الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاظمي والساعدي - أين ينتهي المطاف بهما؟

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من الخطأ استباق الأحداث ووضع النتائج قبل الوقائع والحكم على سياسة رئيس وزراء العراق المثير للجدل مصطفى الكاظمي الذي قلت عنه في مقالٍ سابق لدى توليه المسئولية أما أن يكون نموذج مصغر لما يشبه مصطفى أتاتورك الذي أنقذ تركيا من براثن التخلف الديني والتطرف الموروثي مع الأسف أعاد بعضهُا اردوغان اليوم، أو أن يكون فقاعة من فقاعات الوضع العربي المزرى الذي يأسنا من إصلاحه بسبب فقدان الإرادة الحرة وهيمنة القوي الدينية المستصلحة التي تمثل ولاية الفقيه قمة تمثيلها ولا ينافسها فيها سوى الاخوان المسلمين.
الوضع العراقي اليوم يفرز نتائج تسبق كل التوقعات ويدفع بتطورات دراماتيكية سوف تشهدها الساحة سيكون من أكبر اللاعبين فيها هذه المرّة القوى الكردية التي لا تخفي مساندتها لمشروع الكاظمي والدعم الواضح من رئيس الجمهورية برهام صالح، وهو بالمناسبة صديق للكاظمي... وهناك المعادلة الخليجية التي يمكن أن تشكل توازن للكاظمي مقابل الوجود الإيراني داخل العراق وصدق وزير الخارجية الأسبق هوشيار زباري عندما قال لقد خذلنا إخواننا العرب في مواجهة الوجود الإيراني.
كما قلت الحكم على الكاظمي بدأ يأخذ له اتجاهات مختلفة بعد اطلاق سراح خلية حزب الله العراقي والتي كلف الكاظمي نفسه بالتخطيط والرصد ثم بالتناقض في حثيات اطلاق سراحها، ففي بداية الاعتقال قيل في تبرير ذلك أن العملية جاءت نتيجة لتخطيط بناء على معلومات استخباراتية وعلى أدلة دامغة بوجود خطة للقيام بعملية تخريبية، وكانت المعلومات التي استندت عليها أوامر الاعتقال تقول أنه تم إحراز الأسلحة والصواريخ وكافة الأدلة التي هيئت لإتمام عملية الاعتقال ثم يُصدم الرأي العام بعد اطلاق سراح الخلية بأنه لا توج أدلة على المعتقلين!!
ما تم كما هو وضاح تسوية جرت بين الكاظمي وجهة ما في النظام العراقي المعقد القائم على حكم المليشيات وإيران والأحزاب، والكاظمي كما هو واضح رئيس وزراء جاء نتيجة لتوافق بعض القوى، وعندما يتم تهديده من قبل هذا التوافق بسحب الثقة فأنه لا يملك خيار سوى الرضوخ للتسوية التي جاءت به...لكن ثمة طريق آخر ورهان أقوى من رهان التسوية تلك وهو الشارع العراقي الذي مصلحته في التغيير ويمكن للكاظمي الاعتماد عليه لو أمكنه استثمار هذا الخيار بطريقة تحقق رغبة الشارع وتجعل التوازان لمصلحته لكن إلى أي مدي يمكنه ذلك؟
ما يثير اهتمامي أكثر من تراجع الكاظمي وتحرير موقوفي حزب الله، هو ما ردة فعل الجنرال عبد الوهاب الساعدي الذي يُعتبر صديقه القوي وعضيده منذ سنوات وهو الذي اعاده لرئاسة جهاز مكافحة الإرهاب والمعروف أن قوات الجنرال الساعدي المحبوب من الشارع العراقي أكثر من الكاظمي نفسه، هي التي اعتقلت خلية حزب الله عندما داهمت مقراته وصادرت الأسلحة والوثائق والأدلة، فما هو موقف الساعدي من إطلاق سراح الخلية؟ هل يخلق ذلك شرخ في العلاقة بين الساعدي والكاظمي؟ هل الساعدي كما تنبأت في مقال سابق هو الرئيس المرشح القادم للوزراء في العراق وما الكاظمي سوى الكاسحة التي تمهد الطريق إلى ذلك؟
أسئلة كثيرة في خضم التناقضات الواسعة التي تحيق بالوضع في العراق خاصة بعد حركة الفرملة التي قام بها الكاظمي وأخر الاندفاعة في تنفيذ برنامجه باسترجاع العراق من يد الميليشيات الإيرانية؟
ما الذي حدث وفرمل حركة الرئيس الكاظمي؟ هل هو الخوف من التهديد باغتياله؟ أم هو تراجع تكتيكي حتى يتمكن من تحقيق توازن في القوى...؟
من السابق الحكم اليوم على مشروع الكاظمي وخطته بالتحرير لأنها كما تبدو أقوى من أدواته المعتمدة حتى الآن ما دام لم يخرج الشارع كله إلى جانبه لتحقيق تلك الخطة؟
أما الرهان الأخير والقائم بقوة فهو على الجنرال عبد الوهاب الساعدي وموقفه ورد فعله وتصرفه القادم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على