الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كلّما أردتُ أن أنتَحِر
عماد عبد اللطيف سالم
2020 / 6 / 21الادب والفن
كلّما أردتُ أن أنتَحِرْ
لأنّ هذهِ الأيّامَ سيّئةٌ جدّاً
بدَتْ الأيّامُ الباقيةُ
حُلوةً جداً
وهذا يمنعني ،دائماً، من الإنتحار.
وهكذا أُخَبّيءُ أقراص "الفاليوم" العشرة تحت الوسادة
وأُواصِلُ النوم.
النومُ هو الآخر
نوعٌ وديعٌ من الإنتحار.
كلّما أردتُ أن أنتَحِرْ
تأتي عيناها
وتضحكُ لي
فأعودُ طفلاً
والأطفالُ لا يعرفونَ شيئاً
إسمهُ الإنتحار.
كلّما أردتُ أن أنتَحِرْ
جاءَ الأوغاد
و وَضَعوا في يدي مُسدّساً
ونكايةً بهم
أرفضُ الإنتحار.
أتعَجّبُ ،دائماً، من سلوكِ الكائنات اللطيفة
التي نذبحها ونأكلها كُلّ يومٍ
كيف لا تنتَحِر
وأنا الذي يذبحني الأنذالُ
مائةً مَرّةٍ في كُلّ يومٍ
بشكلٍ سيّء
ومع ذلك
لا أُفكّرُ بالإنتحار.
أقولُ لنفسي ، وأنا أدُسُّ أقراصَ "الفاليوم" تحت الوسادة،
حتّى إذا تبقّى في هذهِ الحياة يومٌ واحد
لن أتركُهُ أبداً
لهؤلاء الأجلاف.
متى سأنتحِرُ إذاً ؟
حقيقةً ، أنا دائماً ما أسألُ نفسي هذا السؤال
ولكنّني ما إنْ أرى بعض المخلوقاتِ المُشينةِ
حيّةً تُرزَقُ
أقولُ .. هؤلاءِ لم ينتَحِروا
فلماذا تُفكّرُ أنتَ بالإنتحار.
إذا إنتَحَرَ "هؤلاء"
سيكونُ العالمُ أفضلَ بدونهم
و فَوْرَ إنتحارِهِم
سأمُدُّ يدي إلى أقراص "الفاليوم" العشرة
تحتَ الوسادة
وأموتُ فعلاً هذهِ المرّة
بسلامٍ تامّ
وإرادةٍ لا تَضْعَفْ
وعزيمةٍ لا تَلين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح