الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا ساخرة -هيبة الدولة-

صوت الانتفاضة

2020 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تتوالى السٌخريات في هذا البلد، الواحدة تلو الأخرى، فمن مفهوم السٌخرية الأول "السيادة" الى "القضاء النزيه" الى "حصر السلاح بيد الدولة" الى "بسط الامن في كل العراق" الى "قانون انتخابي عادل" الى "مفوضية انتخابات مستقلة" الى "هيئة نزاهة" الى سخافة كلمة "القائد العام للقوات المسلحة" الى " 6 كانون الثاني" والى "ضبط الحدود" وغيرها الكثير، فمنذ 2003 وتنصيب الامريكان السفلة لقوى وعصابات الإسلام السياسي كسلطة في العراق، وهم يسقطون كل المفردات ويحولونها الى مجرد سخافة وسخرية، وبات كل من يقول لك ان هناك مثلا "قانون انتخابي عادل" تضحك ملء فمك، بل تأخذك سكرة من الضحك اذا قال "هيئة نزاهة"، فكيف اذا قال لك مفردة "السيادة" او "القائد العام للقوات المسلحة" الذي حوصر قبل أيام في داره، وأٌهين بشكل صريح عبر خطابات متلفزة وفيسبوكية.
هذه الأيام يتداولون احدى النكات الطريفة "هيبة الدولة"، واصل هذه السخافة كما هو معروف، عملية الاختطاف التي قام بها "جهاز مكافحة الإرهاب" لمجموعة من مطلقي الصواريخ الأبرياء، من ميليشيا كتائب حزب الله، التابع لهيئة الحشد الشعبي فرع "المقاومة"، والذي اظهر "القضاء النزيه" براءتهم، بشكل سريع؛ هنا بدأ فريق من سلطة الإسلام السياسي الحاكم يقول يجب فرض "هيبة الدولة"، وكالعادة فقد ردد قسم كبير من المثقفين والمتحالفين من "الشيوعيين" مع قوى الإسلام السياسي، وجماعة "الكتلة التاريخية" هذه الكلمة، فرحين بها؛ اما الفريق الاخر، ومن نفس قوى الإسلام السياسي الحاكم، فقد سخروا من مفردة "هيبة الدولة" على لسان "شيخ المقاومة" الحاج الفاضل "هادي العامري"، الذي قال كلمته الشهيرة: "تتباكون على "هيبة الدولة" والامريكان يسرحون ويمرحون"، فكانت لعبة مصطلحات ساخرة بين طرفي السلطة، هم انفسهم غير مقتنعين بها، فلا شيء اسمه "هيبة الدولة"، لأنه بالأساس لا توجد دولة، بالمعنى السياسي والعسكري والحقوقي، بل مجموعة قوى وعصابات إسلامية طائفية وقومية، ذيلية، ولاؤها لهذه الدولة او تلك، وبالفعل فقد حسم فريق "المقاومة" الجدل بشأن هذه المفردة، ولطم الجميع على وجوههم، واخرسهم.
لقد آن الأوان لأن يٌدرك الجميع اننا نعيش في بلد تحكمه الميليشيات والعصابات، كأفغانستان أيام الحرب الاهلية 1992-1996، حكمتيار هنا واحمد شاه مسعود هناك ورباني في ذلك المكان، غير العشائر، والذين كانوا كلهم إسلاميون، فلم يبقى شيء اسمه أفغانستان، أضحت كانتونات متصارعة، فرقنا الوحيد عنهم انهم لم يكونوا يتداولون مفردات سخيفة ومضحكة ك "هيبة الدولة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا