الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوكم من جوائز -الدولة- ..ولنطلق جائزة الشعب !

محمد القصبي

2020 / 6 / 18
الادب والفن


هل تلك الجوائز التي يجتمعون يوم 25 يونيو في "المجلس الأعلى للثقافة" لتقرير لمن تمنح... جوائز الدولة؟!!
السائد في الذهن الجمعي أن الدولة هي الحكومة ..وهذا خطأ فادح ..يشيعه حتى إعلاميون ومثقفون.. فما الحكومة إلا ضلع من أضلاع ثلاثة للدولة ..ويجري تشكيلها لتحقق بعدل مصالح الضلعين الآخرين : الشعب والجغرافية ..
وبهذا المفهوم ..ينبغي أن تصل تلك الجوائز إلى مستحقيها ..إن كانت ثمة معايير عادلة ..ولأنها لاتصل في كثير من الأحيان..فهي ليست بجوائز الدولة ..بل - فقط - جوائز مؤسسة حكومية طالها الفساد .
ولايغيب هذا عن إدراكنا ..أن جدران المجلس الأعلى للثقافة من الزجاج الشفاف ..كل ما يدور في قاعاته ومكاتبه من اتصالات وتربيطات تتعلق بالجوائز.. لايخفى على أحد..
الأمر الذي دفعني منذ أكثر من عشر سنوات إلى أن أدعو في مقال لي بمجلة القصة التي تصدر عن نادي القصة.. كل المثقفين الحقيقيين ..ضمائر أمتهم ورأس حكمتها.. أن ينصرفوا عن جوائز "الدولة" التي ليست بجوائز دولة ..وعن هذا المجلس الهزيل المسمى بمجلس أعلى للثقافة الذي لايدري بأمره حتى ركاب محطة المترو المجاورة .. وبالتالي أوهى من أن يؤثر في مجتمع .. أوكسيجين مواطنيه الروائح النتنة التي تفوح من مستنقعات الجهل والقبح والفساد والدجل والشعوذة!..لننصرف إذن عن هذا المشهد الزائف ونطلق جائزة الشعب !
جائزة الشعب تلك يمكن تجميع قيمتها من تبرعات الشارع ..حتى لو كانت الحصيلة جنيهات قليلة ..فقيمتها تستمد من عدالة اختيار مستحقيها ..وفي هذه الحالة ستتجاوز قيمتها تلك الجوائز التي يطلقون عليها ظلماً جوائز الدولة ! وعلى قدر علمي أن كل ما يحصل عليه الفائز بجائزة جونكور الفرنسية .. دعوة لتناول الطعام في مطعم دروون بباريس!!! ومع ذلك شاع أمرها وأصبحت إحدى أهم الجوائز الأدبية في العالم ..خاصة في شطره الفرنكفوني.
***
عقب "انفضاض" مولد جوائز "الدولة" العام الماضي تلقيت رسالة من الصديق رسام الكاريكاتير أحمد عبد النعيم يشكو فيها من تجاهل المجلس الأعلى للثقافة كاتبنا الكبير يعقوب الشاروني..الذي حصد العديد من الجوائز العالمية..آخرها اختيار الأمم المتحدة روايته " ليلة النار" كواحد ة من أفضل 6 اعمال موجهة للأطفال على مستوى العالم ، بل نوهت المنظمة الدولية إلى أن الشارونى أحد أفضل كتاب العالم فى مجال أدب الطفل ..

لكني أختلف بشدة مع الصديق أحمد عبد النعيم حين يتحدث في رسالته تلك عن حرمان الشاروني من تكريمه بجائزة الدولة التقديرية..وقد نوهت إلى هذا في مقال لي نشر حينها ب" الحوار المتمدن"....فإن كان ثمة تكريم يستحقه الشاروني فجائزة النيل..نعم هو جدير بها أكثر من هذا الناقد الذي ادعى منذ ثلاثة أعوام أنه يعاني من مرض عضال ..وبالتالي ينبغي منحه الجائزة الأهم ..على طريقة " يا تلحقوني يامتلحقونيش" !!
فلحقوه ومنحوه الجائزة !! ..
فإن كنت قد أخطأت ..كما أخطأ الصديق أحمد عبد النعيم بالحديث عن "تكريم" الشاروني بجائزة "الدولة" ..فإني أصوب الخطأ وأشدد على أن منح الشاروني مثل هذه الجوائز تكريم لها وليس له !!
أما التكريم الحقيقي للكاتب إن كان بالفعل قيمة إبداعية .. تأتي ليس من مانحي الجوائز ..إنما من القار يء ..
ولنتذكر ..أن ألبرتو مورافيا لم يحصل إلا على جائزة "فيارجيو" من بلده إيطاليا رغم أن تأثيره في القاريء عبر العالم تجاوز العشرات ممن حصلوا على نوبل.
ومثله باولو كويلو صاحب "الخيميائي" التي ترجمت إلى 80 لغة وتجاوزت مبيعاتها 150 مليون نسخة عبر القارات الست.. وغيرهما.. كُثرٌ .. حرموا من كبريات الجوائز العالمية..لكنهم في الحقيقة حصدوا الجائزة الكبرى.
تهافت ولهفة القاريء على مايكتبون.. تلك أُم الجوائز التي تتضاءل أمامها كل الجوائز في الجغرافية العربية والعالمية..وهذا هو التكريم الحقيقي للكاتب.
فإن كانت الحاجة ملحة لجوائز ..فلتكن جائزة الشعب..جائزة تطرق باب كل كاتب مجيد دون أن يهدر سلندراته ..وربما كرامته في طرق أبواب من يستحق ومن لايستحق! جائزة يتبرع بقيمتها المواطن العادي ..ويتطوع للتحكيم فيها شرفاء .. مثقفون حقيقيون ..ممن يجسدون بغير لبس ضمير أمتهم ..
جائزة الشعب تلك ..حتى لو كانت قيمتها عشرة جنيهات أو وجبة غداء فول وطعمية في أحد مطاعمنا الشعبية..لكنه الحدث الذي سوف يستقطب بمرور السنين الاهتمام في الداخل والخارج..رغم أنف مطبلاتية وأراجوزات المشهد الثقافي المزيف.
هذا الحلم كي يرى النور.. في حاجة إلى مثقفين يجسدون بحق ضمير أمتهم وعقلها الواعي..وما لايقل أهمية مقاتلين ..فهل لدينا مثل هذا الصنف من المثقفين ؟
كُثر منهم للأسف تقوقعوا خلف أبواب النسيان ربما.. في عتمة اليأس يقينا..فليتهم يلبون النداء ..ينفلتون من شرنقة الإحساس باللاجدوى ..من صقيع الاستسلام ..فماأشد حاجتنا إليهم الآن..ليتحقق حلم جائزة الشعب ..كل أحلام استرداد المشهد الثقافي .. من مغتصبيه!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما