الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفكرٌ مغمور جداً جداً .... !!

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 6 / 18
الادب والفن


( مُفكِّرٌ مغمور جداً ! )

قلم المغمور #راوند_دلعو

دخل أحد المحمديين المتدينين إلى مدونتي يُقلِّب مئات الصفحات من الفكر و النقد و الفلسفة و الشعر ، فشتمني و عيرني بأنني لست مشهوراً ... ثم قال لي قبل أن ينصرف : " و من أنت يا راوند حتى تتكلم في أمور الأدب و الدين ... ؟ أنت لا شيء ! فلستَ مشهوراً و لا أحد يعرفك ... و لو كان لكلامك قيمة لعرفك الناس في بلدك على الأقل ...".

فالتزمتُ الصمت و لم أعرف كيف أجيبه ... لأنني و الحق يقال عبارة عن قلم مغمور عاش في الاغتراب ، يُعجِبُ بعض المثقفين فقط ! .... لا أستطيع الإفصاح عن شخصيتي خوفاً من إجرام التيارات الأصولية المحمدية ... كما و ترفض معظم المجلات نشر مقالاتي الوقحة الصريحة في نقدها لرموز و أساسيات و طقوس الدين ... و من هنا أقبع في الظل ... و ظِل الظِّل !

تقبّلتُ كلام الرجل بصدر رحب ... و لكن بعد عدة أيام تفاجأت بأنه يختلس الدخول إلى مدونتي في ظلمات الليل ، ليسرق كلماتي ثم ينشرها بأسماء وهمية ، كي يحرمني من حقوقي الفكرية .....

فكتبت إلى هذا الرجل السارق ، هذه الرسالة :

إلى صديقي السارق ...

الغمرة الأولى :

أنا مغمورٌ جداً !

نعم يا صديقي ، أنا مفكر مغمور جداً جداً ... لا يكاد يعرفني أحد ...

مغمور بكل أمواج البحر و رفرفات الطيور ، و ظلال الرسالات الراحلة من السماء إلى الأرض .... مغمور بالنزيف المنبعث من أطواق السنابل اللؤلؤية ، و سَبَلات الورود و شاردات بتلاتها و رضاب كؤوسها و هَدَلَاتها ... !

مغمور بالله و الحقيقة ، و أصابع الأنبياء الأنيقة ، و قبلات حبيبتي و رَنَوَاتِها الرقيقة ... ! و تفاصيل تأتأة الوحي ، تكذيباً و تصديقاً ، و الحرف الباذخ الذي نام في كتب السلف ، ثم انبعث من دَوَاتِي مستفيقاً ...

مغمور بذلك القمر الذي غَرَّرتُ به فأنزَلتُه بباقة أشعار من عليائه ، ثم اتخذته صاحباً و أخاً و صديقاً !

مغمور بمليارات الحروف المهراقة من قزحيتي و التَّحدِيقَة ...

مغمور بالمحابر و اليراعات و الأقلام و ضربات أصابعي على لوحات المفاتيح الحاسوبية ، إذ هي رأسمالي و عِدَّتِي ...

مغمور بحنان حرفي و زجاجيّة نبضاته ، مغمور بشفافية عواطفه و رهافاته ...

نعم أنا مغمور ... مغمور بخواطر الياسمين الذي كان ينبت في زوايا ديار جدتي فاطمة ... و جدائلها السوريانيّة العتيقة ...

مغمور بآلاء سورة الرحمن التي كانت تتسرب من شفتيها لحظة دفنتُها طاهِرة صِدِّيْقَة ...

مغمور بروائح الفواكه الصباحية ، و معادلات الأرائج التفاحيَّة ، حتى غدوت من شدة ما انتابني من أريجٍ لزِجاً دبقاً عقيقاً .... مغمور بمزاج أدبي كافوراً مُعَسجَداً سلسبيلاً ....

مغمور بالمناورات الشعاعية بين كريستال حروفي و بللورات الشفق ، مما يخلق في السماء حرب ألوان توقظ نجوم الكون عند الفلق ، فتمتلئ السماء بمشاكسات اللمع و ضوضاءات الألَق ......

مغمور بقنابل الأرجوان المتفجِّرِ سيالاً على خدود صباحي ، و مواكب الدُّرَّاق المنزلق من خَدِّي على ثغرِيَ الفواحِ .... و العسل الذي ينبع من قلمي ليسيل على أعناق السواسن و الأقاحي ...

مغمور بالرمل الذي قضيت عمري أجمعه كي أُشَكِّلَ منه وجه حبيبتي على صفحة السماء ... مغمور بالماء يسفحها مُتزَحلِقة على عيون الماء ، و المعارك الفكرية ما بين رأسي و شفتيها ، و كل تلك الضوضاء !

مغمور بالألوان المتلاطمة في أحباري و الأوجاع المتراكبة هندسيّاً في أشعاري ....

مغمور بعُطَاس الشِّعر في حنجرتي .... و ارتعاش الفِكرِ الحر في تهدُّجَات نُوَّارِي ....

مغمور بحروبي المقدسة ضد الطائفية الدينية ... مغمور بظلال السوسنة الأولى التي نبتت في ساحة الحرب المستعرة بين السنة و الشيعة منذ ألف و أربعمائة سنة ...

مغمور باختلاجات الإلحاد مُحتضِراً بين يدي اللاهوت ...

مغمور بالله الذي يموت ملايين المرات بين يدي دارون و نيتشه و أبيقور ...

مغمور مغمور مغمور ....

غارق غارق غارق ...

و لا أمل لديك يا صديقي السارق ، فأنا عن قوانين أرخميدس للسوائل مارق مارق مارق ... فلا دافِعَته ستُخرجني من ماء العلمانية ، و لا كتلتي ستساعدني على الطفو فوق عرش الله الخالق ...

●●●

الغمرة الثانية :

#الحق_الحق_أقول_لك عزيزي السارق ... لن أتوقف عن الكتابة حتى يتوقف ربك عن ممارسة السعال الفيروسي في كتبه المقدسة ....

و لتعلم بأنني لا أتسول التصفيق في المقاهي الأدبية ، و لا أشحد الجماهيرية في المهرجانات الشعرية ، و لا الظهور في المنابر الفضائية ... و لا يَلتَفِتُ النُّقَّاد إلى كتاباتي لما فيها من جرأة مرعبة تنال من أقدس الرموز ... فمجرد نقدي تهمة ... و مجرد التعاطي مع فكري جريمة ...

و لا أخفيك عزيزي السارق ... فأنا لا أكترِثُ لِأن يَكترثَ أحد لأفكاري .... أُوقِدُ شمعة التنوير و كفى ... و أُطلِق النور رحَّالة إلى من اكتفى ... ثم أمشي في طريقي مُصَلِّياً على المصطفى

مغمور بشحوبي و عزلتي و اكتئاباتي ...مغمور إلى اليوم بنكبة اليرموك و مجزرة القادسية .... و سقوط آشوريا و آسوريا في الهلال الخصيب ، و صعود المحمدية ! ... فلا مأساة في بلادي بعد مأساة السقوط بيد المحمديين ...


مغمور بجرأتي التحريرية ... و وقاحتي النصوصية ... و فجوري التعبيري و نيراني المشتعلة حَدَّ الأبدية !

مغمور مغمور مغمور ...

فلماذا تسرق مني كتاباتي التي دفعتُ سعادتي ثمناً لها ، و التي لا يكترث إلى وجودها أحد ؟

دعني مغموراً في زاويتي .... دعني مقبوراً في ظلماتي .... لكن أرجوك لا تَسرِقني ... أتوسل إليك لا تَسرقني ... فحَرْفي غالٍ على قلبي ... غلاوة أطفالك على قلبك !

●●●

الغمرة الثالثة :

صحيح أنني مغمور ... لكنك ستجدني على رأس كل حملة تنويرية شبَّبْتُها بأحباري ، لتمشيط شَعر المرأة بمُدَجَّجَاتِ الأدب و مُصفَّحَات البيان ... و إعادة بناء ظفائرها بمزيج من النبيذ و الزعفران ...

نعم أنا مغمور ... لكنَّنِي أشخبُ دماً من عروق أول الأدب إلى آخره ....

نعم أنا مغمور ... لكنني صاحب الكُتبان الذي فضح تناقضات القرآن ...

نعم أنا مغمور ... لكنك ستجدني مخبُوءَاً في نهاية كل قافية بنت حرام ... تلك القافية التي إذا انتهيتَ من الإصغاء لجمالها ، قذَفْتَ من فمك ( تسبيحةَ ربٍّ ) تُخرِس بها نواميس الكون و تلجم بها ضجيج النجوم و الثقوب السوداء ... !

نعم أنا مغمور لكنني لاعبت الدهشة غميضة بين أحرفي فخدعتُها ثم اكتشفت مكانها و هزمتُها .... آيةً أخرى !

نعم أنا مغمور جداً ... لكنك ستجدني حَكَماً متوارياً في غبار المعارك بين فواصل المتنبي و هوامش الشنفرى .... و في إبصار كل راءٍ إذْ يَرى ، و في كل مصلوب من أجل كتاباته مات شهيداً ثم أقمرَا ...

أنا مغمور جداً ... لكنك ستجدني مُكوَّراً على نفسي في فنجان قهوتي الفيروزي ... و حبات الموسيقا التي تتقاطر من العود الفَرِيدي الدُّرزي ... و حنجرة أخته أسمهان التي كفّرها الحافظ المِزِّي ...

مغمور لكنك ستجدني مُختلاً في الهوى العطشان البليغي ... و السيمفونية الثالثة لفلسفة بيتهوفن ( البْيَانُونِيَّة ) !

أنا المغمور بكل الخروجات على النص ، و بكل المطارق المتخصصة في كسر القيود ... و بأخطاء القرآن و تعارضاته ... بخرافات الإنجيل و شطحاته ... و ذلك الهذيان و أُضحُوكَاتِه ...

مغمور باحتلام قلمي الشَّبِق الذي أصادر به بكارات النصوص النمطية ...

مغمور بالموت الذي أحمله لكل نص بُني على الاجترار و التكرار و التقليد و الاقتباس و التحجر في أحذية السلف الصالح المُهتَرِيّة ...

أنا الزاني أدبياً بالمحابر الرجعية ... و الكتابات الكلاسيكية ... و التكرارات الإعرابية و الاجترارات العُكبُرِيّة !

مغمور بالأدب الأرجواني و الموف و التفاحي و البرتقالي و الليلكي و الفوسفوري و النهدي و الفيروزي و الفستقي و التركواز و العسلي ...

مغمور بالنص الذي فرقعتُه كال( بُوشار ) ... و أكلت سطره بالهامش ذهاباً و بالحاشية إياباً كالمنشار ...

أنا المُلاعب لكل الورود و مروضها و مربيها و أول من دفنها بين جفونه على هيئة ( بكلات ) شعر ...تساقطَتْ سهواً من رموش حبيبتي نينار ...

أنا المتكسر عند عتبات الصور و الاستعارات ، بهلوان الأخيِلَة و مبهرج الابتكارات ، أخصائي تجميل النصوص و خبير حقنِها بإبر من ( بوتوكس ) الخيال الجامح ، و ( كولًّاجين ) الفكر الخيالي السّارِح ...

زعيم السوق السوداء لتهريب المفردات ... و تبييض البورصات المحرفية ... بارعٌ بالمتاجرة بالاستعارات الشاعرية ... خبير بالمقامرات التفعيلية ... حَرِّيفُ مُضاربةٍ في بورصة البيان و أسهم التعبير و ( بوليصات ) الترجمان !

البائع الحصري لِسَنَدات الكنايات و كمبيالات الجِنَاسات ... و أسهم الطباقات ....

بيّاع الحرف بالحرف ... الممارس الأهم لعقود المُراباةِ الأدبية و توريق السَّبك المِحرفي و الخواطر الشعرية ...

●●●

الغمرة الرابعة :

#الحق_الحق_أقول_لك عزيزي السارق من أدبي .... أنا تاجر مخدرات من حروف ... ! أنا النصُّ الخارج بانتظام عن المألوف ، أقوى من شدة أبي الحروف ، أهدأ من سكون الله في الصروف !

أول من مارس البغاء مع الشعر العمودي و صاحَبَهُ سرّاً من وراء الفراهيدي ... ثم تنكَّر له بعد أن سرق بكارته ، ففضحه في الصحف و المجلات و الصالونات الأدبية ...

مغمور نعم ! .... لكنني قتلتُ الدؤلي بالتنقيط ، و الفراهيدي بالبحر الوليد ... و أعمدة الأدب و أساطين الفكر و هل من مزيد ؟

مغمور نعم !! ... لكنني خلعتُ ثياب شِعر التفعيلة قطعة قطعة من على جسد نازك و عصاباتها من الملائكة !

مغمور نعم !! ... لكنني توَّجتُ سجع الكهان شعراً حراً فراتاً نقياً تقياً ....

مغمور نعم !! لكنني الفاضح الأهم لطلاسم أدونيس و إبهامات أستاذه درويش .... و طريقتهما الساذجة في الكتابة المُطَلسَمَة القُمقُمِيّة المنفوخة كالرِّيش !

مغمور نعم !! ... لكنني أعترفُ بعبقرية نزار ... و جمالية انسيابيته في قرض الأشعار ...

أنا المغمور باختراعاتي الخارجة عن الخروج عن الخروج عن النص ...

أنا المغمور بالسرمد و الغَرقَد ، أنا السيَّار على ألْسِنة الرسل و الملائكة و الملأ الأعلى الفَرقَد ...

أنا المغمور برِقَّتي و عذوبتي و رومانسيتي و عواطفي ... حتى اختنقتُ بها و لم أجد دافنا لي إلا لهفتي ...

أنا المغمور بتحركات رأس قلمي على الورق ، و مغامراته الطائشة في النيران ... إِذِ احترق ...

أنا الراعي الرسمي للحروف ... أعيد ترتيبها رياضياً ، تراتُيِباً و توافيقاً ، آحاداً من ألوف الألوف ... لأخرج عدداً لا نهائياً من التراكيب ، كمَعَالِمٍ على طريق النص الشَّغُوف !

أنا الحامل لأنين الأدب العربي على أكتافي ... أنا الدمشقي السورياني من فوقي و تحت لِحافي ... الساكن أبداً بين قواقع حروفي و استعارات أصدافي ... المنزلق سؤدداً إلى الملأ الأعلى الدّافي ... خليل المجرات ... صاحب النجمات ... راكل النيازك و المذنبات في شواطئ حرفي و المرافي ... أنا المغمور بالمرأة و تحريرها من كل أبْحُرِي و ضِفافي !

●●●

الغمرة الخامسة :

أيها الداخل في ظلمات الليل إلى مكتبتي .... أيها المتسلِّلُ خلسة إلى مدونتي و مدائن كلماتي ... إخلَع نعليك فأنت في حضرة حبري المقدس ... إخلع جفنيك فالعقيق و الزبرجد و الورد في طرقات حروفي قد تكدَّس ... عاين النص ثلاثي الأبعاد و الحرف الرباعي و الشِّعرَ المُسَدَّس ....

ثم انتحر بغَيظِكَ و غِيرَتِك من ها هنا إلى الأبد .... دون أن تترك أثراً يذكر .... فتقريظُك لا أريده ، و رأيك مردود عليك .... و الطريق إلى باب خروجك من عالمِي مُهَندَسٌ ... مُهَندَسٌ ... مُهَندَسْ !

ادخل و تلصص و اختلس و تعلم مهرجان الرسم بالحرف ، حيث ينبع اللون من بين أصابعي و حروفي رغما عن ظلام عينك الحُبلى من الزنا ...

ادخل و تمتع و انبهر و اندهش مجاناً ... ببهارج التعابير و تثنِّيات حروفي على صدور حروفي .... و لتراقبني و أنا أعلك النصّ لأنفخ منه أجمل البالونات المُلوّنة ... التي تكبر و تكبر إلى أن تنفجر على شفتيَّ ، فيسيل منها الأرجوان و البنفسج ... ادخل و تلذذ بتراقصات فواصلي على أعشاش المعاني و أجنّة الصروف و أَخيِلَة المباني ...

لكن إياك إياك أن تَبتَلَّ بألوان حروفي المائية ...

إياك إياك أن تسرق أفكاري ... فهي جزء من أنايَ المقدس .... و احذَر جبروت نصوصي التي ستستعدي عليك الآلهة و الملائكة و الأكوان و الطقوس و الجن أجمعين .... !

و خذ حذرك من غَضْبَةِ نصوصي فهي مدموغة بعلامة DNA راونديّة ... محمية بالبصمة العينية ... و التشفير و التكنولوجيا الرقمية ...

فاذهب لآخر الدنيا بحرفي المسروق ليُوقفك أول شرطي و يقول لك أين تذهب بالحروف الراوندية ...

و إذا سألتَهُ : كيف عرفتَ أنها حروف راوندية ؟

أجاب :

ألا ترى كيف أَنّ الله بعرشه و جبروته يتقاطر رونقاً فيها ...؟

ألا ترى الإيقاع في مآقيها ...؟

ألا ترى الإنسان بالكونيّةِ يَنْبَنِي فيها ... ؟

ألا ترى الإعجاز في فيافيها ...؟

ألا ترى الكروان إذ يغنيها ....؟

ألا ترى الأكوان في معانيها ... ؟

ألا ترى أنَّ مِدادَها مُتَيَّماً فيها ... !؟

و آخر دعواي أنْ صحيح أنا مغمور ؛ لكنني بين أحرف اللغة مشهور ... فلا تحاول أن تسرق أفكاري فهي مربوطة إلى فؤادي بحبل متين كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ... !

●●●

الغمرة الأخيرة :

نعم أنا مغمور ...

أنا المغمور بضحكات و قهقهات المتدينين يوم وفاتي ...

أنا المغمور بشماتاتهم و احتفالاتهم فوق لَحدِي و رُفاتي ...

نعم أنا مغمور !

نعم يا صديقي ... أنا مغمور !

مغمور ... مغمور ...

#راوند_دلعو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح


.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار




.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض