الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديسمبر هذا العام

أنجيلا درويش يوسف

2020 / 6 / 23
الادب والفن


ينبئني أموت وحدي
كاليتيم..
كالمتسول…
كالوطن…
بلا رفيق…
ينبئني هذا الصباح ،ذات العام
أن قدري مكتوب
وأنني أقيم في جوف الأحلام
كأي عاشق…
كأي شاعر…
كأي روائي… !
في شتاء هذا العام
معاطف و قبعات
وقلبٍ مرتجف

ينبئني أيضاً…
إن داخلي
بالون بيد طفل
يخشى الأشواك والطيران
الخوف يا صاحبي ليس من الموت
الخوف بأن لا أرى؟
وإن قلبي ميت منذ الخريف الماضي
قد سقط حين سقط
أول أوراق الشجر
ثم رحل حين أوشك وقت اعدامي
وان كل ليلة يزيده بعدا
بردا على عروشه ..؟
دفء الشمس لا يمد ذراعيه
في تجاويف الوسائد…

ينبئني ديسمبر هذا العام
ان مظهري قبيح
وأنفاسي زهايمر
وأن كل شهيق وزفير "سكرات"
وقد أموت….
قبل أن يرفرف العلم فوق مدينة منكوبة ..؟
قبل زقزقة العصافير و حلول الربيع
أموت لا يعرفني احد
أدفن لا يبكي احد

ربما يقال….
مرت من هنا ..
أم الجديلة الشقراء
صاحبة البشرة البيضاء
قالت هكذا… ؟
وتسولت من ذاك..!!
ما بالنا يا سادة… ؟
فليرحمها الله
وكان لهم كل البال..

ماذا أقول أنا……
حين داعبت مرايا الأفران
وبلعت ريقها المسال
من شهوة الأمسِ… ؟

ماذا أقول… ..
عندما كانت الملاعق تطرق ببعضها البعض
على نفس المائدة ومن نفس البطن
والآن خفت الأصوات
وأنقطعت صلة الأرحام
على موائد الغرباء

على ماذا تنبئني يا ديسمبر
وأنا التي تركت طفولتي و شبابي
تذبل على مقاعد الإنتظار
لا تستعجل بالتنبؤ
لا زلتُ…
كالبنيان المرصوص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي