الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالفات مدنسة -الشيوعيون والاسلاميون-

صوت الانتفاضة

2020 / 6 / 24
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


((نرى ان "التحالف" بين الطبقات الكادحة والمستثمرة من جهة، والبورجوازية من جهة أخرى، لا يمكن ان يكون "تحالفا شريفا" بسبب من الخلاف الجذري بين مصالح هذه الطبقات)) لينين.
اعتدنا ان نرى في العمل السياسي داخل النظام البورجوازي نفسه، وعند انتهاء الانتخابات "الشكلية" التي يخدعون بها الناس كل أربع سنوات، نرى ان هذه القوى السياسية المشاركة في اللعبة الانتخابية تنخرط بتحالفات وائتلافات لتشكيل الحكومة، حيث تنظر كل قوة سياسية الى القوة الأخرى من حيث حجم جماهيرها او قوة مسلحيها، بالتالي تحسب على انها قوة اجتماعية، وبهذا الاتحاد فأنهم يضمنون مصالحهم في السلطة، وبالتالي يضمنون حصتهم في الثروة؛ وليس عليهم ان يفكروا بأن هذا التحالف "شريف" او لا، مقدس او مدنس، فتلك مصطلحات لا توجد في العمل السياسي وفقا لمنطق سير الانتخابات بهذا الشكل، فالركيزة الأساس في التحالفات هي اخذ السلطة والبقاء فيها.
قد لا نستغرب ولا تأخذنا الدهشة من تحالف يجري بين قوى بورجوازية، تربطها مصالح مشتركة، وتعمل على المحافظة على تلك المصالح، ففي العراق مثلا، وخصوصا بعد 2003 واجراء لعبة الانتخابات، شهدنا تحالفات بين قوى إسلامية "من ذات الطائفة" هي أصلا متناحرة، لكنها رأت ان من مصلحتها ان تبقى مجتمعة، وايضا على الجانب القومي "الكردي"، بين حزبين هما في غاية العداء، لكن لأن مصالحهما مهددة في حال انفرط عقد التحالف بينهما، لهذا اثرا التحالف؛ كل هذا نراه ونلمسه بعد كل انتخابات.
لكن ما يثير الاستغراب والدهشة كثيرا هو التحالفات التي تعقد بين اليمين ممثلا بقوى وعصابات وميليشيات الإسلام السياسي من جهة، وبين من "يٌحسب" على اليسار ممثلا بالحزب الشيوعي العراقي من جهة أخرى، وهو ليس تحالف جديد، فالجبهة الوطنية في سبعينيات القرن الماضي كانت شاهدا على مثل هكذا تحالف مدنس، وأيضا، وحتى لا نظلم الشيوعي العراقي فهو ليس الوحيد في المنطقة الذي تحالف ويتحالف مع هذه القوى اليمينية، فهناك الشيوعي اللبناني والمتحالف مع حزب الله، وقبلهم كانت الاحزاب الشيوعية الايرانية المتحالفة مع الإسلاميين ابان الثورة والاطاحة بالشاه؛ هذه التحالفات تثير الكثير من التساؤلات بين صفوف الجماهير عن ماهية هذا التحالف؟ وهل يخدم قضايا الطبقة العاملة او الكادحين او حتى القضايا "الوطنية"؟ ثم اليست القوى الإسلامية هي اليوم -وكانت بالأمس وحتى في المستقبل- هي العدو الطبقي اللدود للأحزاب الشيوعية؟ ترى من قتل مهدي عامل وحسين مروة وكامل شياع وغيرهم من القادة الشيوعيون؟ ترى من كان وراء تخريب وتهجير وقتل وتهديم العراق منذ 2003 والى الان؟ ترى من قتل وخطف وعذب شبيبة انتفاضة أكتوبر؟ وإذا تركنا تساؤلات الجماهير هذه وعرجنا على تساؤلات المنظمات اليسارية فأن هذه التساؤلات ستكون أقسى، من مثل: ما هي الاليات التي من الممكن ان يعمل تحت ظلها الحزب الشيوعي مع هذه القوى المسلحة؟ وهل كانت تجربة أكثر من عقد ونصف من التحالف والمشاركة في الحكم، هل كانت مثمرة وناجحة؟ ولماذا يا ترى تصر هذه القوى "اليسارية" على تحالفات هي تعرف انها مدنسة وغير شريفة بكل المقاييس؟
رغم كل التبريرات التي تسوقها قيادات هذه الأحزاب لجماهيرها، الا انها تبقى مجرد تبريرات وذرائع سرعان ما تخبو وتنطفئ امام الواقع، الذي دائما هو المعيار الوحيد لصدق هذا الطرح او ذاك، حتى لو تنازلت هذه الأحزاب عن بعض اساسياتها او مبادئها –وقد فعلت-، فأنها لن تنجح في هذا التحالف، بسبب ان الإسلاميون هم الأداة الطيعة بيد الرأسمال العالمي، وهم المنفذين الفعليين لسياساته البغيضة.
لقد أوضحت انتفاضة أكتوبر هشاشة هذه التحالفات، فالجماهير الكادحة والمعطلة عن العمل والشبيبة المطالبة بالحرية، كانوا قد وقفوا بصف وجبهة واحدة، وقد عزلوا أنفسهم عن الجبهة الأخرى المتمثلة بقوى وتيارات الإسلام السياسي والمتحالفين معهم، ولم يلتقوا او يجتمعوا معهم خلال الانتفاضة، وقد جرى ذلك بصورة عفوية، كان دافعهم لذلك التجربة الطويلة والمرة التي مرت عليهم، من خلال سنوات من الخداع والتظليل، الذي مارسته هذه القوى والميليشيات؛ لقد كانت الجماهير متقدمة بشكل كبير على هذه القوى "اليسارية".
ويبقى التساؤل المهم بل الأهم: لماذا يتحالفوا مع القوى الأكثر رجعية وظلامية وفاشية؟ لماذا هذه التحالفات القذرة؟ وما الذي تخفيه هذه القوى "اليسارية" بتحالفات كهذه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس