الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الأرثوذكسية العروبية (البعثية والسلفية), دفاعا عن الأمازيغ

كوسلا ابشن

2020 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


السيكولوجية الإزدواجية (الإدراك واللاإدراك) وتناقضاتها المعقدة المرتبطة بالوجود التاريخي, النشأة والتكوين والتطور, ما يدفع الذهنية الأرثوذكسية الى نفي الوجود الماضوي التاريخي والتشبث بالماضي الحاضر المصطنع (خوفا من البقاء بدون هوية), وهذا ما أشار اليه أحدهم ب"مشيئتي الحرة في الانتماء" وكأن الانتماء الهوياتي القومي بضاعة تباع وتشترى, نشتري بمشيئتنا وإختيارنا وأرادتنا ما يناسبنا و نترك ما لا يعجبنا. هكذا صنعت الارثوذكسية البعثية-السلفية الهوية الزائفة اللحظية (الإرتزاقية) والذهنية الارتزاقية التفاعلية اللاأخلاقية في نفي الذات الحقة والتخلص من تناقضات الوعي واللاوعي في تجاوز الإرث التاريخي والتركيز على الايمان المقدس بقوة الوجود الاصطناعي اللحظي.
صناع الهوية الزائفة, كما أشار ابن خلدون" ان المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في... وسائر احواله وعوائده, والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت اليه" (العبر وديوان المبتدأ والخبر ...),والنفس هنا تعني الحالة المرضية النفسية "شيزوفرينيا", التي تفقد المريض توازنه و تشتت أفكاره ( تناقضات الاحساس بالذات الجمعية أو النفور منها) في حالة التخلص من الذات الجماعية, و يتولد عن العملية القسرية, الذات الزائفة ( الهوية المصطنعة). إذا كانت العملية القسرية هو المسار الحر و المشيئة الحرة والارادة الذاتية للتحول الهوياتي, والجريمة في حق الإنسانية فهذا يخص صانعها فقط, ولا يجوز فرض إختيارات الذات الإرتزاقية والعقل المهلوس, على الشعوب المقهورة المعتزة بالهوية الاصلية والارض والتاريخ والثقافة الاصلية والعلاقات السوسيو-نفسية المحلية, فجدلية الارتباط من يعطي الاحساس بالوجود والإستمرارية, والعزة القومية عند الشعوب الحرة تنتج لديها الفعل المقاوم للاجنبي الغازي و ممانعة لتقمص الهويات الاستعمارية ونفي ثقافة الإغتراب الذاتي و مقاومة الأنظمة السسيو-اقتصادية والسياسية الإستعبادية والقاهرة للشعوب, وتاريخ الامازيغ, الشعب الأصلي حفيل بمؤثرات العزة القومية و الممانعة للإعتراب الذاتي ومقاومة الاستعمار والاستعباد.
من لا ماضي له لا مستقبل له, هذه العملية الديالكتيكية التاريخية, بالمنظور الجدلي يستحال الفصل بينهما, والدياليكتيك والتاريخ النزيه هما ما يزعج أصحاب التصورات الاحادية الاستبدادية والأرثوذكسية, الذين ينظرون الى التاريخ بنظرة ميتافيزيقية تفصل الشعوب عن تاريخيتها الماضوية وحاضرها التاريخي, و بقوة السلطة القمعية (الفكرية و المادية), يتم فرض أجندتها السياسية والايديولوجية اللاطبيعية في تقبل أمر الواقع المستحدث والاندماج القهري في الهوية الأجنبية الاستعمارية والواقع الاصطناعي الجديد,بالقوة تسود سياسة صناعة الهوية الزائفة (الهوية المعاصرة) المهيمنة في التعليم والاعلام بكل أجزائه كما تهيمن في الكتابات والخطابات الديماغوجية للمثقفي الهوية المعاصرة, و لكم مقتطف من طوراهات أحد الشوفينيين المنسوبين على العروبة المعاصرة :" إن ظاهرة ذم العرب, سواء جاءت من أقليات قومية, أو من أحزاب طائفية, أو من جماعات حاكمة ليس سوى تعصب مرذول, وغباء عقلي وعاطفي... وإعلان الإنتماء لأقوام بائدة يرجع تاريخها إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد, واندمجت سكانياً وشكلت ما يطلق عليهم اليوم العرب, لهو تعبير عن الوهم الأسطوري ليس إلا".
التنكر للحقوق الطبيعية و أحقية الإختلاف و أحقية الإنتماء للهوية الطبيعية الغير المصطنعة هو في حد ذاته غباء عقلي و فعل عاطفي اللاعقلاني وتعصب عرقي, يراد منه وبطريقة ساذجة إيهام العامة و السذج والبسطاء بعدم أهمية التاريخ وعدم أهمية الثقافة الأصلية وعدم أهمية اللغة الأصلية (عدمية الهوية الاصلية) وعدم أهمية نقد الاستعمار الاستطاني و قبول أمر الواقع الاستعماري و رفض كل ما هو غير منتمي للعروبة والعرب, إحتقار الذات و إعتناق المصطنع اللحظي. السياسة العرقية الاستعمارية المتعالية تفرض بإستبدادها المادي والفكري على الشعوب الغير العربية بالاعتراف بالانتماء للهوية الكولونيالية العروبية وتجلياتها العرقية وأهدافها الاستراتيجية, السيادة ونهب الخيرات والتمييز العنصري والاستبداد و التعريب الممنهج و خلق روبوهات بمقياس الراعي المقدس العروبي, وحصد الهويات التاريخية ودفنها في تاريخيتها الماضوية و إعتناق الإنتماء المعاصر. هذا ما يذهب اليه قول الشوفين:" التنكر لانتمائه المعاصر، والبحث في أقوام قديمة أنتجت الأبجدية وبنت الأهرام والحدائق المعلقة ،معتقداً بأن في ذلك علاجاً و شفاءً.وهل ستحل الجنسية الجديدة الفرعونية مشكلات الاقتصاد والسياسة". وسؤال المطروح هل الاعتراف القسري للإنتماء للهوية الاصطناعية المعاصرة حل مشكلة التخلف الذي تعيش المنطقة منذ تربض العروبة المعاصرة عن عرش أوطان الشعوب المحتلة؟؟؟, وكما سبقت ان قلت يتم التعامل مع الهوية مثل البضاعة المادية, نتخلى عن القديمة ونختار الجديدة المعاصرة ( المودا المعاصرة, في إختيار الثياب أو الأثاث المنزلي ...), نتشبث بها و لا نبحث في الهويات الأصلية التي صنعت الحضارة البشرية ( أنهارت بسبب الحروب الهمجية), التي ينتقدها صاحب القول" هل ستحل الجنسية الجديدة الفرعونية مشكلات الاقتصاد والسياسة", يتجاهل الكاتب أن الهوية القومية من حيث المبدأ النظري ليست الحافز المباشر للتناقضات الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية, الا ان القومية المقهورة ( الفرعونية أو الكردية أو الامازيغية...) عندما أصبحت تحت نير القومية القاهرة الاستعمارية, أصبحت الضحية الأكثر إضطهادا إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وثقافيا وأكثر تهميشا وإقصاءا في كل المجالات الحياتية, وأن هذه المنطقة قبل سلطة الهوية المصطنعة كانت أكثر تطور ورخاء من اليوم حسب زمانها التاريخي وبين هذا و ذاك فالإعلان عن الانتماء القومي للأمة المقهورة تحت السلطة الاستعمارية, هو الاعلان عن الشرعية الطبيعية في السيادة للجغرافية المحتلة, ورمي الانتماء الاصطناعي المعاصر في سلة المهملات. تحرر الجغرافية يحرر الذات القومية المقهورة من التنكر الذاتي ويحررها من الايديولوجيات الاستعمارية القاهرة.
التاريخ النزيه ليس سرد الاخبار الوهمية والحكايات والاساطير كما يتوهم البعض و طبعا فهو لا يقاس بما هو معروف عند الحكواتييين العرب ( المسعودي, الطبري, الكلبي ....), انما التاريخ هو علم معرفة ماضي الشعوب في كل مناحي حياة المجتمعية في وحدة محددة في العملية التاريخية, لكن ليس لمعرفة الاحداث والاخبار الماضوية فحسب, وإنما كذلك تبيان أسباب الاحداث لتصحيحها و تجاوزها في حالة الحاضر, وهذه المهمة يتكفل بها العقل الحر في تفكيك الاساطير الاستعمارية و تجاوز الأخطاء التاريخية للأجداد وبناء المجتمعات الطبيعية, وهذا ما لا تنساه الحركات التحررية المعاصرة ( الكودية والامازيغية) في فك الارتباط بالهويات الزائفة وتجاوزها و الاعلان عن وجودها الحر و المستقل عن الانظمة الاستعمارية والإعلان عن نضالها الدؤوب من أجل التحرري وتقرير مصيرها بنفسها.
الماضي التاريخي يتجسد في تاريخية الحاضر, تتعايش هذه العملية التكوينية و التطورية في تاريخيتها, ونحن الشعوب نعيش اللحظات التكوينية و التطورية الأنطولوجية والهوياتية الثقافية والحضارية في سيرورتها التاريخية, بالفعل تحدث تغيرات في الطبيعة وفي المجتمع وفي الفكر على حد السواء, ننتقل من حالة قديمة الى حالة جديدة, لكن هذه الحركة و التغيير ليس بالضرورة ان تحول هويتنا القومية و هوية جغرافيتنا الامازيغية أو الكردية الى هوية قومية و جغرافية اجنبيتين (عروبية) , فمثال على ذلك ان هوية الروس القومية قبل ثورة أكتوبر الاشتراكية أو بعدها, لم تتغير كما لم تتغير هوية أرضهم التاريخية , رغم التحولات المجتمعية و الحضارية التي حصلت, والأرمن رغم قرون من الاندماج القسري في الثقافات الاستعمارية المختلفة, فبفضل الصمود الهوياتي القومي, تحررت الهوية القومية الأرمينية من الأحادية والانضمام القسري و تحررت أرض وبلاد الارمن من براثين الاستعمار وأعلنت الهوية الارمنية المتحررة السيادية.
كثيرا ما نسمع في القصص العروبية عن "الاقليات في الوطن العربي", فالمفهوم بشطريه "الاقلية" و "الوطن العربي", (أركز على المفهوم الإثني للأقلية ), الاقلية هي جماعة تتميز بخصائص و مميزات تختلف عن اغلبية الشعب, وليس لديها إمتداد تاريخي في موطن الإقامة, و مفهوم "الوطن العربي" هي جغرافية العرب, أرضهم التاريخية, وجدوا فيها قبل غيرهم, فهم الشعب الاصلي. الوطن العربي في الاصل والحقيقة التاريخية هي السعودية والدويلات المجاورة (الخليج الفارسي), ولم نسمع بدا عن من يتحدث في هذه المنطقة عن وجود أقليات هناك وما بالك التحدث عن حقوقها, وما عدا هذه البقعة الترابية, فهي أوطان الشعوب المحتلة تعربت قسريا وإعتنقت الإنتماء العروبي(الإيديولوجية العروبية), والشعوب الاصلية لا تقاس بالإبادة الهوياتية ( الجريمة الانسانية) و لا بإحتلال أراضيها, و لا بالنسبة المئاوية (اقلية أو أغلبية) وإنما تحدد وتقاس بوجودها الطبيعي في بلدانها وشرعيتها الديالكتيكية التاريخية (الماضي والحاضر في تجلياته الحياتية) وهي الشعوب الاصلية في مجالها الترابي والإديولوجية العروبية معتقد زمني قد يتغير في كل لحظة. والشعوب الاصلية ما أقره كذلك القانون الدولي في تعريف بها, تشير المادة (1) من اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169 بشأن الشعوب الاصلية على ما يلي: " ان الشعوب في البلدان المستقلة, التي تعتبر شعوبا أصلية هي المنحدرة من السكان الذين كانوا يسكنون بلدا أو إقليما جغرافيا, أثناء غزو أو إستعمار أو اثناء رسم الحدود الحالية للدولة, والتي أيا كان مركزها القانوني, لا تزال محتفظة ببعض او بكامل نظمها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الخاصة بها", ما ذهب اليه المشرع الدولي هو الاطار القانوني لتحرير الشعوب الاصلية والتمكن من إستعادة سيادتها عن بلدانها (مستعمرات العروبة), التي كانت ضحية المؤامرة الاستعمارية.
والاستنتاج من التوضيح أعلاه هو أن مفهوم " الاقليات في الوطن العربي" تعبير إحتيالي من صنع السياسة والايديولوجية الاستعمارية, لا يتعدى زمانه الإفتراضي, المؤامرات الاستعمارية الاوروبية من (سيكاس-بيكو الى إفيان) وليدة فكرة "المملكة العربية" و"المغرب العربي" (القومية العربية الوهمية) التي رعتها النازية الهتليرية, وتشيدها حاليا الزمرة الهمجية الأرثوذكسية ( القومية الشوفينية والسلفية الارهابية), المروجة للمشروع الاستعماري وطن خاص للعرب في المستعمرات السابقة, منتهكة الحقوق الطبيعية والقانونية لشعوب الاوطان المحتلة بتقرير مصير شعوبها بأنفسها. لم يذكر التاريخ قط قبل سيكاس-بيكو وجود طروهات وهمية مثل "الوطن العربي"أو "العالم العربي"أو "المغرب", فالمنطقة كانت من إقطاعيات الخلافة العثمانية (الاستعمارية) و تدين بالولاء لأل عثمان, وهو نفس الشيء بما سمي ب "المغرب العربي" إقترنت التسمية بالوجود الاستعماري الفرنسي وقبله كانت معروف ببلاد البيربير (الامازيغ), العجيب كيف تصنع الهويات القومية بين لحظة و أخرى بإرادة أجنبية إستعمارية, وكأن الهوية القومية توازي تسميات العصابات في الحياء السكنية و تتغير هذه الاسماء كما تشاء العصابات و حين تشاء.
الامازيغ, الامة الاصلية لجغرافية شمال افريقيا منذ ظهور الحياة البشرية في هاته المنطقة منذ سيادة المجتمعات اللاطبقية وصنعت التحولات التاريخية للنظم الاقتصادية والاجتماعية وشكلت النظم السياسية (الدول), وليست وليدت غزوة إستعمارية ولا مؤامرة إمبريالية, أمة شمال إفريقيا و ما عدها أقليات إستطانية و كان من المفروض على الاقليات الاندماج في المجتمع المحلي لتصير جزء منه لا سائدة عنه, إلا أن ما حصل وبمؤامرة فرنسية إمبريالية صانعة عروبة الارض المحتلة, لم تكن لتنسحب أمام ضربات المقاومة الامازيغية إلا بصناعة بيدق يخدم مصالحها و مصالح الاستراتيجية للإمبريالية العالمية, وبهذا صنعت لها دمية العروبة, لا تتعدى 5% من ساكنة المنطقة لتستولي على الارض والسلطة السياسية والاقتصادية والثقافية, وكان النتيجة الكارثية الآبادة الجماعية والتحويل الهوياتي مع تعريب اللسان والاستبداد والتمييز العنصري, جريمة إنسانية لم يعرفها تاريخ الامازيغ.
في تصريح لأحد قياديي التيار القومي العروبي في بلاد مروك محمد اليازغي قال:" في سنة 1956 كان البربر يشكلون 90 في المائة من سكان المغرب" هذا الاعتراف هو محمود, رغم ان النسبة المئوية للأمازيغ كانت أكبر مما صرح به اليازغي, الا ان الرقم يبين هول السياسة العرقية للنظام الاستعماري الجديد في عملية التعريب الممنهج الذي تعرض له الامازيغ لتمكين الحركة الاستطانية(أقلية الاقلية), من صنع الهوية العربية لبلاد الامازيغ. وفي نفس الصدد أستعرض تصريح عنصري لأحد الشوفينيين أبناء العروبة الاستعمارية, لتوضيح المرجعية السياسية والايديولوجية لصناعة الهوية العربية (الزائفة), علال الفاشي شخصية فاشستية ظلامية,عدو للامازيغ والامازيغية, قال في 1965 :" قضية العربية في المغرب قضية مزمنة والحق يقال، فهي ليست بنت اليوم ولا ناشئة فقط عن أثر الاستعمار في وطننا، ولكنها في الأصل ناشئة عن تقصير أجدادنا العرب في إكمال مهمة التعريب في المغرب". قلت إن مشكلة العربية في بلادنا مزمنة، وأعنى بذلك أن التعريب الذي بدأه أجدادنا لم يتم في هذا الوطن. فما يزال قسم من جبال المغرب لا يتكلم العربية ولا يتقن الكلام بها. وهذا على عكس ما انتهى إليه الأمر في كل من تونس وليبيا والبلاد المشرقية". (فعالية اللغة العربية), مجلة (اللسان العربي). ويضيف الفاشي في نفس المصدر :" وإني لأرجو أن يتحد رجالنا على خدمة اللغة العربية وتمهيد الطرق لنموها وتطورها, حتى يضمنوا للمغرب وللإسلام فيه, حياة عربية موحدة, تستكمل ما بدأه أجدادنا من غرس ناجح للعروبة في هذه الأرض الحبيبة، وبذلك تكمل وحدتنا اللغوية, التي هي ضرورة لنا لوحدة العالم العربي كله".
هذا الفعل أللاطبيعي واللا شرعي هو إعتراف و تأكيد أولأ عن أجنبية الأقلية العربية في بلاد الامازيغ, وثانيا إثبات لبشاعة عمليىة الإغتراب الذاتي الامازيغي والتحويل الهوياتي وتأكيد عن الهدف المادي للإستعمار الاستطاني (السيادة والاستحواذ على الموارد المحلية) والذي هو رئيسي في كل الحملات الاستعمارية العروبية في تناقض مبدئي مع المعتقدات اللاهوتية العروبية في مسألة التحول الهوياتي ( جعلناكم شعوبا) وكذا التناقض كذلك في مسألة تعريب اللسان (خلق ... واختلاف ألسنتكم) في الآيتين يتجلى الرفض لقيم السماء و الإنجرار وراء الهدف الدنيوي, الدلالة الوحيدة و الرئيسية لعملية تعريب اللسان و التحويل الهوياتي هو الإستعمار الإستطاني ( السيادة, النهب, الاستغلال, الاستبداد و العبودية) وهذه هي السياسة العرقية التي كافحت من أجلها التيارات العروبية الاستعمارية لخلق الهوية العربية المعاصرة اللحظية .
الحركة الشوفينية الاستعمارية العروبية سواء في الشرق الاوسط أو في شمال إفريقيا (بلاد الامازيغ), نزعتها الامازيغوفوبية قديمة بقدم الزمن الاستعماري وإعادة إنتاجها في القرن العشرين نتيجة الفشل في إتمام عملية التحويل الهوياتي النهائية (جريمة التعريب) و المفاجئة الضارة هو إعادة المشروع التحرري الامازيغي للواجهة داخليا و خارجيا وبضخامته السياسية والمعرفية, والمتناقض طبعا مع المشروع المزدوج العروبي الاستعماري والامبريالي العالمي, المشروع (الفرنكو-عروبي) في صبغته الامبريالية. التأثيرات النفسية (شيزوفيرنيا) غالبا ما تحفز الهجوم على العدو المفترض وهذا ما يغذي النزعة الأمازيغوفوبية سواء في شكلها المادي الاستلاء على أراضي الامازيغ بطرق " قانونية" أو غير شرعية وهذه ممارسة العرب (الخليجيين), او التهجم في شكله الفكري الارثوذكسي (البعثي الشوفيني أو السلفي الارهابي الظلامي) الممارس غالبا من المعربين أبناء العروبة بالتبني, أو ما سمي بالهوية المعاصرة, هوية اللحظة العابرة, فالرأثوذكسية العروبية البعثية و الإسلاموية تجاهد في طمس اللامفكر فيه لمحوه من الوجود الظاهري, الا أن المحاولات التعتيم والتهميش للامفكرفيه (الأمة الامازيغية) تتحطم دائما على صخرة نفي النفي بشفراتها العلمية, التاريخية و الانتربولوجية واللسانية والاركيولوجية والابستمولوجية والسوسيولوجية والجينية, العلمية التفنيدية للطروحات التقليدية الاسطورية والوهمية للهوية العربية المعاصرة اللحظية. التضاد و الصراع بين المشروع الكولونيالي والمشروع التحرري, تزداد حدته كلما إشتدت الاساليب الوحشية للكولونيالية من إستبداد سياسي وتهميش سوسيو-إقتصادي وإقصاء ثقافي وإذلال يومي, لتزداد حدة الممانعة والانفجارات الاحتجاجية والانتفاضات السلمية وهذا الفعل الطبيعي و المنطقي يواجه دائما بالقمع الوحشي لأجهزة الاستبداد الكولونيالي ويتابع بالتعذيب داخل المعتقلات الجهنية والمحاكمات الصورية لتوزع مئات السنين على المعتقلين الامازيغ وبموازات مع وحشية أجهزة السلطة الكولونيالية تشتعل الاقلام المأجورة في مهاجمة وإهانة الاحرار وتبرير وحشية أجهزة القمع الكولونيالية, فهؤولاء الاحرار التواقين للتحرر من بقايا الانظمة الاستعمارية, هم أنفسهم من يهينهم و يحتفرهم صاحب الهوية المعاصرة اللحظية, يريدهم خدام وحراس النظام العروبي الاستعماري, يدافعون عن قضايا العروبة في فلسطين كما فعل أجدادهم في الدفاع بالسلاح عن القدس, وحارة المغاربة شاهدة على بسالتهم وتضحياتهم من أجل الأوهام الميتافيزيقية.
الامازيغ هم الورثة الطبيعيون و الشرعيون لبلاد أجدادهم, و ما دام هناك إرادة أمازيغية حقة فستفشل كل مهرجانات الكلامية السخيفة الارتزاقية والخطابات العرقية و ستفشل معها كل محاولات التذويب والإحتواء والطمس, لتعيش راية الحرية و المصير المستقل ونبذ التبعية للمراكز الاستعمارية القديمة والجديدة. و الانتماء المعاصر القسري الى جحيم الثورة التحررية القادمة .
الهويات الزائفة مصيرها مزبلة التاريخ ولا يصمد ويبقى إلا الهويات الاصلية الحقة القادرة على البناء والتطور والتعايش في سلام مع الهويات المختلفة.
كوسلا إبشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية