الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الاحزاب

جليل البصري

2006 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لعل ذاكرتنا لا تزال تتمتع ببعض الطراوة ونذكر إن من تحدثوا عن حرب أهلية في العراق ورد عليهم آخرون بالنفي قد أشاروا أو أوضحوا جزءا من الحقيقة ، التي كشفت أحداث سامراء وما تلاها من رعب وقتل إنها حقيقة لا يمكن التغاضي عنها أو نفيها ، وصار أبطالها يتحدثون عنها بهذا الشكل أو ذاك . لكن أبطالها وأدواتها لم يكن المواطنون العاديون بكل انتماءاتهم ، بل كانوا ضحايا وكانت قوى أحزاب معينة هي التي تتصارع وتتذابح تحت مظلة الإرهاب نفسه .. ولمن يحاول أن يخطأنا ويقول إننا نهول الأمور ويحاول على طريقة المطمئنين أن يظهرنا (( مخطئين )) ، أن هناك حقائق كبيرة على الأرض سندرجها أدناه ، لكن قبل ذلك نريد أن نذكر إننا حين نغمض عيوننا فان الليل لن يحل وان العالم لن يغفو وان نذكر إن أساليب التطمين وإلقاء التبعات على هذا وذاك لن تجدي نفعا مثلما حصل في مصر عندما قام متهم بأنه (( مختل عقليا )) بتنفيذ عملية المتحف التي حرمت مصر من السواح ثلاثة سنين بعد أن حاولت السلطات الأمنية في البلد جعله شماعة مختلة عقليا لقضية أخرى . ولنعود إلى الحقائق :-
- فلا يستطيع احد أن ينكر اليوم ن هناك أكثر من (50) جثة يوميا تدخل الطب العدلي في بغداد وحدها بعد أن يعثر عليها على مجاميع تجدها من لون واحد أما شيعية أو سنية ، وهذا يعني إن أكثر من (1500) رجلا يقتل ويذبح في بغداد كل شهر فهل هذا رقم بسيط يجعلنا نقول إن ليس هناك حرب ؟..
- ومنذ أحداث سامراء والتصعيد والاحتقان الطائفي الذي تلاه بدأت أوضاع الناس بالتدهور وبدأت دائرة القتل تتوسع وتزداد عشوائية فبعد عشوائية المفخخات والعبوات وغيرها أصبحت هناك عشوائية الاعتقال والقتل والسيطرات الخارجة عن السيطرة والاعتقال على الهوية وليس مهما أن تكون فعلت شيئا لتستحق عليه لكمة فليس هناك من ( الإعدام ) أي القتل بدون محاكمة مدنية ، فالمحاكم الشرعية المختبئة في البيوت السرية هي التي تصدر أحكام الإعدام بالعشرات خلال دقائق إضافة إلى التعذيب أو القتل خلال التعذيب أو عند أو قبل الجلب إلى المحكمة الشرعية حتى .. وما كانت النتيجة ؟.. لقد هرب الناس في كل الاتجاهات نحو الجنوب ونحو الشمال ونحو كردستان والى خارج البلاد لينجو من القتل الذي ينتظرهم على يد المتصارعين من الطرفين في كل مرة يذهبون فيها إلى العمل أو المدرسة هذا إذا لم يتحول العمل إلى سبب أخر للقتل .. نعم إن الصراع والحملات التي يسميها البعض بـ ( الغزوات ) على الطريقة الإسلامية القديمة فغزوة فريق التايكواندو في الرمادي لحقتها غزوة الصالحية في بغداد كردة فعل وتتابع ردود الأفعال في مسلسل دام مرعب فالمطلوب هو قتل اكبر عدد من الطرف الأخر لا من ميلشياته انتقاما وربما يفكر البعض بالأمر على إن التقليل للعدد .. انه جنون حقيقي ليس هناك من يكتب عنه ويدينه ..
- وأين تقف الحكومة من المليشيات وهل هي حكم في حلبة الصراع ؟.. إن ضعف الحكومة وتشتيت ولائها للدولة وللمهنية الحكومة هو الذي سمح بان يصل الصراع إلى هذا الحد ، الذي أصبح علاجه أصعب من قبل وهي للان لم تضرب بيد من حديد لتحسم احتكار القوة والسلاح لصالحها لتستطيع منح المواطنين الأمن والاستقرار ، ولا استطيع أن أنسى تعليقا لممازح قال :- ( أخذ فالها من أطفالها ، فكيف تستتب الأمور وفقرة حل الميلشيات التي يجب أن تكون في الصدارة هي الأخيرة في برنامج الحكومة الجديدة )!
- وإذا نظرنا إلى بغداد الآن لوجدنا إنها قد تمزقت إلى ثلاث مناطق ، فالكرخ بيد السنة والمليشيات السنية تحكم فيه وتحرم هذا وتحلل ذاك ولا يستطيع شيعي بسيط غير مسلح دخولها دون أن يقتل في أول سيطرة ، ومنطقة الرصافة التي تسيطر عليها المليشيات الشيعية ويمنع دخول سني بسيط غير مسلح إليها دون أن يتعرض للاعتقال والقتل بينما ظل شريط محدد يتمثل بالمنطقة الخضراء وقرب القصر والكرادة وغيرها من المناطق الصغيرة المجاورة هي المناطق التي لا تحكمها الميلشيات والتي تمثل المركز القديم للعاصمة لكنها ليست بلا نصيب من الحملات الحكومية والميلشياوية .. إن تشكيل حكومة وحدة وطنية لم ينه هذا الصراع كما توقعنا وكما كان المراد من تشكيلها ، قد يقول البعض إن الوقت لا يزال مبكرا ، لكننا وان سلمنا بذلك لن نعفي الحكومة من ضرورة تحقيق انجازات سريعة لإيقاف هذا النزيف قبل أي شيء أخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة