الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادارة مدخلات العقل من اهم خطوات النجاح

ابراهيم صالح حسن
كاتب وباحث

(Abrahim Saleh Hasaan)

2020 / 6 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقول كارل ياسبرز الكاتب الوجودي الالماني ان اغلب الناس ينمون أجسادهم ويهتمون بها أكثر من عقولهم هذا ما جعل الفئة القليلة التي تهتم بالعقل اكثر تميزا على مر التاريخ بينمايشير الفيلسوف بن رشد على الله أعطى الإنسان العقل أو ما يسميه (بالعقل المنفعل) وحثه الحصول العلم الاكتسابي ليمهد له الطريق إلى معرفة (العقل الفاعل) الذي هو الله فلا معرفة لله عز وجل الا بالعلم اي العلم الاكتسابي عن طريق العقل ولا بتزكية النفس كما يفعل أصحاب المذهب الصوفي من تأملات وصلاة و أداء روحاني لذلك عرف عن فلسفتة ابن سيناء وابن رشد والفارابي وزعمائهم الاوائل سقراط وافلاطون وأرسطو بالفلسفة العقلانيه . اما يذهب إليه فرنسيس بيكون رائد الفلسفة التجريبية الذي قسم قوى الإنسان إلى ثلاثة أقسام الأولى الذاكره ويقصد بها التاريخ والثانية التصور ويقصد بها الأدب ومشتقاته من شعر ونثر وخيال والثالثة هو العقل ويقصد به الفلسفة او الحكمة التي تجعل منه انسانا حكيما بأدارة افكارة وعقلة للحصول على معلومات واستنتاج المعرفة ولا يتم إنتاج المعرفة الا بأدارة العقل إدارة سليمة للمعلومات الكثيرة .

فقد منح الله الإنسان العقل وكرمه به على سائر الخلائق فمن خلاله جعل الإنسان خليفته في الأرض بقوله تعالى (اني جاعلك في الارض خليفة) فتوجب على الإنسان حسن ادارته والاستفادة منه في الوصول الى الحقائق والأفكار العظيمة التي تمهد طريقة للوصول الى المعارف والارتقاء بسلوكه تصرفاته وحثه على التفكير في الخلق والخالق وملء العقل بمدخلات وأفكار توجهه على العمل الصحيح والانتفاع به وفي كثير من الايات الكريمه يشير (الا يعقلون .الا يتفكرون. الايتدبرون ) فهذا دليل واضح ونص قراني ان الله سبحانه وتعالى أعطانا هذه النعمة وفضلنا للتدبر والتفكير . وهذا يذهب اليه الفيلسوف الالماني كانت ان العقل سابق على التجربة.

لذلك فأن الكثير من الفلسفات التي أبعدت دور العقل عن مسرح الحياة منيت بهزائم متكرره وتعرضت للكثير من النقد والاحتجاج على سبيل المثال الفلسفة الصينية او الهنديه فلسفة الحب التي مفادها ( يجب ان تمنح الحب لكل الناس) وهذا هو هدف الخلقة وهذا يعني أن نساوى بين البشريه الشرير والصالح وان نمنحهم الحب صح ان الحب مهم في بناء الإنسان وعلاقاتة ولكن وحده غير كافي. وغيرها من الفلسفات مثل المسيحية التي تبنى على التسامح والتواضع من منطلق المقولة الشهيرة (اذا صفعك احد في الجهة اليسرى أعطه ثانية الجهة اليمنى) أيضا ان اللين والتسامح مهم في بناء الإنسان ودوره الاجتماعي والتي رفضها فردريك نيتشة بقوله ان الاخلاق ابتكرها الفقراء او الضعفاء لأستنالة الاغنياء او الاقوياء ومن وجهة نظر كلا الفلسفتين مرفوضتين الاولى تقوم على الخضوع والخنوع لان الله تعالى امر بالعزة للمؤمنين بقوله تعالى ( أن العزة لله ولرسوله والمؤمنون) اما الثانية فلسفة نيتشه فمرفوضة من الاساس لانها تبنى على الشر والقوة ونبذ الانسانية . او فلسفة اللذه لدى الكثير من الفلاسفة القدماء والمحدثين التي مفادها ان (اللذه صوت الطبيعة) وجوهرها ان السعادة لا يمكن الوصول اليها الا باللذه.

من هنا تكمن ميزة العقل فأن سعي الانسان الى ادارة مدخلات العقل وتنشيطه عملية مهمة فالذي يفكر فيه الانسان من الممكن ان يصبح عليه كما في قانون الجذب. ومن بعض الامثلة الناجحة في ادارة العقل والتفكير العميق يذكر رائد التنمية البشرية الكندي روبن شارما في أحد مقالاته في البحث عن الأشخاص الناجحين وكيفية تفوقهم فيقول ذات يوم التقيت بالمسؤول التنفيذي لأحدى شركات الاعمال ذات السمعة المتميزة والأرباح العالية وسألته عن سر تفوق الشركة .... يقول أجابني بكلمات بسيطة عن سر التفوق فقال انا كل يوم في الساعة الخامسة والنصف صباحا استيقظ من النوم وأبقى جالسا لمدة نصف ساعة افكر مليا فيها عن أوضاع الشركة وما قرأته من معلومات عن الادارة وماذا يجب أن نعمل للتطور أكثر وأكثر في سبيل التنافس والعمل بجد وكيفية إرضاء العاملين ولكي نكون ناجحين علينا بالتفكير والتفكير .

ان اهم ما يحبط الإنسان هو اهمال ميزة العقل وتركه للتفكير والتعلم والتطور على مستوى الفهم والأدراك تجعله إنسانا مهزوما امام الحياة فارغا دون محتوى او مضمون يقابل به الآخرين لذلك ترى الناجحين يعملون بجد يتركون خلفهم الأقاويل الجانبية والجلوس للاستماع إلى هذيان التفاصيل ليس لديهم الوقت لينشغلوا بذلك ولا يهتموا لذلك لأنهم مشغولون بأدارة عقولهم وذواتهم للوصول الى اهدافهم وغاياتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على