الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي حركة جهاز مكافحة الإرهاب الأخيرة؟

صوت الانتفاضة

2020 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحركة الأخيرة التي قام بها ما يسمى بجهاز مكافحة الإرهاب، بإلقائه القبض على مجموعة من مطلقي الصواريخ على المنطقة الخضراء ومنطقة محيط المطار والمعسكرات، وهم مجموعة من الافراد تابعين لحركة حزب الله احدى فصائل الحشد الشعبي، وقد اقتيد هؤلاء الى المنطقة الخضراء، بعدها قامت مجاميع تابعة لعدة فصائل مسلحة بتطويق المنطقة الخضراء، وبدئوا بالاستعراض العسكري في شوارع بغداد، وبإطلاق التهديدات لشخص رئيس الوزراء، متوعدين بقتله.
هذه العملية نفذت وكأنها عملية اختطاف وليس القاء قبض، فدخول القوات المداهمة للمنطقة الخضراء بسرعة كبيرة، وكأنهم مطاردين، ومحاصرة المسلحين لهذه المنطقة، كان قد لفت انتباه الكثيرين، والامر الملفت الاخر هو الإعلان والاعلام المصاحب للعملية، فمنذ تنفيذ العملية ومواقع التواصل تمتلئ بأخبار من هنا وهناك، وكأن هناك رسالة يراد بثها للمجتمع.
العملية تذكرنا ب "صولة الفرسان" التي أطلقها سيء الذكر المالكي ضد ميليشيا جيش المهدي، والتي تبين انها كانت مسرحية لا أكثر او اقل، ولا يمكن ان تخرج عملية مكافحة الإرهاب من هذا الطرح، فحزب الله ليس قوة وحيده منفردة، وإذا ما اشتدت الأمور عليه فأن كل الميليشيات ستكون معه، وستعلن النفير العام، فمصيرهم واحد، وسيدخل البلد في مرحلة لا يمكن التكهن بنتائجها، ولا اعتقد ان الرعاة الرسميين لسلطة الإسلام السياسي في العراق "أمريكا وايران" مستعدين لذلك، ثم ان الكاظمي نفسه محتمي بأكبر واقوى ميليشيا، وهي من أتت به، فهل يٌعقل انه سيٌنهي وجود الميليشيات؟ وسلطة الإسلام السياسي في العراق متكونة أصلا من مجموعة ميليشيات وفصائل وعصابات مسلحة، فالحديث عن نهاية وجود الميليشيات هو خرافة.
ان مجاميع الشباب الذين خرجوا يهتفون بأحقية جهاز مكافحة الإرهاب بمحاربته للميليشيات، ويلقون التحية له، ان هؤلاء الشباب يطمحون لدولة تحترمهم وتوفر لهم حياة معيشية كريمة، فتراهم يتمسكون بأية قوة من الممكن ان تخلصهم من هذه الميليشيات، لكنهم مخطئين جدا في ذلك، فهذه القوة "جهاز مكافحة الإرهاب" هو أحد اقوى أدوات حماية سلطة الإسلام السياسي، فلا يمكن له ان ينهي وجود هذه السلطة، وان هذه العملية جاءت في وقت اعلان الإفلاس العام، وعدم قدرة السلطة على دفع الرواتب، بالإضافة الى تردي الوضع الصحي العام في البلاد بسبب فايروس كورونا، فهي قد تكون هروب من غليان جماهيري، قد يحرق الأخضر واليابس على حد سواء، فجاءت هذه العملية لحرف الأنظار من جهة، وتهدئة الشارع "بتمثيلية ضرب الميليشيات" من جهة أخرى.
الحقيقة التي يجب على الجميع استيعابها، هي انه لا يمكن لقوة من داخل السلطة ان تنهي السلطة، الجماهير فقط بنضالها وتصميمها واصرارها هي القوة الوحيد القادرة على تخلّيص نفسها من سلطة الإسلام السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد