الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصادفه والديالكتيكيه ابرز سمات مسرح الشارع

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2020 / 6 / 29
الادب والفن


إن الفرق الجلي بين عروض مسرح الشارع وأي عرض مسرحي يقدم في الشارع تكمن في عنصرين أساسين هما المصادفة والديالكتيكيه
••«فالمصادفة» :- تعني مفاجأة المتلقي في الشارع بالعرض المسرحي ودون علمه بموعده مسبقا فالهدف من عرض مسرح الشارع هو بلوغ ذلك المتلقي الذي تجمع في مكان العرض بمحض الصدفة ودون موعد مسبق وجذبه الشكل الجمالي للعرض وإستخدام فنون الشارع الآدائية والتعبيريه فإنصهر في بوتقة العرض ليفاجأ بأن العرض يطرح ويناقش قضاياه اليوميه .
ودون هذه المصادفة يفقد المتلقي دهشته والفجائية التي هي ابرز عوامل الجذب للمتلقي في مسرح الشارع
إن جمهور الشارع او الفضاءات الغير تقليديه هو جمهور يختلف عن ذاك الجمهور الذي يرتاد العمارة المسرحيه بقاعاتها المختلفه فجمهور الشارع يشعر بإمتلاكه لهذا الفضاء اللصيق به بل حين ننتقل بالعرض المسرحي لهذا الفضاء فنحن ننتقل إلي فضاء المتلقي ونقتحم ملكيته له ولذا فإن مناقشة القضايا اليوميه المتلقي في عروض مسرح الشارع هي جواز الولوج الآمن لفضاء هذا المتلقي
لكن الأمر ليس علي إطلاقه فمناقشة قضايا المتلقي اليوميه تتطلب دراسات علميه متعدده
كالدراسة الديموجرافيه والدراسة السيسيولوجيه والدراسه السيكولوجيه ومن خلال البحث الدقيق والنتائج المترتبه علي هذه الدراسات يمكن لصناع مسرح الشارع تحديد ماهية القضايا اليوميه للمتلقي المستهدف وتحديد أطر تكوين العلاقة الثنائيه التي ستتكون فيما بعد بين المتلقي وممثل مسرح الشارع والتي ستكون المدخل الأول لنشوء الحاله الديالكتيكيه والتي هي ميزة أساسيه في مسرح الشارع .
••«الديالكتيكيه»:-هي الجدل الحواري الذي يجمع بين طرفين ليقدم كل طرف الحجج والبراهين في مناقشة القضيه المطروحه
إن الطرفين في عروض مسرح الشارع هما ممثل مسرح الشارع والمتلقي هذا الأخير الذي فوجئ بالعرض المسرحي في الشارع فأثار دهشته وادركه بمتابعته له اي ان المتلقي لم يكن يعلم بموعد العرض مسبقا ولا حتي بنوايا صناعه والتي تهدف لإشراكه معهم في العرض المسرحي وبالتالي فإن المتلقي لم يخطر بباله ان تتكون علاقة ثنائيه بينه وبين ممثل مسرح الشارع قوامها حوار جدلي ناتج عن مناقشة القضايا اليوميه للمتلقي .
لكن تحديد القضيه ودراستها بحثيا وفق منهج علمي من قبل صناع مسرح الشارع هو المدخل الأول لإستفزاز ملكات هذا المتلقي حواريا وفكريا .فطرح القضيه في قالب فني محدد يعتمد المبالغة او الصدق حسب سيكولوجية هذا المتلقي سيكون عامل إثارة جدليه تخلق الحاله الديالكتيكيه مع المتلقي
ولهذا يجب علي ممثل مسرح الشارع ان يكون مكتسب لمهارات التفاعل الإجتماعي واهمها مهارة الحوار مع الآخرين والتي تمثل مناخ متجدد لهذا المتلقي في التعبير عن رأيه الذي سيقود حتما لخلق الديالكتيكيه ومن ثم بلوغ الغايات الدلاليه للعرض
إن هذا الحوار الجدلي الذي يطرح فيه كل طرف حججه وبراهينه هو حوار هادف الي خير يتمثل في مد يد العون للمتلقي وتوعيته وتثقيفه لتمييز صحيح الفكر من فاسده
والذي هو فلسفة مسرح الشارع التي تكمن في تمازج ملكات الإنسان (العقل والوجدان والسلوك )
لمسرح الشارع تعبير عن نظريه او ايدلوجيه والنظريه تعني المعرفه للنظريات العلميه السابقه.
لم يكن مقصدي من مقالي هذا التنظير من أجل التنظير ولكن إنما قصدت تشخيص دقيق لمسرح الشارع لتبيان الفروق الجلية بين عروضه وأي عرض مسرحي يقدم في الشارع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر