الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم على النظام تبريراً للهجوم على المعارضة........... و أفكار عن أعلان دمشق

فراس سعد

2006 / 6 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يتساءل المواطن السوري , ترى من يخدم الهجوم على خدام و البيانوني, ألا يخدم السلطة؟
طبعاً الهجوم الذي تقوم به السلطة ضد هذين الرجلين لا يخدم السلطة , لكن ما يخدمها هو أن يأتي الهجوم من بعض رموز المعارضة .
السلطة نفسها التي ينتقدها و يهاجمها بعض من لهم تاريخ في المعارضة السورية و كفّوا عن كونهم معارضين و يبدو أن لديهم الكثير من الدوافع للأرتماء في حضن السلطة التي حاربوها طويلاً و حاربتهم , أحد هذه الدوافع هو نفسي مفاده أن الأنسان المناضل أو المقاتل في سبيل مبدأ يتحول في نهاية الطريق إلى أن يتقمص شخصية العدو الذي كان يقاتله , بل تمتلكه نوازع كبيرة للجلوس مع عدوه و مصافحته و ربما تقبيل وجنتيه ؟ " المثل الشعبي يقول " القط يحب خنّاقه" يضرب لمن يستهويه فعل الأضطهاد , لمن يحب مضطهده , و هي حالة مازوشية واضحة .

- الهجوم على السلطة ثم الهجوم بعد ذلك على المعارضة يعني أن محصلة القوى صفر و المستفيد هو السلطة و ليس المعارضة , فإذا كان بعض المعارضين يبدأون بالهجوم على السلطة لينتهوا بالهجوم على المعارضة , فليوقفوا هجومهم على السلطة لأننا لسنا بحاجة لهجومهم , و لأن هجومهم على المعارضة له انعكاسات سيئة جداً على المعارضة لأنه يبقيها مفكّكة و ضعيفة أمام الرأي العام , علماً أن ما يجمع المعارضين الحقيقيين أكثر بكثير مما يفرّقهم .
- هذه المواقف و التصريحات و اللقاءات و المقالات ليست سوى هدية مجانية للسلطة و النظام السوري ترفع من معنوياته و تشجعه على مزيد من التعنّت و التصلّب داخلياً و خارجياً .
- ما نريد قوله أنه مهما كانت بعض قوى و شخصيات المعارضة السورية سلبية أو فاسدة فالنظام أكثر فساداً , مهما كانت بعض قوى المعارضة طائفية فالنظام أكثر طائفية بكثير , مهما كانت خيارات بعض شخصيات المعارضة فوضوية فخيارات النظام انتحارية و دموية و هي في أفضل الأحوال تحافظ على الوضع السوري الراهن في حالة التجمّد القصوى .
- إذا كان الهجوم على المعارضة من قبل معارضين لأسباب تتعلق بالوجاهة و الضغينة الشخصية تجاه أشخاص في المعارضة أو نتيجة عدم الأنسجام في بعض الطروحات أو أساليب العمل أو نتيجة كلمة قالها هذا المعارض أو ذاك , فهذا يقتضي منّا جميعاً مراجعة و محاسبة أنفسنا و دراسة مواقفنا , أما الكلام العفوي فكلنا عفويون للأسف و هذا من طبيعة النفسية الريفية و كلنا أبناء ريف , فإن لم نكن كلنا أبناء ريف فكلنا أبناء الشرق و الشرقي في طبعه حتى لو كان ابن مدينة عريقة مثل دمشق أو حلب أو القدس أو بيروت أو بغداد إنسان ناري و الشرق في جوهره يحمل طباع الريف و نفسيته .
- أما إذا كان قصد هؤلاء فقط الهجوم على المعارضة كمعارضة كحامل لفعل المعارضة و ليس كأشخاص فحسب و إذا كان هؤلاء المهاجمين قد حسموا أمرهم و وقفوا في صف النظام أو تأقلموا معه أو أنهم نالوا شيئاً من غنائم السلطة من شهرة أو مال أو سوى ذلك , فليتابعوا هجومهم لأنهم أصبحوا معروفين للقاصي و الداني .
- إعلان دمشق ليس طائفي و من يتهمه بالطائفية هو الطائفي , فالطائفي يتحسّس من كل كلمة تشير إلى طائفة غير طائفته أو دين غير دينه , و لأنه طائفي يعتقد أن كل الناس طائفيين , و لقد ثبت بالدليل الملموس أن الذين أطلقوا النار على إعلان دمشق ونعتوه بإعلان قندهار هم القندهاريون و الطائفيون و عملاء المخابرات السورية و غيرها ؟؟؟ و لقد ساءهم و ساء تلك المخابرات أن تجتمع المعارضة السورية على موقف أو إطار سياسي جامع بعد تفرّق و تشتّت دام عقدين .
- إعلان دمشق على نقائصه موقف متقدم للمعارضة السورية منذ تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي و هو إن لم يكن على درجة كبيرة من الأنسجام بين مكوناته السياسية أو خيارات مؤسسيه الأساسيين فهو نقطة لقاء الحد الأدنى بين مكوناته من حركات و أحزاب و شخصيات معارضة سورية اتفقت على التغيير و القطع مع النظم العاجز عن التغيير , لكن يمكن العمل على تنظيم و تأسيس عمل سياسي و إعلامي نظامي للإعلان يحميه من تنوعاته الداخلية كيلا تتحول التنوعات إلى تناقضات , و هذا يقتضي العمل بهدوء و صمت , و ليس بتسرّع و ضجيج .
- أصيب إعلان دمشق بالتزعزع نتيجة انتقال الأخوان المسلمون خطوة سياسية إلى الأمام بعقدهم تحالفاً مع أحد زعماء السلطة السورية المنشق عنها سمي ب " جبهة الخلاص " , هذه الخطوة طبيعية بل أكثر من طبيعية لأن انضمام الأخوان إلى الأعلان كان لسبب وجيه و موضوعي , فالكتلة التنظيمية للأخوان المسلمين موجودة خارج سورية أما أعلان دمشق فهو داخل سورية , و هنا حصلت ازدواجية فكيف لمن هو في الخارج أن يكون فاعلاً في الداخل علماً أن لا وجود موضوعي له في الداخل , هكذا كان الحلف بين الأخوان بكتلتهم الكبرى الموجودة خارج سورية مع عبد الحليم خدام الذي غادر البلاد و انضمّ إلى هذه الكتلة في الخارج .
كان أمام الأخوان المسلمون خيارين أن يبقوا في إعلان دمشق مع استحالة تحركهم في الداخل لأنه لا وجود لهم في الداخل أو أن يتحالفوا مع خدام الذي انتقل إلى خارج البلاد و هم هنا يستطيعون التحرك بحرية كما أن لهم وجود فعلي و موضوعي كبير . و الحقيقة أن العقل السياسي لا يفوّت هكذا فرصة , و هو يختار بشكل تلقائي الحركة دون الجمود و الفعل دون الكلام – هنا كان بإمكان السلطة السورية أن تلعب سياسياً على الموضوع لو كان عندها عقل سياسي وطني-
- لذلك ربما أعلن الأخوان لاحقاً موقفهم بدقّة بحيث يختاروا جبهة الخلاص للعمل خارجياً و يبقوا تحالفهم السياسي مع إعلان دمشق لكن ليس كفاعلين أساسيين فيه لأنهم ليسوا كذلك - و لأن إعلان دمشق لم يتحرّك إلى اليوم بشكل فاعل – و إنما كمراقبين في الإعلان .
- العمل من أجل سورية ضروري من الداخل و الخارج معاً و لا يوجد أي تعارض أو تناقض في الموضوع سوى ما يصوّره إعلام السلطة بقيادة القائد الأمهر و الأتفه لهذا الإعلام السيد محسن بلال أفندي الذي على يديه ستكون نهاية ما تبقى من صورة حسنة للبلاد في ذاكرة الخارج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر