الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديوان تشوه لا إرادي - 8/8

أحمد عبد العظيم طه

2020 / 7 / 1
الادب والفن


* الأمل
هو شيء عجيب حقا وليس على ما يرام
شعورٌ في منتهى الدهاء والحكمة
يلمسه الحي البصير في نفسه كمنطقة مخدرة
تتمركز في الصدر وتمتد إلى العقل
بنِسبٍ لا يعرفها هو
..غير أنه لا يستطيع نفي لزومها
وتخفيفها عنه ألم ما يحدث

* تَحرّج (علاء حسن)
مُحرجًا من الوجود
بلا مال يقضي على الفقر الرهيب
وبلا سلطة على الحياة الخبيثة كامرأة
بلا أمل واحد يخرج عن تيمة الوهم الرخو
..بلا فائدة تُذكر يعيش
وليس مريضا كي يشعر بالرضا
إنما هو مُحرجٌ من الوجود
- من وجوده تحديدا-
يعيش وتلتهم هذه الأيام ما طاب منه
وهذا المخدر ما ذبل
وهؤلاء يمتصون روحه بتأنٍ كافر
,,,أتصور بعد ثلاثة أعوام
- تلك المدة القصوى للصمود -
أنه سيكون أجردًا أمردًا تمامًا
حتى من الأشياء الرخيصة العزيزة
رخص التراب وعزة البقاء المهين
أجردًا من مرارته السوداء
ومن وحدته القذرة
من بصره الذي يُخيفه ومن رؤاه المشوهة
سيتجرد من حياة قاسية.

* إطراق
مطرقا لأسفل
مطرقا لتحت
يفكر في تفاصيل السجادة
وفيما عساه أن يحدث لو...
لو أنه انتحر مثلا
أو سقط ميتا من عصرة الاكتئاب
الذي لا حل له
ماذا عساه أن يحدث يعني ....؟؟
يجتاحه طنينٌ قاسٍ في الأذنين والقلب
يقطعه صهيل خيل حرون
تدخل عيناه إلى مذبحة لم تبدأ بعد
هو الآن على صهوة فرس أسود
يصطف في جيش مهول
الخيول كلها سوداء
والجُند ضخام الجثث كاملي الشكاة
،، ثمة قائد لا يظهر وجهه
يتحرك في الأمام على فرس عنيف
ويحرك شفتيه بعزم وكلام ملتهب
غير أنه لا يصدر صوتا البتة
ليس ثمة أعداء في الناحية الأخرى
..هو متأهب بالصفوف الوسطى
وليس خائفا من شيء
تبدأ الحرب من الداخل
من المنتصف حيث يقف هو
وكان الجيشان في صفوف واحدة .

* خَتْمٌ
أنا أحبكَ وأنتَ لا تحبني
؟؟ أنتَ لا تحبني
وقد ختمتَ على فؤادي بالسواد
وأخرجت الماء من روحي
وألقيته أمامي ليتبخر أمامي
وأنا أتحسر أمامكَ
والحسرة تورثُ الغم والغم يورثُ النقمة
والنقمة تورثُ العناد والعناد يورثُ الكفر
والكفر مدخل الجحيم .. فلماذا ؟؟
لماذا وأنتَ تعرف أني أحبكَ وأني مولودٌ بكَ
ولا سبيل إلى التملص منكَ إلا بكَ
وكم قلت : إني محتاجٌ إليك
وكرها وطوعًا بين يديك.

* مروق
مرق الليل على أسطح الدور
ودهن ظلامه الأشياء
وتلكَ بداية لا بأس بها لقصيدة
ولكنني أتوقف هنا لأنوه
أنه بالفعل قد مرق الليل على أسطح الدور
ودهن ظلامه الأشياء حقا
حتى ليخال المرءُ أنه قد كُفّ بصره
فلا أرض ولا سماء
هما قد اندمجا في حولٍ واحد مظلم أسود
وليس ثمة شيء مُدرَكٌ غير شيء واحد
هذا الشيء المَوتور المُغرِقُ في الخوف
والتفكير الأعمىَ في العماء
- هي نفسي وأعترف أنني كنت أجهلها قبل المروق-
كانت تعتاد الرؤية ببطء يتنامى ويتعاظم
ثم بغتة هجم البصر كالطائر
فَنَوّرَتْ نفسي
بنور لن يراه غيري
فرأيت نفسي ورأتني
وكنت أنا نفسي بنفسي لساعتين
..فقط ساعتين
جّلا أن يوصفا في الضوء

* جحوظ
كان حضورها جاحظا
وكانت جاحظة القلب أيضا
حتى إذا أبصر الناس خفقها الواضح
قالوا سبحان العزيز الباطن
إن هي إلا خلق غريب

* تصور
مخيف هو تصور الموت بعمق
إنه شيء غامض
إلى حد الجهل
وواقعي
إلى حد التصديق
ومراوغ المعنى
إلى حد اختفاء معناه
والشك فيه
إنه شيء
يبعث على الرعب

* مسح
مبعثرا فوق نفسي كنت..
ومثبتٌ على الخائن جذعي بعظام مدببة
ممسوح بأتربة الشارع
ومشرعا أخلاقي نحو "سوق الخميس"
هكذا يبدأ الخلاص اليومي
نزيف من الدم الأحمر
ينفذ إلى أفواه الطير الصغير
والعقبان الوحشية
وليس يلوح انتهاء لآلام المسح
فالوقتُ مفتوحٌ أمام وجهي
أقطعه بأسناني .. لا ينقطع
أخمشه بأظفاري .. لا ينخمش
فأقرض أظفاري بأسناني حسرة
وأسكت.

* صراخ
يا ناس يا آدميون يا خلق
يا أيتها الأشياء السخيفة
أنا بالفعل لا أحبكم
بل أبغضكم كبغض الضُرتين لبعضهما
وأتوجس منكم كتوجسكم من الموت
وأتحفز للشر الذي تربطونه في دواخلكم
كالكلب الأعمى الضال
حتى يفصح المفصح عن شره
فلا أتوجس ولا أتحفز
بيد أنه لا يفصح غير المجانين
والصادقين الأغبياء
فمتى تتعاملون بكلابكم المظلومة
في قيعانكم السحيقة
حتى أخرج لكم كلبي
هذا الذي أصبح رهيب العمى والضلال
و صار أضخم من المعتاد
وإنه يطالب بالعمل أو الفرار وتحطيمي
أثناء خروجه عنوة
ولقد ضاق صدري به وبالجميع
.. فأطلقوا هيا أطلقوا
كي نُطلق ونرتاح


* مسارة
المسارة التي نمشي بداخلها واسعة وكبيرة
لاحظ معي هذا...
إنها أوسع من بيتك ومنطقتك
وتلك الأماكن التي تزورها يوميا
وأغرب من الأماكن التي طرقتها
مرة أو مرتين في حياتك
المسارة مليئة بالبلاد والعباد والناس
وأشياء أخرى تتحرك معتمه ومشوشة
لاحظ معي هذا
إن المسارة تعبر أدمغتنا بسرعة مهيبة

* دخول
الأجواء العميقة تتكاثر بعناء ومتعة
وترقب وخوف من الهزيمة
.. فقط من الهزيمة والجرح
الدخان يلف الهواء بغلالة من السعادة الهادئة
ويأخذ شكل النفق المضيء
بين عقل الإنسان و نفسه
ليتوحدا في هذا البهاء المخيف..
وكنا أربعة في الصورة الجماعية الحية
وليس ثمة تمهيد للصراع المخلبي
ولكنه ذلك الضبع القابع بحظيرته في كل نفس
– ليس على الإطلاق إنما هي نفوسنا الأربعة
وهذا الشيء يجمعنا –
الأدمغة تختزن المُخدر بتروٍ
فتمتلأ المخازن وتعمر
ويكون الجو خفيفاً دافئاً عبقاً
وتتضح الحلبة تمامًا
فتخرج المخالب من الألسنة والقلوب

* نفي
إن خروج الأفكار النفسية الكئيبة
من العقل
إلى الورق
يشبه سقوط المطر من غيمة
.. ليس إبداعًا

* فشل
أيتها الطيور الليلية
أيتها الشمعة المنيرة بنور الهداية
أيتها الصومعة الحبيبة
ويا أيتها الكتب المتحركة كالأحياء
لكم جميعا أقول
لقد فشلتُ في أن أكون
شخصًا
عاديًا

* رصد
الجالسون بالغرف الضيقة
التي بها هواء بارد عليل
ليسوا أسوياءًا تمامًا
و نعتقد أنهم ليسوا أشرارًا كذلك
أو أن شرهم مجمد خلف تلك الوجوه المؤلمة
أو يعلم الله هذه الأحوال أكثر من أي أحد آخر
... إن الأمر محير للغاية
واليوم الطويل قاسٍ وكئيب
ويُشعركَ أن الموت
قد يكون حدثا سعيدًا في بعض الأيام
فما بالك بالشهر والعام والعقد
والليل الذي تقضيه وحيدًا
مع الناس الوحيدين كل ليلة
والجميع الذي يبتسم في وجه الجميع
ابتسامة مهدودة زائغة
تذكرك بفم الميت بعد موته
وأنت أيضا تبتسم ابتسامة مهدودة زائغة
ذلك الشيء الذي يُحزنك
ويجعلك دائما غير راضٍ عن روحك
هذه النائمة منذ لوثها المرض
وقهرتها التصاريف
حتى لقد بَهُتَتْ صورتها في ذاكرتك
وهي تتوثب كالراقصة و تشتعل كجهنم الحمراء،،
يا ليت الأيام تؤوب إلى الخلف كثيرا جدا
كي تستطيع أن تستمتع بروحك ولو لساعة صغيره
ثم تبكي بعدها عليها مثل الأرملة والأيّم
تلك التي كانت فتانة و فاجرة
وتُذهبُ العقل بنور فجورها
فآاآهٍ ويا لوعتنا عليها ونشيجا طويلا.

* تَجَبُّر
ولقد قلبنا موازين اللغة
والنحو والصرف
وقطعنا الحرف من الحرف
فأنّىَ لنا بالذين سيعترضون
ويقولون هذا إفك وضلال كبير
لنقلب عليهم وجوههم وألسنتهم
فيبيتون بلا لغة وتنعجمُ المعاني عليهم
فأنعم أنا بالراحة والصمت
بلا لغو سفيه.

* غموض
ذلك الأسمر الشرير بخفة طاغية
والمتحرك بشراسة مُربكة وملجمة كالطفل
هذا المتزن في أداء الحياة أمام الناس حتى التقمص
مما يقنعهم تماما بالمشهد
هذا الحزين حزنا نشطا كعجين خامر
والمحفوف بما كان من المفروض أن يكون طوال اليوم
ذلك الذي ينتظر شيئا خياليا بجدية غير ملحوظة
وبصورة سرية جدا
إنه صديقي الغامض

* انبطاح
انبطح / أيها المخبول ذو اللوثة الحارقة
والنفس اللوامة على الأشياء جميعها
- وعلى نفسها لائمة -
انبطح لئلا ينسف الشك عظم جمجمتكَ
ويندكُ فص عقلكَ بحجرٍ
تحْمِله الأخيلة الطير الخافق كالشر
انبطح يا نبتة فحل انفرادك
وامرأة كانت تسأل جارتها بعد ليلة القدر ..
هل رمى إليكِ بالفطيرة ؟
إنك لست بمعزلكَ الهائل
لتقهقه وترفع هامتك وتتلوى أسفل شكك
انبطح الآن إن المأتم مليء بهم
وإنهم ينظرون عليكَ باهتمام أسود مقيت
ليس ينقصه غير صيحة واحدة من فمك
ثم زفرة راحة
لينفحكَ اهتمامهم شهقتكَ الأخيرة
فاستمع لما يحكى وانبطح
إن للمنبطحين حياة ومفازة شك
يطوونها بمعازلهم الهائلة ..
حين يغادرون السرادق.

* حبيبة
أيتها الحبيبة المسكينة
أنتِ سفينة
وأنا الماء من تحتكِ
فأنى تجنحين
ليس أمامك سوى التحطم
أو الغرق
فأبحري في صمت
عَلّني أسكن عليكِ

* ذِكر
أيها الولد العظيم
ذو الرأس اللامع في الظلام كعيون القطط
- بنفس الكيفية تقريبا تلمع-
لك أقول بثقة وبنعرة محرضة
يجب عليك أن تفخر بنفسك كطقس طبيعي
فعقلك الذي هو صنو نفسك
يريد منك تزكية
للحقيقة النافرة فيه كروح ٍأعمى
هو لا يقنع بغيرك
.. ليس محبة في كونك صاحبه
إنما يستنكر أن يكون الآخرين
بهذه البساطة من التعقيد
لذلك لابد أن تُوهبَ الحقوق أصحابها
وتؤدى الفرائض
ويُتلى ذكر الإنسان في عقله
حين يكونا خليلين.

* ضلالة
دربي لئن ضيعتني لمقتني
قلبي كذئبٍ جائعٍ مترفعٍ
ُقرب الضلالة لن يني
وهواي غادٍ في دمي مثل القَطا
تغدو خِماصًا واليقينُ إلى اليقينِ يزين
روحٌ كناقةِ صالحٍ لا تُعقلُ
وإذا عقلتُ فليتني ...
هذا الكيان برّية ٌملعونة ٌ
دربي أريتُكَ مسكني.

* إحتراز
ويحِي وويحُك لا ُتماري في كذا
فيما يفيد الأُنسُ للمحموم وقد هذى
كُفَّ اللسان عن الأذى
وانأي بنفسك عن مسارٍ
لا يُحاذي من احتذى
أولا تراه بفلّكِهِ يسعى
جارٍ كنورٍ مستقيمٍ قاطعٍِ
ولَكَمْ سينزو فإذ به
هو يُستزاد إذا نزى
إرجع بغرضك
لن تنال سوي بأنفك ذا الشذا
جلّ الجلال وسرهُ
هو إن ُأريد تحرزا

* تَطهُر
التطهر من الذنب .. الذنب ما الذنب ؟
الذنب بقعة علي الثوب الأبيض الشاهق
الذنب مخلب في الساق الخضراء اللدنة
نفذ إلى العمق وبقي ونسيه حيوانه
الذنب حصاة مدببة في رئة الحي
الذنب جرحٌ لا يلتئم في النفس
فمن يمحو البقعة كأنها لم تكن
وينزع المخلب فتفيق الشجرة
وتنمو الساق الخضراء
ويُلفِظ الحصاة فيعود الهواء صحيحاً
وتعود الأنفاس مستريحة
من يُبرأ الجرح علي يديه
بلمسة قدسية علي النفس
فترتد الروح عاملة مستبشرة
من غيره لا إله غيره
...لا إله إلا الله

* لبس
فليرحمني الناس علي سبيل الفنتازيا
إذ تسب أعضائي كبيرهم
وليأخذني الله مني أنا المُتلبس نفسي
والممسوس بأكثر شياطينه طلاقة
وجدلاً ولطفاً ومنطقاً لا ينثقب.

* وحدة
انهارت المرأة علي المقعد
وحدست أنها ستموت.. تموت وحيدة
فغامرتْ وذهبتْ إلى النافذة
فذهب الموت مع الهواء الفاسد
لم تغادر المنزل منذ ثلاثة أيام
أو خمسة أو أسبوعين
هي لا تعرف ماذا .... !!
.. كما أن المنزل لم يغادرها
،،الباب يصر صريراً مفزعاً
إذ تفتحه بحذر
فتغلقه وتصمت وتبكي بكاءً مُرًا
هي قد تعبت وقلة النوم أصابتها في الرأس
بشيء من الهذي
ونضح وجهها بشحوب الشاحبات من الموت
– هي قلة النوم قد فعلت ذلك –
ترتمي على الأرض العارية
.. تُغمض عينيها
وبكاء العينين ونهنهة الصدر يخفتان
.. يخفتان
هي تسقط في النوم
أو أنها ماتت
لا أحد يعلم بالتحديد

* دم
دمي سال دمي
ولكم تمنيت أن يعود فقيدي دمي الذي سال دمي
غير أن الدماء لا تعود إذا سالت يا بنت الناس
فأين ستسكنين
وأنت تهابين الخمر المُستحِل عروقي
ويسري مسرى دمي
وكيف سأذبح لكِ القلب بهجة بقدومكِ
وهو الشيء الرهيب الذي نزف دمي
ثم مات وانقطعت أخباره عني وعن دمي
فقولي يرحم الله قلبك يا فتى
ثم أكملي نومكِ
" إنّ البكاء لا ينفع الموتى
ولا الحزن يرد الدماء علينا "

* غرابة
الزمان غريب جدًا هذه الأيام
– والزمان يعني العالم –
كما أنني أيضا غريب جدًا هذه الأيام
إنما ليست غرابة الزمان كغرابتي الغريبة
فأنا غريب جدًا
وأعرف أشياء غريبة جدًا أيضًا
كلغة الطير وتفسير الأحلام
– حبذا الدموية منها –
وأعرف وليًا في الجوار يُهاتف السماء سرًا
وأعرف امرأة تُميتُ عشاقها
ثم تحييهم عندما شوقها في الأعالي ...
غريب بالفعل أنا.

* خوف
الحياة شيء مخيف
وأنا شيء مخيف
والناس أشياء خائفة
والبنت التي تقف في المنتصف
بين الحياة وبيني
تائهة مثل بطة
تسبح في بحر شواطئه غارقة فيه
وأنا سأتوقف الآن عن الكلام
إن الكلام موصل مميت للمعاني
الكلام كله فارغ
لذلك فالصمت أفضل والفراغ أجمل
(كل عام وأنت لست أنت)

* لبؤة
يأتي على الإنسان حينا من الإبداع
يكون فيه جذابا ولافتا كالبرق والرعد
ولقد يشعر بجبروت تأثيره في وجه حبيبته
أو مَن يظن أنها كذلك
عندما تفتح فاها وتزم عيناها ويختلج عنقها
وتود لو أنهما في غرفة مغلقة
لتذيقه ما لم تذقه أنثى لذكر
وتلقي بعبئها المكنون له
له وحده من دون خلق كثير كن يُردنها بالذات
فهي الفاتنة الجميلة عن وسع
النحيفة المُعبرة بما نتأ من أمامها كالقباب
ومن ورائها كالربوات
والمليحة مثل أحاسيس قبيل فوران اللذة
وإنها المهتاجة كاللبؤة
المغناجة كالرضيعة
الشرسة كالكلبة
الخاضعة كالنعجة
السريعة كالقطة
الحنونة كالأم فوق صغيرها
فيالها .. بالفعل يالها
معضلٌ هو كمالها
بحضورها المجحف
وغيابها الفجائي

* ثاء سين
لك الوصل فَصِل ما انفصم بساعة العسرة
وسلنا صرف ما أُسقِط بيدكَ نسوسهُ لكَ صرعا
ثم سل مسعاك نوصلك ونصلك بسرنا المُثنى
ولقد أُغْلِقَتْ ثنياته إغلاقاً
فقف لنا تصلصلُ أفكاركَ بنور وضوحها صليلاً
إنّا أهديناك صلصالا وماء
فقم بالتشكيل
وائنس بما علمناك.

* وأمشي فخورا بدماغي
لأننا نريد خلاصي
سألقي بكلمتي في رحمِكِ
وأنفخ فيكِ من روح صيرورتي الوهمية
يسّاقط فوقكِ دمي المرطبُ
فتنجبين ضلعًا
يَتَثلثُ في تشكيل القصد المبهم
محمومًا في مَهْدَويّتِه
ويُهرطقُ حين يشتدُ بأسهُ
أجذبه فيصعد
أو أدعه فيموت
وعندها سيقول عنكِ الناس يا شقيقة السحر
ما كان كاتبكِ مشاغبًا
وما كانت دماغه غوغائية
فأتنزهُ عن خلقكِ يا قصيدة
وآمر بصلّبي

***
مجذورًا إلى قعركِ
وأحاول الجريان في شقكِ الطولي
في وحلكِ الطولي
فتأكلين موجاتي
ويبقى قصوري الذاتي
هو كل الإرثِ في وسطي
بعد اجتراركِ لوجودي المادي
أستغزرُ عرقي حتى يلهمني هيجة الفيض
فيخبرني أن المواسم ماتت
والمياه ماتت
فأُخبأ ماهيتي وأقول
ليساعدني رب الطفو.

***
أسألها عن وضعي الإعرابي
في أبجديتنا الترابية
قالت :
أنت مرفوع بنفسك في جملة
"الروح تغادر الفئران أيضا"
وعلامة رفعك ضمة ساحقة
وإنك مجرور بالآخرين في بيت
"والذي يُغضبنا نرجئه للقتل"
وعلامة جركَ هي الحبال.

***
عندما استيقظ في الصباح
وجد نفسه ميتاً
لم يحزن عليه كثيرًا
ذلكَ أن العلاقات السطحية
لا تحتمل البكاء.
بيد أنه جاء بحوزتي ليلاً
ليقدم واجب العزاء.

***
لم يكن يعرف وهو يهمي إلىَ أعلىَ
أن الأرض ستبصق بهذه الحدة
فلما سألني قلت :
يا صاحبي خذ البصقة ببسالة
ودعني الآن كي أمشي
فخوراً بدماغي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه