الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي

علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)

2020 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي
يُعرّف اليوبيل بأنه اسم يطلق على مرور عدد معين من الزمن على حدث معين، ويرد أصله إلى اللغة العبرية بمعنى النفخ بالبوق إشارة للاحتفال، واستخدم حديثًا على ذكرى الاحتفال بمناسبة سياسية أو اجتماعية أو وطنية .
هناك أنواع مختلفة لليوبيل، أشهرها الفضي والذهبي والماسي، ويطلق اسم اليوبيل الفضي على الاحتفال بمرور خمسة وعشرين عامًا على حدث معين، و الذهبي على مرور خمسين عامًا على واقعة معينة، واما الماسي هناك خلاف في الفترة الزمنية أقلها البريطاني 60 عامًا وأكثرها 100 عامًا في جنوب آسيا وأوسطها 75 عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك أنواع أقل شهرة وأقل أهمية لضيق الفترة، فكلما قل عدد السنين كان قيمة اليوبيل أقل. فهناك مثلًا اليوبيل القطني هو الاحتفال على حدث ما مر عليه عام واحد. واليوبيل القشي وهو الاحتفال بمرور عامين على واقعة ما. وهناك اليوبيل الجلدي وهو الاحتفال مرور أربعة أعوام على الشيء .
تحاول هذه المقالة الصغيرة للاجابة على السؤال التالي: هل يمكن تصنيف سوريا سياسيا وفق نظام اليوبيل؟ و يتضمن السؤال هل يمكن اليوبيل دلالة على استقرار بلد؟ وبصورة أخرى، إلى أي مدى يمكن اعتبار وجود رئيس في بلد ما إشارة إلى استقراره أو عدم استقراره
وانطلاقًا من مقدمة المقال، يمكن تقسيم سوريا حسب تسلسل الحكام (يوبيليًا) إلى خمسة أنواع:
1- اليوبيل البرونزي(10 أعوام) : وتشمل الفترة الزمنية من عام 1932 حتى عام 1943، حيث تناوب على رئاسة سوريا سبعة رؤساء سواء رسميًا أو بالوكالة ، ولم يتجاوز أي رئيس اليوبيل القشي .
2- اليوبيل النحاسي (15 عام ): وتشمل الحقبة الزمنية من 1943-1958، تناوب على زعامة سوريا عشرة رؤساء ابتدأت مع الزعيم شكري القوتلي وانتهت به، ولم يستطع رئيس خلال هذه الحقبة تجاوز اليوبيل القشي سوى الرئيس المحبوب شكري القوتلي .
3- اليوبيل القشي: ويشمل فترة الوحدة .
4- اليوبيل القطني: ويشمل فترة الانفصال ثلاثة رؤوساء لم يستطع أحدهم الوصول لليوبيل القشي.
5- اليوبيل المأساوي و تشمل فترتين الأولى من 63 حتى 71، حيث عانت سوريا من أربعة رؤساء لم يتجاوز أحدهم اليوبيل الجلدي، والثانية منذ 1971 حتى الآن.
وحسب هذا التصنيف الافتراضي يمكننا القول بأن سوريا لم تعرف الاستقرار الطبيعي منذ قيامها قبل مئة عام حتى الآن. قرن مضى على سوريا لم تشهد فيها حالة طبيعية لاستقرار رئيس سوى مرة واحدة وهي مرحلتي الرئيس شكري القوتلي الأولى والثانية . فقد تناوب عليها أما رؤساء (قطنيّون) لا يتجاوز مدة حكمه العام، و(قشيّون) لا يتجاوز العامين وإما (مآساويون) يتجاوز الحد المسموح لهم عشرات المرات. في كلا الحالتين لم تشهد سوريا استقرارًا في تنصيب زعيم لها.
ثمانية وعشرون رئيسا حتى الآن، المبايع شرعيًا حكم فترة قصيرة، والمغتصب حكم فترات قصيرة وطويلة جدًا. نتمنى ونأمل – والأمل ميزة عند شعوب المتوسط – أن يكون القرن الجديد بداية قرن فيه استقرار لرئيس منتخب شرعيًا، ويعبر عن تطلعات المواطن السوري، دولة مواطنة حقيقية. تعيش فترة طبيعية لا تتجاوز اليوبيل البرونزي مطلقًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة