الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبحث عن مكان الوردة كي يكون الرقص ممتعا

منى حسين

2020 / 6 / 21
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


رد على نص "انتحار المناضلة سارة حجازي، بضع كلمات حول حقارة الفكر البرجوازي"

نشر السيد توما حميد مقالا على صفحات الحوار المتمدن بالعنوان أعلاه، لكن لسبب لا أعرفه لما لم يذكر بأن ما نشرته منى حسين عبر صفحتها الشخصية في الفيس بوك، والذي جمعه بين قوسين في مقاله مرفقا معه الردود على المعلقين، هو الذي أوقد قريحته وأججها لكتابة هذا المنشور المبين الذي لن يضل من بعده الأخرين. فقد بدأ مقاله "على سبيل المثال تقول سيدة اكن لها الاحترام، ليس لها أي من المؤهلات التي تمكنها من ان تتحدث في موضوع معقد وشائك مثل الانتحار"، السيد حميد قرر وبدون أي مسوغات أن يتهمني بالجهل معرضا نفسه البطل الذي لا يشق له غبار في موضوع الأنتحار. ولكن بدون أن يشير الى أي من مؤهلاته الشخصية التي تجيز له أتهام الأخرين بالجهل أمام علمه ودرايته. السيد حميد الخبير في موضوع الأنتحار يشير في مقاله وفي أكثر من مكان بأن الدراسات تشير وأن الدراسات تؤكد وأن البحوث الطبية تخبرنا، لكن لا يخبرنا أي شيء عن هذه الدراسات، الرصانة العلمية تحتم على مدعي الخبرة البحثية أو مدعي العلمية أن يبينوا من اين استقوا معلوماتهم البحثية بالأشارة الى المكان المنشور فيه تلك الدراسات التي يحاججون بها.
في عنوان مقاله أستخدم مصطلح "حقارة الفكر البرجوازي"، ويصرح في مقاله (ما هز مشاعري وجعلني اكتب هذه الاسطر هو الكم الهائل من الآراء الحقيرة والمتخلفة والفظة التي ملئت وسائل التواصل الاجتماعي بحقها، ليس من التيار الديني فحسب، بل من قسم كبير من "العلمانيين" و"المتمدنين"). وفي مكان أخر وجه الأتهام لمنشوري بالنازية... أنا بدوري ساترفع عن الغوص في مستنقع أطلاق المفردات المهينة للأخرين والاستخفاف بافكارهم وأتجنب مماثلتها كما وأنني لا أنجرف خلف قطيع تقسيم الأنسان حسب جنسه ونوعه وأفكاره وآرآه. لكن أود أن اشير الى التناقضات في منشور السيد حميد حين أستخدم "حقارة الفكر البرجوازي" كعنوان لمقاله. فهو يرشدنا في مقاله الى أن ما نشرته على صفحتي الشخصية واكرر صفحتي الشخصية في الفيس بوك "إذا أطلق شخص له موقع في المجتمع راي مثل الآراء التي أوردتها، في بلد متحضر سوف يجبر على الاستقالة ويفقد وظيفته بدون شك". أليس هذا البلد المتحضر الذي تتغتى بأفكاره يا سيد حميد هو وليد الفكر البرجوازي الذي نعته بالحقارة، اين الرصانة العلمية أمام هذا التناقض.. ويردف لنا في جزء أخر من مقاله "أدرجت دول قليلة فقط الوقاية من الانتحار ضمن أولوياتها الصحية، ولدى (38) دولة فقط استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار. لذا تجد بان منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية في مجتمع مثل المجتمع الاسترالي مثلا تجعل من تقليل نسبة الانتحار أولوية رغم كل المشاكل التي تواجه جهودهم في ظل النظام الرأسمالي". هل هذه الـ (38) دولة التي تشير أليها هي خارج منظومة الفكر البرجوازي الذي تدينه من جهة وتتمايل طربا معه من جهة ثانية يا سيد حميد. وفي مكان أخر من مقاله يقول "كيف سيفسر نظام متعفن ظاهرة بهذه الضخامة". هل أن الدراسات والبحوث الطبية "المجهولة المصدر" التي أشار أليها السيد حميد في أكثر من مكان في مقاله أجرتها الجهة التي صنف نفسه عليها وصرح نيابة عنها في نهاية مقاله حيث يقول "كتقليدنا في الشيوعية العمالية، ندين بشدة هذه الآراء والاحكام والمواقف غير المسؤولة وننبذها". أم أنها تمت علي يد النظام المتعفن الذي لا يستطيع تفسير ظاهرة الأنتحار حسب رأي السيد حميد.
"اذ تجد الكثير من الذين فشلوا في الانتحار أكثر الناس تفاؤلا وقائدا في المجتمع في اعوام لاحقة، وان الكثير ممن يقدمون على الانتحار ويفشلون، يؤدون حياة ناجحة وقد يكونوا اناس بارزين". السيد حميد الذي يتحدث بأسم "تقليد الشيوعية العمالية" يحثنا هنا على الدخول في تجربة الأنتحار كي نتخرج منها قادة وأناس بارزين وناجحين، "لكنه لايشير أين سيكون نجاحنا وبروزنا هل سيكون في حقل تقاليد الشيوعية العمالية أم في حقل الفكر البرجوازي الذي وصفه بالحقير والمتعفن". السيد توما الباحث والخبير في موضوع الآنتحار يؤكد لنا بأن تغيير العالم نحو الأفضل يمر عبر تجارب الأنتحار الفاشلة فالكثير منهم تحولوا الى قادة في المجتمع البرجوازي الذي يصفه السيد حميد بالحقارة في مكان ويتمايل معه طربا في مكان أخر. هل نفهم من علميتك ياسيد حميد بأن تأخر التغيير نحو الأفضل جاء بسبب أن ناشطي الحراك الأنساني حول العالم لم يدخلوا في تجربة الأنتحار كي يتخرجوا منها قادة مؤثرين وبارزين. بينما استمرار سلطة البرجوازية كون أكثرية قادتها مروة بتجربة الأنتحار. هل علميتك تدعونا أن نختزل ونقوض الدراسات الأكاديمية والخبرات المتراكمة أما تجربة الأنتحار، هل ياسيد حميد أن تقاليد الشيوعية العمالية التي تصرح بأسمها ستعتمد على تجربة الأنتحار كمقياس لتصنيف مقدرة الأشخاص على القيادة والبروز. هل سيكون لازما علينا أن نقدم وثيقة تؤيد مرورنا بتجربة الأنتحار كجواز عبور للبروز والنجاح وأعتلاء المناصب.
السيد حميد الذي نعتني بالجهل في موضوع الأنتحار وأعلن عن نفسه خبيرا علميا عمليا فهو يقول "في الحياة العملية، عندما اسأل شخص تراوده افكار الانتحار، ما الذي منعك من الانتحار لحد الان؟ ان احد أكثر الإجابات التي اتلقاها هي: "ليس لدي الشجاعة الكافية لكي انتحر".". حياة السيد حميد العلمية العملية التي يحاججنا بها هي غير موثقة وليس لها أي دلالة علمية فهي ليس أكثر من مجرد استجواب شخصي لأخر يحمل أفكار أنتحار. وهذا الأمر عاديا يستطيع اي شخص سواء كان يملك مؤهلات أو لايملك أن يجريه لا أن يورده كحجة علمية ويسطره من المسلمات والبديهيات التي لا يمكن المساس بها. ليعرف السيد حميد بأن الدراسات العلمية والدراسات البحثية يطلق عليها اسم تجريبية أي أنها قابلة للتغير أمام مستجدات ومعطيات جديدة. وأن هذه الدراسات ليست مسلمات وقواعد ثابتة لقمع أراء وأفكار الأخرين وأطلاق النعوت البذيئة ضدها. ولا أعتقد بأني سأتي بجديد حين أعدد كم من الدراسات والحقائق العلمية التي تم تفنيدها فتقريبا كل يوم لدينا موضوع علمي جديد يناقض أو يفند موضوع أو دراسة علمية سابقة.
ما طرحته في منشوري على الفيس بوك كان هو رأيي الشخصي في قضية أنتحار السيدة سارة حجازي وسأعيده هنا. فهل تقاليد الشيوعية العمالية التي يصرح بأسمها السيد حميد تدعوا الى قمع الأخرين لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم في قضية ما. أين تكمن الحقارة والعفونة يا سيد حميد هل هي في قمع الأراء الشخصية للأفراد أم في السماح لهم بالتعبير عنها.
عزيزي السيد حميد لقد ولى زمن تسيد الفكر االذكوري الى حيث لا رجعة الزمن الذي يصب قالب التفكير للمراة بفرض أنطلاقها من ابوابه المتخالعة.. الأن النساء تستطيع الرد على القمع الفكري الذكوري والتسلط الدكتاتوري بكل شجاعة مهما كان مصدره أو مسماه. ان تشجيع الانتحار هو دعوة صريحة لمنح الاشخاص الحق بانهاء حياتهم تحت مسميات الامراض النفسية أو العوامل الأجتماعية وما شاكل ذلك من المسميات. او منح الراسمالية وسام الانتصار الكبير لها بتاييدنا الهزيمة وحث من يرزح تحت ضغوطها وعنف ومؤسساتها بالانتحار. لا يمكن ان اشارك ابدا بهذه الجريمة وهي تشجيع الاخرين على انهاء حياتهم. وساذكر هنا شجاعة المرأة التي واجهت العالم باكمله عندما تم سبيها واغتصابها نادية مراد احدى ضحايا الحروب القذرة لكنها تعيش الان ولم تنهي حياتها. لا اعتقد أن ما مرت به سارة اقسى مما مرت به نادية لكن الموضوعين تم تحويلهما الى سلعة للربح والمتاجرة بأسم الأنسانية..
ماذا اقول سوى مرحى لك تاتشر انتصرت انتصار كبير بجر النضال النسوي وسحبه نحو مارثون قضايا الانسان الجوهرية والتلاعب به. فأنا لن ابيع قلمي او لساني لاي سباق منظماتي تسحبه الدول المانحة لموضوع بأسم النضال المجير لدوائر الرأسمال القذرة تحت أي مسمى.. فتحويل الأنتحار الى بطولة هو مشروع منظماتي ربحي يرجى منه التسويق وجلب الأرباح.
عزيزي السيد توما حميد في الأخر أقول لك لقد ضللت مكان الوردة فأبحث عنها في مكان أخر كي يكون الرقص ممتعا.
الأمضاء:
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي