الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاخوان … والنفخ في صورة مرسي !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
2020 / 6 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما معنى ان تُرفع صورة المخلوع محمد مرسي في البرلمان التونسي من قبل اخوان النهضة ، وباية صفة ؟ ومن هو مرسي هذا الذي يحاول الاخوان جاهدين هذه الايام في اعلامهم الفاشل النفخ في صورته ليصنعوا منه ايقونة او رمزا من لاشئ ، وينسبون له ما ليس فيه … فماذا يمتلك هذا الرجل من مواصفات استثنائية تؤهله ليكون قدوة ومثلا اعلى ؟! فبالرغم من تحصيله العلمي العالي ، لكنه في عقليته وتصرفاته لم يكن يتعدى ان يكون شيخا في عمة وقفطان لا اكثر … !
الاخوان قبل غيرهم يدركون حقيقة هذا الرئيس الذي رفضه أغلب الشعب المصري اذا لم يكن جميعهم ، وكان كالشاة السوداء في القطيع الابيض ، والامثال تضرب ولا تقاس ! ولم تاتي هذه القناعة من فراغ بل من حقيقة ممارسته للحكم لعام كامل كان فيه افشل رئيس مر على تاريخ مصر الحديث !
حتى قسم من الاخوان ومن ضمنهم قيادات يعتبرون ترشيحه لمنصب الرئاسة كان من الاخطاء الاستراتيجية الكارثية للإخوان ، والتي ادت الى ما ادت اليه من تدمير التنظيم في مسقط رأسه واقوى مرتكزاته وأقدمها - مصر - وتحويله الى كومة رماد لا قيمة لها بين سجون وتشريد … لضعف شخصيته ، وقلة خبرته في المجالين السياسي والاداري ، وعدم اهليته لهذا المنصب الرفيع لدولة كبرى بحجم مصر !
حتى هو نفسه لم يكن مصدقا لما يرى ، ولما يسمع بانه قد اصبح فعلا بقدرة قادر ، وبجرة قلم رئيسا لجمهورية مصر التي بدت ، وكأنها رداءً واسعا فضفاضا على جسده الضئيل رغم امتلائه … فاخذ يتخبط خبط عشواء متخذا من الدين منهجا في ادارة دولة متعددة الانتمائات ، وكان الخطأ القاتل ! ولو قُدر لهذا الرئيس ، ومن خلفه التنظيم ومرشده الذي يحرك المشهد بمنتهى الغباء والسذاجه ان يُكمل السنوات التي منحتها اياه الديمقراطية لتحولت مصر الى جمهورية اسلامية على النموذج الاخواني الغزاوي المتخلف ، وعندها ستكون وحدة مصر ، وتماسكها كدولة واحدة في مهب الريح !
يبدو ان حزب النهضة لايستطيع ان ينسى حقيقة جذوره ، وانتمائه الى الجماعة ، وينزل الى ارض الواقع ، ويتماهى مع الظرف الجديد الذي فرضته اصوات المخدوعين على المشهد التونسي ، والابتعاد عن الاصطفافات والتخندق ، ويكون تونسيا فقط لا امميا مستسلما لمخدر حلم العالمية القديم المتجدد في اذهان الاخوان !
والعبرة في الحياة ان يستفيد المرء من تجارب الماضي ، وهذا ما لم تفعله النهضة لحد الان على الاقل ، وكما يقال ( ان الذين لا يستطيعون تذكر الماضي ، محكوم عليهم بتكراره ) فهي كما يبدو تسير على نفس الخطى التي سار عليها التنظيم في تجربته المريرة ايام حكم مرسي … !
ان اصرار التنظيم بات واضحا على توسيع قاعدته ، ومد اذرعه بعيداً ليس في تونس وحدها ، وإنما في كل المغرب العربي ، وما المشهد الليبي ببعيد عن الاذهان ، وهنا تكمن خطورة هذا التنظيم الذي ليس لطموحاته من حدود ، من اجل تنفيذ مخططه في اخونة المجتمعات التي يستطيع الوصول اليها ، والتحكم في عقول ناسها باسم الدين للعودة بهم الى اصفاد الماضي واوهامه وترهاته التي نخرها السوس … متخذا من المجتمع التونسي منطلقا لتحقيق الهدف الاسمى ، وهو القفز الى سدة الحكم لإعادة استنساخ التجربة المصرية السيئة الصيت … !
لكننا مع هذا نراهن على وعي ، وثقافة المواطن التونسي لإفشال مخططات هذه الجماعة الخطيرة ، وإنقاذ تونس من مخالبها المسمومة !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو