الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذيان الرعب ورفسات الموت

صادق إطيمش

2020 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نشاطات احزاب لصوص الإسلام السياسي والعصابات الداعمة لها والمساهمة معها في القضاء على كل ما يمس خير هذا الوطن واهله بصلة ، تحاول هذه الأيام ابتكار المسرحيات الهزلية وتتبنى الأطروحات الطفولية وتتبارى باختلاق المقولات الفارغة، محاولة منها لإظهار نفسها بنفس ذلك المنظر البشع الذي اغرقت به الشارع العراقي من خلال اطروحات دينية سمَّتها " التجربة الإسلامية في العراق التي يريد العلمانيون القضاء عليها " كما صرح بذلك زعيم دعوتها واستاذ لصوصيتها ومختار عصرها . وتبنى الكثيرون التخلف الفكري هذا لينشروا على الملأ ويملأوا اجواء وطننا بغيوم سوداء كثيفة ظاهرها الدين وباطنها تجريد وطننا واهلنا من كل مقومات الحياة الإنسانية التي تكاثرت فيها حشود الفقراء وتعسرت بسببها سبل العيش الكريم وانتشرت في كل زواياها سلاسل التبعية لما بعد الحدود ، ويجري كل ذلك في بلد كالعراق الذي سلبوا كل ما فيه وتعمدوا إجتناب ، بل والقضاء على ، كل ما يمكن ان يساهم في تخفيف اعباء الفقر والمرض والجهل والتخلف عن اهله . لقد تجاوب مع تجار الدين هؤلاء كثير من شعب العراق الطيب الوفي ، لا حباً بشخوصهم النكرة التي لم يكن احد يعرف عنها شيئأ لولا التأييد الذي نالته هذه العصابات من المرجعيات الدينية ، بل تصديقاً لما كانوا يطرحونه من مقولات ذات ظاهر ديني وورع تختفي تحت لباس لصوصي شيطاني مقيت.
هذا التجاوب الذي ساد بالأمس يختفي اليوم من الشارع العراقي ، وكان لابد له ان يختفي قبل هذا الوقت وقبل مرور سبعة عشر عاماً من البؤس والحرمان والتبعية التي عاشها اهلنا ووطننا طيلة مدة سيطرة عصابات الإسلام السياسي وكل مؤيدي مسيرتها المحاصصاتية المقيتة على الساحة السياسية العراقية منذ زوال دكتاتورية البعثفاشية المقيتة وحتى يومنا هذا.
الشارع العراقي الذي لم يجد مصطلح إهانة او صفة سفالة او تعابير نقص الشرف والأخلاق او الغرق في العَمالة لما خلف الحدود لأحزاب المحاصصات المقيتة إلا ونعتهم بها ، متوجاً ذلك بتعبيره عن هذه القناعات عبر المظاهرات والإحتجاجات التي ملأت شوارع وطننا منذ عشرة اعوام حتى بلغت قمتها في انتفاضة الشعب وكل قواه الشبابية وثورتها العارمة واعتصاماتها الشجاعة في تشرين الأول (اكتوبر) من العام الماضي، والمستمرة لحد الآن لتُنبي عن الموت السريري لعصابات لا مكان لها في عالم القرن الحادي والعشرين عالم الحداثة وليس التخلف الذي تتبناه عصابات الإسلام السياسي وكل مرتشيها في العملية السياسية التي تقودها منذ ان جاء بها الإحتلال الأمريكي للتحكم بشؤون وطننا كخليفة لخادمه الذي انتهى دوره في حسابات ارباب هذا الإحتلال .
إفلاس عصابات الإسلام السياسي وشركاؤها على الشارع العراقي والتناحر بين لصوصها على المزيد من نهب الوطن وسلب خيراته ، وما يلاقيه اسيادها خلف الحدود من مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية ، داخلية وخارجية ،وما سادها من هلع وخوف ورعب يشير الى امكانية تناول اي عميل منها وفي اية لحظة ، كما جرى لبعض قادتها ، هذا وغيره جعل هذه العصابات تهذي وتتخبط الى حد فقدان بوصلة توجهها حتى ذلك التوجه الديني الذي تزعم به كذباً وتبجحاً كضمان لوحدة صفوفها وثبات ارادتها. لقد وصل بها التخبط والهذيان الى اطلاق التهديدات العلنية لشعورها بان الموجة القادمة لا تصب في المجرى الذي تريده ولا تسير بالوجهة التي اعتادت عليها هذه العصابات . ووصل بها التخبط الى التفتيش عن كيانات تجمع شتاتها وتلملم شراذمها التي انتشرت هنا وهناك تفتش عن المنقذ الأوسع والأعرض مما اعتادت عليه قبلاً. ووصل بها التخبط وفقدانها للشارع العراقي الى الإعتماد على ما تملكه من سلاح وما في جعبتها من عنف لتواجه به الجيش العراقي والشارع العراقي الذي اصر على الوقوف بوجه هذه العصابات التي اذاقته الأمرين في السنين السبعة عشر الماضية.
واستناداً الى هذه المعطيات التي تتوفر على الساحة السياسية العراقية اليوم والتي لا تصب في مجرى احزاب لصوص المحاصصات الإسلامين والمؤيدين لهم ، يجدر بالقوى المدنية الديمقراطية العلمانية ان لا تتوانى عن مواصلة الضغط وإفراغ الشارع العراقي نهائياً من اي تأثير سياسي او ديني لهذه العصابات التي تعاني من رفسات الموت اليوم ، وما على الشعب العراقي وكل قواه الخيرة إلا التعجيل بانهاء موتها السريري ومنحها وثيقة الموت الأبدي ونقل رفاتها الى اعمق اعماق مزبلة التاريخ .
الدكتور صادق اطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254