الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوار تشرين جيل ثوري رائع

طاهر مسلم البكاء

2020 / 6 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الساكت عن الحق شيطان أخرس
يجمع العراقيون على فساد الساسة وعلى إثرائهم الفاحش والغير منطقي، مقابل هدر موارد العراق، وعلى اهمال البلاد والعباد،وعلى غياب العدالة والضوابط سواء في توزيع الثروات أو في مناصب الدولة المختلفة ،فالذي لاينتمي الى أحزاب السلطة ولايلبي متطلباتها ،ليس له مكان في العراق حتى ولو كان متمكنا ً ويمتلك الخبرة والكفاءة ، وقد أوصل هذا الحال مجاميع من الطفيلين الذين تسلموا مقاليد الأمور وهم غير مستحقين لها وليس أكفاء لها ،وهذا ما أوجد خللا ً كبيرا ً وفاضحا ً في بنية الدولة ،وحمل كل المصائب التي يمر بها العراقيون اليوم .
هبوط أسعار النفط كشف عوراتهم :
يظهر ان أسعاربيع النفط، كستين دولار أو اكثر أو أقل قليلا ً، كانت تكفي رواتب للساسة وللموظفين ولعقود جولات التراخيص ،التي فيها غبن كبير للعراق ،ويكفي ايضا ً مايسد حاجتهم يمينا ً وشمالا ً ،وليس هناك أي تخطيط أو أعتماد على موارد أخرى ،حيث أهملت كل الموارد التي يزخر فيها العراق ،وأرتضوا لأنفسهم رواتب وأمتيازات خيالية ،غير موجود مثيل لها في كل بلدان العالم ،وأعطوا من كانوا يرغبون بأعطائه ،أما الشعب فقد تركوا له الكفاف ،قوت عن لاتموت ، وكان واضحا ً ان مثل هذا الواقع لن يدوم وان الشعب لابد وان يثور فقد ذهبت أيام الخوف الى غير رجعة ،وان الخداع لن يصدقه الناس طويلا ً .
وما ان تهاوت اسعار النفط بعد وباء كورونا حتى بان المستور وظهرت البلاد اشبه بمحطة وقود تبيع البترول مقابل مصروفاتها ، اذ ان هبوط سعر البرميل اظهر عجز فاضح في كل مرافق الدولة وشلت حتى قدرة الحكومة على دفع رواتب موظفيها ،وبان نقصها في استغلال موارد العراق العظيمة بصورة صحيحة ولائقة !
ثورة تشرين :
لقد سيطرت الأحزاب على مفاصل الحياة المهمة ،وبعضها قد أصبح مسلحا ً وبصورة رسمية بعد صفحة داعش ،وهكذا أصبح من المستبعد ان يعلو صوت ويقول كفاكم سرقة وتدمير للبلاد والأستئثار بكل شئ ،غير ان انتفاضة الشباب في تشرين /2019 كانت بحق مفاجئة للكثير من فئات الشعب التي وجدت في صوتهم صوتها ،وفي طلباتهم طلباتها ،وهكذا بدأت بمساندتهم منذ الأيام الأولى رغم أعداد الشهداء الذي تجاوز 700 شهيد وأكثر من 25 ألف جريح ومئات المغيبين ،لقد طالب الشباب ومنذ الأيام الأولى ان تكف الأحزاب يدها ،وان يعود وجه العراق الزاهي بهيا ً .
ومع ان رئيس الوزراء السابق قد استبدل بآخر ،غير ان المستقبل لايزال لايطمئن العراقيين ،ولم يتغيير شيئا ً لحد الأن حيث يعتلي الفاسدون مقاليد الأمور في البلاد . ولايبدو على الحكومة الجديدة أي علامة من علامات التغيير ،وظلت تحارب كل تغيير وتقف مساندة للرموز القديمة التي حملت ثقل الفساد وتلونت بألوانه المقيتة ،وقد نفذ صبر شباب الثورة في بعض المحافظات فأنتفظوا ليغيروا بعض الوجوه بتظاهرات عفوية ،ومع ان بعض الحكومات المحلية ساندتهم خوفا ً على مراكزها إلا أن الحكومة المركزية بالغت في التحفظ والأبقاء على الرموز القديمة بحجة صلاحية الوزارات ،ولايعرف لحد الأن ان كانت طلبات الثورة بالتغيير الشامل ستنفذ، ام ان الساسة الحاليين لايختلفون عمن سبقهم خصوصا ً وهم يتخفون اليوم بحجج انتشار وباء الكورونا ، والضائقة المالية .

ان وقفة ابطال ثورة تشرين تعطي عنوانا ً واضحا ً لالبس فيه ،من انها مستمرة رغم كل الظروف الغير طبيعية التي واجهتها وتواجهها ،وان على رئيس الوزراء الحالي ان يكون عند وعده للثوار بالوقوف بوجه كل محاولات النيل من الثورة وشبابها اذا كان يطمح للحفاظ على امن واستقرار العراق ومستقبله.
ثوار تشرين جيل ثوري رائع يجب الأهتمام به :
يمر العراق بمرحلة صعبة في تاريخه ،وعلى جميع الأطراف ترك محاولة فرض رأيها بالقوة ،والعودة الى محاسبة ونقد الذات للأهتداء الى افضل سبل الخروج بالبلاد سالمة متعافية :
- على الحكومة الأهتمام بشباب ثورة تشرين ،وحمايتهم من الطفيلين ومن كل مايهددهم ويقوض ثورتهم،والأستماع الى آرائهم ،وتنفيذ مافيه مصلحة عامة ،وأعطائهم فرص قياد بلدهم ،بزج المتميزين منهم في مناصب مهمة لخدمة البلاد ،وعليهم ان ينتبهوا الى امر مهم وهو لولا دماء الثوار لما جلس ساسة الحكومة الحالية في مناصبهم ،وان الثوار ينتظرون نتائج تضحياتهم .
- على الأحزاب ممارسة نقد الذات بعنف ،والجواب على السؤال الكبير لماذا ناصر الشعب ثورة الشباب ؟
- اذا كانت الأحزاب المنتشرة في العراق ثورية بحق وتعمل للصالح العام ،فهي يجب ان تتلاقى بمشتركات مع فكر وطروحات الشباب في ثورتهم ،من اجل مستقبل أفضل للعراق .
- على شباب الثورة ،نقد الفترة الماضية واكتساب الدروس والعبر ،فيما أخطأوا وفيما اصابوا ،وعليهم تنظيف صفوفهم من الدخلاء الذين يسيئون الى مبادئ ثورتهم التي دفعوا في طريقها دماء عزيزة ،والتفكير الجدي بالأنتخابات القادمة ودخولها كقوة جديدة تهدف الى التغيير وبناء العراق العظيم .
يا شباب ثورة تشرين كنتم فرسان تذكرني وقفتكم بقول المتنبي :
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ ....


كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا