الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يدعو النظام المغربي الى تقديم مبادرات للتصالح

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الرئيس الجزائري وبشكل قد يعتبر تعجيزيا ، وحتى ربما استفزازيا ، ومن خلال لقاء صحافي مع القناة الفرنسية فرنسا 24 ، دعا النظام المغربي الى القيام بمبادرة للتصالح بين النظامين الجزائري والنظام المغربي المتنازعين ، امّا الشعوب فلا دخل لها بهذا النزاع الذي يدور على حساب قوت عيشها ، وعلى حساب تدني مستويات تنميتها ..
الرئيس الجزائري لم يحدد بالضبط نوع وأهمية المبادرة ، التي يرى انّ النظام المغربي ملزم ويتوجب عليه القيام بها ، لا عادة العلاقات السياسية والدبلوماسية طبيعية ، الى سابق عهدها بين النظامين المتصارعين ..
لكن قبل الكشف عن شروط النظام الجزائري التي اعتبرها مبادرة ، وهي لن تكون غير إهانة مقصودة ، يتعين على النظام المغربي القيام بها ، فان تأكيد الرئيس عبد المجيد تبون ، على قرار النظام الجزائري ببناء قاعدتين عسكريتين جزائريتين على الحدود مع المغرب ، كرد فعل طبيعي على شروع النظام المغربي في بناء قاعدة عسكرية مغربية ، ستكون متخصصة في المراقبة والتجسس العسكري بالقرب من الحدود الجزائرية ، فان الرئيس الجزائري بهذا القرار الغير المضبوط والمتسرع ، يكون قد كشف عن نوع الشروط / المبادرات التي يتعين في نظره على النظام المغربي القيام بها ، للصلح ، ولإعادة العلاقات بين النظامين الى طبيعتها العادية .
الرئيس الجزائري في ندوته مع الفضائية الفرنسية فرنسا 24 ، لم يتردد في اعتبار القرار الجزائري بإغلاق الحدود بين البلدين ، كان بسبب الإهانة التي تعرض لها الشعب الجزائري بعد واقعة فندق اطلس أسني بمراكش في بداية تسعينات القرن الماضي ، وهنا نتساءل : هل لجوء دولة باتخاذ قرار فرض التأشيرة ، على مواطني دولة سخّرت المخابرات الجزائرية جزءا منهم للقيام بعمليات إرهابية في بلد جار ، هو إهانة وجّهها النظام المغربي الى الشعب الجزائري ؟
ومنذ متى كان قرار فرض التأشيرات ولو مؤقتا من دولة ، يشكل إهانة لمواطني دولة أخرى ، في حين ان قرارات فرض التأشيرة يبقى عملا سياديا للدول ، ومن حقها ان تفرض التأشيرة على مواطني دولة ، قام المنتسبون لها بأعمال إرهابية ، خططت لها أجهزة مخابراتهم العسكرية ؟
وعند ما يعتبر الرئيس الجزائري ، قرارا وطنيا تتخذه دولة باسم السيادة ، قرارا مسيئا لمواطنيها ، وهو اجراء يبقى اداريا ، فماذا نسمي قرار النظام الجزائري الجائر بإغلاق الحدود كليا في وجه الشعب المغربي ، الذي لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد ، ومثل الشعب الجزائري ، بالنزاع الذي يدور بين النظامين الغربي والجزائري ؟
فمن هو قرار الإهانة الحقيقي . هل قرار فرض التأشيرة التي فرضها الجو المرعب الإرهابي ، الذي عرفته مدينة مراكش من قبل جزائريين يحملون الجنسية الفرنسية ، وهو قرار قد يكون مؤقتا حتى تجاوز مخلفات وآثار العملية الإرهابية ، ام هو القرار القاضي بإغلاق الحدود بصفة نهائية ، وليس فقط مؤقتة ، وبشكل كان منتظرا ، ولا نقول انه جاء متسرعا ، لان التذرع بقرار فرض التأشيرة ، كان السبب فقط لِمَا كانت القيادة الجزائرية تنتظره ، للمرور الى قرار الاغلاق النهائي للحدود ؟
والسؤال هنا من المتضرر من الاغلاق : هل الشعبين المغربي والجزائري ، ام النظامين المغربي والجزائري ؟
إذن من أهان بقراره العدمي / الاغلاق ، شعب الدولة الأخرى ، في حين ان سبب الاغلاق ، كان يُفكر فيه من قبل القيادة الجزائرية ، بسبب نزاع الصحراء الذي اصبح شرطا من الشروط الأساسية ، تفرضه القيادة الجزائرية لإعادة فتح الحدود من جديد ؟
وحين يربط النظام الجزائري فتح الحدود بنزاع الصحراء ، فالإهانة التي تذرع بها السيد رئيس الجمهورية الجزائرية ، تبقى حجة عليه لا له ، خاصة وبالرجوع الى جميع تصريحات المسؤولين الجزائريين ، فهم يشترطون حل نزاع الصحراء أولا ، وبعدها يأتي حل جميع المشاكل العالقة ، وبما فيها إعادة فتح الحدود .
وحين يعتبر الرئيس الجزائري وبفمه المليان ، انّ التوتر بين البلدين لا يزال قائما لفظيا ، ورغم هجومه وهجوم قائد الجيش الشعبي الجزائري سعيد شرنقريحة ، وكل القادة السياسيين على المغرب ، و يعتبر ان النظام المغربي مر بالصراع الى ما يتعدى الصراع اللفظي ، مذكرا وهو نوع من التهديد ، بصون العقل ، لانّ الأمور حسب تعبيره يجب ان تتوقف ..
وحين يربط الرئيس الجزائري بين المديونية الجزائرية ، وبين نزاع الصحراء ، معتبرا ان رفض الجزائر للاستدانة ، هو لبقائها تدعم وتمول نزاع الصحراء ..
فان السبب الإهانة التي تذرع به الرئيس للإبقاء على الحدود مغلقة ، ليس هو قرار النظام المغربي بفرض التأشيرات على الجزائريين ، لكن السبب في كل ذلك ، هو نزاع الصحراء السبب الرئيسي الذي يراهن عليه النظام الجزائري ، لحل كل تناقضاته ومثبطاته الاقتصادية والاجتماعية ..
ان تأكيد الرئيس الجزائري ، وتشديده على ضرورة قيام النظام المغربي بمبادرات للصلح ، وهذه ليست مبادرات ، بل هي شروط تعجيزية ، ومهينة ،ومذلة ، هي دليل ساطع على ان النظام الجزائري غير مهتم بإعادة فتح الحدود ، لان السؤال هنا : هل النظام المغربي سيقبل بالشروط الجزائرية / المبادرات للتصالح ، بمحددات النظام الجزائري التي تضرب كل مبادرة حقيقية للمصالحة ، ولإعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين الى سابق عهدها ؟
وإذا كان النظام الجزائري ، لم يحدد نوع وطبيعة المبادرات / الشروط ، فالرئيس عبدالمجيد تبون ، وكل القيادة السياسية للنظام الجزائري ، سبق وان اشارت الى تلك الشروط التي قد تزج بالمنطقة في المجهول ، لان لا احد سيقبل ، او سيتقبل الإهانة من جار ينافق حين يبدي حرصه الشديد على الاخوة والاحترام للجار ، وفي نفس الوقت يزرع الحقد والضغينة ، عند فرضه لشروطه المهينة ، والمذلة ، والمتعارضة مع المبادرات الحقيقية للصلح ، ولطي الصفحة ، بما يوحد الجهود والامكانيات ، للرفع من المستوى المعيشي والتنموي لكل سكان شمال افريقيا ..
ان من ابرز الشروط التي يعتبرها الرئيس الجزائري بمثابة مبادرة :
1 ) تقديم النظام المغربي الاعتذار للنظام الجزائري عن قراراه بفرض التأشيرة على الجزائريين ، خاصة الحاملين للجنسية الفرنسية ، مع العلم ان قرار فرض التأشيرات هو قرار سيادي للدول ، ولا يشكل اية إهانة لمواطني الدولة الأخرى ، بخلاف قرار اغلاق الحدود بصفة دائمة في وجه الشعب المغربي ، الذي يعتبر من اكبر الاهانات التي سلطها النظام الجزائري على الشعب المغربي .. وهنا لماذا لو كانت للنظام الجزائري النية الحسنة ، من ان يبادر بدوره بفرض التأشيرات على المغاربة اسوة بما تفعله جميع الدول ، بدل اللجوء الى الاغلاق ؟
2 ) على النظام المغربي الكف عن اغراق الجزائر بالممنوعات من كل الأصناف والانواع ، مع العلم ان الجزائر هي منبع توريد حبّات القرقوبي المختلفة الى المغرب ، وهي شهادات حصلت عليها من عند مروجين مغاربة للهلوسة الجزائرية .
3 ) على النظام المغربي ان يشرع حالا وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ، في اتخاذ الإجراءات التي تُسرّع تنظيم الاستفتاء في الصحراء ، وهنا وبتشديد النظام الجزائري على هذا الشرط ، يكون قد ابان عن وجهه الحقيقي كطرف رئيسي في الصراع ، لا فقط كمراقب .. فبأية حجة يربط النظام الجزائري إعادة فتح الحدود بملف الصحراء ؟
لقد حاول الرئيس عبدالمجيد تبون خلال الندوة الصحافية مع فرنسا 24 ، ان يفرق بين النظام المغربي ، وبين الشعب المغربي ، في محاولة لإظهار النظام الجزائري بوجه الحَمَل امام النظام المغربي الذئب ، لكن حتى هذه اللعبة المفضوحة لتبريئ الساحة والدفع بالمسؤولية ، كانت حجة على الرئيس الذي كان يشير بطرق سلسلة ، الى موقف النظام الجزائري الرسمي الذي هو العداء الى الشعب المغربي ، قبل عداءه للنظام المغربي .... فحين يحشر الرئيس النظام الجزائري كطرف رئيسي بنزاع الصحراء ، ويدعو الى الحلول التي تتجاوز حقوق الصحراويين التي من المفروض ان تكفلها قرارات الشرعية الدولية ، التي لا تزال عاجزة عن وضع حد نهائي لهذا النزاع الاقدم في تاريخ النزاعات الدولية ، وبشهادة الممثل السامي للاتحاد الأوربي للشؤون الخارجية ، والسياسية ، والأمنية السيد جوزيب بوريل L’Espagnol Josep Borrell الذي اعتبر موقف الاتحاد الأوربي من نزاع الصحراء تحكمه لوائح مجلس الامن الاممي ، وهو بيد الأمم المتحدة ، فان ما يعتبره الرئيس الجزائري من مبادرات ، وهي في الحقيقة شروط يتمسك بها النظام الجزائري ، تعني ان المنطقة سوف لن تعرف لا الآن ، ولا في المستقبل ، ولا حتى بعد مائة سنة قادمة ، أي صلح ، واية إعادة للعلاقات بين النظامين ، مادام في الجزائر نظام جمهوري ، وما دام في المغرب نظام ملكي ..
ومما يوضح صبيانية النظام الجزائري ، وانّ لا صلح ابدا على الأبواب ، انه بمجرد علمه ببناء النظام المغربي لقاعدة عسكرية للمراقبة ، حتى انطلق من عقاله مسرعا ، لبناء قاعدتين عسكريتين جزائريتين بالحدود مع المغرب ، ومسرعا بتنظيم المناورات العسكرية وبالذخيرة الحية بالقرب من الحدود المغربية .
فهل نحن امام تسابق للتسلح للتحضير للعدو ، ام اننا امام مبادرات حقيقية للصلح والمصالحة ؟ وهي المبادرات التي تبقى بعيدة المنال ، بسبب الاشتراطات التعجيزية ، والمذلة ، والمهانة للنظام الجزائري للنظام المغربي ؟
ان اكبر خطأ ارتكبه النظام الجزائري ، من بناء القاعدتين العسكريتين الجزائريتين ، بالقرب من الحدود المغربية ، انه قربهما للضربات الموجعة في حالة نشوب حرب بين النظامين ، والحال ان بناء القواعد العسكرية لا يكون بالقرب من الحدود ، خاصة حدود الدولة العدو ، وخاصة وان ما ينوب عن القواعد التي تبنى بالقرب من الحدود ، هناك الصواريخ القادرة على ضرب العواصم ، وضرب المدن الكبرى ، وهناك المقاتلات النفاثة من الجيل الأخير ، وهناك الغواصات والبواخر التي تقدف مقذوفاتها بعيدا من وسط البحر ...
يبدو من خلال تطور الأوضاع ، وسرعة الاحداث التي تفاجئ المعنيين ، ان ما يسيطر على نفسية النظام الجزائري بعد ذهاب بوتفليقة ، هو النزعة العسكرتارية ، والميول الى الحرب .. وان الحديث عن الصلح والسلام ، وإعادة العلاقات بين النظامين الى طبيعتها العادية ، ليس الاّ لا بعاد النوايا الحقيقية التي تبيث التي هي الحسم العسكري ، الذي تؤمن به المؤسسة العسكرية الجزائرية ومعها النظام الجزائري ، وعند نشوب الحرب أ كيد ستتدخل الأمم المتحدة ، وسيتدخل مجلس الامن ، وهذا طبعا ما ترغب فيه الجزائر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة