الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة الى مغادرة المغرب

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بسبب ما اتعرض له يوميا في الشارع من قبل بلطجية ، ومنهم مْخازْنية يشتغلون بالمصالح الاجتماعية للقوات المساعدة ، وبعلم مسؤوليهم الكبار من الضباط ، وبسبب ما تعرضت له من اعتداء عدواني ، وغاشم من قبل المسؤولين الأمنيين في الدولة ، الذين يشتغلون تحت أوامر مستشار وصديق الملك ، حيث أُدْخلوني السجن بملف مزور ، ومطبوخ ، عنوانه " إهانة الضابطة القضائية " ، في حين انه ملف سياسي ، يصفي حسابات سياسية ، بسبب كتابات سياسية ، درجْت على نشرها بانتظام في الموقع العربي التقدمي العلماني " الحوار المتمدن " ، وبحائطي الفيسبوكي ، وحيث أنّي تساءلت عنْ ما هي العلاقة السببية بين تهمة ، " اهانة الضابطة القضائية " ، وبين تضمين ملفي لكتاباتي السياسية ، لان السؤال الرئيسي المطروح ، هل أنا أمام المحكمة بسبب تهمة " الإهانة " ، وهي تهمة أكذوبة غير حاصلة اطلاقا ، ام بسبب مقالاتي السياسية ..... حتى اتصل بي بعض الإخوة من داخل المغرب ، كما من خارجه ، وبعض الإخوة الآخرين ، والأصدقاء زملاء الدراسة الذين التقيتهم في الشارع ، حيث طلبوا منّي المغادرة فوراً الى أوربة ، حماية لحريتي ، وتفاديا للاعتداءات العدوانية التي أتعرض لها على أيدي المدير العام للبوليس DGST et DGSN المدعو عبداللطيف الحموشي ، ومن قَبْل من قِبَل الوزير المنتدب في الداخلية المدعو الشرقي ضريس الشرقي ضريس ، ومن قِبَل المدعو نور الدين بن إبراهيم الوالي السابق في DGST ، والوالي Le wali مدير مديرية الشؤون العامة DAG بوزارة الداخلية سابقاً ، ومن قِبَل وزير الداخلية الحالي Le ministre de l’Intérieur المدعو عبدالوافي لفتيت ، وكل هذه الجرائم تحصل بإشراف مستشار وصديق الملكLe conseiller du roi et son ami intime فؤاد الهمة ، وطبعا سيكون من البلادة الاعتقاد ان الملك شخصيا ، لا علم له بهذه الجرائم التي اتعرض لها ، لان كل ما يحصل هو في علمه ، وانْ لم يكن ، فبأوامره ، وبمباركته ، وتزكيته ، وموافقته التامة لكل ما يقوم به صدقيه ومستشاره الذي يفضله على الجميع ، وبدون استثناء . . . فعندما ينتصر الملك الى صديقه على الجميع ، فعندها نكون امام راسبوتين مغربي Raspoutine ، لا يختلف في شيء عن راسبوتين Raspoutine الروسي .. أي ان Raspoutine هذا ، هو الحاكم الفعلي ، وهو الملك الفعلي ، الذي يأكل الثوم بفم صديقه ، الذي هو في نفس الوقت مستشاره الأمني والسياسي ...
إني اقدر مواقف الجميع ، واشكرهم جزيلا على خشيتهم عليّ ، من أيّ مكروه قد أتعرض له حالا او مستقبلا . لكن السؤال : هل الخروج من المغرب هو الحل ؟
نحن لم نسقط من السماء بالمظلات ، او عندما فتحنا اعيننا اول مرة على هذا العالم ، وجدنا في فمنا الملاعق الذهبية التي راكموها بافتراس ثروة الشعب . نحن أبناء المقاومة وجيش التحرير ، و حين كان آباءنا يناضلون ضد الاستعمار الذي احتل المغرب ، فذلك لكي نعيش فيه نحن كجيل ، وتعيش فيه من بعدنا الأجيال اللاحقة ، والى أن يرث الله الأرض وما عليها .
ان الخروج من المغرب ، وبهذه الطريقة ، سيكون خيانة لما ناضلوا من اجله ، وضحوا للبلوغ إليه آباءنا ، كما سيكون جُبنا وخوفا ، من مجابهة العدوانية ، والظلم المستشري في البلاد ، بدون حسيب ولا رقيب .
لماذا أغادر المغرب وارحل عنه ؟ هل هو مغربنا ام مغربهم . إنْ أنا غادرته ، وأنْت غادرته ، وغادره الآخر و الآخر .. فلمن سنتركه ؟ لهم و حدهم ؟
المغرب مغربنا ، هو لنا ونحن له ، هو منّا ونحن منه . نحن المغرب والمغرب ألنّحْنُ . فلماذا نتركه لهم ؟ ان الخروج من المغرب ، او مغادرته ، لن تؤثر فيهم بشيء . بل ستسعدهم ، وستدخل عليه الفرح ، والبهجة ، والسرور ، لأنه بمغادرتنا ، سيكونون قد تخلصوا منّا ، وممّا يسمونه بمشاكلنا .
انْ غادرنا مغربنا ، فارّين مثل الأرانب ، ومثل ابن أوى Les Chacals ، سنترك لهم مغربنا ليعيشوا فيه لوحدهم ، بدون مشاكل ، لأنهم حين ينظرون إلينا باحتقار ، وازدراء ، فلأنهم يشعرون منّا بالدونية ، وينظرون إلينا أننا احسن ، وافضل منهم ، وارقى منهم ، واكثر تكوينا منهم ، وأكثر خلقاً وادباً منهم .
إنهم حين يشاهدوننا نسير بأرجلنا فوق تراب مغربنا ، ونَشْغل حيّزاً من ترابه ، واقفين او مُتنقلين ، او ماشين على الأقدام ، ونحن ببساطتنا ، وطيبو بتنا نضحك ، ونتبادل الأفكار ، والتحية والسلام ، يستعيضون كرهاً وحقداً ، ويتنرْفزون ، لأنهم يكرهوننا حد التخمة ، لأنهم يعرفون انّ كرهنا لهم ، كمفترسين ظالمين ، وفاسدين ، وأنذال حقودين ، وعدوانيين ، و حكّارة ، اكبر ، واكبر بكثير من كرههم لنا . إنهم الأقلية القليلة الناهبة ، والنّحن الأغلبية المُفقرة والمُجوعة ، لأننا نحن الشعب . فهل هناك ارض بدون شعب ، للأسف يحكمه اللصوص ..
انْ غادرنا ، ومغادرتنا ستفرحهم ، وستسعدهم ، سيكونون قد نجحوا في حرماننا من تنفس هواء مغربنا ، واستنشاق نسيمه العليل ، وسيكونون قد نجحوا في إبعادنا عن هموم شعبنا ، وهموم مغربنا . لذا يجب التمسك بالأرض ، بأرض المغرب ، ارض الآباء والأجداد ، لأنه بلدنا ، وليس بلدهم .
نعم حياتي هنا في خطر ، لكن لكل اجل كتاب ، ولكل بداية نهاية ، ودوام الحال من المحال . لقد كنت مشروع تصفية جسدية من قبل مجرميْن بسبب كتاباتي ، وبسبب رفضي للظلم والانبطاح ، والمجرمان هما ، المدير السابق لمديرية مراقبة التراب الوطني ، الغير المأسوف عن ذهابه ، عبدالعزيز علابوش ، و العامل عبدالسلام الزيادي الذي كان يشغل الشخصية الثالثة بوزارة الداخلية ، كما كنت مشروع اغتيال مرتين في عهد محمد السادس ، وهناك شهود منهم من لا يزال على قيد الحياة . لكن إرادة الله كانت ولا زالت أقوى وأعظم . مات المجرمان موتة ندعو الله ان يحفظنا منها ، وادعوه ان يُنزّل عليهما اشد العقاب ، وهما الآن في الآخرة ، أمّا أنا ، فالله أرادني أن استمر في الحياة ، وها أنا لا أزال مستمرا ، مناضلا ، لا أخاف في قول الحق لومة لائم ، وما بدلت تبديلا ، ولا لحست رجل احد ، أو ركعت لآخر .
الموت حتمية وقدر ، وان كان سيأتي ، سيأتي بأجله ، وسيلاحقني حتى ولو غادرت المغرب فاراً من الخوف . فإذا كان لابد منه ( أي الموت ) ، فمن الأفضل الموت فوق تراب المغرب ، لا خارجه ، ولأدفن في ترابه الذي ضحى من اجله آباءنا المقاومين ، وضحينا نحن من اجله لفائدة أجيالنا القادمة واللاّحقة .
إننا نفضل ان نموت موت الشجعان لا موت الفئران ، كما نفضل ان نموت شامخين رافعين رأسنا إلى الأعلى ، مثل موت الشجر ، لا ساجدين راكعين ، لان الركوع والسجود ، هو لله وحده الجبار القهار ، الذي سيقهرهم في الحياة قبل الممات ، والله يمهل ولا يهمل .
من هنا أدعو كل المناضلين الغيورين ، وأحرار وشرفاء الشعب المغربي ، التمسك بالمغرب ، والارتباط به ، وعدم مغادرته إلاّ للظروف القصوى ، كالتطبيب والعلاج ، او الدراسة . أما ما عدا ذلك ، فالمغادرة ستفرحهم ، وستسُرّهم ، وستُخلصهم من رؤيتنا ، كمشهد يشغل حيّزا من التراب الوطني ، ويتنفس هواء لو وجدوا القدرة ، لفرضوا علينا ضرائب من اجل استنشاقه .
انّ البقاء في المغرب ، والتشبث بالأرض ، والذوبان وسط الشعب ، هو فرض عيْن ، وواجب وطني ، على كل مناضل ، ووطني غيور ، ولكل شريف حر .
النضال خارج الحدود ، لا أبخسه ، ولا اقلل منه . إن لكل مناضل ظروفه الخاصة . انه نضال له أهميته وقصويته ، وبفضل مناضليه ، يتم تعريف الرأي العام الأوربي والأمريكي ، بقضايانا ، وهمومنا ، ومشاكلنا ، وبالاعتداءات العدوانية المسلطة علينا ، والظلم الذي يتعرض له المناضلون ، بمختلف مشاربهم السياسية ، والإيديولوجية ، ويتعرض له شعبنا ، الذي يعيش في الفقر ، والظلم ، واللاّمساواة في الحقوق والواجبات ، شعب الجبّارين الذي حوّلوه الى مجرد ارقام من المتسولين .
ان أفضل خدمة تقدمها المعارضة المغربية خارج الوطن للشعب المغربي ، هي تجنب التسطيح ، والتشكيك ، وتبادل السب والقذف ، والنقاشات العقيمة التي لا فائدة ترجى منها ، والتي تُباعد المواقف ، وتباينها ، بين الفرقاء السياسيين .
إنّ أهم خدمة تسدد للشعب المغربي ، هي ان تحصل وحدة ، او على الأقل تنسيق بين المكونات السياسية بالخارج ، على ان يكون الهدف المشترك الاستراتيجية ، والاختلاف في التكتيك .
ان معارضة الخارج ، هي تكملة لمعارضة الداخل ، ومعارضة الداخل ، هي جزء من معارضة الخارج . الجميع من اجل الدولة الديمقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، وحقوق الإنسان ، والمساواة بين جميع المواطنين .

فلكل من يفكر في المغادرة أقول له . لمن ستتركون المغرب الذي يغلي ، والشعب الذي يتماوج ، والذي هو في أمس الحاجة إليكم ؟ المغرب يتحرك ، شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا . فأين ما فتحت أعينك ، ستجد الجماهير تتحرك ، رافضة للظلم ، رافضة للحكْرة ، رافضة للاستبداد والفساد ، ورافضة للعدوانية .
الجماهير تتحرك في الريف ، تتحرك في أقاليمنا الجنوبية ، قلعة المجاهد احمد العينين ماء الهيبة ، تتحرك في سوس العالمة ، قلعة العلامة مختار السوسي ، وتتحرك في كل المغرب ، قلعة الثوار ، المهدي بن بركة ، الفقيه محمد البصري ، عمر بنجلون ، محمد بوكرين ، عبدالله ابراهيم ، عبداللطيف زروال ، أمين التهامي ، سعيدة لمنبهي ، عبدالسلام المؤذن ، جبيهة رحال ، عمر دهكون ، عبدالسلام ياسين ، وكل شهداء حركة التحرر المغربية .
ان علامات النصر تلوح في الأفق ، والظلم ، والعدوانية ، والاعتداء على الناس ، مهما بلغ أقسى درجاته ، فهو ساقط لا محالة . فاصبروا وصابرو ، ولا تقلقوا ، ان فرج الله قريب ، وما دامت لقارون ولا لفرعون ، حتى تدوم لغيرهما ، ولمن ادنى منهما .
لقد فشل كل شيء . فشل مسلسل التحرير ، وفشل مسلسل الديمقراطية .
فشل مسلسل التحرير ، حين دخلت أزمة الصحراء النفق المسدود . وفشل مسلسل الديمقراطية ، حين تكالب على النظام الحمقى ، والمرضى ، والطغاة ، ولصوص المال العام .
ان مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة . لقد قطعتم الآن 999 خطوة ، ولم تبق لكم إلاّ خطوة واحدة ، لبلوغ الألف ميل الذي هو الدولة الديمقراطية .
النظام مجبر خلال السنتين القادمتين على الدخول الحقيقي الى الديمقراطية ، وإلاّ سيفقد الصحراء ، وسيفقد سبب وجوده ، لأن كل السلالات التي حكمت المغرب جاءت من الصحراء ، وسقطت كذلك من الصحراء . والصحراء هي التي جنبت سقوطه في سبعينات القرن الماضي ، فهل إذا ذهبت ، واستمر في غيّه الديمقراطي ، وفي حماقته ، وجنونيته ، وأمراضه العديدة المستعصية عن الشفاء ، سينجو هذه المرة من السقوط ، وخاصة وان الحرب حتمية ، في غضون نهاية السنة القادمة .
فتمسكوا بالمغرب ، وبالأرض ، ولا تفرطوا فيهما ، لأنهما ملك للشعب المغربي ، وليسا ملكا لهم ، والمستقبل ، ومستقبل الأجيال اللاّحقة بين ايديكم ، وتأكدوا انكم ستكتبون التاريخ الحقيقي ، لا التاريخ المزور ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران