الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا أو فايروس الكوفيد 19 في العراق:

عامر هشام الصفّار

2020 / 6 / 26
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


عندما يصاب بلد من البلدان بحالة وباء فايروس كفايروس الكورونا فلابد لنا من اللجوء الى الأحصائيات والأرقام فنتحدث بلغتها لمعرفة ما يجري، مما يفيد في أعداد خطة العمل..وها هي منظمة الصحة العالمية اليوم تؤكد أن أصابات فايروس الكورونا في العالم قد بلغت العشرة ملايين شخصا.. وهي أصابات في معظمها بسيطة يسيرة على المصابين بها ولكن قد تكون صعبة عند البعض وخطيرة، ولكل ذلك عوامله المسببّة.. ولعله من واجبنا ان نركّز على حالات فايروس الكورونا في العراق لمعرفة حيثيات هذا الوباء وطبيعة أنتشاره عراقيا، رغم الصعوبات المعروفة في الحصول على المعلومات الدقيقة أحصائيا... ولكني رحت أبحث عن أرقام الأصابات بالكورونا في العراق من خلال ما تنشرة وزارة الصحة والبيئة.. وهي أرقام لحالات أصابة بالكورونا تم أثباتها من خلال الفحوصات المختبرية. وكما نعرف من خلال ما جرى ويجري من أوروبا مثلا بصدد فايروس الكورونا وطبيعة الأصابة به فأن هذه الأرقام التي تعتمد على الفحص المختبري أنما تقل بشكل كبير عما هو عليه واقع الحال داخل المجتمع، وذلك بسبب طبيعة أنتشار المرض واستحالة توفير فحص الفايروس للجميع.
كما أن أرقام وزارة الصحة العراقية المعلنة خالية من عمر الشخص المصاب وجنسه وطبيعة عمله، ولكنها تعطيك الموقع الجغرافي للمصابين وهو من الجيد الحسن حيث سيتيح ذلك متابعة المصاب وعزله وعزل مَنْ معه من الأهل بغية الحد من أنتشار الوباء كما يجب أن يكون. وهنا يأتي دور المواطن نفسه وتفهمه لهذا الموضوع، حيث أن تجارب الشعوب تشير الى أن أسلوب العزل والحجر الصحي قد يؤتي أكله ويحد من الوباء. وأقول رغم أن أرقام وزارة الصحة اليومية قد لا تكون دقيقة الاّ أنها بالتأكيد البداية والدليل على طبيعة أنتشار الوباء في أنحاء العراق.. وأستنادا على ما نشر اليوم فأن عدد الأصابات بفايروس الكورونا في عموم العراق هو 39139 حالة توفي منها 1437 شخصا أي بمعدل وفيات 3.7% وهو معدل قبول دوليا.
وقد نشرت الوزراة أيضا عدد الأصابات والوفيات خلال مدة الأربع والعشرين ساعة الماضية وهي تعطي صورة عامة عن طبيعة الوباء وأنتشاره خلال فترة الشهر الماضي.. وأعود لما عندي من أرقام فأجد أن هناك اليوم 2437 حالة أصابة بالكورونا في عموم العراق، كان منها 627 حالة في بغداد أي بنسبة 26% في حين أن عدد الأصابات في المحافظات الشمالية العراقية (أربيل ودهوك والسليمانية ونينوى وصلاح الدين) كان 307 أي بنسبة 13% فقط. في حين كانت نسبة الأصابة بالكورونا في جنوب العراق ومحافظاته هي 61% وهي نسبة عالية بأمتياز أحصائي واضح مقارنة بالعاصمة بغداد ووسط العراق ومقارنة أيضا بشمال الوطن.
أما ما يخص عدد الوفيات فقد أوضحت وزارة الصحة يوم 25 حزيران 2020 أن هناك 107 حالة وفاة في عموم العراق نتيجة مضاعفات الكورونا، كان فيها 45 حالة وفاة في بغداد العاصمة اي بنسبة 42%، وتسعة حالات وفيات في شمال العراق بنسبة 8% في حين كانت نسبة الوفيات في الجنوب ومحافظاته 50% أو يزيد قليلا.
وعودة الى بغداد فقد كان عدد المصابين في جانب الرصافة منها 239 حيث توفي منهم 25 شخصا (10%) في حين كان عدد الأصابات في جانب الكرخ 365 حيث توفي منهم 14 شخصا (4%).. أما في مدينة الطب فقد كان هناك 23 حالة أصابة بالكورونا حيث توفي ستة منها، اي بمعدل 26%.
وعليه فلابد أن نستنتج من أن هناك أختلافا واضحا في نتائج الأصابة بفايروس الكوفيد19 أو الكورونا بين شمال وجنوب العراق، وأن محافظات جنوب العراق أنما هي الأكثر تأثرا، أصابات ووفيات جراء فايروس الكورونا. ثم أن جانب الرصافة في بغداد أنما يعاني ضغطا شديدا من ناحية الخدمات الطبية مما نتج عنه عدد وفيات يزيد بشكل واضح عما هو عليه الحال في كرخ بغداد. ومن الأسئلة هنا والتي تفرض نفسها:
.أذا كانت الأرقام التي تعلنها وزرة الصحة تمثل الحد الأدنى المقبول من المعلومات المتوفرة لدى الوزارة فهل لها من أكمال معروفها وتكملة المعلومات بما له علاقة بأعمار المصابين وجنسهم وتوضيح مقدار العامل الخاص بأنتشار الفايروس ونموه في البلاد؟. وهذا العامل هو الذي يدل على قدرة شخص مصاب بنقل المرض الى الآخرين أنما تركز عليه جميع الدول التي أستطاعت أن تضع حدا للوباء ولو بدرجة نسبية معينة هي بالتأكيد دون مستوى الطموح.
. ما مدى توفر الفحص الخاص بفايروس الكورونا في أنحاء العراق؟ وهل أن ما يجري من فحوصات في شمال العراق يزيد على ما يجري في مناطق العراق الأخرى.؟
. ما هو البروتكول العلاجي الذي يجري العمل عليه وأتباعه من قبل المستشفيات العراقية بالنسبة للتعامل مع المصابين بفايروس الكورونا؟ وهل أن هذا البروتكول هو للجميع أم أن هناك بروتكولات متعددة؟.
. هل أن توفر مستلزمات العلاج الخاصة بفايروس الكورونا ومضاعفاته متوفرة في مستشفيات العاصمة وبقية المحافظات؟ ولماذا هناك هذا التباين الواضح بين نتائج علاج فايروس الكورونا بين المستشفيات المختلفة أو المراكز المختصة بعلاج الكورونا ومضاعفاته؟.
.أثبتت البحوث الحديثة بشأن وبائية فايروس الكورونا أن أصابات النساء أكثر في بريطانيا ولكن الوفيات أكثر بين الرجال.. وأن السمنة وزيادة الوزن واحد من أهم عوامل الخطورة للوفاة في حالة الأصابة بمضاعفات الكورونا.. فما مدى تطابق هذه المعلومات مع الحالة العراقية؟
.أثبتت الدراسات الوبائية العالمية أن هناك علاقة عكسية بين مستوى الدخل للعائلة والمستوى المعاشي وزيادة أو قلة الأصابات والوفيات بسبب الكورونا، فهل المعلومات التي عند وزارة الصحة تشير الى زيادة حالات الأصابة بالكورونا في المجتمعات الفقيرة داخل العراق مقارنة بالمناطق الغنية نسبيا والتي تشهد أستقرارا أجتماعيا مقبولا.؟.. وهل سيعاد النظر في تحسين الظرف المعيشي والأجتماعي بناءا على ذلك وللحد من أنتشار أوسع للكورونا في أنحاء البلاد..؟.
دروس كثيرة هنا.. ودعوة مني للمسؤولين من رئيس الوزراء الى وزير الصحة والزملاء الأطباء للكشف عن مزيد من الأحصائيات اليومية والعمل على الأستنتاجات من أرقام يمكن لأنظمة المحاكاة الحاسوبية أن تكون عونا للوطن فيها.. بما يشير الى الحقيقة.. كل الحقيقة حتى لو كانت مرّة كالعلقم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد