الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجب أن يتغير عند العرب؟

ديميتري بريجع
كاتب روسي

(Dmitry Bridzhe)

2020 / 6 / 28
السياسة والعلاقات الدولية


الصراع بين إسرائيل والبلدان العربية لم يعد له التأييد الشعبي والضخ الإعلامي في السنوات العشر الماضية بسبب ظهور تغييرات في منطقة الشرق الأوسط والتغيرات السياسية بعد الربيع العربي الذي بدأ عام 2011، فهل سنرى مواجهة عربية إسرائيلية جديدة؟ أم أن البلدان العربية فشلت في المواجهة وانهزمت أمام إسرائيل؟

البلدان العربية بعد قيامها، أي بعد تقسيم الشرق الأوسط، ورسم خريطة الشرق الأوسط على يد البريطانيين والفرنسيين، وبعدها قيام حكومات تلك الدول بحروب لإلغاء إسرائيل التي اعترفت بها ودعمتها القوى العالمية الكبرى عام 1948، وخاصة الاتحاد السوفيتي، وأمريكا، وبريطانيا، وكل الحروب كانت نتيجتها لصالح إسرائيل، بسبب عدم وجود إستراتيجية موحدة عن العرب، بل نرى بأن العرب يواجه بعضهم بعضًا من أجل الافتخار بأنهم أعداء دولة إسرائيل، ولكن الحقيقة تقول عكس ما يقولونه وهي بأنهم أغلبهم، وخصوصًا الدول العربية الفعالة لديها علاقات مع إسرائيل، سواء في العلن أو الخفاء، مع محاولة التظاهر بالبعد عن ذلك أمام شعوبهم خوفًا من انقلاب الشعوب عليهم، فكثير من الحكام العرب معروفون بازدواجيتهم بكل نواحي سياساتهم الداخلية والخارجية واعتمادهم على أجهزة قمعية لبقائهم في الحكم.

كنت أتساءل دومًا ما سر قوة إسرائيل في السياسة الدولية؟ ففهمته بعد بحث وهو أن السر يكمن في الوحدة اليهودية ووجود جمعيات ومنظمات يهودية في مختلف أنحاء العالم تدعم حكومة إسرائيل، وتغذي رجال الأعمال ذوي الأصول يهودية في الدول الكبرى؛ مما يمنح اليهود الكثير من الإمكانات السياسية والمالية لدعم دولتهم إسرائيل، وأيضًا لتقوية مكانات إسرائيل في العالم، وأيضًا معروف بأن إسرائيل لديها عشرات المراكز الثقافية والتعليمية خارج إسرائيل لتعليم العبرية والثقافة اليهودية ما لا نراه عند العرب، المشكلة الأساسية في ضعف العرب هو عدم وجود فكرة توحدهم مثلما عند اليهود الذين يعتبرون أن دولة إسرائيل ومفتوحة لاستقبالهم من أي مكان كانوا، ومقدسة لدى كل يهودي أما عند العرب فدولهم تأسست على يد دول أجنبية، أي أن الشعب العربي لم يكن لديه رأي أو طرف في بناء الدول العربية التي نراها حاليًا، أما عند إسرائيل فتأسست دولة إسرائيل بفضل اليهود الذين كانوا يسكنون في دول الاتحاد السوفيتي، وأوروبا، وأمريكا، وأغلبهم ذوو علم وخبرة عالية مما ممكن دولة إسرائيل من بناء وزارات ومراكز تعليمية، وكما نرى إسرائيل لديها عشرات مراكز للبحث العلمي ودارسة، وهي مفتوحة أيضًا للأجانب، وهذا ما لا نراه في البلدان العربية.

مشكلة العرب تكمن في عدم وجود شيء يوحدهم كما كان معروف في الماضي العرب، حيث كانت توحدهم الخلافة الإسلامية، أي الدولة العثمانية، وقبلها العباسية والأموية، ولكن في هذه الأزمنة العرب مشتتين، وهم ليسوا مهتمين بثقافتهم على عكس اليهود الذين يدعمون أي أحد لديه أصول يهودية ببرامج تعليمية مجانية، وبرحلات مجانية إلى إسرائيل مع تأمين فرص عمل وإقامة وجنسية في أغلب الأحيان، أما العرب فهم يغلقون الحدود بوجه بعضهم ويحاربون بعضهم بحروب بالوكالة، مثلما يحدث في ليبيا واليمن الآن، ويدير تلك الحروب دول عربية لها إمكانات مادية هائلة، وهي المملكة السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر.

العرب إذا قام حكامهم بوحدة فعلية ورجعوا إلى ثقافتهم التاريخية الماضية التي كانت فخرًا لهم بعيدًا عن الاشتراكية والأفكار التي يبثها الفكر البعثي (أي أفكار حزب البعث)، والكره للقوميات الأخرى على أساس الدين؛ لأن معاداة الأديان، والقوميات الأخرى لن يعطي نتائج إيجابية وقوة لهم، بل على العكس سوف يضر البلدان العربية، يجب عليهم أن يتجهوا لاتحاد إسلامي يوحد ليس فقط العرب، بل كل الدول الإسلامية على أساس علمي ثقافي، ويجب عليهم فتح الحدود ومنح كل الدول التي في الجامعة العربية لمواطنيها أن يزوروا الدول العربية كلها دون عائق، ومن المهم أيضًا عمل مراكز تعلمية مشتركة لكل الدول العربية في الدول الأجنبية تعطي للشباب في تلك الدول في التعمق في الثقافة العربية، وتقوية علاقتهم مع الوطن العربي.

السياسيون والإستراتيجيون يقولون إن المواجهة الإسرائيلية العربية غير ممكنة في السنوات القادمة بسبب ضعف الدول العربية سياسيًا وتباعدها عن بعضها سياسيًا أيضًا، وعدم وجود جيوش حديثة لديهم تستطيع مواجهة إسرائيل بسبب استعمال الجيوش لمواجهة الشعوب، بدلًا عن تقويتها وعملها لخدمة الشعوب، فالجيوش التي تواجه الشعوب لن تجد أحدًا يساندها في وقت الحروب، ولن تكون لها قوة في مواجهة العدو، فالجيش إذا أصبح يعمل لصالح ديكتاتور، وفئة تستحكم بالبلاد لن يكون له مستقبل في خدمة بلده، بل خدمة حكام مستبدين هدفهم الحفاظ على احتكار السلطة لتلك الجيوش العربية ضعيفة مقارنة مع الجيوش الأخرى؛ بسبب عدم تجهيزها لحماية حدودها، بل فقط حماية الحكام، ومواجهة الشعوب، وإذا لم يتغير هذا المفهوم فسوف نرى الجيوش العربية في أواخر قوائم الجيوش حسب الترتيب العالمي والتجهيز في السنوات القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا