميلاتِ
منَ الدِيَكَةِ التي لا تَصيح.
ومِنْ شِدّةِ خوفي
على أظافرِ قدميها الحمراءِ الطويلة
يتوقَفُّ كُلّ شيء
حتّى قلبي.
بعدَ أنْ تنتهي سمفونيّةَ الفرحِ
التي تعزِفُها كُلّ صباح
"بجعةَ" جاري البيضاءِ الجميلة
في الساعةِ التاسعةِ صباحاً
بتوقيتِ "اليرموك"
أقِفُ وحدي
في منتصفِ المطبخِ
مثل حصانٍ مخمور.
هُنا .. تأتونَ أنتُم ..
في الساعةِ التاسعةِ وعشر دقائق بالضبط
بتوقيتِ بغداد
فتدهَسُني شاحناتِ الهموم .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح