الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظيم الجهود وتوحيدها الطريق الأقصر لانتصار الانتفاضة

جلال الصباغ

2020 / 6 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد محاربة السلطة وقمعها الوحشي للمنتفضين طوال الفترة الماضية، استطاعت ان تقلل من أعداد المتواجدين في الساحات، وصورت عبر ماكنتها الإعلامية أن مجيء ألكاظمي إلى السلطة سيكون الحل لأزمتها، محاولة عبر ذلك القضاء على الانتفاضة، متوهمة أنها قادرة على الرجوع إلى ما قبل الاول من أكتوبر.
في ظل التطورات الميدانية سواء على مستوى السلطة ومحاولة الحفاظ على النظام، أو على مستوى الانتفاضة التي تحاول بعض الجهات أن تثّبتها عند فترة معينة وإعادة أساليب الاحتجاج بذات الطريقة وكأن الزمن والواقع ثابت لا يتحرك وليس فيها سوى طريقة واحدة!
في ظل هذه التطورات، دفع الواقع الموضوعي الفئات الاجتماعية التي شاركت في الانتفاضة أو التي لم تشارك إلى اعتماد أساليب جديدة، تؤشر على مستوى نضج الوعي السياسي والاحتجاجي، وإدراك ضرورة تحويل النضال الجماهيري لأدواته وطرقه، فالجمر المتقد تحت رماد انتفاضة أكتوبر وفي ساحاتها سيشعل نيران الانتفاضة مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس فقط في الساحات وميادين الانتفاضة التي أصبحت رموزا لا يمكن التقليل من شأنها، إنما قد تتحول إلى ثورة تشمل المصانع ودوائر الدولة والأحياء السكنية.
طوال الفترة الماضية ومنذ ما قبل جائحة كورونا تشكلت تجمعات من الطلبة والموظفين والمتقاعدين ومن العاملين ضمن وزارة الصناعة وكذلك من خرجي الجامعات والمعاهد وأصحاب الشهادات العليا من غير المعينين، بالإضافة إلى المحاضرين من المعلمين والمدرسين والذين لم يثبتوا على الملاك الدائم أو لم يتم تحويلهم إلى عقود حتى، ناهيك عن عقود وزارات النفط والكهرباء الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر أو المطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم، والمعينين الجدد الذين لم يتسلموا أي راتب لحد ألان على الرغم من مرور أكثر من ستة أشهر على تعيينهم، كل هؤلاء وغيرهم من الفئات الأخرى، من عمال البلديات، يضاف لهم ملايين من المعطلين عن العمل يتوزعون على جميع محافظات العراق، شكلوا كل مجموعة على حدة شكل من أشكال التنظيم والتنسيق فيما بينهم من اجل تنظيم التظاهرات والاعتصام والضغط الجماهيري الفعلي عبر وسائل التواصل وعبر المسيرات الفعلية على ارض الواقع.
جميع هذه الفئات لو أردنا أن نحصيها فأنها تشكل الغالبية العظمى من المجتمع، ولكل هذه الفئات مطالب لا يمكن تحقيقها دون الخلاص من هذا النظام، والجماهير تعلم جيدا أن كل الوعود التي أطلقتها السلطة طوال الفترة الماضية ما هي إلا حبر على ورق، تهدف إلى التخدير والمطاولة واستغلال الوقت.
من مصلحة هذه القوى أن أرادت تحقيق ما تريده، العمل على مزيد من التنظيم والتواصل ليس على مستوى كل شريحة من الشرائح المتضررة من النظام، إنما التنسيق بين فئة وأخرى وتنسيق العمل المشترك بين الجميع وعبر ممثلين موثوق بهم تنتخبهم شرائحهم، ليكونوا الناطق الحقيقي باسمهم، ليقرروا مع الجميع بعد ذلك شكل الاحتجاج المطلوب والمؤثر وكيفية تنسيق التحركات، من اجل أن يتحول كل احتجاج معزول وغير مؤثر بشكل جدي، إلى ثورة هائلة تقودها القوى الكادحة والمهمشة والمعطلين عن العمل والطلبة والنساء والخرجين وكل من له مصلحة بإزالة هذا النظام الطائفي المحاصصي الفاسد الذي نهب ثروات البلاد، وإقامة نظام قائم على أساس الإرادة الجماهيرية، يعمل على توفير العمل للجميع ويوفر التعليم والصحة والخدمات المجانية اللائقة ويحترم الحقوق والحريات والمساواة بعيدا عن الدين والطائفية والقومية وغيرها من المسميات التي ذبح وأًفقر وهجر تحت رايتها الملايين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟