الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس وهماً فحسب بل فكرة شديدة الضرر والإنتهاك

سامى لبيب

2020 / 7 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ما دفعنى لكتابة هذا المقال أو قل إسترجاع مواقفى القديمة هى مداخلة للأستاذ أيدن حسين فى مقالى السابق وقوله : ( ما الضرر من الايمان او الظن بوجود اله خلق الكون و الانسان بشكل تطوري و ليس بكن فيكو ن ما الضرر من الاعتقاد بوجود اله لا يتدخل في شؤوننا طبعا ستسأل و ما الفائدة من الايمان بوجود اله لا يتدخل في شؤوننا طيب لنسأل .. ما هي اضرار الايمان بوجود اله .. و ماهي فوائد الايمان بوجود اله لكي نستطيع المقارنة بين الاضرار و الفوائد لماذا لا تكتب مقالة عن الاضرار و الفوائد المرجوة من الايمان بوجود اله ) .
كتبت عشرات المقالات التى تفند وجود إله أبرزها سلسلة "400 حجة تُفند وجود إله " ولكن هذا البحث كله يتركز فى وهم وهشاشة وعدم منطقية فكرة وجود إله فحسب , وهو يخص ويعنى الباحثين عن الحقيقة , ولكن فكرة الإله أخذت مساراً آخر فقد أضحت فكرة ضارة ومدمرة فى عصرنا الحالى بغض النظر عن وجوده أو عدم وجوده , فمنشأ فكرة الإله هى مصالح ورغبات الأقوياء والسادة لتحقيق مصالحهم وهيمنتهم فى إطار فكرة تتعامل مع الغموض والوجود والحيرة الإنسانية , وهذا ما سنتطرق له هنا .

- نتعجب من إحتفاظ المصريون القدماء بأشياءهم لنطلق عليها كراكيب , لنجد أننا كبشر دائما ما نحتفظ بكراكيب ليس لها معنى ولا قيمة فى حياتنا سوى أنها موروثاتنا التى يجب أن نحتفظ بها تحت يافطة الأصالة والثوابت والتراث .. لم نحاول طوال تاريخنا أن نفتش فى هذه الكراكيب عما هو صالح للتعاطى وعما هو فاسد وما يحتاج إلقاءه فى مزبلة التاريخ .

- تُعتبر فكرة وجود الإله من الأفكار التى حظت بأكبر ميديا ورواج وإستهلاك عند الجنس البشرى لتهيمن على عقول الكثير من البشر منذ البدء وحتى الآن , وتطوف بكل العصور بغية الوصول لفهم لغز الوجود والحياة , وليستأثر هذا الجدل بعلم الفلسفة وعلم النفس والإجتماع والميثولوجيا والإنثربولوجى .

- فكرة الإله شديدة الثراء كونها توائمت مع إحتياجات الإنسان النفسية فى ظل جهله وصراعه مع الوجود الطبيعى , و لا أرى أن فكرة الإله جاءت حصراً من أجل تفسير غموض الوجود والحياة بل لتلبية حاجات نفسية داخلية عميقة لتتخلق مفردات فكرة الإله , وليضيف كل جيل رؤى وإحتياجات إضافية تتحمل طموحاته وجهله , وقد تعرضت فى سلسلة "لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون" للكثير من فسيفساء النفس البشرية التى شكلت الفكرة لتصل لحالة تجسيد الوهم .

- أتصور أن فكرة الإله باحثة عن معنى وغاية إنسانية , فبالرغم من إنعدام وجود الإله كوجود مُتحقق مُعاين ليبقى فى إطار فكرة أنتجتها المخيلة الإنسانية لتفى حاجاتها النفسية فى ظل حالة العجز المعرفى فى مواجهة الطبيعة والحياة ومحاولة إدراكها إلا أن هذه الفكرة ثارت موجودة وذات معنى فى عالمنا المعاصر بعد أن تركت ترسبات على النفسية والذهنية للمؤمنين بوجود إله , لتبدأ الأمور بفكرة وتخيل ورؤى ثم تمارس الفكرة حضورها وهيمنتها .

- فرضية الإله فى نشأتها الأولى كانت ذات جدوى فى ظل جهل معرفى هائل ورغبة فى إيفاء أغراض وإحتياجات نفسية لتملأ فكرة الله هذه الفراغات عن جدارة وتمنح الإنسان التوازن النفسى وسط حالة من الخوف والألغاز والصعوبات التى يواجهها , ولكن إمتداد هذه الفكرة لتمد ظلالها على عالمنا المعاصر لتصير مُشبعة بالضرر والإعاقة للتطور الإنسانى .

- سيندهش البعض من تصينفى لفكرة الله كفكرة ضارة وسينتقد البعض مبدأ ضرر الفكرة , فطالما نعتبر الإله فكرة وليس وجود فلا يجوز نعت الإله بأنه ضار .. لأقول ان ضرر الأفكار أكثر خطورة من ضرر الشئ الموجود بل أكثر ديمومة وإستنزاف وجلب للألم والضرر مثل تواجد فكرة العنصرية لدى بعض الجماعات البشرية فهى تنتج ضرر دائم ومستمر متمثلاً فى حضور الفكرة .

- أضحت فكرة الإله الآن فكرة ضارة على مستوى إدراك الانسان للوجود المادى الموضوعى بإنصرافه عن البحث وإعتماده على حلول وهمية غير واقعية لا تفيده فى حل مشاكله وآلامه .

- فكرة الله تقدم نظرة خاطئة مُضللة لفهم الوجود فهى تعبر عن جهلنا لفهم وإدراك الحياة , فكل ما نجهله نضعه على شماعة الإله الذى أنتج هذا الفعل ليتشكل نهج فكري فاسد مارسه الإنسان القديم وليستمر المؤمن المعاصر يمارسه حتى الآن بتحميل شماعة الله كل الحيرة والجهل المعرفى والإكتفاء بذلك , فليس هناك أسهل من القول بأن الإله فعل ذلك , فالإنسان القديم فسر كل الظواهر الطبيعية بأن الآلهة أنتجتها , بينما الإنسان المعاصر تجاوز كل سذاجة القدماء وأدرك أسبابها المادية وللطرافة مازال يردد ذلك , ليبقى لديه بعض الغموض والأسئلة حائرة عن كيفية تكون الخلية الحية والوظائف الكيميائية الحيوية ليترجم هذا فى إبتداع فكرة التصميم الذكى التى لا تزيد عن إبداء الدهشة وهناك من صنع هذا .

- هذا من فعل الله ليس تفسير جيد لظاهرة , فهى إجابة مُبتسرة ومُتسرعة ومُتعسفة لأنك لا تستطيع إثباتها .. هى إجابة تنم عن جهلنا وعدم وجود تفسير لدينا أو هروبنا من مأزق الحيرة والقلق فإخترنا الجواب السهل , ولكن المصيبة الكبرى أن هذا النهج يشل الدماغ عن البحث العلمى .

- فكرة الإله هروب من جهلنا والغموض الذى يحيط بنا ليكون محصلة هذا نتائج سلبية , فيظل الإنسان أسير مربعات جهله بينما لو تحرر من فكرة الإله وكسر هذه العزلة التى قيد نفسه بها سيقضى على جهله , فهكذا تطورت البشرية عندما دخل الإنسان المعمل بدون أن يقحم فكرة الإله فى عمله وأبحاثه .

- مبدع فكرة الإله إعتمد على التجهيل وتحريم السؤال ليمرر التقرير حتى تجد الفكرة حضوراً بلا قلق , ولننأمل مشهد الإختبار الإلهى الأول فى قصة آدم حيث جوهره يتمثل فيما يُطلق عليه شجرة "معرفة" الخير والشر , لتصيب فكرة الإله العقل البشرى بالجمود والقولبة وفوبيا السؤال والمعرفة .

- تزداد ضحالة فكرة الإله وضررها عندما تُخدر الوعى الإنسانى عن التناقض والأسئلة الغامضة , فما أن يواجه المؤمن تناقض أو مشهد فج غير مفهوم أو غير منطقى حتى يسارع بالقول أن هناك حكمة إلهية لا ندركها أو أن عقولنا محدودة بائسة وبذا يُخدر وعيه عن الإدراك والبحث النزيه ليرزح تحت ظلام الجهل وعدم إقتحام الغموض والتناقض .. الإنسان لم يتطور ويعىّ الحياة والوجود إلا عندما تخلص من هيمنة فكرة حكمة الإله المجهولة .

- لنا أن نتوقف عند المفهوم الإيمانى الأول الذى سلب الإنسان إنسانيته , فهو جاء رغماً عنه بدون إرادته ووُضع فى إختبار إلهى رغماً عنه ومطالب بالعبادة والتضرع للإله رغماً عنه وإلا الإنتقام الإلهى بتعذيبه .. هذا المشهد الإيمانى الذى يقبع فيه المؤمن وينصاع إليه ينال من قيمة الإنسان لتهدر فى داخله مفهوم الإرادة والحرية ليصل به الحال إلى الإستسلام والرضوخ للأقوياء وكل من يمتلك مفردات القوة المفرطة .

- تكون فكرة الله ضارة على المستوى الإجتماعى والإنسانى فعليك أن تقبل بإرادات وخطط مُقدرة من قبل كائن غيبى أراد هكذا أمور , فبؤسك وشقائك ومرضك ورزقك ليس نتاج ظروف مادية من الممكن معالجاتها وتجاوزها ولكن وفق إرادة مَخططة مُدبرة مُريدة أرادت هكذا أمر وعليك الإستسلام لها وعدم التمرد بل الخضوع لمشيئتها وشكرها على أفعالها .. تتطرف فكرة الإله فى مسخ الإنسان فلا تكتفى بوجود الإنسان رغماً عنه ولا بتحديد أقداره ومصائره بل تصل لتحديد مصيره بعد الموت فلا يستطيع المرء أن يغير ويعدل من مصيره ! .. هنا تصبح فكرة الإله شديدة العبثية والضرر فى أنها تسلب وتستلب الإنسان وتكبله عن الحراك والتغيير ورفض الواقع السئ المؤلم الذى يعيشه , ويزداد ضررها عندما تصنع أيدلوجية ومظلة لكل الطغاة والمستبدين فى أن ينعموا بحياة هانئة بسحق ومص دماء البسطاء والمهمشين الذين لا يملكوا من أمرهم شيئا سوى التسليم للإله الذى خطط وقسم الأرزاق ورسم الأقدار , وحتى تنفيس الغضب سيتم توصيفه بأنه مشاعر حقودة حسودة ليست مطلوبة فهناك إله سينتقم منك لأنك حملت فى داخلك مثل هكذا أحاسيس خجولة بالرغم أنها ليست بذات جدوى !

- فى ظل حالة تهمييش الحياة وتبديدها من أجل عدم قادم تحل الإزدواجية والنرجسية فى الطريق , فوفقاً للإيمان بفكرة الله ينتاب المؤمن حالة من الغرور والغباء الشديد أو قل محاولة لرفض عدميته وتهمييشه ليتوهم أن الحياة والوجود جاء من أجله فهو محور الوجود , وما جاءت الحياة والكون إلا من أجل عيونه الجميلة , لتخلق فى داخله غرور أجوف متعالى يلهث وراء التمايز والفوقية .
هذا الفكر الخاطئ بفكرة إله مُعتنى مُدَلل إختلقه الإنسان مع إمتلاكه الوعى المفارق عن الطبيعة وفى ظل حالة نفسية تبحث عن إثبات ومعنى للوجود من خلال الإحساس بالقيمة , ولكن خطورة هذا الوعي أنه يُخدر الإنسان عن الوعى الحقيقى وفهم قيمته الحقيقية وإستحقاقه للوجود , فعالم الدخان الأزرق يُخدر صاحبه عن إدراكه لحجمه وقدراته ونضاله من أجل أن يكون له قدم راسخة على الأرض , فالطبيعة لن تلعن أحد أو تزدريه لفهمه الخاطئ ولكن الفهم الخاطئ سيأسر صاحبه فى أوهام لن تعينه على تثبيت أقدامه .

- فكرة المحورية والتمايز التى هيمنت على الفكر البشرى لا تقبل بتمظهر واحد لتمد ظلالها تطلب التحقيق دوماً , وخاصة فى واقع معيشى لنجد تحقيق المحورية والتمايز فى فكرة شعب الله المختار وشعب المسيح المخلص وخير أمة أخرجت للناس ولا مانع من حالة تمييز بين المذاهب والطوائف والأجناس المختلفة فى إطار ذات نفس الفكرة المؤمنة بالتمايز والمحورية .

- الإيمان أسس أيدلوجية وفوبيا الخوف بين الضلوع فنحن نخاف من الخطيئة والذنب .. نخاف الشيطان والجن والعفاريت .. نخاف من العقاب الإلهى وإنتقامه .. نخاف الطغاة .. نخاف من الغد .. نخاف من الآخر بالرغم أنها كلها أفكار وصور .. الخائفون المرتعشون لا يصنعون حضارة ورقيّ .

- الإيمان بالآلهة أقبح ما توصل إليه الفكر البشرى فقد حول إنسحاقه وضعفه إلى وجود وتماهى فى حالة من المازوخية والهوان , فقبح الإيمان بإله يأتى من إنسحاق الإنسان أمام مفهوم الخوف والقوة والقهر والتعايش معه , والرضا بمفهوم العبد ليتم مسخ الإنسان وإنسحاقه وتهمييشه وتأسيس منهجية الإستبداد والتفرد لقوى البطش , لتعيش الإنسانية أحقاب طويلة تُمجد وتنسحق أمام الطغاة , لنسأل هنا هل الطغاة الأوائل اخترعوا فكرة الإله ورسموها ليمارسوا ويؤدلجوا من خلالها سطوتهم وقهرهم أم أنهم إستثمروا وجود الفكرة .. أتصور الأولى هى الصحيحة وتمت بشكل عفوي عبقري .

- لا تسأل عن الإنسان المقهور والشعوب المقهورة فمفهوم القهر متلازمة مع الإنسان بحلول فكرة الإله القاهر لتصير منهجية حياة لا تتوقف على أصحاب القوة والهيمنة لتمد ظلالها لكل إنسان بسيط يستطيع أن يمارس قهر من تحت يده كقهر المرأة والأطفال والأقليات , لتكتمل المأساة فى إعتبار القهر حقوق وطبيعة لا تستحق التوقف والرفض .

- الإيمان بفكرة الله بمنظور عبوديته والخضوع له شكل منهجية داخل المؤمن تؤسس لقبول الذل والرضا بحالة دونية لتتشبع نفسية المؤمن بهكذا نهج فى التعاطى مع فكرة الإله لتمتد ويتم إستحضارها عند التعامل مع أى قوة مُفرطة بل يمكن إعتبار حالة العبودية الفكرية تجاه فكرة الله أكثر ذلاً من جيل العبيد الأوائل لتتشكل نفسية دونية حقيرة ترضى بالذل وتتمرغ فى مستنقع الإهانة , فإذا كان العبيد الأوائل رضخوا وإستعبدوا تحت ضغط قوة باطشة ماثلة أمام عيونهم ليرتضوا بالذل حفاظاً على حياتهم , فما معنى ذل المؤمن المعاصر الذى يرضخ لقوة غير حاضرة يتوهم أنها تصيبه بالألم فبدلا ًمن أن يعلن غضبه وثورته عليها يخر ساجداً ليردد كالأبلة " الحمد لله" , ليمكن توصيف هذه الحالة بخلل نفسى مازوخى يستعذب الألم والمهانة , فعندما يعتقد المؤمن أنه لا يملك من أمره شيئا وأن عليه إستقبال كل المصائب بنفس راضية بل توجيه الشكر للسيد الذى أراد إيذاءه العبث بمقدراته , فلا يمكن توصيف هذه الحالة إلا بأن هناك عقلية ونفسية عبيد وحالة مازوخية متردية .

- يزداد ضرر الإيمان بفكرة الإله عندما تتأسس نفسية الخنوع والتمتع بالإذلال , فالمؤمن يناله البلايا من الإله وفقاً لإعتقاده , وليس أمامه سوى أن يَحمد ويَشكر الإله على إذلاله وآلامه , فأى رفض وإستنكار لهذه الآلام والإذلال هو كُفر بالإله ستكون عواقبه وخيمة , ليرضى المؤمن بالمذلة والإنسحاق والدونية متوهماً أن حياته ترتهن بأوامر القابع فى السماوات , فلا قدرة له ولا يحق الرفض والإستياء والإستنكار لأقداره المؤلمة , لتتدرب النفس البشرية على قبول الخنوع والإذلال من أقوياء الأرض بل الإحتفاء بهم مثلما رأينا الشعب العراقى يحتفى بصدام حسين بل يحتفل بعيد ميلاده , فهكذا تأثير الفكرة على الإنسان ليسقطها ويتعامل بها فى مشاهد أخرى , فقد تدرب فى مركز تدريب الإيمان بالإله , ولكن للدقة أقول أن فكرة الإله البدئية جاءت من إرادة طغاة البشر فى الهيمنة والسطوة لأيدلجوا نهجهم من خلال فكرة الإله .

- لو قالوا لنا أن العلاقة بيننا وبين الله هى علاقة بيدوفية ما فهمنا ماذا يعنون ولكن لو قالوا لنا أن العلاقة هى عبودية لفهمنا , ومن هنا نسأل هل مُبدعى فكرة الإله ومُسطري الأديان إستعاروا صورة العبودية من الواقع وأسقطوها على فكرة الإله أم أن الإله هو من له هيئة السيد ونحن من إستعرنا منه مشهده فخلق لنا النظام العبودى ليكون لنا مثال نفهم من خلاله العبودية !! . ولكن مشهد العبودية للسادة على الأرض حينها هو الحاضر والذى نراه ونتعاطى معه ولم نشهد مشهد الإله السيد .. نحن من رأينا الملك السيد الجالس على كرسيه يحمله ستة من العبيد الأشداء ولم نشهد الإله الجالس على عرشه يحمله ثمانية من الملائكة الأشداء بل هم قالوا لنا .. فمن إستعار المشهد مِنْ مَنْ ؟!

- فى تصورى أن نفسية العبودية للإله جاءت كإمتداد لذهنية السيد والعبد فى العالم القديم , فيمكن القول أنه نوع من تكريس مفهوم وسيسولوجية العبودية مما يقوى من دعائمه المجتمعية ويجعله يستمد قوته من إله السماء الذى يصبح هو السيد بينما البشر هم العبيد , فهكذا نهج الحياة والوجود لتتقدس هيمنتهم وتمد العلاقة بين السيد والعبد لتجعلها أزلية من خلال السيد عندما يكون سماوياً , لذلك لا غرابة أن كل التشريعات فى الأديان الإبراهيمية كرست العبودية وأقرتها بل وضعت النواميس التى تنظم علاقة العبيد بالسيد الأرضى , فأى خروج وتذمر على هذا النهج لن يسمح له بالوجود .

- خطورة إمتداد فكرة العبودية أنها تصنع ظلال قاتمة لتمد أجنحتها لتمارس دور تخريبى فى النفس البشرية , فالإتكال على السيد وترك الأمور بحوزته هو نوع من الهروب والإستسلام للواقع , فالرضا والقناعة بالأقدار والأحداث وقبولها بإمتنان وشكر هو تعجيز وشل قدرات العقل عن التفكير والتغيير .

- إن نفسية العبيد لا تنتج لنا نفوس وعقول مشوهة فحسب تستعذب الإستسلام والخنوع بقدرما تنتج أجيال تتمرغ فى الضعف والهوان والإتكال .. أجيال مُفتقدة للحرية والنقد والقدرة على التغيير والإبداع والتطور , لتمتد قتامة الصورة بمناهضة المُستعبدين المقهورين لكل من يحاولون الخروج عن الطوق .

- ولى عصر العبودية ولكن للأسف مازال هذا العصر البغيض يطل علينا ويلقى بظلال كثيفة على عالمنا المعاصر من خلال فكرة الإله السيد لتسقط على مناحى أخرى .. ففى زمن العبودية كانت كل الحقوق والسيادة والهيمنة للأسياد وكل المهانة والسخرة والخنوع للعبيد .. وللأسف لم يولى هذا العصر وإلا تاركاً وراءه ترسبات على جدار النفس البشرية لتتبدل صور السيد والعبد , ويحل الإله مكان السيد ويظل العبد فى صورته الإنسانية مُبدلاً سيد السماء بدلاً من سيد الأرض , لذا يكون المؤمن قادرا على إستقبال كل المصائب والملمات بصبر وحمد وشكر دون أن يستنكر أو يتذمر , فروح العبودية تسكنه لم تبارحه بعد .

- من هنا يمكن تفسير لماذا تحظى شعوبنا العربية التى تهيمن عليها فكرة الإيمان بعبودية الإله بنصيب وافر من الحكام والأنظمة المستبدة حيث المُستبدون حاضرون دوماً كنتاج طبيعى لسريان ثقافة العبودية فى شرايين هذه المجتمعات لتنبثق عنها وتتولد قدرة على هضم الذل من الحاكم أو أى إنسان ذو بأس , فإذا كنا نتحلى بثقافة العبودية التى تجعلنا ننسحق أمام إله غير حاضر وغير ماثل للعيان لنمرر هذا , فمن اليسير بلع مظالم الطغاة فعلى الأقل هم حاضرون يحملون هروات غليظة ماثلة لعيوننا .

- الفكر الإيمانى بقوة خارقة قاهرة باطشة لم يجلب الخوف فقط بل إستدعى حالة دونية تقلل من قيمة الإنسان لذاته لدرجة التحقير .. فتعاطى المؤمن مع ألوهية الإله يحاط بسياج من الغموض والتابوهات والتحذيرات منذ نعومة الأظافر لتقتل روح الفكر والسؤال , فهم يروجون أن الإنسان كائن ضعيف محدود العقل لا يقدر أن يستوعب الإله فلا تفكر ولا يسأل السائلون عن أشياء تسؤوهم , فعقولكم ضعيفة واهنة قاصرة مهما فعلتم .
من هذا التابو يترسخ فى الداخل الإنسانى إحساس بالعجز وإحتقار لقدرات العقل وجدوى العقلانية وقدرات العلم ليتجمد عقل المؤمن , فهناك معرفة لن يدركها وحكمة لن يستطيع سبر أغوارها لينال العقل الشلل العظيم .

- عندما يرضى المؤمن بأن يأتى إلى العالم بلا إرادة ويساق إلى عالم آخر بلا إرادة , ويقبل بالأحداث التى بينهما من أقدار مكتوبة , وعندما يتم إقناعه أو للدقة قولبته على الاعتقاد بأنه عبد يؤدي وظيفة لا يحتاجها سيِده , وعندما يؤمن بأنه جاء من أجل غاية إله , ليتحمل فكرة عقاب لانهائى على أخطاء محدودة هو من وضعها أمامه , وعندما ترى العقاب يتسم بالثأر والإنتقام والسادية فعليك هنا أن تتوقف وتفكر قبل أن تبدد حياتك فى هذا الهراء , فالحياة هكذا بلا قيمة ولا معنى , فقبولك بهذا الأمر دون أن يستوقفك لتسأل عن معنى وجودك فى هذه المعادلة فهذا يعنى بلا شك عقلية ونفسية عبيد .

- عندما توجد فكرة ترفض وتلعن وتقبح من يفكر فيها ويهدد أصحابها الذين ينصرفون عنها فهنا ستعلم لماذا نتحلى بالبلادة ولماذا يستوطن الإستبداد والقسوة والإقصاء فى مجتمعاتنا .

- فكرة الإيمان بالآلهة أفسدت العلاقات الإنسانية بين البشر كون المؤمن أدخلها فى المُطلق بعد أن جعلها هويته ورمزية إنتماءاته فهو يُكون موقف مستنفر قد تصل للعدائية أمام من يرفض إلهه ورموز مقدساته ليجعله مشروع مناهض له شخصياً ليتماهى أكثر فى شرنقته منتجاً سلوك عدائى إقصائي .

- من أبدع فكرة الإله إنسان شرير إعتنى بالتمايز والقهر والإستبداد والوصاية , فلن يكون مقبولاً أن تعبد الإله الواحد بدون النسخة الإيمانية التى أؤمن بها ويزداد شراسة الفكرة لتحرق أصابعها فلن يكون مقبولاً أن تعبد الإله وتنتمى لنفس الدين بمذهب مغاير فهناك فرقة واحدة ناجية و72 فرقة فى النار .

- فكرة الإله المُسيطر المُتربص المُهيمن المُراقب لأفعال البشر المُحاسب على أفعالهم جاءت من المؤسسات الدينية لتفرض ذاتها على عقل الإنسان بالرغم من شدة وطأة فكرة الهيمنة والترصد والتربص , ليأتى قبول المؤمن لها من منظور الإحساس أنه قيمة ذات إعتناء وليس وجود هامشى عدمي , فهناك من يعتنى ويرصد ويهيمن ويرسم الأقدار لإعطاءه إحساس بالقيمة ليجد هذا سهولة لدى المؤسسات الدينية التى هى تعبير عن نخب سلطوية وطبقية حاكمة فى تمرير الوصاية والهيمنة والإستبداد ليكون الدين هو إحدى التمظهرات بينما الجوهر هو الخضوع للمنظومات الحاكمة المستبدة .

- لماذا هناك دول وأنظمة قمعية تُمارس التعذيب ؟ لماذا تم ممارسة التعذيب طوال التاريخ البشرى ؟ التعذيب هو إستدعاء السادية والشراسة والعنف الكامن داخلنا للتصعيد والتفعيل والتلذذ بممارسته .. وتجد السادية حضورها فى كل فكرة أو دين أو أيدلوجية تتسم بالشمولية تتطرح الحقيقة المطلقة , فعندما تتأمل فكرة الإله المُفترض لتجد عقابه عبارة عن تعذيب هائل لا يناظره تعذيب وبلا حدود زمنية كما يقولون , فأليس فكرة الإله هذه هى الصورة الأوضح التى أدركنا منها السادية والتعذيب .

- منشأ الإستبداد والديكتاتورية والتوحش هى فكرة من يمتلك ليحق له أن يعذب , فالله سيعذب البشر الذين لم يخضعوا لحكمه وجبروته ولم يقدموا فروض الطاعة , ولو توقفت أمام هذا المشهد وسألت ما هو المُبرر أن يعذبهم كل هذا العذاب السادى ستجد من يقول لأنه سيدهم ومالكهم , لتسري نظرية أن من حق كل من يمتلك أن يُعذب , فهكذا مارست كل المنظومات السياسية الإجتماعية قسوتها بدءاً من مجتمعات العبودية لتمارس على نفس المنوال كل سلطة وايدلوجية تعذيبها وان إختلفت تمظهرات ودرجات التعذيب ليبقى السؤال عن من رسم الصورة وأسقطها على الآخر هل الإنسان أم الإله , لأقول أنه الإنسان الذى مارس البشاعة وأدلجها بفكرة الإله .

- لماذا تجد الإستبداد فى المجتمعات التى مازالت تتلحف بالمقدس ؟ لأن الأديان هى نظم لحكم جماعات إنسانية قديمة مارس فيها الملوك والساسة والسادة الحكم بالإستبداد , فالأديان لم تخرج عن صياغة إجتماعية لمجتمع بشرى يُسوق لحكم السادة ليتغلل فكر الإستبداد النسيج الداخلى للدين أو المعتقد وليصبح نصيب الشعوب التى ترتمى فى حضن المقدس حظ وافر من الموروث الإستبدادى يتوغل فيصبح ثقافة جمعية .

- لماذا المجتمعات البشرية التى تدين بتعدد الآلهة أكثر إنسانية من المجتمعات التى آمنت بإله واحد , ولماذا كانت أكثر حضارة ؟. التعصب والتزمت ظهر مع التوحد والتوحيد , كون هناك إله واحد يحتكرالحقيقة ولا يسمح لأى فكرة أن تقترب منه أو تصاحبه , بينما فى التعدد يتعلم الانسان أن الوجود يتحمل الجميع .
فكرة الله ترجمة وأدلجة الأقوياء والطغاة لنهج الحياة التى يريدونها فهى فكرة مُستبدة مُتفردة بالحقيقة رافضة لتواجد أى فكرة بجوارها لتناهضها بقوة ويزداد شراسة الفكرة عندما تبحث عن وحدانيتها أو ما يسمونه التوحيد فهى ترفض أى آلهة أخرى مشاركة أو معاونة لتطلب من مريديها عدم قبول أى شركاء لها بل مناهضة من يشرك آلهة اخرى مع الإله , فالله غيور متفرد , بينما المعتقدات التى تسمح بوجود آلهة أخرى تجدها أقل شراسة وتصادم , فالحياة والوجود فى رؤيتهم تتحمل آلهة اخرى لذا يكون التنوع متاح وقابل للتعايش السلمى .

- تتردد مقولات على ألسنة المؤمنين على شاكلة " توكلنا عليك يارب" ,"إن شاء الله" بشكل متكرر وممل ليتم إستهلاكها على الدوام فى أتفه الأمور مثل لسان حال لاعبى الكرة وكأن الإله سيشاركهم اللعب أو يلهمهم ركل الكرة .. فماذا يعنى " توكلنا عليك يارب" و" إن شاء الله" وماهى مدلولها ووقعها وحضورها .. لماذا لا نقول " توكلت على مجهودى " كتعبير ينم عن واقع حقيقى فأى فعل يقوم به الإنسان هو نتاج مجهوده وقدراته وصراعه مع قدرات الإخرين , فالله المُفترض لا يركل الكرة .
"توكلنا عليك يارب" و"إن شاء الله" هو تعبير عن حالة نفسية مُصابة بالدونية تحتقر ذاتها وتقلل من قيمتها لتمتلك قسط هائل من الهشاشة والمراوغة لا تجعلها قادرة على مواجهة ذاتها وتحمل أخطاءها وإخفاقها ومراجعتها فتلقى المسئولية على الله لتكون هكذا هى مشيئته وترتيبه , فعندما يحل الإخفاق والأخطاء تتبرأ من ضعفها ولا تعترف إنه نتاج سوء تقديرها وأخطاءها , "توكلنا عليك يارب" و" إن شاء الله" نتاج نفسية عبودية مهترئة هشة تحتقر ذاتها .

- إذا كان الإيمان بأن الرزق هو من السيد الإله كمانح الخيرات بسخاء للبعض وحاجبها عن البعض , فلا تعرف ما معنى ترديد الفقراء " الحمد لله" وهو المُتعمد حجب الرزق عنهم , فألا يعطى هذا إنطباع عن نفسية مُنسحقة تستعذب الذل .. ألا يستحق هذا المشهد الغضب والثورة من الفقير والمحروم من هذا الإله مُحجب الأرزاق بل المُتعمد حجبها , فما ذنب فقير أن يُحرم من الرزق ليجعله الإله ذليلا للآخرين .. ماذا فعل ليولد فقيراً جائعاً محتاجاً ؟!
تمارس نفسية العبيد فعلها فى نفوس الفقراء والمُنسحقين والمُهمشين فلا ينطلق الغضب والإستنكار , فنفسية العبيد المستسلمة القانعة بالذل والمهانة حاضرة ليطفوا على سطح الإنسحاق "الحمد لله" وتصل البلادة قمتها عندما يفقد الإحساس بقولها .

- نحن نبدد حياتنا وندمرها لنعيش أجواء التعاسة والألم من جراء إيمان غبى بالقدر , فكم حياة تبددت وتجرعت العذاب من الإيمان بفكرة الإله المُرتب ومُقدر الأقدار , فالزوجة التعيسة التى تتجرع الذل والقسوة من زوجها الفج عليها أن ترتضى فهكذا نصيبها كما يقولون فما تراه العين مكتوب على الجبين فليس لها أن تهرب من قدرها .. تفسد حياتنا ونذوق المُر جراء الإعتقاد بفكرة سلطوية إستبدادية هكذا تُخطط وتُدبر لتزداد حالة الدونية والقهر بعدم القدرة على الصراخ بهكذا مكتوب بل إنسحاق فى منظومة عبودية ترفع راية " الحمد لله " !

أرفض .
- أرفض الإله والأديان لأنها تجعل البشر يتلذذون بالخضوع والقهر والفقر والجهل والتخلف .. أرفض فكرة الإله والدين لأنها خلقت فى الإنسان فكرة تبديد الحياة من اجل التجهيز للعدم .

- أرفض فكرة الإله لأنها تشرعن للإستبداد والقسوة والظلم لتمد ظلالها على الواقع ويتمنهج ويتمترس إستبداد الطغاة والحكام , فكما هناك مُستبد فى السماء يمكن قبوله فهناك مُستبدين صغار على الأرض يمكن قبولهم وتحملهم , لذا تجد النصيب الاوفر للمستبدين فى البلدان الدينية , وتزداد فجاجة الفكرة عندما تطالبك بالطاعة للمستبد حتى لو نهب مالك وجلد ظهرك !

- أرفض فكرة الإله والاديان لأنها تقدم عزاء مزيف للأنا بعد قهرها وسحقها بتوهم أن الحياة والعالم والكون جاء من أجل سواد عيوننا ليَعيش ويُخدر الإنسان فى وهم وغرور ساذج يوارى به ضعفه وإنكساره بدلا من أن يدرك انه وحدة وجودية عليه أن يتعامل مع واقعه المادى الموضوعى .

- أرفض فكرة الإله لأنها فكرة تحول الإنسان عن الإكتشاف ومشاغبة الحياة والطبيعة , فالإيمان معناه انك تريد ألا تعرف الحقيقة ولا تبحث ولا تكتشف فأنت مكتفى ببعض المسلمات والتقريرات والثوابت والموروثات وأقوال الأقدمين لتتشرنق فى شرنقة تعيقك عن فهم الحياة والوجود لتمتد بظلالها على كل أوجه الحياة فأنت دوما لديك حقيقة .

- الإيمان بوجود إله مراقب شوه البشر فكرياً وسلوكياً , ليصل بهم الحال أن يفتخروا بأن هناك من يراقبهم ويرصدهم ويسجل أعمالهم , ليقبحوا الإلحاد الرافض لهذا المراقب , فأيهما أفضل وأكثر صحة وطبيعية أن تعيش حياتك تحت مراقبة أجهزة مخابرات أم تعيش حراً لا يدس أحد أنفه فى حياتك , أليست المراقبة تخلق جو من القلق والخوف والتوجس والنفاق أيضا .

- يلفت إنتباهى مشهدين الأول هو ما يشاع عن العرب إنهم بحاجة لرقابة صاحب العمل لكى يعملوا بجِد , فبينما نجد الأوربى يعمل بهمة وإخلاص دون أن يكون صاحب العمل فوق رأسه , نجد العربى لا يمارس العمل بإخلاص إلا فى وجود صاحب العمل إما خوفاً أو نفاقاً .. هذه الظاهرة متواجدة وإن قلت مع التطور الإقتصادى وإعتماد العمل البرجوازى على ال target ولكن هذا يعطينا رؤية عن طفولية الإنسان حينما يتربى على الخوف والنفاق , فكرة الله أسست لهذا المنحى فعندما يقولون لنا " إحذر فالله يرى أعمالك ويسجل كل هذا ولن تفلت من عقابه"..لذا يمكن القول بأن من هذا النهج مررت النخب رؤيتها ومصالحها وهيمنتها ومنظومتها السلوكية التى تريدها بإستدعاء فكرة الإله البوليسى المخابراتى الذى يراقب ويرصد .. أتصور من الأفضل لنضوج الإنسان أن يعمل بإجتهاد وبما منوط به بدون أن يكون هناك رقيب فوق دماغه .
المشهد الثانى القائل انك لن تستطيع إدراك الإله ومعرفة ماهيته وكينونته لتجد قبول أو قل إستسلام لدى المؤمنين لتتسلل منهجية عدم الإعتناء بالمعرفة والبحث , فلا تسأل لماذا المجتمعات الدينية متخلفة .

- سيكون شئ فى منتهى السخافة أن تعيش تحت رقابة كائن سادي نرجسي عنيف ! .. أن تتصور أن يكون الله موجوداً يعني أن تلغي كل شيئ إنساني نبيل فيك لتظل تنافق وتردد المدائح لشيئ لا يشبع متقرباً لهذا الكائن المُفترض معفراً وجهك بالتراب لينتشي ذلك الكائن الجبار ! .. شئ سخيف بالفعل وآثاره السلبية كبيرة عندما يعيش الإنسان تحت إحساس أنه مراقب فى كل همساته وسكناته فى ظل إحساس أنه مُخترق بلا خصوصية , وهذا ما نتلمسه بالفعل فى قلق وإكتئاب من يُراقب بواسطة اجهزة امنية سيادية .. إن الاعتقاد بوجود كائنات عاقلة خفية معنا أينما كنا سواء ملائكة أو جن أو الله للرصد والتجسس والتدوين والإحلال والإلتباس هو شيء مزعج وعبثى أيضا فكيف يستطيع الشخص أن يعيش متوازناً وهو مؤمن بأنه مراقب في كل لحظة ليتولد النفاق بصورة عفوية فهو السبيل لإرضاء هذا الراصد المتلصص .

- يقولون دوماً إن شاء الله سيدبر الأمور .. ويتوجهون بالدعاء المتضرع لآلهتهم أن يفك كربتهم ويحقق أمانيهم الصغيرة والغريب أن الآلهة المزعومة فى الأديان تعهدت بالإستجابة للدعاء ولكن لا إستجابة ولا تحقيق ورغم ذلك يتوسمون ويقولون إن شاء الله سيدبر الأمور مستقبلاً فما تفسير هذا سوى أنه الطريق الوحيد أمام العاجز الذى فقد الثقة فى نفسه وفى فهم الحياة ليكون الدعاء بمثابة التخدير لنفس مُحبطة أو حلم البائس فى ورقة يا ناصيب .

- لقد فضح فيروس كورونا فكرة الإله فقد بدا الإله شريرا بخلقه لهذا الفيروس وسماحه له بالإنتشار , كما تداعت فكرة الإله المجيب للدعوات وكل هذا لم يجعل المؤمن بوجود إله بتوقف أمام هذه الفجاجة والهشاشة , فالإيمان خلق البلادة وروح الإنسحاق والقبول .. قبول التناقض قبل قبول البلايا .

- أيا كانت دوافع و أصول الحالة النفسية للشخصية الدينية إلا أن هذة الدوافع هي المسئولة عن فقدان الثقة وإحلال حالة من الدونية والعجز تصل لإحتقار ذاتى غير واعى والميل للنقل بدلا من مغامرة العقل الذى تجمد , فحراكه سيجلب المتاعب والتصادم , مع شعور عميق بالعجز , لذا لا نحظى بإبداعات من عالمنا المؤمن البائس , فالعقل تجمد ليترسخ شعور داخلى بتحقير حراكه وإنتاجه .

- إشكالية الإنسان أنه يضحى بجماليات الحياة ليحبس ذاته فى طوطم أو صليب أو هلال أو فوبيا الخطية فداء تجاوز الموت , ولكن الموت هو الحقيقة التى لن تستطيع الهروب منها , فتحلل الإنسان فى القبر فلا يبقى منه إلا عظام كحقيقة الماثلة لن تستطيع الأوهام أن تحييها !

- عندما تعتقد أن البحث وتوثيق وجود الإله شئ محال وأنه خارج إدراكنا فهو ليس كمثله شئ وأن الأمور تكتفى بالتصديق والظن وعامل الوراثة , فإعلم أنك تعيش حالة من العجز والوهم والتيه والزيف والتضليل وتتماهى فيهم .

- أى فكرة فى الدنيا تفتقد المعنى و الجدوى تكون عبثية , ولا يهم كونها حقيقية أو خاطئة فهى لا تقدم شيئا ومن هنا سنطرح سؤال : ماهى جدوى الإيمان بالله فهى لا تمنح أى ميزة إضافية للمؤمنين به ؟ فالشمس تشرق على الملحدين والمؤمنين , والمصائب والكوارث والشقاء ينالها الملحد والمؤمن , فلا إستثناء للمؤمن عن الملحد , الصحة والمرض لا تفرق بين مؤمن وملحد , الرفاهية والشقاء من نصيب الإثنين فلا تختص الأرزاق ورغد العيش بالمؤمنين بينما يحظى الملحد على الشقاء وشظف العيش بل فى كثير من الأحيان نجد حظوظ الملحدين أعلى من المؤمنين , ولا يعنى هذا نعمة الإلحاد بقدر أننا أمام ظروف موضوعية مادية نتعاطى معها فتكون الحظوظ لمن يحسن فهمها والتعامل معها . من هنا نجد أن الإيمان بوجود إله ليس ذى جدوى ولم يمنح المؤمنين به أى ميزة تفاضلية فى الحياة , فوجودنا وفق معادلات الوجود المادى ولا وجود لفكرة وهمية تمنحنا ميزة أو حظوظ وافرة من السعادة والهناء أو الشقاء .

- عندما تقع ضحية نصاب يعدك بجوائز ومال وفير فداء أن تمنحه بعض المال لتكتشف أنك وقعت ضحيته , فألا يذكرك هذا بمن يمارسون النصب الأكبر بإنتزاع حياتك فداء وعود وهمية .

- لا توجد فكرة بشعة بذاتها بل يوجد إنسان بشع أنتج فكرة بشعة و تبناها , فلحل هذه الإشكالية يلزم تهذيب الانسان البشع ووأد الفكرة البشعة فلا يجد مجالا لتفعيل بشاعته .

- الإيمان مرض نفسى , فالمؤمن يعشق جلاده ويتماهى فى تقديم كل فروض الطاعة والتمجيد والتسبيح له ليصل به الحال إلى عشق السلاسل التى تقيده لتجده يفتخر بقيده وسجنه وعبوديته للسجان , وكلما إزداد إيماناً مارس قهر ونبذ من يرفض قيود السجان ليستشاط غضباً من هذا الملحد المتبجح الذى يرفض الرضوخ للسجان .. إذا كان وجود الإله صحيحاً فيكفى أنه سجان حتى ترفضه .

- عندما نفكر ملياً فى فكرة الإله ونستعين بالمصادر التى روجت عنه وتعاملنا مع الفكرة بحيادية تامة ونزاهة فى التفكير سنجد إننا فى النهاية نقف أمام دواخل أنفسنا بلا زيف .. سنتلمس خوفنا وقلقنا وتوجسنا وبراءة تفكيرنا ووحشيتنا وساديتنا وأنانيتنا فى معالجة حاجات نفسية عميقة تأمل السلام والأمان , ولكن هذا يتطلب منك تأمل عميق .

- إن المآسي الرهيبة التي أصابت الإنسان هي جرائم نجهل أن واقعنا هو منتجها وليس كائن وهمى مُعلق فى السماء , لذا لا يجب الإستسلام لهذا الواقع أو إلقاء ضعفنا على وهم هذا الكيان المُفترض البديل , كما يجب على الإنسان أن يكف عن الإعتقاد بأن هناك شيء يعمل لمصلحته أو ضرره إسمه الله , أو هو الكائن المدلل فى الوجود .. على الإنسان أن ينضج ويواجه الحقيقة بشجاعة.. هذه الحقيقة هي أن الإنسان مجرد جزء من أجزاء الواقع ومصلحته ليست دستوراً للواقع , فضرورات الواقع الظرفية هي الدستور , لذا فقد تكون هذه الضرورات تتطابق في أحيان مع مصلحة الإنسان وفى أحيان لا .

- الإيمان بوجود إله ليس رؤية مغلوطة لتفسير الوجود فحسب فهذا يمكن تحمله كفكرة تتحمل الصحة والخطأ بالرغم أنها تبدد طاقات وتنحرف بسهم البوصلة عن التعاطى الحقيقى الموضوعى مع الوجود , ولكن الخطورة الحقيقية أن فكرة الإيمان بإله كما سوقها الفكر الدينى ورغبات النخب خربت نفسية الإنسان وشوهته ليرتضى بحالة من الإستبداد والقهر والعبودية والدونية والتحقير لذاته لتُنتهك إنسانيته , فلا تسأل بعدها لماذا شعوبنا مُنتهكة مُغتصبة مَهدورة فتاريخنا مع الإيمان هو نبع الإنتهاك .

- نحن نحرث فى الماء عندما نبحث عن إصلاح مجتماعاتنا .. ستكون عمليات الإصلاح السياسى الإقتصادى الإجتماعى ترقيعية فى الثوب البالى طالما ظل المنهج الفكرى البائس حاضرا ً متصلدا ً يأبى أن يتغير أو يرحل ليفرز منظومته السلوكية والنفسية والذهنية التى تنتهك حرية وكرامة وإنسانية الإنسان .

دمتم بخيروعذراً على الإطالة .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للمقالة
ايدن حسين ( 2020 / 7 / 1 - 16:51 )
تحية للاستاذ سامي لبيب
انا متفق معك في الفكرة
لكن ن ن ن ن ن
لم تهتم حضرتك بتداعيات البدأ بنفي الاله في مجتمعاتنا
تصور كل هذا التخويف من الاله و من جهنم لم تنفع في تحويل المؤمنين الى اناس مستقيمين
بل يقومون بكل الشرور .. و يدعون ان الههم سيغفر لهم كل ذنوبهم بمجرد قرائتهم لبعض الكلمات او القيام ببعض الحركات
انا هنا مضطر لاسايركم .. في اعتباركم للاله ماركة مسجلة للاديان ..كما قال البعض في مقالة سابقة لك
لكن عندما ينتفي الحاجة للاله .. ماذا سيصبح حال مواطنينا بمؤمنيهم و ملحديهم
اذا قلت ان حالهم سينصلح .. و هذا ما اتمناه انا ايضا .. فهل هناك ضمان لحدوث ذلك
المثل المصري .. ناس تخاف ما تختشيش .. اعتقد انه ضروري في مجتمعاتنا
لكن .. اتمنى ان تكون على حق .. في ان عدم الايمان بوجود اله افضل دائما من الايمان بوجود اله
لاحظ استاذ سامي .. هنا انا لا اهتم فقط في كون الفكرة صحيحة او خاطئة .. بل في تداعيات الفكرة في الثبوت و النفي على تعامل مواطنينا تجاه بعضهم البعض
و احترامي
..


2 - خلق الله
فؤاد النمري ( 2020 / 7 / 1 - 20:09 )
خلق الله بداية كأداة من أدوات الصراع الطبقي ولذلك بدأ ألله هو الملك ثم كان الملك هو النبي فكان الخليفة هو الملك او الحق الإلهي للملك وما زال الله في حماية السلطة والإدعاء بدين الدولة
مع |إنتهاء الصراع الطبقي ينتهي الدين والتدين
هذا ما يجب أن يتوقف عنده الرفيق العزيزسامي لبيب


3 - ونحن بدورنا نرفض
نور الحرية ( 2020 / 7 / 1 - 22:17 )
ومع ذلك أستاذ سامي يطالبوننا بالايمان باله لا تسعه عقولنا ولا نستطيع ادراكه ولا فهمه ولا تخيله وليس كمثله شيئ خلاصة القول يطالبوننا بشهادة الزورعلنا .كل الشعوب المتدينة جدا هي ضحية لانظمة استبدادية ورجعية كما هو حالنا نحن العرب كما أشرت اليه .وفي الاخير تحية ملؤها الحب لك أستاذنا الكبير والمبجل سامي


4 - اختراع المرض
محمد البدري ( 2020 / 7 / 1 - 23:24 )
اخي العزيز سامي
من اخترع فكرة الله قديما لتصريف ما يعجز عقله عن فهمه اصبح الان في مشكلة اكبر من تلك التي بسببها اخترع الله؟
كانت الفكرة قديما بسيطة وسهلة تتفق وبساطة العقل النابعة منه الفكرة، اما الان فالامور اعقد بشكل لا يتصور والعلاقات متشابكة يتوه فيها الراصد لها. فكما كانت فكرة الله قديما تزيد من تسطيح العقل الذي كان مسطحا اصلا فان تضمينه والزج به في عالم معقد ومركب يزيد ارباك العقل المرتبك في فهم الاشياء.
ما اقصده ان الفكرة كما كانت مخربة قديما فهي مخربة حديثا ايضا والسبب بسيط جدا ان لا وجود لهذا الشئ اصلا حتي يستجلبه الجهلاء قديما او الاوغاد حديثا لتبرير اما جهلهم القديم او فسادهم الحديث.
البشرية الواعية تكافح المرض اما اهل الثقافات المنحطة فيزرعون المرض ويتبنون الجهل ويدفعون الناس للقول: اللهم اعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
تحياتي لك


5 - الأيدلوجية يجب أن يصاحبها فلسفة ومنهجية حياة وسلوك
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 2 - 13:33 )
أهلا أستاذ أيدن
تطرح قضية خطيرة فتتخوف من رفض البشر لفكرة الإله,فتقول إذا كان الدينيون يفعلون كل الشرور وهم مؤمنين بإله سيعاقب ويعذب عذاب مهول فما هو سلوكهم لو أنكروا وجوده.
هذا القول يثار بقوة فى المواقع والكتابات الدينية فلا يتطرقوا لعدم خشية المؤمنين بل يتصورون عالم بدون إيمان تسوده الشرور والفحش والإجرام.
هذا التصور غير صحيح فالإلحاد ليس وسيلة للتحرر من الإلتزمات والأخلاقيات ونظام المجتمع بل هو فكر باحث منطقى عقلانى فى موضوع وجود إله.
أضيف أيضا بأن الفكر والأيدلوجية مالم يصاحبها منهجية فكرية فلسفية إجتماعية فهى هنا دوغمائية مسفسطة,لذا يجب أن يتربى المرء على نهج وفلسفة الأيدلوجية حتى تصير منهج وأسلوب حياتى فبدون ذلك تصير المواضيع كمعادلات رياضية وسفسطة دوغمائية.
سبب إنهيار الدول الشيوعية دون أن تذرف دمعة واحدة أن الشعوب لم تتربى على قناعة أصيلة بالشيوعية ولم يتغلغل ليصير منهج حياة.
الأخلاق والسلوك ليس حكرا على الأديان فقد تواجدت قبل الأديان إذن هى إرث إنسانى ولا معنى رفض الأديان رفض الأخلاقيات بل الحفاظ على ماهو صالح فيها ومتناسب مع العصر.
الإلحاد يُقيم ويراجع ولا يهدم بغباء.
سلامى


6 - شرح إنتاج الطبقية للأفكار والسلوك مسئوليةكل الرفاق
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 2 - 15:16 )
أهلا أهلا أستاذ فؤاد النمري
تعتنى بالصراع الطبقى فتقول:(خلق الله بداية كأداة من أدوات الصراع الطبقي ولذلك بدأ ألله هو الملك ثم كان الملك هو النبي فكان الخليفة هو الملك او الحق الإلهي للملك ومازال الله في حماية السلطة والإدعاء بدين الدولة)
ثم تطالبنى بالإعتناء بالصراع الطبقى فتقول:(هذا مايجب أن يتوقف عنده الرفيق العزيزسامي لبيب)
بداية أنا تناولت بإسهاب موضوع الطبقية التى أنتجت فكرة الإله ورسمت ملامحها لتحقيق هيمنتها ومصالحها فى سرد بسيط يخاطب العقول بعيدا عن المدلولات الأيدلوجية.
أضيف أن إيراز تداعيات الصراع الطبقى وإنتاجه للأفكار والمعتقدات والسلوكيات هى مسئولية كل الرفاق الماركسيين فى الشرح والتوثيق وهذا مايقوم به الرفيق حميد فكرى بتمكن وياليت حضرتك تقدم المزيد من التوثيق.
أتحفظ على قول حضرتك:(مع إنتهاءالصراع الطبقي ينتهي الدين والتدين)
تحفظى يأتى من نقطتين الأولى أن الصراع الطبقى مستمر مادام توجد حياة فلن ينتهى.
الثانية إن إنتهاء ظاهرة التدين والدين لن تأتى إلا بوجود وعي إنساني متقدم بالطبيعة والحباة وتحكم الإنسان فى حاضره ومستقبله ودليلى أوربا وإرتداد الروس للدين رغم الشيوعية
سلامى


7 - يجب ان نعتمد على النتائج
ايدن حسين ( 2020 / 7 / 2 - 22:00 )
استاذ سامي
العلم يعتمد على التجربة و على النتائج .. اليس كذلك
المؤمنون هذا حالهم بالرغم من ايمانهم او ظنهم بوجود جهنم الفظيع .. و هذه تجربة .. و هذه نتيجة موثوقة و موثقة ايضا
ماذا سيصبح حالهم عندما يعلمون ان جهنم وهم
انا هنا اقصد الملحدين المتحولين
بل اقصد المؤمنين الاشرار الذين سيتحولون الى ملحدين اشد شرا عندما يعلمون بان جهنم وهم
و احترامي
..


8 - تسفيه المؤمنين للعقل الإنساني
حميد فكري ( 2020 / 7 / 3 - 02:44 )
كتب السيد سامي يقول (من هذا التابو يترسخ فى الداخل الإنسانى إحساس بالعجز وإحتقار لقدرات العقل وجدوى العقلانية وقدرات العلم ليتجمد عقل المؤمن , فهناك معرفة لن يدركها وحكمة لن يستطيع سبر أغوارها لينال العقل الشلل العظيم .)
طبعا ,هذا ما يتشارك فيه كل المؤمنين على اختلاف عقائدهم.
وهذا التفكيرهوصاحب فكرة أن كل المعرفة الإنسانية هي معرفة مشكوك في أمرها ,بل هي معرفة زائفة وهمية .
كيف لاتكون زائفة عندهم وهي الصادرة عن عقل محدود إنه عقل الإنسان
ولكي يصلوا إلى هذا الحكم التافه كان لزاما عليهم أن يستحضروا فكرة الإلاه
فالإلاه مطلق لامحدود يقابل بالضرورة الإنسان النسبي المحدود .
وباللجوء إلى المنطق الصوري ,
تكون المعرفة حقيقية إذا كان وراءها إلاه لأنه مطلق لامحدود
وكلما كانت المعرفة عندهم مطلقة كانت حقيقية صادقة لأنها تابثة.
وتكون المعرفة وهمية إذا كان وراءها إنسان لأنه نسبي ومحدود .
وكلما كانت المعرفة عندهم نسبية كانت وهمية كاذبة لأنها متغيرة .
أرأيت هذه هي حجتهم الواهية وهي حجة ماكرة وخادعة .
ولهذا دائما مايختم شيوخ الإسلام كلامهم بالموال السخيف:والله أعلم
وللأسف ينساق وراءهم البعض.





9 - الإيمان لن تكون له قائمةإلا بتسخييف العقل والمعرفة
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 3 - 13:44 )
أهلا أستاذ نور الحرية بعد غيبة.
تقول:(ومع ذلك أستاذ سامي يطالبوننا بالايمان باله لا تسعه عقولنا ولا نستطيع ادراكه ولا فهمه ولا تخيله وليس كمثله شيئ خلاصة القول يطالبوننا بشهادة الزورعلنا)
ذكرتنى بطفولتى وصباي حينما كنت أسئلة كثيرة عن الله والدين كحال كل الأطفال ولكنى كنت عنيد ولحوح فى أسئلتى ليأتى رد من قس أحبه بمثال مستقى من الثقافة المسيحية للقديس أوغسطينوس جاء فيه أنك لن تستطيع أن تضع ماء البحر فى حفرة صغيرة للإشارة أنك لن تحيط علما بكل المعرفة بعقلك المحدود.
لم تخدرنى تلك العبارة لأسأل:هل هناك من إستوعب عقله المعرفة الكلية؟ومن أين جاء أوغسطينوس بهذه المعلومة؟ولماذا لا نحاط علما بالأشياء؟كما أن هذه المقولة ستتيح لأصحاب المعتقدات الخاطئة أن يروجوا لخرافتهم وضلالهم؟وسؤال ما الضرر من المعرفة؟ولماذا لم يهيأ الإله الخالق العقل لإدراك المعرفة؟وعلى أى أساس يتم بناء الإيمان واليقين؟لأجد إجابة واحدة بأن تؤمن أى تصدق ما يقال لك من الكتاب المقدس
إكتشفت بعد أسئلة كثيرة أن تلك المقولة هى لقتل السؤال والمعرفة وعندما نضجت أدركت أن الإيمان لن تكون له قائمة بدون تسخييف العلم والمعرفة والعقل.
سلامى


10 - هى فكرة جاءت من جهل وإستمرت وإستثمرت بالتجهيل
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 3 - 15:35 )
أهلا صديقى استاذ محمد البدري
فى هذا المقال لا أتناول وهم وجود إله ولا أقدم الحجج التى تفند وجوده فقد قتلت هذا الموضوع بحثا,ومن هنا أتناول الآثار السلبيةوالضارة لفكرة الإله كما أوضحت بأنها صياغة وأدلجة لفكر السادة والأقوياء.
أضيف أن فكرة الإله جاءت من جهل وعجز معرفى من الإنسان أمام ألغاز الحياة والوجود والموت,وإستمرت وأخذت حيويتها من التجهيل الدائم على يد الكهنه,وتم إستثمار التجهيل لخدمة مصالح الحكام بعد أن إستوطن الجهل وصار وجودا ,فكما نجهل ماهية الإله وعلمه وقدراته فيمكن قبول جهلنا أمام قدرات الحاكم وعلمه وحكمته لذا تم قبول فكرة الإله الملك طالما تم شل العقل وتجهيله وصار الجهل وجودا.
ومن هنا أتفق معك فى أن فكرة الإله مخربة قديما وحديثا وإن وجدنا العذر لمن تم تجهيلهم قديما ولكن لا عذر للمحدثين.
أرى أن فكرة الإله فكرة بشرية بجدارة ليتم رسم ملامحها بواسطة نفر كثير يتقدمهم النخب واصحاب المصالح ليتم أدلجة الفكرة لتمرير منهجهم وأيدلوجيتهم فى سبيل التحكم والهيمنة على القطيع.
الجهل والتجهبل من ركائز أدلجة الفكرة لتقتل العقل الباحث الناقد ومازالت حاضرة حتى الآن فدع الشعوب جاهلة بدلا من وعيها.


11 - هى فكرة جاءت من جهل وإستمرت وإستثمرت بالتجهيل
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 3 - 16:13 )
أهلا صديقى استاذ محمد البدري
فى هذا المقال لا أتناول وهم وجود إله ولا أقدم الحجج التى تفند وجوده فقد قتلت هذا الموضوع بحثا,ومن هنا أتناول الآثار السلبيةوالضارة لفكرة الإله كما أوضحت بأنها صياغة وأدلجة لفكر السادة والأقوياء.
أضيف أن فكرة الإله جاءت من جهل وعجز معرفى من الإنسان أمام ألغاز الحياة والوجود والموت,وإستمرت وأخذت حيويتها من التجهيل الدائم على يد الكهنه,وتم إستثمار التجهيل لخدمة مصالح الحكام بعد أن إستوطن الجهل وصار وجودا ,فكما نجهل ماهية الإله وعلمه وقدراته فيمكن قبول جهلنا أمام قدرات الحاكم وعلمه وحكمته لذا تم قبول فكرة الإله الملك طالما تم شل العقل وتجهيله وصار الجهل وجودا.
ومن هنا أتفق معك فى أن فكرة الإله مخربة قديما وحديثا وإن وجدنا العذر لمن تم تجهيلهم قديما ولكن لا عذر للمحدثين.
أرى أن فكرة الإله فكرة بشرية بجدارة ليتم رسم ملامحها بواسطة نفر كثير يتقدمهم النخب واصحاب المصالح ليتم أدلجة الفكرة لتمرير منهجهم وأيدلوجيتهم فى سبيل التحكم والهيمنة على القطيع.
الجهل والتجهبل من ركائز أدلجة الفكرة لتقتل العقل الباحث الناقد ومازالت حاضرة حتى الآن فدع الشعوب جاهلة بدلا من وعيها.


12 - المنطقه العروبيه
على سالم ( 2020 / 7 / 3 - 22:47 )
الشكر للاستاذ سامى على مقال شامل ووافر وملئ بتناقضات المؤمنيين وعقولهم الصلبه الصدأه , انا فى تقديرى ان اى انسان سمح له حظه العاثر ان يولد ويترعرع فى المنطقه العروبيه الجدباء شئ بالتأكيد غير جيد ومحزن ويستدعى الحسره والالم , لاجدال ان العروبيين ناس مرضى واغبياء ويعانوا من تحجر فى عقولهم الوسخه وذلك بسبب انه تم مسح عقولهم فى سن صغيره بهذا الدجل والتخلف البدوى العقيم , يوجد جروب عروبى على الفيسبوك يدعو الناس بالصلاه على الحبيب المصطفى بدون توقف ؟ انا لاادرى ماهى الفوائد التى سوف يجنوها هؤلاء المجاذيب من هذه الصلاه الصلعميه البائسه , لقد نشر الاستاذ ياسين المصرى مقال منذ حوالى ثلاثه ايام وكان عباره عن شرح مفصل عن فتره الناصريه السوداء والاثار الكارثيه التى حدثت تباعا للشعب المصرى السئ الحظ , المقال يوضح بشكل واضح عن مدى غباء وديكتاتوريه وساديه وقصر عقل عبد الناصر ومدى جهله وحقده وعقده النفسيه والتى خربت اجيال واجيال وتحالفه مع التيار الاسلامى الاغبر , انا اقول دائما ان جمال عبد الناصر كان كارثه ومصيبه كالحه ولعنه سوداء علينا جميعا , لايزال الشعب يدفع ثمن كوارث هذا المسخ المأفون


13 - تحفظك صحيح لتحتاج الأمور لمنهج وثقافة كما فى أوربا
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 4 - 13:19 )
أهلا أستاذ أيدن مجددا
مازلت تحاور فى قضية ماذا يحدث سلوكيا عندما يتخلى البشر عن فكرة الإله وتقصد هنا الملحدين المتحولين والمؤمنين الاشرار الذين سيتحولون الى ملحدين اشد شرا عندما يعلمون بان جهنم وهم.
فى الحقيقة توقفك صحيح فلا نستطيع القول أن التخلص من فكرة الإله سيعطى نتائج إيجابية رائعة على مستوى السلوك وهذا يرجع لسببين:
الأول على مستوى تعاطى البشر مع الإلحاد فمنهم من يرى أن التخلص من وجود إله رقيب راصد منتقم يعنى إتاحة المجال لممارسة كل الشرور والموبقات وهنا يكون الإلحاد هش وبرجماتى وذو جذر إيمانى مازال حاضرا,لأتذكر مثال لزميل كان يرافقنا فى فترة الجامعة ليفتن بأفكارنا وثقافتنا وجرأتنا ليعلن أنه صار ماركسيا ملحدا بالرغم أنه لم يقرأ حرفا واحدا بل إنبهر بكلامنا ولينطلق فى تحقيق رغباته التى كان يمارسها ولكن هذه المرة بدون وخز الضمير..هذا المثال يؤكد رؤيتك أستاذ أيدن.
السبب الثانى أن هناك فلسفات ورؤى تم التعاطى معها بشكل خاص لينطلق الجموح والتطرف السلوكى,كفلسفة نيتشه والعدمية فتم التعاطى مع فلسفة نيتشه على الأخص بصورة تأويلية صبت فى العنصرية مثلا كما فعل النازيون.
الحصانة فى ثقافة ومنهج.


14 - ليس غريب أن نجد دوغمائيين فى ظل هذا المناخ الثقافى
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 5 - 13:23 )
أهلا أستاذ حميد فكري
جميل أن تتناول التعامل السلبى للمؤمنين مع المعرفة فى مداخلتك:تسفيه المؤمنين للعقل الإنساني.
أريد أضيف المزيد من الأشكال السلبية فى التعامل مع العلم والمعرفة.
الأمور تبدأ بالتنفير من المعرفة بل تحريمها فلا تسألوا عن أشياء تسوؤكم,ومن هنا يبدأ العقل الإيمانى بالإبتعاد عن البحث والسؤال ليس على مستوى البحث والسؤال فى الأمور الغيببية بل فى كافة مناحى المعرفة كمهجية إبعد عن الشر وغنى له,ويظهر هذا جليا فى تعاملنا مع العلم المادى لتجد تسليم العقل الإيمانى للعلم بدون بحث لتصير الأمور كما الدراسة فى الكتاتيب فماذا تنتظر من عقل تلقينى.
الأمور لا تكتفى بالتفير من السؤال بل بالتبجح بنشر السخرية والتسخييف للعلم فتجد من يضحك بأن أصل الإنسان قرد ومن يضحك على كروية الأرض وحاليا من يسخر من الأمور تمت من طبيعةعفوية عشوائية يطلقون عليها الصدفة فهكذا أسلوبهم فى مناهضة العلم والمعرفة عندما تفضح خرافاتهم.
عندما يجد الشيوخ والكهنه أن نهجهم هذا ليس فى صالحهم يبدأوا فى الإحتيال بتوهم ولوى معانى الآيات لتتوافق مع العلم.
ليس غريبا أن نحظى على دوغمائيين فى ظل هذا المناخ الثقافى البائس.
سلامى.


15 - ليس غريب أن نجد دوغمائيين فى ظل هذا المناخ الثقافى
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 5 - 14:34 )
أهلا أستاذ حميد فكري
جميل أن تتناول التعامل السلبى للمؤمنين مع المعرفة فى مداخلتك:تسفيه المؤمنين للعقل الإنساني.
أريد أضيف المزيد من الأشكال السلبية فى التعامل مع العلم والمعرفة.
الأمور تبدأ بالتنفير من المعرفة بل تحريمها فلا تسألوا عن أشياء تسوؤكم,ومن هنا يبدأ العقل الإيمانى بالإبتعاد عن البحث والسؤال ليس على مستوى البحث والسؤال فى الأمور الغيببية بل فى كافة مناحى المعرفة كمهجية إبعد عن الشر وغنى له,ويظهر هذا جليا فى تعاملنا مع العلم المادى لتجد تسليم العقل الإيمانى للعلم بدون بحث لتصير الأمور كما الدراسة فى الكتاتيب فماذا تنتظر من عقل تلقينى.
الأمور لا تكتفى بالتفير من السؤال بل بالتبجح بنشر السخرية والتسخييف للعلم فتجد من يضحك بأن أصل الإنسان قرد ومن يضحك على كروية الأرض وحاليا من يسخر من الأمور تمت من طبيعةعفوية عشوائية يطلقون عليها الصدفة فهكذا أسلوبهم فى مناهضة العلم والمعرفة عندما تفضح خرافاتهم.
عندما يجد الشيوخ والكهنه أن نهجهم هذا ليس فى صالحهم يبدأوا فى الإحتيال بتوهم ولوى معانى الآيات لتتوافق مع العلم.
ليس غريبا أن نحظى على دوغمائيين فى ظل هذا المناخ الثقافى البائس.
سلامى.


16 - سبب التردى هو حضور ونشاط الثقافةالعروبية الإسلامية
سامى لبيب ( 2020 / 7 / 6 - 12:31 )
أهلا أستاذ على سالم
كعادتك مهموم بشعوب المنطقة العربية لتتعامل مع المقال بإلقاء الضوء على أسباب التخلف والتردى لشعوب المنطقة.
فى الحقيقة الأدران والأسقام التى نالت المنطقة العربية كثيرة وواضحة للعيان لتعزى هذا التردى للعروبة.
أتفق معك فى الأثر السلبى لحضور وتنشيط القومية العربية ولكن أضيف عليها الإرث الإسلامى فهو من أنتج تمظهر العروبة بإعتبار الإسلام عربى الهوية والتوجه.
تأثير القوميات والأديان سئ فى العموم ولكن يستأثر الإرث الإسلامى العربى بالنصيب الأوفر من السوء والتأثير السلبى كون هذا التراث هو التراث الحاضر بقوة والذى يتم تنشيطه وتحفيزه وإستثماره على الدوام بعكس أى إرث ثقافى آخر كالمسيحية مثلا.
يرجع سبب رفضنا للإرث الإسلامى العروبى كون ثقافته ونهجه سمحت بكل أشكال الإستبداد السياسى والإجتماعى مشوها الحالة النفسية والشخصية للبشر.
لقد خاب وخبا التأثيرالعروبى نتيجة الإنكسارات الكثيرة ليبقى الجذر الأم المتمثل فى الإرث والثقافة الإسلامية وهو مصيره للإندثار.
الذى سمح بحضور الثقافة الإسلامية أنها وسيلة الجماهير المتبقية لمناهضة الهيمنة الأمريكية بعد أن توارى دور اليسار ولكنها وسيلة خايبة.

اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة