الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقِف وموقع الشّعب العربي إزاء قضاياه المصيريّة

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


إنّ ‏أكثَر ما يُثير الإستغراب في القضايا المُتعلّقة بالوطن العربي ككُل، وليسَ كأقطار فقَط ؛ هي أنّ الشّعب العربي - بمُجملِه- ما زالَ في حالةٍ من السُبات العميق تجاه قضايا وطنهِ المصيريّة . فلَم نسمَع ولَم نقرأ مِن الكثير مِن هذا الشّعب، عن ما يدور على السّاحة العربيةّ كما كنّا نتوقّع، وإن سمعنا، يكون ما سمعناه مُنافيًا وغير موازٍ لما يحدُث، وإن كانَ موازياً، لا يدوم طويلاً، فسُرعان ما يهمُد، ويشيّع جُثمانه، دونَ أن يصلّى عليهِ صلاة الغائب حتى، ولا أدري ما السبب المؤدّي إلى هذه الحالة، هل هو البؤس مِن عدم ديمومة " نفسنا قصير" المواجهة التي عرفناها على مدار التاريخ ؟! أم أنّنا كعرَب لا نملكُ تصاريحًا كافيّة تُمكّننا من الخَوض في القضايا الدفاعيّة، ونكتفي بتصاريح التطبيع والخيانة ؟!

وعلى هذا الأساس، ‏اسمحوا لي، بأن أتناولَ على وجّه التّفصيل بعض ردود الأفعال لهذا الشّعب في بعض الدّول العربية :

ففي مصر على سبيل المثال، رأينا بالفترة الأخيرة إنشغالًا كبيرًا للرأي العام في قضيّة الراحلة " سارة حجازي"، بينما مصر بأمسّ الحاجة إلى أن يكون هذا الرأي مُتجهًا نحو الدّفاع ‏عن أمنها بشقّيه - الداخلي والخارجي- الذي لا تكُف أثيوبيا عن تعريضهِ للخطَر مِن خلال الخلافات القائمة على بناء سدّ النّهضة، وزعمها بأحقيّتها المدّعومة مِن الكيان الصهيوني المُغتَصِب في بناء هذا السّد وسرقَة مياه النيل، دون أيّ إعتبارٍ للجمهورية المصريّة العربية، ولَا تحدِث أثيوبيا هذا لأنّها مدعومة مِن إسرائيل فقط، بل لأنّه مُعزَّزًا بوجود إحدى أكبَر زعامات المطبّعينَ العرَب "السيسي"، والذي أدخلَ مصر في معاركٍ وتدخلاتٍ غير شرعيّة، لا تُزيدها إلّا ضُعفًا وهلاكا، في وقتٍ لا بُدّ من أن ُتسندَ هذه الجمهورية، وتعود، لتقِف على أقدامها مِن جديد. لكن، للأسف، المسألة بالنسبة للشّعب لَم تعُد تسلك طريقَ الجديّة في وقت إشتدّ الوهن عليهم كثيرا . وفي وقتٍ أخذوا منزلةَ ربّ العباد ليُحاسبوا العِباد، ويُدخلوا من شاؤوا الجنّة، ويدخلوا مَن شاؤوا النّار، وتركوا رُعاة الفساد والأفّاقين يعبثونَ بأوطانهم كما طابت لهُم أنفسهم، تحت حجّة " طاعة الحاكِم "، ونسوا بأنّ من قالَ لهُم عن طاعة الحاكم -إن اتفقّنا معهم في هذا الرأي- قال لهُم أيضًا، بأنّه ليسَ من حقّكم أن تُحاسبوا الناس على ما فعلوه إلّا بالحُجة والبُرهان، وليس بالسيّف والبندقيّة .

‏ومثالٌ آخر، مُتعلّق بتدخُلات تركيا في شمال الأراضي السورية، والأراضي الليبيّة، إذ أنّ هذا التدخّل الصارِخ، بدأ يُلاقي مُباركةً كبيرة مِن قبلِ أبناء هذا الشّعب، وكأنّهم، يشبعونَ عقلوهم القاصرة بأنّ التدخل التركي في الأراضي العربيّة، ما هو إلا غيمةٌ مباركة، تحملُ في طيّاتها غيثٌ من السلام، متناسينَ أنّ هذا التُركي، لَم يدخُل هذه الأراضي إلّا مِن أجلِ تعزيز مصالحهِ فقط، لا مِن أجلِ حُريّة الشعوب، ولا مِن أجلِ تقويم الأوطان وأخذها إلى برّ الأمان بعيدًا عن بحورِ الدماء، وكهوفِ الإستبداد . وليسَ كما يظُن البعض، وبسبب هذا الكلام، أنّني أُعادي تُركيا لأنّها تركيّا، بَل اُعاديها، ويصلُ عدائي هذا إلى حدّ الكُره إن بقيَت على تدخّلاتها في الأراضي العربيّة على ما هي عليه، وهذا ما لا أتمنّاه، وإن قبلنا بهذه التدخلات، فلا بدّ مِن أن تكون تدخلاتها شرعيّة كما نراها نحن العرب، وليسَت مصلحيّة كما يرونها هُم، لأن القاعدة السياسية تقول " بأنّ المُحتَل الأجنبي، يبقى أجنبي، أيًّا كانت الروابط التي تجّمعنا " ..

‏ومثالٌ آخر أيضًا، ويا للإسف، لو بقيتُ أشرعُ في ذكرِ الأمثلة لما توقّفت !!
المثال هذا، يُلقي بضلالهِ على العراق الجريح الحزين، وأقسمُ لكُم بأنّني عندما أتحدّث عَن العِراق ؛ عنوة ينتقلُ فصلَ الشتاء إلى عيوني .

فمنذ إستلام الكاظمي لمنصب رئاسة الحكومة، ما زالَ في حالةٍ من الهذيان، بعد إن إعتقدَ الكثير منّا، أنّ العراق قَد دخلَ في مرحلةٍ جديدة وخاصّة بعد أن لاقَت هذه القيادة ترحيبًا كبيرًا من ‏المُجتمع الدولي، وقيام السعوديّة بإعادة العلاقات الإقتصاديّة مع العراق ،، لكن، ما أن تقدّم الوقت بنا وبي هذه القيادة، نكتَشِف بأنّ كُل هذه الإعتقادات والتوقّعات كانت مكشوفة للذّباب، فنهشَ بها كيفما شاء، فبقَيت إيران هي الموجّه الأول للسياسة الطائفية والقوميّة في العراق، وبقيَت أميركا صاحبة القوّة المدجّجة بأعتى الأسلحة والعناصر المُدرّبة على الأراضي العراقية .


وأخيرا، أقول " أنّنا كشعِب عربي إن أردنا أن نبقى على قيد الحياة بكرامة وحُريّة ؛ فلا بُد مِن أن يكون لنا موقع مِن كُل ما يجري في وطننا، ولا بُدّ أيضًا مِن أن يكون لنا موقِف رسمي إزاء كُل ما يحصل على أرضنا العربيّة " ..

عاشَت الأمّة العربيّة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة