الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أنا؟؟.. ما غايتي؟؟..

محمد جبار فهد

2020 / 6 / 20
كتابات ساخرة


ما أغربهم حينما يتجادلون في سفاسف الحياة.. وما أكفرني حينما لا أُبالي ولا أكترث..
يعتقدون في قرارة نصوصهم إننا بحاجة إلى كتاب.. ويؤمنون بين ثنايا أوهامهم إننا نفتقر إلى إله.. ولو أنصفوا، لقالوا؛ إننا بحاجة إلى حُبّ بعضنا البعض..
مسكين أنا.. تورّطت ورطة شنعاء بهذا الوجود..
أمّي.. أبتي.. هل كنتم سعيدين بإنجابكم إيّاي؟؟!..
فماذا عن سعادتي أنا، لماذا لم يسألني أحد؟؟!..
بحيامنك كوّنتني.. وببيوضكِ خلقتيني..
غضبك حمّلتني.. وحنانكِ أعطيتيني..
أتيت من خلالكما لا منكما.. تُرى أستطيع أن أغفر لكما عن هذه الفعلة.. عن هذه الجريمة الرّعناء؟؟..
سُلب رأي الإنسان من أول نُطفة.. ويقولون عنه؛ "ولِدَ حُرّاً"..
ههههه شيء مضحك.. كذّبوا عليك يا من تخبَّطت في لُجج الخيالات الغيبية..
اذهب واستفيق من حياتك.. من وهمك وحلمك.. ومُت الآن قبل فوات الأوان..
لا عجب إنّهم أحرارا.. مع ذلك هم عبيد لكُلّ ما يروه..
هؤلاء البشر النياردرتاليون، منذ ايام گلگامش وعشتار وعنخ آمون، عبارة عن مسرحية مُضحكة، مسرحية بطلُها تشارلي تشابلن وعصاه..
ولكن الأكثر السُخريّة هو إنّ البطل، على الدوام، صامت ولا يُفهم منه سوى حركاته البهلوانية وإيماءاته التي سحرت الأغبياء..
تُرى هل للمُخرج مقصد أم إنّنا فقط لُعبة للحظ وللصدفة و”للقدر“؟؟!..
غريب أمري هذه الأيام.. فاعذروا أحلامي، تلك الأحلام التي هي حقيقة عند مُبتكرها..
أرغب بالحُبّ ولا أطيقه في الوقت ذاته،
أريدُ السلام والأمان إلّا إنّ صوتا ما بداخلي لا يوافقني الرأي،
يخالجني شعور السكينة والطمأنينة في لحظات عظيمة غير إنّ روحي متمرّدة وعنيفة، تأبى السكون والابتسامات المُصطنعة، وتأمرني بالجنون والتجّهم المُطلقين..
لعلّ أمري ليس بغريب.. لعلّه أمر روحي فحسب..
ولعلّه أمر تلك المسرحية المُضحكة..
فمن يدري، ومن لا يدري؟؟!..
ومن يستطيع أن يحكم على أفعال الآخرين ويُأشِّر بسبابته ويقول؛ هذا أخطأ؟؟!.. إذ الجريمة واحدة ونحن أبناءاها.. أبناءها الذين لا يزالون مُندهشين.. أبناءها السكارى الذين يُصفّقون بحرارة لصاحب الجريمة..
من نحن؟؟!.. لماذا نحيا؟؟!.. لماذا نتعطّش للدم وللحُبّ؟؟!.. أليس ”لماذا“ هي حماقة الفلسفة؟؟..
أليس التساؤل هو ما بدأ به الغبيّ ولم ينتهي؟؟..
اعذروا حقيقتي إن كانت قد نَسَفت مُعتقداتكم ”المُقدّسة“.. وسامحوا طيشي لحقيقتكم التي لا أدركها لشدّة عماوتي..
واغفروا لجنوني.. ذلك الجنون الذي سيؤدي بي إلى مستشفى الأمراض النفسية، العقلية، والكُلُّ شيئية..
والحقّ أقولُ لكم، إنّكم ستسامحوني، لكنكم ستتحاشون جريمة مُخرج وبطل المسرحية.. ذلك إنّكم عبيد وسُجناء نفوسكم.. نفوسكم التي ما فتئت تقلق، تضطرب، تجادل، تثرثر، تكره، وترتعب من الآتي..
لا تُفكّروا بالغد، فالمُعجزة تكمن في ايامكم التي تتنفسون فيها..
لا تُفكّروا.. فالفكر حليف الكذب والأوهام.. وإنّما عيشوا وحُبُّوا حتى تنتهوا.. فالحياة إن كانت كذبة، فهي في النهاية ليست خليقة بهذا الاهتمام منّا.. لأنّها إن خدعتنا فلن نكون خير الخادعين، وإنّما فقط المتورّطون..



دمتم غارقين بالجمال اللانهائي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق


.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202




.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024