الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقوال ومعاني.. الشعوب تختار مصيرها!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 7 / 3
المجتمع المدني


قال مهاتير محمد: لابد من ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي: الفقر والبطالة والجوع والجهل… لأن الانشغال بالأيدلوجيا ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية عليه لن يقود إلى إلا المزيد من الاحتقان والتنازع..!! فالناس مع الجوع والفقر لا يمكنك أن تطلب منهم بناء الوعي ونشر الثقافة..!!! وقال: نحن المسلمين صرفنا أوقاتا وجهوداً كبيرة في مصارعة طواحين الهواء عبر الدخول في معارك تاريخية مثل الصراع بين السنة والشيعة وغيرها من المعارك القديمة..!! نحن، في ماليزيا، بلد متعدد الأعراق والأديان والثقافات، وقعنا في حرب أهلية، ضربت بعمق أمن واستقرار المجتمع..!!!! فخلال هذه الاضطرابات والقلاقل لم نستطع أن نضع لبنة فوق اختها..!! فالتنمية في المجتمعات لا تتم إلا إذا حل الأمن والسلام ….فكان لزاماً علينا الدخول في حوار مفتوح مع كل المكونات الوطنية، دون استثناء لأحد، والاتفاق على تقديم تنازلات متبادلة من قبل الجميع لكي نتمكن من توطين الاستقرار والتنمية في البلد….وقد نجحنا في ذلك من خلال تبني خطة 2020 لبناء ماليزيا الجديدة. (نقلاً عن صفحة الأستاذ رياض ضرار)

أردت نقل ذاك المقطع من أقوال السيد “مهاتير محمد” والذي يعتبر بحق الأب الروحي للنهضة الماليزية الحديثة حيث أستطاع مع فريق عمل سياسي أن ينهض ببلد آسيوي فقير مثل ماليزيا وينقلوها من بلد زراعي يسودها الفقر والجهل والتخلف والصراعات الداخلية لبلد صناعي متقدم ينافس الدول الأوربية الغربية في الكثير من المجالات التقنية، بينما بلداننا ومنها بلدنا سوريا والتي تعتبر أم الحضارات التاريخية بات يقبع في أسفل الدول من كل المناحي، إلا من حيث الفساد والنهب والرشوات ومؤخراً القتل والتعذيب وعدد المعتقلين والمهجرين وتدمير البنية التحتية التي تتطلب مئات ملايين الدولارات لبنائها مجدداً بحيث بتنا وللأسف في رأس قائمة الدول التي تعاني من الحروب والدمار والجريمة المنظمة وذلك لأن كل طرف من أطراف الصراع الداخلي منشغل بالأيديولوجيا وليس بقضايا الوطن والمواطنين حيث الكل يعمل على إلغاء الآخر من خلال فرض أيديولوجيته وثقافته على الجميع وفي إلغاء تام للآخر المختلف ثقافياً إثنياً – دينياً مذهبياً أو حتى سياسياً حزبياً، لندخل بذلك في نفق الحرب اللعينة التي أتت على الأخضر واليابس.

بالمناسبة وللعلم فقط؛ فقد زار رئيس وزراء ماليزيا في الخمسينيات من القرن الماضي بلدنا سوريا وتمنى لو يرى بلده يوماً بالمستوى الحضاري الموجود لدينا حيذاك وها بعد نصف قرن أين باتت ماليزيا التي أهتمت بحياة وقضايا الوطن والمواطن الماليزي وأينما أصبحت بلدنا سوريا التي انشغلت (نخبها) -أو بالأحرى مستبديها- بالأيديولوجيا وفرض نظرية البعث القوموية العربية وذلك في محاولة منهم لجعل سوريا عربية بلون واحد ثقافياً إثنياً.. إنها رسالة لشعوبنا في المنطقة وبالأخص للقيادات السياسية الكردية -إن كانت في روجآفا أو إقليم كردستان- حيث أمامكم أحد خيارين؛ إما طريق ماليزيا النهضوي والاهتمام بالوطن وقضايا التخلف والجهل والفقر والتعليم لتنهضوا بمناطقنا ونحقق ثورة حقيقية على الأرض أو تختارون طريق الدول التي سارت على نهج التنظيرات الأيديولوجية الفاشية حيث الاهتمام بالتنظير الأيديولوجي على حساب قضايا الشعوب وبالتالي تحقيق (ثورات ثقافية) خلبية على الورق، بينما الواقع نراه في سوريا نموذجاً وقبلها الدول الاشتراكية مع النماذج العسكرية الديكتاتورية في شرقنا البائس حيث الفقر والجهل والفساد والقمع والاستبداد وصولاً لعهود الحروب والصراعات الداخلية وتدمير المجتمع مادياً وثقافياً!

الشعوب تختار ثوراتها؛ إما ثورات حقيقية على الأرض ضد الفقر والجهل والتخلف وإلغاء الآخر -ثورة ماليزيا نموذجاً- أو ثورة ورقية خلبية أيديولوجية وتنظيرات فاشية فارغة تلغي الوطن والمواطن وتدخلنا في صراعات تدمر البشر والحجر مثل ثورات البعث في سوريا والعراق وقبلهما ثورات الدول الاشتراكية حيث الاهتمام بالنظريات على حساب الاهتمام بحياة الانسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا


.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر




.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي